خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
هذه ورقة عمل ألقيت في ندوة تدشين مركز العاصمة الاعلامي بمارب 10 – 8- 2017م
مثل يوم 21 سبتمبر من عام 2014 يوما كارثيا في تاريخ الصحافة اليمنية,وتعرضت بعد هذا التاريخ الأسود في تاريخ اليمن كافة وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية , لشبة أباده كلية وتحديدا تلك التي ناهضت الإنقلاب .
حيث قاد الإنقلاب عملية استهداف ممنهج وتدمير منظم أفضى إلى اختطاف شبه كلي لمقار وممتلكات تلك الوسائل ,وفي مقدمتها عدد من الإذاعات والقنوات الفضائية التي توقفت كلية عن بثها من داخل العاصمة صنعاء , حتى مكاتب القنوات الفضائية الدولية لم تسلم من الاستهداف كما حصل مع قناة الجزيرة والعربية .
وتحولت صنعاء التي كانت تحتضن عشرات المكاتب الإعلامية للقنوات الفضائية ووكالات الإنباء والإذاعات المحلية والصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الدورية والمواقع الالكترونية إلى مقابر صامته , ولم يسلم من تلك الإبادة إلا كل وسيلة إعلامية كانت داعمة للانقلاب .
أعقب تلك الفترة عملية نزوح جماعية لكل وسائل الإعلام التي وقفت مع الشرعية إلى خارج اليمن أو إلى عاصمة المقاومة الشعبية "بمحافظة مأرب" ,كما مثلت المملكة العربية السعودية وتركيا وجهتان دوليتان لبعض وسائل الإعلام التي فر بعض قياداتها إليها ومنها عاودت العمل.
إنهيار إعلام الشرعية :
بعد سقوط العاصمة صنعاء حصل انهيار كلي لكل المؤسسات الإعلامية التابعة للشرعية وباتت كل مؤسساتها السيادية كالفضائية اليمنية وعدن والإيمان وإذاعة صنعاء ووكالة سبأ تحت سيطرة الإنقلابيين , وبسبب الصدمة التي تعرضت لها الشرعية من ذلك السقوط تساهلت في أي تحرك لاستعادة تلك الوسائل أو إيقاف بثها , وهو الأمر الذي سهل على الانقلابيين تعزيز سلطتهم الإنقلابية عبر إستغلال تلك المنابر .
كما أحدث اختطاف وسائل الإعلام التابعة للشرعية انهيارا معنويا كبيرا في صفوف الداعمين للشرعية سواء في صفوف الداخل والخارج.
وتحولت الشرعية إلى دولة بدون إعلام لعدة أشهر حتى بدأت التحركات الرسمية في إستنتساخ الإعلام المرئي وتحديد قناة اليمن الفضائية و قناة عدن ووكالة سبأ اليمنية للأنباء , وجاءت العودة من العاصمة السعودية الرياض وكان لعودة الفضائية اليمنية ووكالة سبا الوقع الكبير في رفع المعنويات , كونها كانت خطوة تمثل ركيزة هامة لتحفيز إستعادة بقية مؤسسات الدولة المختطفة .
الإعلام الذي تحدى الإنقلاب وقاد جبهة المواجه والمقاومة :
نجح الإنقلابيون في إسكات كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة التي كانت تناهضهم, حتى القنوات الفضائية العربية لم تسلم من الأذى والترحيل, ولم يصمد أمام هذه الهمجية إلا الإعلام الالكتروني , حيث ظلت المواقع الإخبارية المؤيدة للشرعية هي المصدر الوحيد للشرعية والمقامة وتحول الإعلام الإلكتروني إلى شبهه واجه رسمية تمثل الشرعية وتتبني إخبارها وانتصاراتها ومواقفها.
وظل عمل هذه المواقع الإٌلكترونية يتدفق من عدة محافظات يمنية أومن أماكن سرية داخل العاصمة صنعاء, وربما من عدة دول , وصارت الاجتماعات والتوجيهات للمحررين تتم عبر غرف مغلقة من الدردشات سواء عبر الماسنجر أو الوتس آب .
كما لعب الإعلام الجديد "فيسبوك – تويتر – وتس أب – تلقرام " دورا محوريا وكبيرا في ربط الشارع اليمني بعمومة بالشرعية والمقاومة وتحركاتها , حيث ظلت العشرات من الصفحات الإخبارية على الفيسبوك وتويتر تعمل بكفاءة وبقوه رغم شتات العاملين في تلك المنصات الالكترونية .
وفي مقدمة تلك الصفحات كل من " صنعاء اليوم , وصوت المقاومة , والجمهورية الآن – ووكالة يمان " .
كما نجح العاملون في تلك المواقع من تنظيم صفوفهم في وقت سابق وتم فتح مكاتب أو مقرات مصغرة لهم في عاصمة المقاومة الشعبية "مأرب" وعادت لممارسة نشاطها بفعالية أوسع وتغطية أكبر .
الإعلام الإذاعي للشرعية ...
بعد الإنقلاب توقفت كل الإذاعات التابعة للشرعية بشكل عام ,بسبب التدمير أو النهب لتلك الإذعات المحلية , وحول عودة تلك الإذاعات برزت إذاعتان الأولى حكومية والأخرى مستقلة مدعومة من المقاومة الشعبية.
وكانت إذاعة مأرب هي أول إذاعة محلية في اليمن عاودت البث متحدثة باسم الشرعية اليمنية , وكانت تخاطب مستمعيها بالعبارة الشهيرة " هنا إذاعة مأرب إذاعة الجمهورية اليمنية " وعادت هذه المحطة الإذاعة بجهود ومتابعة محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة , لكن المشكلة أن بثها لا يتجاوز حدود المحافظة رغم وجود جهود حالية لتوسيع رقعة بثها الإذاعي إلى عدة محافظات يمنية وتحديدا إلى محافظات إقليم سبأ " مأرب والجوف والبيضاء" .
وعلى الجانب الأخر تقف إذاعة ناس إف إم المستقلة المدعومة من قبل المقاومة الشعبية والتي حاولت العودة بألقها السابق رغم كل الصعاب والتحديات التي واجهتها وقد قطعت شوطا كبير في ذلك لكن مشاكل الدعم المالي تسبب في تعثرها قبل عدة أشهر, ونجحت خلال الأشهر الماضية من إيصال صوتها التجريبي عبر تردد أخر إلى قلب العاصمة صنعاء وعدة محافظة يمنية أخرى .
وقبل عدة أشهر أنطلقت إذاعة محلية جديدة وبإمكانيات متواضعه وهي إذاعة الجوف التي تحاول فرض تواجدها في مساحة جديدة من التراب المحرر الذي يهتف للشرعية ويغني للثورة والديمقراطية .
الشرعية تخسر المواجه في حرب موجات F M
تفوق الحوثيون إلى حد كبير في المعركة الإذاعية بشكل كبير , وعملوا على إنتاج كم هائل من الإذاعات المسموعة بعضها قام على أنقاض وإمكانيات إذاعات كانت تتبع الشرعية أو القطاع الخاص الموالي لها , حتى الترددات تم سرقتها والعمل على موجاتها بمسميات أخرى .
أستطيع أن أوثق وأوكد في هذه الندوة أن الحوثيين نجحوا في تجاوز الحكومة اليمنية ودول التحالف في فرض سيطرتهم على البث الإذاعي للجمهورية اليمنية ووصلوا إلى ذهنية المتلقي اليمني بدرجة كبيرة وواسعة .
على صناع القرار في الشرعية اليمنية أن يدركوا جيدا أن شريحة واسعة من المواطنين خاصة أولئك الذين مازالوا في النطاق الجغرافي الواقع تحت سيطرتهم يتعرضون يوميا إلى أكوام من التزييف والتضليل عبر منظومة محترفة تقود عمليات التضليل والكذب ضد الشارع اليمني عبر عدة إذاعات مختلفة تأتي في مقدمتها إذاعات"المسيرة وسام إف أم واليمن اليوم وصوت الشعب وإذاعة إيرام إضافة إلى إذاعة صنعاء ويمن ميوزك ويمن إف إم .. وختاما بإذاعة ضيف راديو وغيرها ..
أين يقف إعلام الشرعية اليوم :
نجح إعلام الشرعية بشكل عام في قطع أشواط كبيرة من أعادة البناء المؤسسي والبرامجي والتحديث الإخباري والحضور العام , مما عكس تمثيلا جيدا للشرعية وباتت تحركاتها وتصريحات قادتها تتصدر نشرات الإخبار والعناوين , وعادة الحياة إلى شرايين تلك المؤسسات التي نجحت في ربط المواطن اليمني سواء في الداخل والخارج أو حتى المشاهد العربي على حد سواء بما تقدمه من مواد .
وباتت الشرعية تقدم رؤاها وبرامجها عبر منابرها ومنصاتها المختلفة , لكنها أصطدمت خلال محاولتها للصعود من عثرتها بالعديد من العراقيل يأتي في مقدمة ذلك الدعم المالي.
تعاني اليوم كل وسائل الإعلام التابعة للشرعية من شح في الموارد المالية وعجز في ميزانيتها التشغيلية من الإيفاء بالحد الأدنى من تقديم خدماتها الإعلامية , وهو ما أنعكس سلبا وبصورة ظاهرة في ضعف البرامج والمخرجات الإعلامية بشكل عام .
وباتت الشكوى هي الصوت الموحد لكل تلك الوسائل , مما أثر سلبا على أدائها وتوسعها وتقديما خدمة نوعية للمتلقي والمتابع .
ويعود السبب في ذلك إلى عجز الشرعية في رفد هذه الوسائل الإعلامية بموازنات تشغيله تهدف إلى النهوض بها ودعهما في مسيرتها الإعلام.
إعلام الانقلاب الدعم والتواجد :
لا يمكن مقارنة الدعم المالي الذي يقدم لوسائل الإعلام التابعة للانقلابيين بالشرعية , فثمة فارق كبير وشاسع بين الطرفين, يكشف مدى وعي الطرف الإنقلابي بأهمية وخطورة الإعلام , في ظل تجاهل وعدم إهتمام من الشرعية بوسائلها الإعلامية .
يضع الانقلاب في أولوياته تمويل الجبهات الإعلامية المعبرة عنه في الدرجة الثانية إن لم تكن الأولى بعد دعم جبهات القتال وبشكل كبير وسخي.
إضافة إلى رفد إعلام الإنقلاب بخبرات أجنبية وخبراء دوليين "من لبنان وإيران , خاصة في مجال الأعلام الفضائي والإعلام الحديث , بهدف تلميع صورته محليا ودوليا .
وتتصدر الضاحية الجنوبية الجهة الأولى في احتضان إعلام الإنقلاب وتقديمه بصورة إحترافية ومميزة .
كما يولي الإنقلابيون اهتماما كبيرا بوسائل الإعلام الجديد وتحديدا تويتر والفيسبوك , حيث لوحظ حضور كبير وفعال لهم على عملاق التواصل تويتر بإعتبار المنصة المفضلة للنخب على مستوى الصعيد العربي والدولي .
توصيات هامة :
في خضم هذه المواجهات المتعددة والجبهات المختلفة التي تقودها قوى الشرعية , يحتم الواقع وتفرض التطورات العسكرية والسياسية حول الملف اليمنية محليا ودوليا على ضرورة انتشال كل وسائل الإعلام التابعة لها عن طريق مد يد العون والمساهمة في رفد موازناتها , كي تتاح لها قيادة الجبهة الإعلامية ومواجهة إعلام الإنقلاب وتقديم الصورة المشرقة والداعمة لها .
ونعول كثيرا على الجهات التي تولي الإعلام الجديد الكثير من الأمل في دعم مسيرته والاهتمام به , كي يستطيع المواجهة وفرض تواجده على الشبكة العنكبوتية التي بات يتابعها اليوم المليارات من البشر, وأصبحت منصات الإعلام الجديد تبث أخبارها بعدة لغات عالمية , نظرا لأهميتها وحساسيتها وتأثيرها الواسع .