أيها الأصنام .. فلتحيا دولة الحقراء ولتسقط دولة الحقراء!!
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 23 فبراير-شباط 2011 03:13 م

ما أحلى انتصار الحقراء .. و ما أعظمه !! ما أجمل فجر الحقراء عندما ينبلج بدون إذن من أحد ! ما أروع شمس الحقراء عندما تبهر الدنيا و هي تصعد بلا توقف !! ما أسعدكم أيها الحقراء في ضحى انتصاركم تحت الشمس الباهرة ! . ما أمتع زقزقة العصافير في فجر ذلك اليوم العظيم !!

لا أريدكم أن تكونوا سلاطين أيها الحقراء ، لأن ذلك يسيء إليكم ، و يصمكم بوصمة العملاء .. و لا أريد لكم أن تكونوا أثرياء فإن ذلك يلحق بكم الضرر و يصيبكم بداء الأغنياء الذي ليس له دواء .. و لا أريدكم أن تكونوا شيوخا و فقهاء لأن ذلك يصمكم بوصمة دجل الجهلاء .. أنتم لن تتجبروا فلغيركم الخيلاء .. و أنتم لن تتكبروا فللشياطين الكبرياء .. ليس لدولة الحقراء حدود فهي ليست كغيرها من الدول .. فالحدود قيود .. و ليس للحقراء قيود .. و للحدود مشاكل و تهاريب لا يليق بالحقراء مشاكسة الغير .. و على الحدود حروب و هروب . و الحقراء لا يحاربون و لا يهربون .. فلن يكون لكم خميس و لا تسديس فالمسدسات و الغدارات للقتلة و الغدَارين و الجند الفاتحين المعتدين .. و الحقراء لا يعتدون .. أنهم مسالمون طيبون .. لا يحتاجون على شرطة و حراس .. و لا إلى رواصد و أجراس ، تلك أدوات المرتابين .. و وسائل المتتهيمنين .. فالحقراء لهم كوامن رائعة و نفيسة بيد أنها حبيسة . فرغائبهم نعيمية فردوسية إذا أتيح لها الانتشار لتضوَع الكون عطرا و مسكا .. إن نَيات الحقراء شفاء من كل داء ..

فلا عدوان في دولة الحقراء ، هذه الروح الشريرة خالية منها أجسادهم الطاهرة .. لا حسد و لا غلّ و لا طمع و لا جشع فلا حاجة لهم بالشرطة و الجند منهم الأمان و السكينة و الاطمئنان .. أنتم طاهرون فلا يمسكم عالم الدنس و الأرجاس .. و أنتم مجردون من اللّبس و الأدناس .. أنتم طهارة الخلق و الناس .. أيها الحقراء لكم المجد و البقاء ، و البقاء للأصلح و الأجمل و الأنفع .. و أنتم أصلح من أي صالح من الآخرين .. و أنتم أجمل من الجمال ، لأنكم ملايين و ملايين و الجمال وحيد و حزين .. و أنتم أنفع و لستم بالنفعيين ، فلا تهتموا بما يمترون فإن كيدهم في تضليل .. و لا تقفوا عليهم فمروّا على لغوهم كراما مبتسمين .. إذا ورثتم الأرض أيها الحقراء فلن تكون كهذه لأنها الآن أرض المترفين و المتحكمين و الدجالين و المنافقين و الكذابين ، أرض الفساد التي لا تليق إلا بالمفسدين .. و هذا هو السرّ الحقيقي لاحتقاركم فيها لأنكم لستم منها فأنتم لستم أغنياء و لهذا احتقروكم .. و أنتم لستم منافقين كذا بين لهذا احتقروكم . إن الأرض الفاسدة لا تقام فوقها إلا دولة الفاسدين . فلتحيا دولة الحقراء ..معمر القذافي

لعل هذا المقتطف الطويل من سريالية معمر القذافي (فلتحيا دولة الحقراء) يعطي انطباعا عن قيادة تؤمن بالحقراء ( جماهير الشعب ) وتؤمن بأن من حقهم أن يحكموا أنفسهم وأن يقف الكون كله إجلالاً لهم محترما إرادتهم ولكن ما فعله القذافي أنه بدكتاتوريته أنشأ دولة سريالية بأفكار سريالية لا يمكن تحقيقها ولا يمكن أن تقود إلى وجود دولة حقيقية.. والسريالية مصطلح فرنسي يصف حركة فنية وأدبية تعبر عن ذوات الفنانين دون الخضوع للواقعية فهي فوق الواقعية ويصعب على المتلقين حتى من المنتمين لهذه الحركة الفنية فك رموز كثير من الأعمال الفنية التي تعتمد السريالية..

ولعل القذافي مع ذلك كان أكثر وضوحا في سرياليته من غيره من الأصنام التي أنشأت دولا سريالية بمواصفات تبدو واقعية ولكن واقع الأمر أنهم كانوا يقدمون دولا لا يمكن أن توصف أنها دول حقيقية فهي مضطربة ضعيفة متخلفة لا تحكمها دساتير محترمة ولا قوانين مرعية .. وليست مشاكلها في صندوق انتخابات أو مشاركة في حكومة وحدة وطنية كما تضن سلطة الحكم في اليمن وغيرها بل في إعادة بنائها وفي نبذ الخبث منها الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه ..في البداية قامت هذه الصنميات باللجوء إلى البلاطجة ليكونوا وجهها المعبر عنها وأذرعها التي تتحكم بها بشعوبها ومقدراتها .. فعاث هؤلاء البلاطجة في الدول العربية الفساد ودمروها تدميرا تاما وفتلوا الأمل والحلم في نفوس أبنائها..فزادت الأمة فقرا وضعفا وتخلفا وانهيارا.. فلا مواطنة متساوية ولا حقوق محترمة ولا أفق مبشر بالخير.

وعندما تحركت الشعوب في هذه الثورة العربية الكبرى لتستعيد كرامتها ولتعيد كتابة تاريخها ولتحمل أمل التغيير عاد أولئك الأصنام إلى بلطجيتهم ليجدوا لهم حلا لمواجهة هذه الثورة فكان أن جاء هؤلاء بمجموعات من المرتزقة والبلطجية الميدانيين هذه المرة ليعلنوا للعالم أن هذا النظام وذاك ليس إلا عصابة مافيا كبيرة على رأسها صنم كبير.. وأن دولته التي يدافع عنها ليست دولة الحقراء ( جماهير الشعب ) وإنما هي دولة الحقراء ( البلطجية والمرتزقة).. فقتلوا الشباب وروعوا الآمنين ونشروا الأكاذيب.. فهذا يصف شباب شعبه باصحاب الأجندة الخارجية وثان يصفهم بالمأجورين وثالث يصفهم بالمقملين والجرذان والكلاب الضالة..

وعندما يخرج شباب الجامعات والمثقفين والمتعلمين وعامة الشعب في مظاهرات يحملون فيها أرواحهم على أكفهم ويقولون للصنم ارحل ثم يتهمهم بمثل تلك الاتهامات فنحن أمام أمرين إما أنهم خونة وجرذان ومقملين وكلاب ضالة ولم يحسن الحاكم الصنم إدارة بلدهم ليحميهم من أنفسهم ومن الضياع والارتماء في أحضان الأعداء ولهذا فهؤلاء الأصنام لا يمكن أن يستمروا في قيادة ما فرطوا فيه .. وإما أنهم يحملون هم وطموح أمة في التغيير يجب أن يخضع له هؤلاء الأصنام إذا فهموا أو ستطيح بهم عواصف الثورة العربية الكبرى وأعاصيرها وستزلزل الأرض تحت أقدامهم ..

 ولهؤلاء نقول نعم فلتسقط دولتكم دولة الحقراء ولتحيا دولة الشعوب العربية ولتحيا ثورتهم العظيمة.. وبعد كسر الصنم لنا لقاء بإذن الله.