المشترك : تخاذل رسمي ام تواطؤ سياسي
بقلم/ أحمدعبد الله
نشر منذ: 15 سنة و أسبوع و 6 أيام
السبت 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 07:43 م

رغم أني تربيت في ظلال حزب الإصلاح إلا أن ما أشاهده الآن من مواقفه المتخاذلة تجاه قضية المتمردين لا يسمح لي أن أجاريه في هذه المواقف فأن تكون داعيا لوقف الحرب وحقن الدماء فهذا شيئ مشروع لكن أن تجعل المتمرد الخارج على القانون هو والحكومة سواء بحيث تشعرنا أن له حقوقا يطالب بها وأن من حقه ذلك ، فإن هذا يعد دعما واضحا للتمرد مهما كانت المبررات التي تدعوك لأن تتخذ هذا الموقف الهزيل الذي يدفعك إليه رأي ناتج عن إحساس بالفشل في تحقيق شيئ ما في المسيرة السياسية التي خضتها خلال سنوات مضت .

نعم خلال هذه السنوات كلها والإصلاح الحزب الذي يجعل المنطلقات الدينية له بابا يمارس من خلاله تقلباته السياسية وتحركاته المتناقضة التي ما فتئنا نسمع عنها كل وقت ولعل الفتنة الدائرة في صعدة بقيام مجموعة من المتمردين الخارجين على القانون بحركة تمرد ضد هذا الوطن الغالي وتحت مسميات ومزاعم وادعاءات حقوقية مفتراة يدفعنا إلى النظر في موقف الإصلاح تحت مظلة اللقاء المشترك ليتبين لنا بجلاء مقدار العمى السياسيي والديني الذي يمارسه هذا الحزب في اتخاذ قراراته وإعلان مواقفه المتخاذلة تجاه هذه الأزمة الوطنية الكبرى ؛ إن المتابع للإعلام الخاص بأحزاب اللقاء المشترك يرى مقدار تناغم اللهجة الإعلامية بين أحزاب اللقاء في تواطؤ سياسي متخاذل تجاه هذه الأزمة ، ليس لشيئ إلا ليجعلوا من هذه القضية الوطنية الكبرى قضية مزايدة واستغلال تحت ذرائع الفساد الحكومي الذي لم يعد يخفى على أحد ، وتحت ذريعة موقف الرئيس من أزمة صعدة وممارساته التي أراد فيها أن يجعل اللقاء المشترك ضحية هذه الحرب ؛ هكذا – إذا – هي حساباتهم ولكن الذي لم يدركه اللقاء المشترك بعد هو أنه هو – أيضا – جزء من الفساد الذي أتى على كل شيئ داخل الدولة ، فيكاد يكون الفرق بينه وبين الفساد الحكومي ليس كبيرا سوى أن الجانب الحكومي يظهر فساده ويتحمل الفساد الذي يحدثه الآخرون في مواقعهم التي يتبوؤونها والذي يتحمل كبر هذا الفساد هو الجانب الحكومي بالطبع بحكم كونه حاكما ويتولى مقاليد الأمور .

عندما يتحدث اللقاء المشترك عن الفساد فهو لم يأت بجديد فالفساد يضرب أطنابه في سائر مرافق الدولة ،غير أن الفساد الأكبر والفساد الأعظم هو مايمارس الآن وعلى الملأ بكل وضوح إزاء أزمة صعدة القائمة ، ولعل من أبرز هذه المظاهر:

-التجاهل الإعلامي الواضح لهذه القضية وأبعادها العقدية والتاريخية.

-محاولة إظهار المتمردين الحوثيين كأناس هم ضحايا لتسلط الدولة .ويظهر ذلك واضحا في البيان الختامي الذي أصدره أحزاب اللقاء المشترك في المؤتمر الصحفي المنعقد يوم الخميس 29/10/2009م ، حيث حذرت أحزاب اللقاء المشترك من تداعيات الاتجاه إلى حكم بوليسي وتدعو إلى الوقف الفوري للحرب في صعدة .

في المقابل نجد أطراف اللقاء المشترك في ذمار يدينون تجييش أبناء المحافظة للقتال في صعدة وتزعم أنه محاولة للزج بهم في أتون الحرب الدائرة في محافظتي صعدة وعمران وذلك حسب ما نشتره جريدة الصحوة نت في عددها الصادر يوم الخميس29/10/2009م : (وحذر بيان صادر عن الاجتماع الدوري للجنة التنفيذية لمشترك ذمار من عواقب إشعال الفتن بين أبناء الشعب. وطالب طرفي الحرب في صعدة بإيقافها وحقن دماء اليمنيين مدنيين وعسكريين، وإيقاف مأساة النازحين من منازلهم والعودة للحلول السلمية وتوجيه نفقات الحروب العبثية للتنمية وإصلاح ما دمرته حروب صعده) أرأيت أخي الكريم إلى هذا التلاعب في الألفاظ ليجعل من التمردين مجرد ضحية تستبد بهم الحكومة وتزج بهم في فتن تقوم هي بإشعالها) .

ولعمري : من هو ياترى الذي يشعل الفتنة الآن ويزيد نراها ويؤلب جموع أبناء الشعب ....ومن هوم يا ترى ذلك الذي تخاذل عن نصرة الوطن وحمايته في وقت كان يجب أن نترك كل مزايدة فارغة أو لعب بأوراق خبيثة هكذا وبكل غباء وتبجح ومزايدة يقف اللقاء المشترك وعلى رأسه حزب الإصلاح موقفاسلبيا تجاه قضية وطنية كبرى ، كان يمكنه أن يكسب هذه القضية ويحصل على وسام شرف وطني نتوجه بها في وقفته الكبرى ولكنه أبى إلا أن يدخل في لعبة مزايدات فارغة سوف يخسر فيها أكثر مما يكسب مهما كانت المبررات التي يتمسك بها .

فماذا نستطيع أن نسمي هذا التكتيك السياسي الذي يمارسه حزب الإصلاح داخل اللقاء المشترك ؛ أهو قرار وطني يجعل الوطن قضيته التي لا بد من الدفاع عنها أم هو مصاب بالعمى السياسي أم ماذا ؟؟؟.