شائعات التنبؤ بالزلازل..!
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 08 فبراير-شباط 2023 05:04 م

لا توجد أي مقدمات أو متغيرات أو عوامل يمكن ملاحظتها ورصدها قبل حدوث الزلزال حتى يتم التنبؤ به والتحذير منه، ولا يمكن رصده وتتبعه عند حدوثه، فهو يستغرق ثوان معدودة وفي منطقة محدودة، وليس إعصار أو منخفض جوي يمكن تتبعه ورصد تحركه وتنقله خلال أيام وفي مناطق واسعة.

بالإمكان التنبؤ بالأحوال الجوية لكن لا يمكن التنبؤ بما يحدث في باطن الارض كالزلازل والبراكين والتسونامي، ولو كان ذلك ممكناً لتم التنبؤ بزلزال تركيا وسوريا المدمر والتحذير منه قبل حدوثه، وقبله الكثير من الكوارث الطبيعية المدمرة القادمة من باطن الأرض..

حاول العلماء خلال العديد من المراحل ايجاد طريقة للتنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، وكان هناك تفاؤل كبير لدى العلماء في سبعينيات القرن الماضي بإمكانية إيجاد طريقة عملية للتنبؤ بالزلازل قريبًا، ولكن قاد الإخفاق المتواصل في تسعينيات القرن الماضي إلى استحالة ذلك. إذا كان هناك من يصدق الشائعات التي تتنبأ بحدوث زلازل في مناطق معينة وتحذر منه، لماذا لم يتم التنبؤ بزلزال جنوب تركيا وشمال سوريا ولم نسمع أو نقرأ أي تحذيرات أو نبوءات حول ذلك الزلزال قبل حدوثه..؟؟!!.

حتى الهزات الارتدادية يتوقع ذوي الاختصاص حدوثها في اعقاب الزلزال في ذات المنطقة التي حدث فيها ولا يستطيعون توقع قوتها وعددها ومتى ستحدث أو قد لا تحدث. تعج منصات التواصل وتطبيقات التراسل الفوري بالعديد من الشائعات التي تحذر من زلزال ستحدث في مناطق معنية حول العالم ومن تلك الشائعات شائعة متداولة بكثر تحذر من زلزال تقول إنه سيضرب المنطقة العربية بعد منتصف الليل وبقوة 9.6 درجات..!!!.

قوة كبيرة جداً وربما لم تحدث من قبل، وأقوى زلزال تم رصده في العالم الزلزال الذي ضرب ولاية فالديفيا بجمهورية تشيلي بأمريكا الجنوبية في 22 مايو 1960م بقوة 9.5 درجة.. يشعرك من يطلق تلك الشائعات التي تتنبأ بحدوث في المنطقة الفلانية بالوقت والتاريخ المحدد وبقوة معينة وكأنه يتحدث عن إعصار أو حالة جوية ممطرة يتم رصدها وتتبعها وتحديد اتجاهها ومسارها، وليس حدث في باطن الأرض يحدث في ثوان معدودة دون مقدمات ويصعب رصده وتتبعه.

الذي يتحدث عن زلزال سيضرب المنطقة العربية، أين هو لم يتنبأ بزلزال تركيا وسوريا ويحذر منه قبل حدوثه..؟؟؟!!! وإذا كان يتنبأ بحدوث زلزال في المنطقة العربية كامتداد لزلزال تركيا فالهزات الارتدادية للزلزال تحدث فقط في المنطقة التي حدث فيها وتكون قوتها اقل منه. تحدث الزلازل بقدرة الله وإرادته في مناطق معينة تشهد التقاء للصفائح الصخرية أو التكتونية، أو مناطق تشهد ثورات بركانية..

تتكون الأرض من عدة صفائح صخرية كبيرة وتأتي الزلازل نتيجة احتكاك او انزلاق للصخور في مناطق الالتقاء بين الصفائح التكتونية أو نتيجة للبراكين.. تقع الجزيرة العربية (اليمن والسعودية ودول الخليج) وبعض دول الشام (الاردن وسوريا) واجزاء من العراق على صفيحة صخرية واحدة تمتد من البحر العربي وشرق افريقيا مروراً بخليج العقبة والبحر الميت إلى جنوب تركيا شمالاً، وتمتد شرقاً إلى العراق ومناطق غرب إيران. الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا جاء نتيجة ضغط واحتكاك بين صخور الصفائح التكتونية حيث وتلك المنطقة هي منطقة التقاء 3 صفائح وهي: الصفيحة العربية والتي تقع عليها الجزيرة العربية والصفيحة الافريقية وهي التي تمتد على محاذاة الصفيحة العربية والالتقاء بالصفيحة الاناضولية جنوب تركيا والتي تحدها من الشمال صفيحة أوراسيا.

مركز الزلزال الأول والذي حدث عند الساعة 4:17 صباح الاثنين 6 فبراير 2023. وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، يقع غرب مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا وامتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظرا لقرب مركزه من الحدود السورية التركية. ويُعدُّ هذا الزلزال من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وسوريا. بعد مرور تسع ساعات وتحديدًا في الساعة 13:24 ظهرًا وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة كهرمان مرعش جنوب تركيا أيضاً وهي منطقة التقاء 3 صفائح صخرية أو تكتونية.

الموقع الأولي للزلزال يضعه على مقربة من تقاطع ثلاثي بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية. وتتوافق آلية وموقع الزلزال مع وقوع الزلزال في منطقة صدع شرق الأناضول أو منطقة صدع البحر الميت، ويستوعب صدع شرق الأناضول البثق الغربي لتركيا في بحر إيجه، بينما يستوعب صدع البحر الميت الحركة باتجاه الشمال لشبه الجزيرة العربية بالنسبة إلى صفائح إفريقيا وأوراسيا.