الاغتيالات تقترب من صنعاء
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 7 أيام
السبت 14 فبراير-شباط 2009 09:17 م

إن الوقوف أمام التداعيات السريعة والمتلاحقة في محافظة الجوف أمر يحتم على كل ذي عقل الوقوف على أطلالها التي بدأت مشاهدها تتهاوى في مشهد بوليسي مثير , وفي لقطات بالغة السرعة والإثارة مما ينبئ عن خاتمةٍ عنيفة قد تجر في تداعياتها الكثير ولن يسلم من سخونة أحدثها كل قريب لذلك الحدث .

إن الرد السريع لمكتب عبد الملك الحوثي على نبأ مقتل خمسة من كبار أنصاره في محافظة الجوف أمٌٌر فيه نظر , حيث لم يكن الفارق بين خبر القتل وبين صدور البيان الحوثي سوى بضع ساعات , كما حوي البيان مفردات قوية واتهامات مباشرة لأحد رموز السلطة والذي ينتمي إلى محافظة الجوف وهو خالد الشريف رئيس اللجنة العليا للانتخابات وهو ألأمر الذي نفاه الأخير في وقت لاحق جملة وتفصيلا .

في كل يوم يزداد الوضع في محافظة الجوف تعقيدا , يقابله توسع في النفوذ الحوثي بشكل ملحوظ .

لا يمكننا القول بأن الدولة في غياب لما يجري من أحداث , بل هي على إطلاع كامل لما يجري هناك , لكن ضعفها الميداني وهشاشة نفوذها السلطوي يجعل منها تنظر بعيون حولاء وكأن الأمر لا يعنيها .

إن محافظة الجوف في أمس الحاجة اليوم لوقف مسلسل الاستهداف الداخلي سواء كان ذلك الاستهداف ضمن ما قال عنة بيان الحوثي بأنة " ضمن مخطط تعتمده السلطة " أو ضمن مخططات الحوثي نفسه التوسعة داخل محافظة الجوف.

كما إن بقاء الوضع على ما هو علية ألآن لينذر بكوارث وخيمة وقريبه خاصة وشررها يتوسع يوما بعد يوم .

على السلطة أن تبحث بجدية حقيقة عن الأسباب التي جعلت من عامة الناس يلتحقون بمعسكر الحوثي واعتناق أفكاره ومعتقداته بتلك السهولة, وعليها أن تمد جسور التواصل مع كل القوى الحية والفاعلة في المجتمع سوى كانت قوى قبلية أو أي أطراف يمكن ألاستعانة بها في وقف النزيف الداخلي .

ثمة أمر آخر مخيف يلف الإحداث في محافظة الجوف وهو ان ما يجري من تصفيات يعتمد على آلية الاغتيالات للشخصيات الإجتماعيه ذات الوزن القبلي الكبير , وهناك العشرات سقطوا خلال ألأشهر الماضية بعضا منهم من ذات القبيلة الوحدة .

لأول مرة يحدث هناك

هناك أمرٌُ لم يحدث في تاريخ الجوف القبلي او الديني وهو أن أفكار الحوثي طغت على كل قيم القبيلة والمعتقد , وتطور ألإيمان بتلك المبادئ ليطغى حتى على سلطة القبيلة و المذهب الذي عهدة أبائهم و أجدادهم , وتجاوز ذلك ألاقتناع بتلك ألأفكار حتى حراك ألأحزاب والتنظيمات السياسية التي لم تستطع أن تقدم في ظل ذلك الإرث القبلي أي تطور في مفهوم الحياة المدنية.

الاغتيالات تقترب من العاصمة

توعد بيان مكتب عبد الملك الحوثي وبتلك السرعة يكشف أن في الأمر أمراً ما , ولا يستبعد أن تشهد العاصمة صنعاء في المرحلة القادمة حوادث مماثلة لما يجري في الجوف أو مران وحيدان من اغتيالات .

كنت قد ناقشت قبل أيام في موضوع الرئيس يتوعد شرقا حاجيات محافظة الجوف في المرحلة الراهنة , بدلا من خطاب الوعد الوعيد , ويمكن الوقوف على بعض مفرداتة .

خلاصة قول

بما أن العديد من المناسبات الوطنية في الطريق إلينا وهناك لجنة عليا للأعياد الوطنية يتم اعتماد المليارات لها سنويا والاحتفال بها , فأنا أرى أن تتم تلك الاحتفالات بشكل رمزي وإن كان يفضل إلغائها في الوقت الراهن ويتم اعتماد تلك المبالغ المالية في إحداث جوانب تنموية حقيقة تستهدف محافظة الجوف أرضا وإنسانا بدلا من بقاء السلطة والنظام والقانون مناسبات عابره تعيشها تلك المحافظة سماعا في وسائل الإعلام لمن أتيح له أن يسمع , لأن الغالبية لعظمى من أبنائها مازالوا يعيشون في الظلام الدامس , وهنا يستوجب أن نبدأ بإنارة قلوب وعقول أبنائها قبل أن يتحولوا إلى جيش زاحف توجُهه معتقدات دخيلة على مجتمعنا سيكلفنا الكثير للحد من أي تبعات قادمة في وضع لا ينذر بخير .

mareb2009@hotmail.com