آخر الاخبار

الحكومة الشرعية توجه رسالة تحذير للمليشيات من مغبة تصعيدها الحربي على مختلف الجبهات مليشيات الحوثي تحصر جامعة صنعاء لأبناء قادة الجماعة ومقاتليها اللواء سلطان العرادة يبلغ الإدارة الأمريكية بضرورة الالتزام بالمرجعيات الثلاث لأي عملية سلام قادمة الكويت تؤكد دعمها للحل السياسي في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث .. رئيس هيئة الأركان يدشن فعاليات توعوية لسائقي المركبات العسكرية ويوجه باستكمال ترقيم الجيش مأرب : ندوة فكرية تدعو لتوسيع برامج المواجهة لمشاريع التطييف والتشيُّع الحوثي الإيراني. الاعلام الحوثي يبث مشاهد مصورة لعناصر حوثية تستعرض مهارات الاهانة والإذلال لكبار قيادات حزب المؤتمر في وضح النهار - شاهد كيف ظهر بن حبتور والراعي نتائج اجتماع رئيس مجلس القيادة برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي والمعنيين بالشأن الاقتصادي هيئة الأزياء السعودية تطلق أول استوديو من نوعه في مجال صناعة الأزياء في المملكة وزارة الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم الاعدام بحق سعودي تعاطى مخدرا وهتك عرض إمرأة وقام بقتلها

شقيق الحمدي يروي بعض التفاصيل الوطنية في حياة الرئيس الشهيد

السبت 15 يونيو-حزيران 2013 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صدام أبو عاصم - خاص
عدد القراءات 17689
رحبوا معي بفخامة الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي الذي بدأ مشروعه اليمني النبيل قبل 39 عامًا ويومين. معلوم أن القتلة تربصوا به وأوقعوه بعد حوالى ثلاث سنوات من محاولة تصحيح أخطائنا وأخطارنا، غير أنه تغلب على محاولة الإخفاء القسري الدامي، ليظهر اليوم، كما كل يوم، مرتديًا بزته العسكرية في أعماق قلوب كل اليمنيين، من كل الأجيال.
يسترجع اليمنيون الذين عايشوا فترة الحمدي بعضًا من ملامح الخير الذي بدأ يتشكل مع مجيء رئيس لبلادهم هو الأشهر على الإطلاق. في الواقع لم يدم الخير كثيرًا؛ ﻷن الشرور ظل يحوم حول الشياطين الداخلية المسنودة إلى أموال الخارج. ذلك أن روايات مقتل الرئيس الحمدي تكاد تتطابق في الإشارة الواضحة إلى أن سيارة محملة بمبالغ مالية ضخمة وبالعملة السعودية كانت متواجدة في مكان وزمان عملية الغدر التي تورطت فيها قوى قبلية وسياسية تحكمت فيما بعد بمقاليد الحكم في اليمن واستمرت تعبث بمقدرات الشعب وبطموحاتهم لأكثر من ثلاثة عقود.
وليس من مناسبة الآن للحديث عن القوى التي تآمرت على مشروع الدولة الذي جاء به الحمدي، ذلك أن القوى ذاتها التي تآمرت لا تزال تحوم حول مستقبلنا نحن اليمنيين، غير أن ما يجب الإشارة إليه الآن هو أن ابراهيم الحمدي لم يمت برصاصات الغدر وإنما هو حي ويتجدد حضوره في ضمائر كل الأحياء من أبناء اليمن الشرفاء.
الخميس الفائت الموافق الـ13 من يونيو الحالي، استقبل اليمنيون، وبكل تفاؤل وأمل، استقبلوا رئيسهم المقدم إبراهيم الحمدي، تماماً، كما استقبلوه قبل 39 عاماً حين قاد حركة التصحيح الناصري في 13 يونيو 1974 ليترأس بعدها البلاد ويحكم فيما باتت تُعرف لاحقاً، بأزهى فترة عرفها اليمن الحديث.
 وفي حين يسترجع اليمنيون الذين عايشوا فترة الحمدي ذكراه الطيبة، فإنهم نقلوا جزءًا من تلك الذكرى للأجيال التي تلتهم، حتى أن أجيال ما بعد الربيع اليمني باتت تعتزم المضي في ذات النهج الوطني ذائع الصيت. ولا تخلو أي بيت في اليمن من صورة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، ولا يزال حاضراً بمشروعه الوطني النبيل في قلوب كل الناس رغم المحاولات لطمس معالم ما أنجزه المقدم إبراهيم الحمدي في غضون 3 سنوات وأربعة أشهر فقط. ويمثّل الإخفاء القسري لمنجزات الحمدي وطمس معالمه وصوره، بعد أن تم اغتياله - طبعاً - في وليمة غدر في الـ11 من أكتوبر 1977، أحد أهم منجزات القوى الحاكمة في الفترة الماضية، وتحديداً مع نظام صالح الذي أطاحت به ثورة شعبية اندلعت مطلع 2011 في سياق موجات تغييرية أسميت بثورات الربيع العربي. كان على المثقفين والسياسيين والمهتمين أن لا ينسوا سيرة إبراهيم الحمدي العطرة في كل الشفاة، وكانت هناك محاولات لإظهار ما يحاولون - عبثاً – إخفاءه، كما هو طبع الأنظمة اليمنية المتلاحقة التي تأتي بطرق التوائية للحكم وتطمس معالم من سبقها. وبالتزامن مع ذكرى حركة التصحيح التي جاء بها الحمدي، وبالإشارة إلى ما يجرى - الآن - من امتداد طبيعي ومنطقي للإصلاح والتصحيح في عدة مؤسسات حكومية بما فيها الجيش والهيئات المدنية، بادر الكثير من المهتمين لتذكر سيرة هذا المنجز اليمني الوحيد.
أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان كتب على صفحته بالفيسبوك وبالمناسبة عن مشروع الحمدي. يصف ياسين الحمدي بأنه "محاولة للنهوض تعثرت بغياب الكتلة التاريخية".
 وأضاف: وعندما تبلورت ملامح الكتلة للنهوض تعثرت بغياب الحمدي. وتابع الدكتور ياسين: تقترن شروط النهوض بحقيقة أن اليمن لا تصنع تقدمه يد مهما تعددت أصابعها أو كثرت وإنما أيد تتعاون بانسجام. أمس الأول، وفي ندوة للتنظيم الناصري بالذكرى الـ39 لحركة يونيو، دعا سياسيون ومفكرون لاستلهام حركة 13 يونيو التصحيحية لبناء دولة مدنية حديثة في اليمن.
وتناولت الندوة التي حضرها عدد من السياسيين والمفكرين ومحبي وأقارب الشهيد الحمدي مشروع حركة 13 يونيو بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدي وضرورة محاكاتها كمشروع قابل للتطبيق وأنموذج ينظر له الآن من قبل كل القوى الوطنية.
 المشاركون جميعهم وصفوا حركة 13 يونيو بأنها لم تكن حركة متعلقة بالجيش بل تجاوزت ذلك إلى تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلى مختلف المجالات، فكانت مشروعًا حضاريًّا من أجل بناء دولة تقوم على أساس احترام النظام والقانون والمواطنة المتساوية.
أمين عام التنظيم الناصري سلطان العتواني تحدث عن تجربته الشخصية لفترة حركة يونيو في عمل لجان التصحيح في وزارة العدل آنذاك، وقال: أصدرت اللجنة قرارًا بمنع أحد وكلاء الشريعة من دخول الوزارة وذهب ليقابل الحمدي، واستطاع ان يحصل منه على أمر للعودة فذهب وكيل الوزارة لشرح الموضوع للحمدي فوجه برفض أي أمر يصدر منه إذا خالف القانون والصلاحيات الممنوحة للجان.
 وأضاف العتواني - في الندوة التي عقدت تحت شعار (بناء الدولة بين تجربة حركة 13 يونيو وقضايا مؤتمر الحوار الوطني): في عهد الحمدي كانت تنشأ الوزارات بموجب قانون أما اليوم لا توجد وزارة تعمل بقانون بل بلوائح فقط، وهذا دليل على مشروع الحمدي في بناء مؤسسات الدولة بالقانون. من جانبه اعتبر اللواء حاتم أبو حاتم ذكرى الحركة بأنها ذكرى خالدة في تاريخ اليمن، بل والأمة العربية، ومن أشد أيام اليمن بياضا، وعدها أبو حاتم ثالث أعظم يوم في تاريخ اليمن بعد 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتبعها 22 مايو.
وأضاف اللواء حاتم، وهو أحد القيادات الناصرية: كان الشهيد الحمدي من أبرز قيادات الجيش في هذه الوقت، وكان وضع الجيش قد ساء وخاصة بعد أحداث أغسطس ذات النفس المناطقي، وقد ساء الوضع من خلال تحكم مراكز القوى والتخلف حتى وصل الأمر بالبردوني أن يقول: "إذا ولد للشيخ ابن يوجدوا مديرية له"، وزاد الفساد وساءت أحوال الناس المعيشية, لذا قرر الشهيد وزملاؤه القيام بالحركة دون أن تراق قطرة دم واحدة. وسرد ابو حاتم ما أنجزته الحركة في إطار الجيش، وأبرزها - كما يقول اللواء ابو حاتم - كان في 27 ابريل صدرت القرارات التصحيحية في الجيش ولأول مرة يتوحد الجيش ويتبع القيادة العامة، وتم التخلص من كل القوى الوهمية, لكن بعد اغتيال الحمدي تم تصفية القوات لصالح أسرة وقبيلة واحدة من اجل بناء امبراطورية فرد بتعاون كل قوى التخلف والرجعية.
بدوره تحدث الدكتور محمد الظاهري عن ذكريات الطفولة والصبا إبان فترة حكم الشهيد ابراهيم الحمدي، وقال: "عشنا ثورة توقعات كنا ونحن أطفال ننتظر الطائرات في المناسبات الوطنية لتوزِّع لنا الحلويات, اليوم الطائرات الأمريكية توزع لنا الموت وطائراتنا تسقط أما بفعل فاعل أو بخلل فني أو أخلاقي. وعن حركة 13 يونيو اعتبر الظاهري ان أبرز مكامن القوة فيها كانت بالقيادة الملهمة والكاريزمية الشهيد إبراهيم الحمدي, ويضيف: وأنا أتأمل حركة 13 يونيو بعمرها القصير الذي لم يتجاوز 3 سنوات و3 أشهر و28 يومًا أنجزت ما لم يستطع النظام السابق خلال 33 سنة عمله. ويرى البعض وجود تشابه كبير بين تاريخ ما قبل 13 يونيو، وما يحدث اليوم. ويقول المفكر عبدالباري طاهر: "اللحظة تتكرر لكن بشكل بشع ومأساوي, الآن إرادة الشعب اليمني تتجه نحو بناء الدولة، والقوى التي أعاقتها من 62 حتى اليوم ما زالت هي العائق الوحيد. ويتابع طاهر في مداخلة له في الندوة:
 "كارثة هذه البلاد هو غياب الدولة, الحمدي لم يكن الطرف الأقوى في الصراع آنذاك بل كان الطرف الأقل مقدرة، لكن الاستجابة لقضية وطنية وبذكاء سياسي استطاع أن يصبح الشخصية المحورية والأهم في تاريخ اليمن. وعن الجوانب الانسانية للرئيس الشهيد تحدثت ابتسام الحمدي، ابنة شقيق الحمدي بالقول: "الحمدي شخصية لا تكرر وفلتة من فلتات الزمن فقد كان عالما ومثقفا ومتدينا جمع الكثير في شخصيته، ولا أحب الحديث عن الحمدي كشخص بل أحب أن أتحدث عن الحمدي من خلال اليمن".
محمد الحمدي، وهو الشقيق الأكبر للشهيد الحمدي، سرد في مداخلة له العديد من القصص الإنسانية التي كشفت عن الجانب الإنساني في شخصية قائد حركة 13 يونيو، وتطرق إلى حادثة سؤاله للشهيد حول قلق أسرة الحمدي على حياته، ولماذا لا يحتاط لنفسه فرد الشهيد ذلك بحجة تأثير ذلك على الاستثمار والاقتصاد، يقول محمد الحمدي: سألت إبراهيم: ما علاقة حمايتك بذلك؟، فرد عليّ: حين يأتي مستثمر ويرى رئيس الدولة يتجول بمرافقين فقط يتيقن من وجود استقرار في البلاد". وكان المشاركون في الندوة دعوا لاستلهام حركة 13 يونيو التصحيحية لبناء دولة مدنية حديثة والخروج باليمن من دوامة الأزمات ومشاريع التفتيت التي يحاول البعض تقديمها كحلول ناجعة. التأريخ لا يتنكر لصانعيه في سياق الحديث عن بقاء صيت الرئيس الحمدي ذائعاً في كل الأرجاء اليمنية والإقليمية، لم يكن اعتباطياً البتة. ذلك أن كل من يقدم منجزاً لأجل الوطن والشعب وضد الظلم والانتهازيين والقتلة، هو يسجل في صفحات ناصعة البياض من الكتاب الذي لا ينسى.
بمقدور الرئيس عبدربه منصور هادي الآن أن يكون ابراهيم الحمدي، وهو حتى اللحظة يشق ذات الطريق الايجابي فيما يتعلق بمحاولة إخراج اليمن من عنق الزجاجة. ففيما يقول مراقبون: إن القوى التي كانت 40 عاماً لا تزال ذاتها تريد أن يكون اليمن ومقدراته وخيراته وشعبه لخدمتها وحسب، فإن ثمة تشابه بين حال الرئيسين الحمدي وهادي في الدخول إلى التأريخ من أوسع الأبواب. وربما هذا الأمر مرتبط بضرورة أن يتبع الرئيس هادي خطوات إجرائية حازمة للحد من محاولات تأخير عجلة التنمية والتغيير في البلاد.
وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة التعامل بحزم مع من يقطعون الكهرباء ويفجرون أنابيب النفط، لأن لا خوف على إجراء حازم يريده عامة الشعب ويصفقون لأجل من قام به كائناً من كان. لأنه، أيضاً، يدخل صاحبه التأريخ حتى وإن حدث بعدها ما حدث. هذا الأمر مرتبط بقصص تحكى عن دولة النظام والقانون التي أرساها الحمدي بقوة السلاح، والتي دفعت القوى القبلية والهمجية التقليدية للتراجع والاحتجاب عن صنعاء بحجة أن صنعاء أصبحت مدينة من غير سلاح ومرافقين. صحيح أنهم قتلوا الحمدي وبتعاون إقليمي فيما بعد، لكنهم لم يقووا على إخراجه من ضمائر وقلوب وعقول الناس.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن