مدير عام شرطة مأرب: يفتح ملف نجاحات قوات الامن بالمحافظة
بقلم/ صحيفة 26 سبتمبر
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أشهر و 8 أيام
الجمعة 13 أغسطس-آب 2021 07:29 م

مأرب برس – سبتمبر نت / حوار- هشام منصور

 

أكد مدير عام شرطة محافظة مأرب، العميد يحيى حُميد، أن نسبة ضبط الجريمة في العام الماضي بلغت 89 %، مشيراً إلى أنه رقم قياسي إذا ما تمت مقارنته بحجم عدد السكان في مأرب والبالغ قرابة 3 ملايين مواطن ونازح.

وأوضح في حوار مع صحيفة 26 سبتمبر نشرته أن الشرطة هذا العام عملت وفق خطط متطورة وحديثة تتناسب مع التطورات الميدانية وتواكب وضع المرحلة الراهنة.. مؤكداً بأنه وفقاً لإحصائيات النصف الأول من العام الجاري بلغت نسبة ضبط الجريمة 93 %.

مأرب برس يعيد نشر نص الحوار:

   سيادة العميد يحيى حُميد مدير عام شرطة محافظة مأرب.. حدثنا عن أبرز النجاحات والإنجازات الأمنية التي حققها أمن مأرب؟

تحققت الكثير من الإنجازات والنجاحات الأمنية بمأرب بفضل الله، ثم بفضل احترافية قادة وضباط وأفراد الوحدات الأمنية بشرطة المحافظة، وكذلك بتعاون المواطنين من أبناء مأرب الشرفاء الذين وقفوا دائماً إلى صف الدولة وأجهزتها الأمنية وقدموا تضحيات كبيرة وجسيمة في سبيل التصدي لكل المشاريع التخريبية والانقلابية.

وقد بلغت نسبة ضبط الجريمة في العام الماضي 89% وهو رقم قياسي، إذا ما قورن بحجم عدد السكان في مأرب والذي يبلغ عددهم قرابة 3 ملايين مواطن ونازح، ونحن في هذا العام عملنا خططاً متطورة وحديثة تتناسب مع التطورات الميدانية وتواكب وضع المرحلة الراهنة، والحمد لله نجحنا في تعزيز الحالة الأمنية بالمحافظة، وإحصائيات النصف الأول من العام الجاري تشير إلى ذلك، حيث بلغت نسبة ضبط الجريمة 93%.

   لكن ما أبرز هذه النجاحات؟

الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط الكثير من عمليات التهريب التي كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، ومنها شحنات الحشيش المخدر والأسلحة والمواد الممنوعة المستخدمة في تصنيع الطيران المسير المفخخ، وكذلك ضبط عمليات تهريب للعملة المزورة التي تهدف إلى ضرب الاقتصاد الوطني، وايضا ضبط عمليات تهريب قطع آثار تاريخية.

كما أننا ضبطنا العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تعمل لصالح المليشيا الانقلابية، وتسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين والنازحين، إلا أن اليقظة العالية لرجال الأمن والقدرات والمهارات الاحترافية وقفت حائط صد أمام كل تلك الخلايا الإرهابية لمليشيات الحوثي المدعومة من نظام ملالي طهران وتسعى إلى تدمير وتخريب كل الوطن والمقدرات والمكتسبات الوطنية وإقلاق السكينة العامة.

   ما الأساليب التي تستخدمها المليشيا الحوثية الإرهابية، في تجنيد الخلايا بهدف إقلاق الأمن والسكينة، وطالما سمعنا عن تمكنكم من إلقاء القبض على عدد من هذه الخلايا الإجرامية؟

مليشيا الحوثي جماعة ذات فكر وعقيدة وأخلاق إيرانية متجردة ومنسلخة عن كل القيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة التي يتمتع ويتحلى بها كل مواطن يمني، حيث استخدمت وجندت الكثير من النساء والأطفال في صفوفها وضربت قيمة ومكانة المرأة اليمنية، ولم تضع لها أي اعتبارات، كما أنها حاولت مررا وتكراراً من خلال النساء والأطفال الذين جندتهم في تنفيذ عمليات إرهابية وإجرامية في مأرب، إلا أن مستوى الأداء العالي من قبل الأجهزة الأمنية مكنتنا من إحباط الكثير من العمليات الإجرامية قبل وقوعها.

 

   ماذا عن التأهيل والتدريب لمختلف الوحدات الأمنية هذا العام؟

نحن حريصون كل الحرص في قيادة شرطة المحافظة على التأهيل والتدريب لكافة الوحدات الأمنية بمأرب في كافة المستويات القانونية والعسكرية الشرطية بما يضمن لنا بناء شخصية متكاملة لرجل الأمن، في كافة الجوانب بحيث تمكنه من أداء مهامه الموكلة إليه على أكمل وجه وتجعله متفوقاً ومتقدماً على العدو وعناصره الإرهابية الانقلابية الخارجة عن النظام والقانون بخطوات كثيرة.

وخلال هذا العام والأعوام الماضية قمنا بعقد العديد من الدورات في المجال القانوني، وكذلك عقد دورات استجداد ودورات تنشيطية وكذلك دورات للشرطة النسائية، وكان مردود تلك الدورات وأثرها طيب جداً وملموس على الميدان سواء في تعزيز الحالة الأمنية والتوسع والانتشار الأمني والتعامل مع المواطن وإحباط الجريمة قبل وقوعها.

وعام 2020 قمنا بتأهيل 2819 من ضباط وصف وأفراد منتسبي شرطة مأرب وفروعها خلال 49 دورة وورشة عمل تخصصية وقانونية وتوعوية وعلمية ومهارية.

ومن خلال هذا الحوار في صحيفتكم الموقرة أود الإشارة إلى دور رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة اللواء سلطان بن علي العرادة الذي له الفضل الكبير بعد الله عز وجل في كل ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية بمأرب من تفوق ونجاحات وإنجازات أمنية، حيث يولي الأمن اهتماماً كبيراً ويضع عملية تطوير وتأهيل الوحدات الأمنية والارتقاء بمستوى الأداء الأمني على قائمة أولوياته، فله مني ونيابة عن كافة منتسبي شرطة المحافظة الشكر الجزيل.

   ما حجم التنسيق بينكم وبين القوات المسلحة، التي تخوض معركة وطنية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية؟

نحن والقوات المسلحة في معركة وطنية جمهورية واحدة ومستوى التنسيق والتعاون فيما بيننا أكثر من ممتاز، ونحن نؤدي مهاماً تكاملية كلا بحسب تخصصه ومجاله، حيث إننا نعمل على تأمين الجبهة الداخلية ، ونؤمن ونحمي ظهور زملائنا من منتسبي القوات المسلحة في الجهات الخارجية ممن يؤدون فيها دورهم الوطني والتاريخي المنوط بهم ويقومون بالتصدي لمليشيا الحوثي الانقلابية ودحرها وتحرير أراضي وطننا.

كما أننا ندرك جيداً أن عدونا هي مليشيات انقلابية قادمة من كهوف وعصور التاريخ الظلامية والرجعية والمتخلفة وتريد أن تقضي على كل مشروع وطني وتدمر الإنسان اليمني وتحكم بمعيار الطبقية والتمييز والتفرقة، وكذلك تدمير كل مقدرات الوطن وتسليم اليمن على طبق من ذهب لملالي طهران وجعله منطلقاً لعملياتها الإرهابية والعدوانية ضد دول المنطقة العربية وشقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية والممرات المائية الدولية.

وكل هذا يعزز من لحمتنا وزمالتنا وتماسكنا وتكاتفنا مع إخواننا في القوات المسلحة، ويجعلنا أكثر عزيمة وإيماناً بضرورة تخليص وطننا من دنس هذه المليشيات الكهنوتية وإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع الوطن.

   لو تجمل لنا أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه الأجهزة الأمنية؟

لا يخلو أي عمل من الصعوبات والمعوقات، فكيف بعمل أمني وفي ظل ظروف استثنائية، كالتي يمر بها الوطن واستمرار حرب مليشيا الحوثي في حربها على المدن والمجتمع اليمني، إلا أننا في أمن مأرب حريصون على أداء مهامنا الموكلة إلينا على أكمل وجه ونعمل على تجاوز الصعوبات والمعوقات وإيجاد الحلول والمضي قدماً في العمل الأمني ومعنا قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ اللواء سلطان العرادة وقيادة وزارة الداخلية ممثلة بمعالي الوزير اللواء الركن إبراهيم حيدان وقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح ودولة رئيس الوزراء د. معين عبدالملك.

   ما الطموحات والتطلعات المستقبلية لتطوير العمل الأمني؟

لدينا خطط استراتيجية على المدى الطويل والقصير ونمضي وفقها للعمل على تطوير وتحديث العمل الأمني بمأرب، وقد بدأنا منذ فترة في عملية تطوير الأداء الأمني وتنفيذ الخطط وقمنا باستحداث أنظمة إلكترونية لتسهيل وتأمين العمل، بالإضافة إلى إنشاء 7 مناطق أمنية جديدة، وهناك الكثير من الإنشاءات والاستحداثات في البنية التحتية في المرافق الأمنية.

وفي الوقت الراهن نعمل على إنشاء أقسام شرطة جديدة في بعض الأحياء لتغطي التوسع والتمدد العمراني الذي تشهده المحافظة.

ونفذنا 23 مشروعاً تطويرياً بكلفة بلغت عشرة ملايين و175 ألفا و797 ريال يمني، في العام الماضي، منها ثلاثة مشاريع متعلقة بأنظمة الأمن الإلكتروني، و12 مشروعاً لتطوير البنى التحتية، وثمانية مشاريع متعلقة بالخدمات الأمنية.

   كيف تقيمون علاقة الأجهزة الأمنية بالمواطن في مأرب؟

العلاقة مع المواطنين من أبناء مأرب والساكنين فيها طيبة جداً، والحقيقة أن المجتمع المأربي وكل من تواجد في هذه المحافظة هم يتطلعون بشغف كبير للنظام والأمن والأمان والاستقرار، كما أنهم حريصون على الحفاظ على حالة السكينة العامة والسلم الاجتماعي ويرفضون كل المشاريع التخريبية ولا يقبلون بوجود أي عناصر إجرامية خارجة عن النظام والقانون في مناطقهم.

كما يشكل المواطنون رديفاً كبيراً وعاملاً مهماً ومساعداً في حفظ الأمن، ولم يقتصر دورهم عند هذا الحد بل إن أبناء مأرب قدموا تضحيات كبيرة وجسيمة في التصدي لكل المشاريع التخريبية وهم يشاركون إلى جانب الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في حملات التصدي والملاحقة لتلك العناصر الخارجة عن النظام والقانون.

ولهذا أبشر الجميع أن علاقة أمن مأرب بالمواطنين الشرفاء طيبة جداً وممتازة، ولولا متانة وعمق هذه العلاقة لما استطعنا أن نحقق شيئاً مما وصلنا إليه.

   في الأخير يقال: إن وراء كل نجاح سر.. ما هي عوامل النجاح التي جعلت من أمن مأرب يحقق كل هذه النجاحات والإنجازات رغم صعوبة الظروف التي يعمل فيها جراء استمرار الاستهداف الممنهج من مليشيا الحوثي الانقلابية؟

الولاء الوطني والعمل بتجرد وإخلاص من أجل تأمين المواطن وحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة من الاستهدافات الإرهابية لمليشيات الحوثي، بالإضافة إلى العمل بروح الفريق الواحد والانسجام والتكاتف في تنفيذ الوحدات الأمنية لمهامها الموكلة إليها كلاً في مجال تخصصه والترفع عن المساعي وراء المصالح الضيقة والشخصية والتجرد، كل هذه العوامل أسهمت في تحقيق الأجهزة الأمنية بمأرب لهذه النجاحات والإنجازات العظيمة رغم أننا نمر في ظروف استثنائية كما ذكرت في سؤالك.

ويمكننا إجمال معادلة نجاحنا من خلال التكامل والتفاعل بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والمواطن، والفضل بعد الله في اكتمال هذه العلاقة بين هذه المكونات يعود للواء سلطان بن علي العرادة محافظ المحافظة صاحب الجهد الكبير في دعم أجهزة الأمن المختلفة بالإمكانات والمتطلبات.