بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
لا أزال مصدوما بما أسمع عن أسلوب المعاملة التي يتجرعها الصحفي والكاتب محمد محمد المقالح منذ اختطافه في 17 سبتمبر العام الماضي, حيث بدأت البشاعة من طريقة إخفائه قسريا إلى إظهاره بذاك الشكل الذي أذهل مروان دماج- أمين عام نقابة الصحفيين اليمينين حين رآه على هيئة هيكل عظمي في بداية فبراير الفارط, في النيابة الجزائية بالعاصمة صنعاء على ما أتذكر.
وظل السؤال وما زال: ما الذي ارتكبه المقالح حتى يعاقب بهذه الطريقة التي تجردت من كل معاني الإنسانية وحملت كل صنوف البشاعة والاشمئزاز؟, على أن الأكثر حيرة هو إظهار تلك المعاملات أمام الملأ على ملامح المقالح وهي تحكي فصولا من المأساة, وروايات من الاضطهاد الذي تعرض له طيلة نصف عام.
وعلى الرغم من المناشدات والاحتجاجات والمطالبات المحلية والدولية, والتي لا شك أن الأخ الرئيس علي عبد الله صالح قد سمعها أو وصلته أو تابعها من هنا أو هناك, إلا أن الأمر لم يتغير شيئا, حتى خالتنا الشكوك أن هناك شيئا ما كبيرا وكبيرا جدا, يبيّت للحريات والهامش الديمقراطي في اليمن.
ولا أريد أن أطيل هنا أكثر من اللازم, إذا تقف بي الكلمة عند أقصى حدود الرجاء من الكف عن وصف المأساة الموحشة بحق العظيم محمد المقالح, رحمة لرقرقة الدموع, وإثارة الأشجان.
ولي أن أتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بهذه الكلمات: إنك يا صحاب السيادة على هذا البلد مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن تضع حدا لهذا العبث الذي يجري تحت نظام حكمك, وعلامة حمراء للبطانة التي تزين لك بساط المآسي بلون الورد, كما أنه يجب عليك معاقبة من يسيئون لك عبر هذه الأساليب, خصوصا وأنت تشهد نهاية ولايتك الأخيرة, واعتقد جازما أنك تريدها أن تكون مسكا وأريجا في سجل التاريخ, ومكتبة الشرف, على أن المطلب الأكثر من ملح أن تحقق العدل, فتنصف المظلوم وتوقف الظالم عند حده, فبدلا من اعتقال المقالح أأمر باعتقال شيخ الجعاشن, وبدلا من إيقاف صحيفة الأيام أأمر بإيقاف الفاسدين والعابثين الذي يستظلون بمظلتك ويسيئون لك كما ذكرت ذات مرة, وبدلا من مداهمة منازل الصحفيين واعتقالهم أأمر بالكف عن متابعة القلم, وشجع الصحفيين على الوقوف بجانبك في محاربة الفساد.
إنني أريدك يا رئيس الجمهورية أن تزور أسرة المقالح؛ لترى دمعة مترقرقة على خد ابنته الصغيرة تسألك أين أباها؟, لتسمع عَبرة مكلومة من أولاده ترجوك أن تضع حدا لمأساة والدهم, لتتلمس حاجة الأسرة التي فقدت عائلها, ورأته يهان ويجرجر وقد يفقد روحه في السجن أو المستشفى جراء العذاب الذي أذاقه إياه حماة نظامك ودعامتك ومن تفخر بهم أنهم صمام أمان هذا الوطن.
إنني أتمنى يا رئيس اليمن الموحد أن يرق لك قلب وتأمر بالإفراج الفوري, على الرغم من أن عزيمة وشكيمة المقالح ستعارض هذا التمني والترجي, إيمانا منها بأن الحقوق تؤخذ ولا توهب.
ما شعورك أيها الرئيس حين تعرف أن بلال, الابن الأكبر للمقالح, يدرس في سوريا في ظل تلقيه المعلومات من وسائل الإعلام عن حالة أبيه الصحية, وعما تعرض ويتعرض له كل يوم في المحاكم والأمن والأماكن السرية؟.
ما رأيك يا صاحب الفخامة وأنت لا تحرك ساكنا في ضوء المناشدات التي وجهت لك بإطلاق سراح المقالح؟ على الرغم من أن هذه مهمة القضاء؟, ثم ما رأيك بالأسلوب الذي تعرض له المقالح وأنت تقول لنا صباح مساء أن هناك دولة مؤسسات؟.
افرض يا صاحب الحل والعقد أن المقالح ارتكب خطأ, هل ترضى أن تكون هذه المهزلة عقابا له؟ فأين المؤسسات إذن المقامة على دستور وقوانين؟.
إذا كنتَ قبلت اتفاق هدنة مع الحوثيين, وخيرا ما صنعت, وهم رفعوا في وجه نظام حكمك السلاح وأحرجوا جيشك في صمودهم الأسطوري, فلمَ لا تقبل أن تتصالح مع الصحفيين, والمعتقلين, ومع محمد محمد المقالح, لتكتمل الصنعة الحسنة في إيقافك لحرب صعدة.
إنك رئيس ولديك صلاحياتك في هذا البلد, تلك المعقولة وغير المعقولة, لكنني أقول لك, إن وُجِدَ خطر تخشاه وتعمل له ألف حساب وحساب, فلن يأتيك من القاعدة, وليس من الحراك الجنوبي, وليس من الحوثيين.. إن الخطر الأكبر الذي يداهمك سيأتيك من الداخل.. من عمق مركز اتخاذ قرارك, وهاهي إحدى بوادره قد بدت بشكلها الفاضح, في ظل صمتك المستغرَب منه, بتشويه سمعة النظام الذي تقف في قمته منذ أكثر من ثلاثة عقود.
فالمقالح لا يريد منك العفو, إنما نريده نحن له. والخيارات لديك متاحة, وأنت إنسان ذو ذكاء خارق, حسب من عرفك, وأمامك رقعة شطرنج, فإما جعلت الفوز حليفك, وحليف اليمن, بنقلات مدروسة ودقيقة, وإما حاصرت نفسك بنفسك, مع أنني لا أريد لك إلا كل خير وصلاح.
nashwanalothmani@hotmail.com