بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
تناقلت الأنباءُ أخبارَ تلك الضربة الاستباقية التي نفذتها قواتُ الطيرانِ اليمني بملاحقة أفرادٍ من القاعدة وأدت إلى مقتلِ العشرات منهم .. ثم بدأت تلوحُ في الأفق أنباءٌ عن فشلها وخطاء في نوعية القتلى فبدلا من أفراد القاعدة كانت الضحايا من الأبرياء والأجيال الواعدة .. وتحولت الضربة الاستباقية إلى ضربة إخفاقية .. وودعت أرضنا أربعين أو أكثر من أبنائها في غمضة عين .. خطاء .. من المسئول عنه ؟! جريمة.. أين التحقيق فيها ؟ من سيحاسب ويدفع الثمن؟ لا أحد فهذه ضريبة وعقاب يدفعها أبنائنا في عالمنا الإسلامي وعليهم الصبر والاحتساب !! إن لم تكن تلك رسالةً يراد بها مفهوما محددا موجها إلى فئات متعددة ..أو مقدمة لأخطاء كثيرة مثلها مستقبلا في أرجاء أخرى من الوطن .. وبداء عامنا الهجري الجديد بتناثر هذه الدماء البريئة ..
ومع بداية العام وبتأمل دروس الهجرة النبوية وجدت تشابها لها مع أحداث وأطراف في واقعنا المعاصر اليوم .. وربما كان السابق خيرا من الحاضر ..فالهجرة بداية التحول من العيش في ظل دولة الظلم والباطل إلى تأسيس دولة الحق والعدل .... من الضعف إلى القوة ...وفيها دروس عظيمة وكثيرة .. ومقارنات تستحق الوقوف للعظة والعبرة ولا يسع المقام إلا لليسير منها:
ــ خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) مهاجرا إلى المدينة وأعلنت قريش عن جائزة 100 ناقة لمن يأيتها بمحمد واليوم يعلن حكام المسلمين عن جوائز لمن يبلغ عن معلومات عن أفراد مصنفين بأعداء للنظام والدولة والقانون وقد يكون ذلك حقا أنهم خطرون على المجتمع بانتهاج فكر تطرفي أو طائفي أو غيره ولكن وجه الشبه هي الجائزة وان ما يحرك ايجابية المجتمع هي المادة والمنفعة لا الذاتية والوطنية .. وخرج طلاب الجوائز لنيل هذه المكرمة العظيمة ... ولكننا نطالع أن أهل أبي بكر لم يمسسهم سوء .. وان عليا بن أبي طالب لم يسجن أو يقتل برغم وجوده في فراش النبي .. فقد كانت قريش الكافرة تتحلى بمكارم خلق وحسن أدب وعدل فالمطلوب محمد (صلى الله عليه وسلم) ولم تكن لتضر أحدا غيره وقريش اليوم في بلاد المسلمين قاطبة لا تتحلى بتلك الصفات فهي لا تفرق بين المطلوبين وغيرهم .. رجالا أو نساء .. أطفالا أو شيوخا .. تقتحم المنازل وتنتهك خدور النساء وتروع الأطفال المساكين وربما قادتهم إلى السجون .. فلا حقوق لهم ماداموا من أقارب المطلوبين ... فلتتناثر الدماء وبعدها نعتذر أو لا نعتذر فالكل أعداء .. قريش ورجالها كانت تخشى أن تلحقهم معرة أو مذمة بإصابة النساء والولدان والعجزة وقريش اليوم لا يهتمون أبدا بل يتعبدون دول الكفر بتقديم دماء ولحوم هذه الشرائح الضعيفة قربانا وإثباتا للولاء والطاعة... فمن أفضل قريش الكافرة أم قريشنا المعاصرة ؟!!
ــ أبو جهل وأعوانه يأمرون باقتفاء الأثر باستخدام وسائلهم المتواضعة فلم يخطئوا في الفتك بأحد لا حقيقة ولا اشتباها .. واليوم يتتبعون الأثر بوسائل متطورة بأقمار اصطناعية فتأتي الضربات خاطئة وموجعة في أجساد غضة ولحوم رقيقة .. في غزة وأفغانستان واليمن وباكستان و ..... وكم سنعدد من الأماكن فدم المسلم هدية ولا يستحق حتى الاعتذار ناهيك عن المحاكمة والدية .. فمن أفضل أبو جهل الكافر أم أوامر أبي جهل الحاضر ؟!!
ــ وخرج الرجال يطلبون الجائزة ومعهم سراقة بن مالك .. فلحق بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحث خطى فرسه للحاق به فخاست حوافره في الأرض وسقط من على ظهره فكرر المحاولة ثلاثا والنتيجة واحدة .. السقوط .. وبعدها أيقن أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) محمي ولا طريق إليه وان كل المحاولات ستبوء بالفشل فاختار الحوار والمسالمة وتوقف عند نقط تحكيم العقل والمنطق فمنحه النبي جائزته المستقبلية سواري كسرى ..خرج سراقة محاربا وعاد مسالما سالما
ومع فارق القياس الكبير .. اليوم لماذا يحتاج سراقنا وأطراف النزاع إلى حرب ثالثة ورابعة وعاشرة لإثبات وجهات نظر صحيحة أو خاطئة .. لماذا لم يدركوا منذ الثانية أو الثالثة أن الأمر يحتاج إلى حسم بشدة أو حوار بمودة .. لمصلحة من كانت الحرب تشن والمواجهات تدور في أرجاء الوطن الواحدة تلو الأخرى.. وكذلك ما يدور دائما من جدال وادعاءات وتداعيات .. أما كان بالإمكان احتواء كل ذلك منذ زمن بعيد مع كل الأطراف الموجودة .. صدقا وحقا كان سيتم كل ذلك بسهولة ويسر ... بضعف الهدهد ورقة بلقيس ... لا بقوة فرعون وكبرياء إبليس !!
أيقن سراقة انه مخطئ بعد الثالثة فتوقف .. فمتى يدرك سراقاتنا أنهم مخطئون في التعامل بهذه السلبية واللامبالاة مع أطراف وأبناء الوطن فيتوقفون .. ربما بعد المجالدة العشرين أو بعد خراب الديار وحينها سيجدون من يحملونه أوزارهم بدون حياء وإعذار .. لماذا لابد لنا من آخرين لينظفوا بيتنا المتسخ .. ويرمموا قصرنا المتهالك ؟! ويداووا جرحنا الغائر ؟! وكم يجب أن تسيل دماء ؟ وتتناثر أشلاء ؟ وتزهق أرواح ؟ حتى ندرك انه قد آن أوان التعقل والتوقف !!
اخطأ الحوثي بالطائفية والحراك بالانفصالية والقاعدة بالتطرف .. وكلها أخطاء في كفة وخطأ ولاة أمرنا في كفة ثانية ! .. كيف ؟! ببساطة : الم يكونوا لك يوما رعية ؟!