الفن والحرب والموسيقى مع الفنان طه الرجوي
بقلم/ 26 سبتمبر
نشر منذ: 3 سنوات و 4 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 25 يونيو-حزيران 2021 08:11 م

 

يعد الفنان طه الرجوي من أبرز الأصوات الفنية الصاعدة بقوة في لهيب الحرب الحالية , وتحوله من منشد في المناسبات الخاصة , إلى صوت فني ثائر يتغنى بالجيش والثورة والمقاومة والحرية .

دفعت به حماسته في خضم الحرب وانتاجه الفني الزاخر إلى التصدر في مواقع عليا في سلم الهرم القيادي للفنانين اليمنين فهو يرأس حاليا ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين , رغم عمره الصغير وعمره الفني المحدود ألا أن حقق قفزات كبيرة في أهم المراحل من تاريخ اليمن المعاصر, وقام بممارسه مهامه ليس كفنان فقط وأنما كفنان ثائر ومناضل من أجل قيم الثورة والجمهورية وداعما للجيش ومغنيا بتضحياته وانجازاته.

مأرب برس يعيد نشر حوار أجرته مع صحيفة 26 سبتمبر:

   بداية من هو الفنان طه الرجوي؟

 “طه أحمد حسين حنش”، من عمران، مديرية خارف، ذيبين، من مواليد أرحب، وعشت فيها في قرية الرّجوْ، متزوج وأب ل أسامة وأسماء وأنس، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، وحالياً أدرس ماجستير في الإدارة أيضاً.

   أ صبح الإنشاد وبالذات الحماسي منه، من الفنون التي لها جمهورها العريض والمتذوقين الكثر، ما السر في ذلك؟

الإنسان بطبيعته وفطرته التي خُلق عليها يحتاج دوما إلى ما يشبع ويغذي وجدانه، والوجدان يتغذى باللحن والموسيقى والصوت العذب.

وما نمر به في وطننا الحبيب، يحتاج منا ومن كل الفنانين إلى الأناشيد والأغاني الحماسية والوطنية التي تُشعل الحماس في القلوب وتذكّر بقيمة الوطن والدفاع عنه بكل الوسائل كلاً من موقعه، وموقع الفن والأدب لا يقل أهمية عن المترس والمقاتل ولنا في ثورة ٢٦ سبتمبر، و14 أكتوبر خير شاهد، وكم من الأغاني والقصائد الثورية التي ما زلنا نرددها إلى الآن، والعصر عصر الفن والموسيقى والأدب لما له من وقْع في قلوب كل اليمنيين، وما أجمل أن يكون هذا الفن والأدب في بناء الأوطان والدفاع عنه، والترنّم والإبداع والتميز من أجل يمننا ووطننا الحبيب.

أول انطلاقة

   من الذي اكتشف موهبتك في الإنشاد وأول كليب أو أنشودة وجدت نفسك فيها؟

الوالد والوالدة حفظهما الله، وكذلك جدي، كان لهم الفضل بعد الله وكذلك المدرسة تعطيك مساحة للإبداع والتجربة والاستمرار من خلال الإذاعة الصباحية والمشاركات والاحتفالات والمناسبات.

أما أول كليب لي كان في ٢٠١١ كان عملاً فنياً لمديرية أرحب، وهو أول ظهور لي بالتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وبعده مباشرة كليب للقبائل بشكل عام هذه كأول انطلاقة.

   لُوحظ أن أغلب الكليبات الفنية التي تتغنى بها تركز على حب الوطن ومقاومة أعدائه والشهادة في سبيله.. ماذا يعني الوطن والدفاع عنه بالنسبة للفنان طه الرجوي؟

 

كما يعني لأي إنسان ينتمي لهذا الوطن ويعشق وطنه وجمهوريته، اليمن حبنا وأمننا وحياتنا، اليمن التي كلما ذكرناها تسمرنا لها إجلالاً ومهابة وإكباراً.

حينما تسخر موهبتك وقدراتك لوطنك تسعَد وتعيش مطمئنا سعيدا بهذا الحب، وكذلك، كم هو فخر لك ولأجيالك ومن حولك حينما تكون كل حياتك ومواقفك مع وطنك وهموم شعبك وأفراحهم وأتراحهم وكل ما دعاك الوطن قلت لبيك.

   برأيك ماهي المقومات الأساسية التي يجب أن تتوفر في المنشد؟

أولاً الهواية والرغبة والشغف، ثانياً: يجب أن يكون الشخص صاحب مبدأ وقضية وصاحب أخلاق عالية للتعامل مع الجمهور بذوق عال، وكذلك الثقافة الفنية ومواكبة كل جديد بحيث يكون في تطور مستمر لكل مرحلة.

   هل من معوقات تحول دون إنتاج مزيد من الأناشيد الوطنية الحماسية؟ وإن وجدت ماهي تلك المعوقات؟

بالتأكيد، لكل عمل معوقات وفي كل مجال في هذه الحياة، ليس الفن فقط، لكن الناجح هو من يتعدى المعوقات ويحولها إلى حافز للانطلاق والنجاح.

الكلمات أولاً

   عند اختيارك للنشيد أو الزامل أيهما يفصل قرار الاختيار بالنسبة لك.. اللحن أم الكلمات؟

الكلمات، البدء هي الكلمات ثم يأتي بعد ذلك اختيار اللحن المناسب للكلمات.

   لماذا يغلب على الأناشيد الوطنية الحماسية الإلقاء الثنائي ونادراً ما نسمع الإلقاء الفردي؟

إن كنت تقصد الزامل أو الشيلة الحماسية فالأفضل والمعروف فنياً أن الزامل لا يكون الا جماعياً وكلما كان جماعياً كانت قوته أكثر من أن يكون فردياً، والمعروف أيضا أن الزامل اليمني لا يؤدى إلا بشكل جماعي وتصاحبه (الطاسة) البرع من الإيقاعات الموسيقية، وأما الاناشيد الوطنية فتكون فردياً أو جماعية بحسب اللحن واللون الغنائي الذي تختاره. اليمن غنيّة بالألوان والتراث الحضاري والفني وهناك ثراء وتنوع قل أن تجد مثله بأي بلد آخر بهذه الغزارة والعراقة والأصالة. ولهذا تجد أن لكل محافظة أو إقليم لوناً معيناً يتميز به عن غيره.

   هل من أساسيات الزامل أو الشيلة الحماسية السرعة في الأداء واللهجة العنيفة أم أن لكل فن إنشادي لحناً وأداء خاصاً به؟

ليس شرطاً، يحكمك الإيقاع واللحن والمقام الموسيقي، هذه الأمور هي من يحدد، ولكل لحن ومقام وإيقاع جوّ معيّن، وكذلك الكلمات والموضوع له دور في طريقة أداء العمل الفني.

   هل لديك أناشيد دينية أو روحانية؟

نعم، لدي أناشيد شاركت بها في برنامج رحاب القرآن الكريم، وكذلك كليب روحاني اجتماعي قديم من عام ٢٠١٢ عن الصبر مطلعه “صبرك وربك ما يخيب من صبر”.

 “تحيا الجمهورية”

   الفنان طه الرجوي ماهي آخر أعمالك؟

آخر الأعمال التي هي فردية كانت أغنية، “العلم الجمهوري”، “اسلمي يا راية المجد”، وكذلك كليب “تحيا الجمهورية” شاركت فيه، مع الفنان جميل قاضي، والفنان سليمان العراقي، والفنان مراد النهمي، وهذا كان آخر عمل، قبل أسبوعين.

الوطن شعارنا

   كلمة تودون قولها عبر صحيفتكم ٢٦ سبتمبر؟

إن كان هناك من كلمة عبر هذه الصحيفة التاريخية والتي لها رمزية عظيمة وتشير إلى حدث له في كل قلب يمني حر قيمة استثنائية، تلك الثورة العظيمة التي قضت على الإمامة السلالية والتخلف والجهل، واليوم تريد أن تعود! لكن نقول لهم حاشا وكلا أن تعود اليمن إلى زمن العبودية والكهنوت.

وكذلك، أدعو كل الفنانين والأدباء أن يقفوا مع الوطن والجمهورية ومقارعة الإمامة الجديدة ودحرها واستعادة الدولة، أنتم بكلمتكم وبالفن والأدب والموسيقى والرسم والدراما الساخرة والهادفة تقومون بثورة ودور عظيم له أثره ووقعه الكبير، وكذلك يجب أن يبقى شعارنا جميعاً أن نعمل بتجرد لهذا الوطن وللناس ولقيم الثورة والجمهورية، كل بما يتقنه ويحسنه.