الأسباب السياسية والعسكرية لسقوط صنعاء في 48 ساعة
بقلم/ طارق العضيلي
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 11 يوماً
السبت 11 أكتوبر-تشرين الأول 2014 09:54 ص
يعتبر انكسار الجبهات القبلية في عمران والسلفية في دماج ،وكتاف لا سيما قبيلة حاشد التي كانت تشكل درعاً قوياً في مواجهة التمدد الحوثي والعقبة الكئود امام الطوفان الجديد الذي يجتاح المدن، فبسقوط هاتين الجبهتين استطاع الحوثي ان يسيطر على محافظة عمران وما تبقى من صعده وتأمين الخط البري والعسكري له من صعده الى عمران، وبذلك استطاع ان يكسب الكثير من القوة على الارض سواء بالسلاح والقوة واستخدام الة القمع والقتل، اوتفجير البيوت والتعذيب المخيف بحق من يفكر بالمقاومة،و بشراء ولاءات وذمم مشايخ وشخصيات اجتماعية وقبلية كان من اهم العوامل الرئيسية لسقوط العاصمة وهناك بعض الاسباب السياسية لهذا السقوط
بعد هزيمة اللواء 310 الذي كان يعتبر البوابة الكبرى للفرقة الاولى من الدرجة الاولى وللعاصمة صنعاء من الدرجة الثانية ساهم الى حد بعيد في ضعف العتاد العسكري والمعنوي لدى الضباط والأفراد والجنود خاصة بعد ان كان موقف وزير الدفاع وبعض القادة العسكريين متخاذلاً مما يحدث ،وبذلك استطاعت الجماعات المسلحة اسقاط عمران اضافة الى سيطرتهم على قمم الجبال والمرتفعات المحيطة بصنعاء والتي من خلالها استطاع الحوثي ان يأمن خطه الحربي وكذا دك المداخل الشمالية والغربية للعاصمة صنعاء بما في ذلك مطارها الدولي ،وسيطرتهم بشكل كامل على مداخلها ،وقطع الامدادات العسكرية ،والقبلية ،والخدمية اذا استدعت الحاجة
المبادرة الخليجية والتي كان من اهم مهامها إعفاء الجنرال علي محسن من منصبة في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية ضمن قرارات هيكلة الجيش وبذلك تم نزع سلاح الفرقة من هيبتها ونقل الويتها القتالية القوية الى مناطق عسكرية متفرقة في ذمار ، وحضرموت ، و الجوف ، ومأرب وغيرها من المناطق اضافة الى تسريح الكثير من المتطوعين الشباب الذين شكلوا قوة عسكرية جبارة اثناء ثورة 11 فبراير وعدم إدراجهم ضمن الجيش ووزارة الدفاع
ولاء الضباط والقادة العسكريين كان متنوعاً ومنقسماَ اضافة الى الفرقة السياسية بين الاحزاب فمعظم القادة العسكريين محسوبين على تيارات سياسية ودينية وشخصيات سلطوية قديمة وهذه كانت من اهم نقاط ضعف القوه المدافعة عن العاصمة خاصة وأن هناك من يقوم بنقل المعلومات والتكتيكات العسكرية الى الجهات التي تمثله خاصة القوى العسكرية التي تهيكلت ضمن قوة المنطقة العسكرية السادسة والتي هي من الوية الحرس الرئاسي السابق لنجل المخلوع صالح وكانت من القوات الفعلية في المنطقة اضافة الى الدعم اللا محدود من دول عربية وإقليمية، ورغبتهم في إجهاض ثورة فبراير ودعم الحوثيين وتزويدهم بالخبراء والسفن المحملة بالأسلحة المطورة وهذا ما جعل من الحوثي يمتلك قوة وترسانة عسكرية متكاملة اضافة الى المال المتدفق باستمرار من هذه الدول وبهذا استطاع ان يخوض المعارك المستمرة مع الدولة بما في ذلك شراء الولاءات القبلية والمشيخة وكذا شراء الأراضي و البيوت والمحلات التجارية التي تقع في اماكن حساسة خاصة القريبة من مقر الفرقة الاولى مدرع والقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع ،والإذاعة وغيرها
الحرب الاعلامية الهادفة والواسعة على قوى ثورة 11 فبراير وأنها ادخلت البلاد الى نفق مظلم بعدم استطاعتها إدارة البلاد خاصة بعد ان فقد المواطن ابسط مقومات الحياة من الخدمات الاساسية ، وغياب الأمن وإنعدام الصحة ، والتعليم وغيرها ،و بقاء الكثير من المتنفذين والفاسدين في مناصب الدولة العليا والمتوسطة والذي اسهم في ضعف الاقتصاد اليمني بل وانهياره مما ادى الى رفع الدعم عن المشتقات النفطية وزيادة اسعارها في السوق والذي اصاب المواطن بضربة قوية على كل مقومات حياته العامة وأصبحت الثقة لدى المواطن اليمني منعدمة تماماً في من يقوده وبذلك استطاع الحوثي ان يحقق انتصاراً قوياً خاصة في هذا التوقيت وقام بتوظيف كل هذا في صالحه بما في ذلك نشر الإشاعات الكاذبة والمغرضة على مدار السنتين الماضيتين على قادة عسكريين ، و احزاب سياسية ، ومنظمات مجتمع مدني عبر فرق عمل مدربة ومنظمة سواء في القنوات الفضائية او الصحافة او الاسواق والباصات او في الأماكن العامة عموماً
.
انشاء شبكة واسعة عبر الكثير من القوادين المحليين ،والخارجيين الدوليين لافتعال الازمات وتصديرها في عموم البلاد، كضرب ابراج الكهرباء ،وأنابيب النفط ،والاغتيالات السياسية وعدم تهيئة الجو المناسب لحكومة الوفاق مما جعلها تفشل فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد وأصبحت فقط تهتم بإدارة الأزمات وكان الوضع الفوضوي في عموم اليمن يستفيد منه الحوثي بامتياز بل وساعده كثيراً في حركاته وغزواته
المواقف الدولية الهزيلة والكاذبة تجاه موضوع الانتقال السلمي للسلطة والتلاعب بتطبيق المبادرة الخليجية و قرارا مجلس الامن رقم 1240، وعدم البدء في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني فعلياً وهذا مازاد من حماسة الحوثيين في السيطرة على الارض بقوة السلاح وإضعاف المعارضين وركونهم على مجلس الامن والبند السابع والعقوبات وغيرها وهذا ما جعل القوى السياسية الاخرى تخشى من الحرب وتصنفهم جماعات ارهابية وخاصة الاصلاح
استبعاد وإقالة العديد من العسكريين المحسوبين على الثورة الشبابية امثال اللواء المقدشي من قيادة المنطقة الاولى ،واللواء الصوملي من المنطقة السادسة ،وكذا بعض الوزراء والمحافظين المحسوبين على الثورة وتعيين قادة عسكريين مشكوك في ولأتهم حتى للوطن تحت مبررات وضغوطات اقليمية وخارجية اضافة الى الانتقام السياسي ممن قامت عليهم الثورة في 2011 وإعلان التحالفات السرية والعلنية مع الجماعة وهذا ما جعل المؤسسة العسكرية عاجزة عن خوض أي معركة مع جماعة الحوثي خاصة
عدم اهتمام الدولة بأسر الشهداء والجرحى واكل مستحقاتهم من كبار الضباط كان له اثر بالغ في نفوس الافراد والجنود داخل الثكنات العسكرية وخطوط الدفاع الاولى شكل لهم هزيمة معنوية
عامل الوقت كان مهماً بالنسبة للحوثيين في ترتيب صفوفهم ونقل الاسلحة وتدريب الجند وإسقاط المدن والمناطق والمعسكرات ، وجعل الدولة تعيش في حالة رعب من خلال الاخلال بالأمن والسكينة العامة والاغتيالات المنظمة بحق عسكريين، وسياسيين بما في ذلك ضرب الاقتصاد عبر تفجير انابيب النفط ،وأبراج الكهرباء وغيرها من التقطعات في الطرق ،والمدن وجعل الدولة عاجزة عن حماية الانسان حتى في عواصم المدن وهذا ما جعل الدولة يصعب عليها ترتيب صفوفها وبناء كيانها من جديد وإنهاكها المستمر عسكرياً خاصة في الاماكن التي تسيطر عليها ما يسمى بأنصار الشريعة في بعض المحافظات الجنوبية كل هذه الاسباب وغيرها جعلت جماعة الحوثي المسلحة تسقط العاصمة صنعاء و تسيطر على الارض والإنسان وتفرض سياسة الامر الواقع فيها
.