الحوثيون أرواح لا تموت .. الجبهة الرابعة للحرب السادسة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 09 يونيو-حزيران 2008 04:50 م

كثيرا ما نسمع عن تسريبات تقوم بها صحف ما عن أبناء تؤكد عن وفاة قيادات حوثية لكن ألأيام تكشف عكس ذالك , كما أن توسع نطاق الموجهات بين الفينة والأخرى تشعر بأن لهم أرواح لا تموت .

الحوثيون وفي حروبهم الخمس الماضية والتي تعد أعلى حروب يخوضها منتسبو تيار فكري ما ضد سلطات دولة طيلة تاريخ اليمن تعد أكثر مواجهات مسلحة مزجت بالصبغة المذهبية .

 لن أخوض كثيرا في تفصيلات ما جرى وما سيجري من تداعيات الحروب الخمس الماضية والتي لم تهدأ براكين الخامسة منها بعد حتى اللحظة .

لا أكون مبالغا ولا متشائما أن قلت أن الحكومة اليمنية وإن نجحت في كبح جماح الحرب الخامسة عسكريا في ثلاث محافظات اندلع شررها نسبيا ,خاصة بعد تهديد عبد الملك الحوثي في نقل المعارك إلى محافظات أخرى وقد كان له ما وعد , حيث انضمت كل من محافظة عمران " ممثلة بحرف سفيان " ومحافظة صنعاء ممثلة ببني حشيش " إضافة إلى صعدة عاصمة التمرد الحوثي في توسيع النطاق الجغرافي لتلك المواجهات , فقد ظلت الحكومة اليمنية مرتبكة في إدارة كل تلك الحروب , وتضع في أولوياتها متى ستكون نهاية الحسم فقط دون وضع برامج لتدعيات أي من تلك الحروب .

ثمة تحركات تخيفني كمراقب ومتابع عن قرب وباحث عن الحقيقة والمعلومة عن ما تسوقه الأقدار لبلدي اليمن , لكن هذه المرة ستكون المواجهات من اعتي محافظات الجمهورية عنفونا وأكثرها تصلبا وجاهلية أن ُسمح لي بوصفها بذالك , وليس ذالك بذنب أهلها ومن عاشوا على أرضها وتحت سمائها , ولكن بسبب حكومة مظفرة أباحت لنفسها اللهو خارج إطار اهتمامات الناس , وغردت بمنجزاتها في ساحات أمن بعيدا عن مكر التقلبات , متناسيه مناطق شاسعة ظلت خارج اهتمامها طيلة أكثر من " 45" عاما من الثورة , ظل أهلها يوصفون بالبدو حتى حان الوقت لأن تقف تلك الجموع الغاضبة , " جراء سنين ألإهمال وعقود السخرية من أهلها إلى أن تثور بطرقها الخاصة , وبوسائلها التي تراها اليوم أكثر نفعا أمام واقع يستحق التحدي .

الجوف هي ساحات التمرد القادم خاصة في ظل تداعيات , بوادرها أعلنت ورايات حربها تلعلعت , وشمرت عن سيقانها علنا وهتفت " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " .

نغمة ترددها الأفواه ولها معها مذاقها الخاص , ونكهتها المتميزة , جراء اعتقاد سائد على مصدقيه ذالك الشعار ومن رفعوه معا .

قد لا يجد المتابع وكل مهتم بهذه السياق أن للحوثيين معسكراتهم الخاصة بهم في محافظة الجوف , وعلى رأس تلك المعسكرات أو كما يطلقون عليها قبليا " المطارح " في منطقة تدعى الساقية القريبة من مديرية الغيل التي يقطنها غالبية من ألإشراف والسادة , ويتواجد في ذالك المعكسر العشرات من أبناء محافظة الجوف , و الساقية منطقة قريبة جدا من جبل حام الذي يُعتقد أنه المركز القادم لإدارة الحرب السادسة خاصة والسيطرة الحالية علية تقع تحت نفوذ الحوثيين , وهو جبل يستطيع من يسيطر علية التحكم في غالية محافظة الجوف , نظرا لارتفاعه وتوسطه لمناطق شاسعة منة .

كما يجري العمل حاليا في هذا الجبل على شق طرقات متعددة , ولا يستبعد القيام بحفر خنادق , وتحصينات ما في ظل جو هادئ لا يعكر صفوة أي تدخل رسمي أو أي مضايقات ما .

وستظل مديرات الزاهر والمتون والغيل هي أهم المراكز التي تعتبر منطلقا للحراك الحوثي ,.

و قد شهدت عدد من تلك المديرات صولات وجولات للحوثيين تمثلت في ضرب عدد من المراكز العسكرية , والمجمعات الحكومية , كما تشهد مساجد تلك المناطق دعوات صريحة تدين بالولاء والطاعة لسيد عبد الملك الحوثي . .

لقد شهد الجوف قبل اندلاع الحرب الأولى وصول مجاميع من المدرسين السادة وغيرهم إلى عدد من مديراتها كانت تدعو إلى فكر شيعي , أُعتبر بمثابة مقدمات لدعوات الحوثيين بشكل عام .

جاء هذا في ظل محافظة تعتبر ألأمية وقضايا الثأر فيها من أعلى محافظات الجمهورية , مما سمح لأن يكون الجو ملائما لبث مثل تلك الدعوات , وفي غياب كلي لأي بديل .

في حالة اندلاع حرب سادسة لا قدر الله , فمن السهل السيطرة والضرب على تلك المناطق التي ذكرت أنفا لكن ستبقى المواجهات جوية فقط , واستحالة أي مواجهات برية , إلا في ظل مغامرات كبيرة , قد يكون حصيلتها أرقام يؤسفني أن أضع تقديراتها حتى لا أوصف بالمبالغ .

في حين سيبقى جبل حام هو المركز الذي سيمنح الحرب القادمة لا قدر الله مرة أخرى أمدا أطول, وستبقى الكثير من المناطق الحالية في محافظة الجوف التي تخلو من أي ولاء لدولة أماكن يصعب العودة إليها تنمويا أو سياسيا , إلا بجهود مكثفة , وتعاون من أبناها أولا عبر سخاء كبير من البذل وشراء المولين .

الجوف محافظة منسية لكنها ستحضر بوجه سيكون أكثر دموية وعنفا على النظام , ما لم تتحرك أجندة داخلية في أسرع وقت لانتزاع فتيل الحرب التي يحاول البعض إيقاد شررها , وفي توقيت أصعب ما تكون صنعاء على استعداد لها .

أن قلمي يجد عتابا نفسيا في ألإفراط في رسم ملامح المشهد القادم , لا لشيء , ولكن حتى لا أعطي صوره أكثر قتامه مما هي مرسومة حاليا في مخيلاتنا كمواطنين ومتابعين لمجريات الإحداث. .

لأنة لا قدر الله ثالثا , في حال اندلاع مواجهات عسكرية في تلك البقاع فلن تهدأ القبيلة ولن تنظم إلى معسكر " المتفرجين " بل ستكون وقودا " جهنميا" في إدارة تلك الحرب , في ظل بقاء ثقافة " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " , كما ستفتح المواجهات شهية الكثيرين ممن ينتظرون مغانم الفيد ومكاسب الحرب.

كفاك يا قلمي تشاؤما في رسم لوحة أزعجتني ملامحها عجبا , ولا أرى الله الجوف إلا كل خير وسلام

وطيب الله أوقاتكم بالمسرات .