بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
شدني شاعران يمنيان أكاديميان من شعراء القصيدة العربية الحديثة، أرى أنهما يتشابهان تمام الشبه، لا أدري كيف أجمع أو أفرق بينهما، وهما عبد الحكيم الفقيه وعبد العزيز علوان، وإن كان يغلب على الأول نزعته الثورية الأكثر غضباً وسخريةً من مؤسسات القمع السلطوي لحرية الإنسان والشاعر خاصةً قصيدته :(حذائي الممزق أفضل من وطني )..،ثم أخيراً أجمعتُ أمري أن التشابه ربما في تقنية بناء القصيدة كما هو الحال في قصيدة الفقيه ( النقود إلهٌ حقود) وعلوان ( نفايات بلاستيكية)، سبق أن احتفى بهما هذا الموقع الجميل مأرب برس وكذا موقع (عناوين ثقافية) للمحرر والناقد أحمد السلامي أو ربما في تشابهٍ وتناصٍ فكري بين الاثنين كونهما ينتميان للفكر الإشتراكي الثائر..في هذه الحلقة الموجزة استعرض باختصار كيف أن الشاعر الأكاديمي عبد العزيز علوان(متخصص فيزياء –الدكتوراه)يستوي عنده انشطار الذرة وانشطار القصيدة،يفجر من النواة الصغيرة " قنبلة" إبداعية مذهلة في انشطارها وتأثير قوتها...
لو أخذنا على سبيل المثال قصيدة علوان: (نفايات بلاستيكية)، موضوع القصيدة باختصار (قراطيس المشمع) التي أخذت في القصيدة سطوةً لا توصف على حياة الناس المعيشية والسياسية والتجارية حتى استعبد البلاستيك أرباب الشركات والمصانع ورجال الحكومة والأحزاب،يخطبون ود البلاستيك ،لا يحبونه ولكن لا يستغنون عنه ويقبلون بهذا الإستعباد... أليست القصيدة حرفةً ومهنةً " فيزيائية" للشاعر يلعب بها ومعها كل يوم؟..يقول في القصيدة البلاستيكية:
البلاستيك
يحضى بدعم الشركات/الملوك/الرؤساء/البنوك
يوجه خطته نحو مايقتضيه النظام الذي تهيم به
بلاستيكية العولمه
البلاستيك
يشن الهجوم على السوق
على بائعي القات
الفواكه والخضروات
يحكم السيطره
.....
يعززموقعه بالسلطات الثلاث
يقيم علاقة ود حميم
حميم
مع كل حزب وظل
البلاستيك
يشيد
بحسن جوار القمامات
النقابات
الإتحادات
والحافلات
البلاستيك
نحو المساجد
نحو المقابر
نحو المخابز
يحث الخطى
وصوب السجون
الشواطئ
المشافي
النائيات القرى
يزحف كا لسلحفاه
البلاستيك
يمشط كل الفصول المدارس
ويحكم قبضته على الجدب في ساحة الجامعات
البلاستيك
يحضى بحب الجماهير
يرشح في الإنتخاب
يفوز يفوز بكل إنتخاب
البلاستيك يؤدي اليمين
فيعفو
إذا صفعت وجه رؤيته في شارع القصر
عن الأحذيه
ويصفح لو مرغت زهو الوانه في ساحة
الإحتفال
عن الأرجل الحافيه
البلاستيك
يشن الهجوم الأخير
ويستوطن الحقل والنبع
النوم في البيت
ولأرصفه
البلاستيك
في بلدي السعيدة والطيبه
سيصبح في أمم التلوث أمين أماناتها
الدائمة.
شاعرية علوان أستطيع تلخيصها بعبارة " فيزياء الشعر الذري"- مسؤولٌ أنا عن هذه العبارة بقدر ما يسمح لي الوقت لمتابعة قصائد الشاعر علوان، وأرجو أن يُسجل هذا باسمي" متواضعاً "- ومستعدٌ للدفاع عن وجهة النظر هذه في منا سبات آتية...
وهذه الشاعرية العلوانية تأتي انسجاماً مع المقولة التقليدية أن ابداعية الشاعر ليس في "موضوع كبير أو عنوان عرمرم" يتناوله ولكن في كيفية طرح المعاني الشعرية وبناء الصور لفكرةٍ وإن كانت تبدو صغيرة أو حقيرة كـ قراطيس المشمع التي أشرنا اليها،فجر الشاعر من قراطيس المشمع مائة حكاية وحكاية على مستوى الفرد والمجتمع والحكومة والسياسة واحوال الناس حتى في مقابرهم،هكذا سجل حضوراً مدوياً لانشطار "قصيدة المشمع" ذرياً... ثم أجدني أكثر ثقةً من أي وقتٍ مضى من قصة "الفيزياء الإنشطارية العلوانية" من خلال جديد الشاعر "فيزيائياً"..في قصيدته الجديدة :( زي الفُل) يتشظى الشاعر أحلاماً،يسافر مع الكون ومع الضوء فاتحاً كل نوافذ الُحلم والأمل في أقصى ذروته متحدياً (كابوس السلطة) وظلام السلطة.. ثم ماذا ؟ ثم حتماً سينتصر ضوء القصيدة وحتماً سيهزم كابوس السلطة وظلامها... أليس الضوء يهزم الظلام؟ لقد انشطر الشاعر على نفسه " قنبلةً ضوئيةً" ،هذا شغل فيزيائي بالدرجة الأساس،ذروة حلم صغيرة تهز كوابيس مدججة بالظلام..ولاحظوا المفردات: ( ستحلم..،ستصبح..،ستبلغ)..، من هذه النقطة الصغيرة نقطة الضوء أو نقطة الأمل تنشطر القصيدة لا تبالي بـ جند كوابيس السلطة وسيغدو الشاعر " زي الفُل" ..
يهندس الشاعر قصيدته فيزيائياً مع حذرٍ:( خذ بالك) يتعلم فن الحُلم وقواعد الدفاع عن الحُلم الذي لا بد وأن يهزم في النهاية جند الكابوس،لأن أسرار الضوء في الأخير هو سر فيزيائي لا يعلمه جند الظلام- مقطع من قصيدة علوان (زي الفل):
ياتيك الفرح كئيبا كعادتة
والفجر كا عشى يتحسس اقدام خطاه
وياتيك الليل في عز كأبته
وتكون انت القاصي والداني
ستحلم
اعرف انك ستحلم رغما عن انف الليل
بجمال
الأرق الفضي
بمرايا الروح
وببعض من امل يتلألأ
وباشجار يساقط منها دمع الفرح المنساب
في ظل القلب
وستحلم
[خذبالك]
ثمة جند من كابوس السلطة
قد تدهم خلوتك الآن
ابق الضوء مفتوحا كالروح ومتسعا كالكون
وستبلغ احلامك حد الذروة
وستصبح
[زي الفل]
........
* شاعر وناقد أدبي
a.monim@gmail.com