شهدت الخطوط الجوية اليمنية خلال الـ 19 عاما الماضية من عمر الوحدة المباركة عملية تحديث وتطوير واسعة مكنتها من مواكبة التطورات المتسارعة في صناعة النقل الجوي والوصول الى مصاف شركات الطيران العالمية .

وعملت الحكومة خلال سنوات الوحدة على تحديث اسطول الخطوط الجوية اليمنية من خلال إضافة 12 طائرة من بينها عدة طائرات حديثة من طراز بوينج 800 - 737 وأيرباص 310 و330 وكذا التعاقد على شراء عشر طائرات من طراز (اير باص 350) بحلول العام 2012م.

كما شهدت عمليات التطوير لليمنية، توسعاً كبيراً في شبكة الرحلات الدولية والداخلية الى اكثر من 35 نقطة في قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا وتوسع عدد الرحلات الداخلية إلى 10 مدن يمنية .

كما اطلقت الخطوط الجوية اليمنية مطلع العام 2008 برنامج إصدار التذاكر الالكترونية من خلال إصدار أول تذكرة الكترونية عبر الانترنت من مدينة دبي بالامارات العربية المتحدة في خطوة تعتبر الأولى من نوعها لليمنية بهدف تسهيل بيع تذاكر الطيران.

ووقعت الخطوط الجوية اليمنية خلال شهر مارس 2008م مع شركة (سيتا) العالمية اتفاقية بتكلفة مليون دولار لتمكين عملائها من حجز مقاعدهم على رحلات اليمنية مباشرة عبر شبكة الإنترنت في إطار السياسة التي تنتهجها اليمنية في مجال خدمة العملاء وتوفير الكثير من تكاليف ورسوم الحجز .

وتجسيداً للنجاح والتطور الذي تشهده اليمنية فقد باركت المنظمة العالمية للطيران الـ ( IAIA ) قدرة اليمنية الكبيرة والسريعة في إصدار التذاكر الإلكترونية في اليمن ووصوله في فترة وجيزة لم تتجاوز الأشهر إلى 90 بالمائة، وبهذا الإنجاز القياسي أصبحت اليمنية ضمن أول أربع شركات طيران في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقوم بتطبيق التذكرة الإلكترونية .

وبلغ عدد المسافرين الذي اقلتهم اليمنية خلال العام الماضي اكثر من مليون و400 ألف مسافرا، بزيادة 100 ألف عن العام 2007، وذلك بعد ان فتحت اليمنية خطوط تشغيل جديدة في عدة مناطق من العالم بعد ان كانت طاقة النقل في السابق لاتتجاوز 350 ألف راكب في عام 1995م .

وتعد الخطوط الجوية اليمنية إحدى الاستثمارات المشتركة النموذجية والناجحة بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة التي تساهم فيها بـ 49 بالمائة من رأسمالها منذ عام 1978م .

ورافق خطوات تحديث النقل الجوي العديد من تحسين الخدمات الاخرى بالمطارات حيث اقر مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية خلال العام الجاري 2009م انشاء شركة للتموين والأسواق الحرة بالشراكة مع شركة ينورست الفرنسية ـ الكندية وكذا إنشاء شركة (الخدمات الأرضية) في خطوة تهدف الى إحداث نقلة نوعية لخدمات الطيران في جميع مطارات اليمن وبمواصفات ومعايير دولية .

كما وقعت الخطوط الجوية اليمنية خلال العام الحالي اتفاقية تعاون مع شركة " إير تكت " أكبر شركات السياحة والسفر الألمانية، وتتضمن الاتفاقية الترويج لليمنية بين الوكالات التي تعمل في إطارها شركة اير تكت وبما يسهم في زيادة مبيعات اليمنية بنسبة 20 بالمائة خلال العام الجاري.

وتواصلا لسلسلة النجاحات التي حققتها الخطوط الجوية اليمنية فقد حصلت العام الماضي على الشهادة الدولية لسلامة التشغيل الجوي والعمليات الأرضية (الايوزا) للمرة الثانية على التوالي وذلك لوفائها بمتطلبات سلامة النقل وفقا للمعايير الدولية .

وتعمل الخطوط الجوية اليمنية على مواكبة التطورات في عالم النقل الجوي وتوسيع شبكاتها من خلال تعاونها مع شركات طيران عربية وأجنبية، والانضمام معها في رحلات مشتركة تسمى "رحلات الرمز المشترك" لصالح زيادة عدد الرحلات بين اليمن والبلدان العربية والأجنبية نتيجة للسمعة الممتازة التي تحظى بها اليمنية والتزامها بالمواعيد الذي وصل إلى 98 بالمائة والذي ينعكس إيجاباً على زيادة عدد الركاب الذين نقلتهم الخطوط الجوية اليمنية وزيادة المبيعات من 22ر13 بالمائة في 2006م الى 28 بالمائة في 2007 مما انعكس ايجابا في تخفيض تكاليف التشغيل بشكل ملموس.

وفي هذا الصدد اوضح رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية الكابتن عبد الخالق القاضي أن اليمنية وصلت الى أسواق جديدة واعدة كالكويت ودار السلام بتنزانيا، وكينيا، ومومباس، ونيروبي، وموبوتو في موزمبيق، كما استأنفت التشغيل إلى عاصمة تشاد (نجامينا) .

كما لعبت " اليمنية" الدور الابرز في تأسيس شركة طيران السعيدة للنقل الداخلي بالاتفاق مع البنك الإسلامي لتنمية القطاع الخاص برأسمال 80 مليون دولار يساهم فيها البنك بـنسبة 75 بالمائة ، بينما تساهم اليمنية بـنسبة 25 بالمائة .

واطلقت شركة السعيدة اول رحلاتها الداخلية في اكتوبر الماضي الى مطار عدن الدولي واصبحت اليوم تنظم رحلات منتظمة الى جميع مطارات الجمهورية وبمعدل يومي يصل الى 700 مسافرا .

كما دشنت شركة طيران السعيدة في ابريل الماضي أول رحلاتها الجوية الإقليمية والتي تضمنت في مرحلتها الاولى صلالة بسلطنة عمان، والشارقة بالإمارات العربية المتحدة وجيبوتي بمعدل رحلتين في الاسبوع .

وتمتلك طيران السعيدة الناقل الوطني الثاني بالجمهورية اليمنية أسطول جوي مكون من أربع طائرات نوع (سي ار جي 200 ) كندية الصنع من ضمن ثمان طائرات تعاقدت الشركة على شرائها مع شركة بومباردير الكندية العام الماضي بقيمة اجمالية 256 مليون دولار .

وأقلت السعيدة منذ انشائها اكثر من 100 الف مسافرا وهو ما يعكس مدى الإقبال على السعيدة من قبل رجال الأعمال ووكالات السفر والسياحة وذلك خلال فترة قياسية، وتستعد الشركة حاليا لتدشين رحلاتها الاقليمية الى الطائف والمدينة المنورة والدمام وجيزان والاسكندرية وشرم الشيخ ودار السلام والسودان .

وعن تميز وتجربة هذه الشراكة يقول الكابتن عبد الخالق القاضي : "تجربة الشراكة بين حكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية تعتبر من انجح الأمثلة على الاستثمارات اليمنية الخليجية المشتركة .

وأضاف : " هذه التجربة التي بدأت عام 1978م مازالت قائمة وناجحة إلى اليوم وظلت الخطوط الجوية اليمنية العلامة الايجابية للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وهذا دليل على احترام الحكومة اليمنية للاستثمارات العربية في اليمن وإشارة ثقة للمستثمرين العرب وغيرهم الذين يرغبون في دخول السوق اليمنية" .

وعن جهود التطوير والتحديث بالنسبة للأسطول الجوي لشركة الخطوط الجوية اليمنية يقول الكابتن القاضي"ان الخطوط الجوية اليمنية تعمل وفق خطط مدروسة وقد نجحت في السنوات الأخيرة في أحدث نقلة نوعية في أسطولها الجوي تمثل في عدة جوانب أساسية منها تحديث الأسطول حيث تم استبدال كامل طائرات الشركة القديمة من طراز بوينج بطائرات حديثة ايرباص ومتطورة من طراز بوينج.

وأضاف " كما تم توسيع الأسطول بإضافة طائرات جديدة ومتطورة جداً تمثلت في طائرتي الإيرباص ذات القدرة الكبيرة في حمولة الركاب والبضائع وفي المدى والمسافات التي تقطعها بدون توقف .

ولفت إلى أنه رافق هذا التحديث والتطوير في الأسطول تحديث وتطوير في الجوانب المرتبطة بالتشغيل مثل توفير قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات وتدريب الطيارين والمهند سين الأرضيين على الطرازات الجديدة إلى جانب توفير المعدات الأرضية التي ستقوم بخدمة هذه الطائرات وخدمة جميع أنواع الطائرات التي تصل إلى مطارات الجمهورية اليمنية، فضلا عن تطوير في الأنظمة والمعدات وأساليب العمل في الإدارات الأخرى بالشركة حتى تتوافق مع التطور والتحديث الحاصل في الأسطول.