الجنوب.. أزمة قيادة بلا حدود
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 7 سنوات و 5 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 15 مايو 2017 08:20 م
 

بعد صدور القرار الرئاسي بتغيير محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي, وبعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المحافظ المُقال . زاد متشددو الحراك من حدة كلامهم النابي والغير مسئول نحو أبناء الإصلاح , والذي يحمل دائما فيضا من الاتهامات , ومن كل ما يحتويه قاموسهم من مصطلحات التخوين والتحقير والسخرية والتنابز !.

ـ أقول ـ كإصلاحي ـ إنني محتار ! لماذا كل هذا الاحتقان نحو أبناء الإصلاح ؟ , والذي لا نجد نصيفه تجاه المؤتمر والحوثية وآخرين . قرار تغيير المحافظ كان قرارا رئاسيا , ودول مجلس التعاون هي التي حددت موقفها من المجلس الموقر . فلماذا رماحكم مشرعة في صدر الإصلاح ؟. وهنا نقطة مهمة !. إن كان للإصلاح يد في التغيير والرفض فهذا يعني أن له حضورا قويا فاعلا . وبما أنه بهذا الحجم من التواجد والتأثير , فكان الأولى بكم , إن كنتم تملكون فقها وبعدا سياسيا يليق بكم كقادة ونشطاء , أن تهادنوهم وتحالفوهم . وهذا أجدى لكم سياسيا واجتماعيا من الارتماء في أحضان آخرين , كمستشارين أو منفذي مهام , لا كصناع قرار . وإن كان الإصلاح لا يملك تأثيرا وقوة وحضورا , فلماذا كل هذا الاهتمام والانشغال به من قبلكم ؟ , ولمصلحة من تكثرون الضجيج حوله ! وكأنه جبار معتد متطرف ؟ .

ـ أقول ـ كجنوبي ـ إنني متألم . وأنا أرى هذا التخبط من مكون التف حوله الناس ووضعوا فيه الأمل باستعادة الحقوق وتحقيق الحلم . ثم فجأة تخترقه فئة مبرمجة ! فتظهره بهذا العبط السياسي , والعشوائية الإدارية , والتبعية القيادية . ماذا حققتم للجنوب وشعبه بهذا القرار ؟. ـ زدتم الانقسام في الصف الجنوبي ـ تفردتم بالقرار دون تشاور مع غيركم ـ تحديتم كل رأي مغاير لكم ـ سحبتم عن كثير من الوطنيين صدق الولاء والانتماء ـ وضعتم الجنوبيين في مواجهة جنوبية جنوبية ـ منحتم صالح والحوثي ورقة يجدد بها حربه وأماله ـ أحرجتم التحالف بفتح باب جانبي , يعطل مسيرتهم الأساس . لماذا أرى خطواتكم ارتجالية , كأنكم لا تملكون أدنى معيار من أبجديات العمل السياسي ؟ . وكأنكم تؤكدون لمن حولكم ـ جماهيريا وسياسيا ـ عدم صلاحيتكم للقيادة , ولا بإصدار قرارات ترسم حياة أمة وسيادة وطن .

ـ أقول ـ كإصلاحي جنوبي ـ إنني أتحسر . وأنا أرى ناشطين ومحللين لهم مكانتهم الإعلامية والعلمية وهم يكتبون هوامش وحواشي , وهذرات وهدرات , لا يقتنع بها الحليف والمؤيد , فكيف بمن يصنفونه عدوهم اللدود ؟ . وبدلا من أن يتصدروا المشهد في تحليل منطقي وطرح واقعي , يلامس المشكلة بجدية وعقلانية , ويدرسون الوضع من كل جوانبه , متناولين آثاره وأبعاده داخليا وخارجيا .. , تراهم ينساقون تأييدا , ويزيدون حجم التحدي واللامبالاة نحو الأخرين , غير آبهين بكل تحليل يبين حجم الضرر الواقع على قضية الجنوب العادلة من جراء تصرفهم هذا .

ـ أتساءل ! أحقا هم ـ جميعا ـ بهذه السطحية وقلة الإدراك ؟ . أم أنهم يسيرون في مدار قد تم رسمه لهم ؟ . ألا يرون أن الهالة التي كانت تحيط بهم ـ كثوار ـ قد خفتت ؟ , والأمل فيهم ـ كقادة ـ قد غرب . مجددا تطل الحسرة من عيون أهلنا , الذين يظنون ـ كل مرة ـ أنهم قد أسندوا الأمر لأهله . فإذا بنا ـ نحن وهم ـ نرى أننا قد أودعنا الرياح طحيننا .