اليمن.. قبلة الباحثين عن المتعة والإثارة والمغامرة
بقلم/ محمد السياغي
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 29 إبريل-نيسان 2008 04:48 م

تبرز سياحة المغامرات في اليمن،كواحدة من أهم و أحدث الاشكال و الأصناف السياحية الجديدة، التي بدأت تشهد اهتماا متزايدا ، وعناية وافرة بإبراز مكوناتها و تنميه مقوماتها و تطوير إمكانياتها، بعد أن أضحت تستقطب الكثير من زوار اليمن من الباحثين عن الإثارة و المتعة والمغامرة.

و يظهر (استطلاع رأي) نفدته وكالة الإنباء اليمنية (سبأ) حديثا، وشمل أكثر من (150) عينة من السياح و الزوار الوافدين لليمن من مختلف الأجناس و الجنسيات العربية و الاوروبية خلال الربع الأخير من العام الماضي و الربع الأول من العام الحالي 2008م، أن (60) في المائة ممن شملهم الاستطلاع ، قدموا لليمن بحثاً عن سياحة الإثارة والمغامرة ، فيما كانت السياحة العائلية و الترفية و المتعة وراء استقطاب(20) في المائة ، و(10) في المائة جاءوا وراء السياحة التاريخية والأثرية والثقافية والحضارية، بينما كانت السياحة الدينية وراء (5) في المائة.

و توزعت العينة حسب الجنسيات على ثلاث فئات: سياح أوروبيون من جنسيات(فرنسية، وألمانية، واسبانية، و بلجيكية، وهولندية، وأخرى) حسب الترتيب يشكلون معظم الباحثين عن سياحة المغامرات، فيما شكل السياح العرب والخليجيون والمغتربون من أصول يمنية قوام نسبة الـ(20) في المائة من الباحثين عن السياحة العائلية و الترفية و المتعة، و(10) في المائة معظمهم من السياح العرب والأجانب معا، و الـ(5) في المائة غالبيتهم من الأصول الأسيوية.

و حسب الأصناف و الأنماط السياحية بيَّن الاستطلاع ، أن سياحة الغوص و المشي في الرمال و الصحاري و ركوب الخيل و الجمال و التخييم في المناطق و السواحل و الجزر البعيدة و النائية، و تسلق الجبال والمرتفعات الشاقة، و تصوير الطيور و النباتات والمناظر الطبيعية الخلابة و أنماط الحياة الإنسانية، و الطيران الشراعي و المظلي، والصيد بمختلف أنواعه، و دخول المغارات والكهوف من أكثر الأنماط السياحية التي تستهوي عشاق سياحة المغامرات من الأوروبيين.

بينما كانت زيارة الأهل والاستمتاع بلم شمل العائلات الكبيرة، وقضاء العطل السنوية والصيفية، و الاستمتاع بالطبيعة وبتلقائية و بساطة البشر و حب زيارة اليمن، والتعرف على أهله وخصائصه والاستمتاع بما يوفره وما يتمتع به من مزايا و خصائص ومقومات سياحية ومناخ و تضاريس من أبرز ما شد الباحثين عن السياحة العائلية و الترفية و المتعة.

أما امتلاك اليمن لرصيد حضاري وتاريخي هائل، و اعتباره مهد أقدم الحضارات الإنسانية في العالم التي ماتزال شواهد بعضها قائما حتى الان و بعضها اندثر، و منها الاحقاف - عاد (الاولى) التي يرى المؤرخون أنها سبقت الفراعنة، بالإضافة إلى حضارات تاريخية أخرى يمتد عمرها إلى ما قبل 5000 سنة قبل الميلاد من أهمها حضارات ( سبأ ، أوسان ،مملكة معين ، حضارة حضرموت،الحميريون،وغيرها و اعتبارها موطن العرب العاربة و العرب البائدة، فقد كان وراء استقطاب هواه السياحة الاثرية والتاريخية والثقافية والمعرفية .

كذلك هواه السياحة الدينية، فأن احتواء اليمن للعديد من المراكز العلمية و التنويرية، و شواهد الاضرحة و قبور الصالحين في عدد كبير من مناطق اليمن، وراء استقطاب عشاق السياحة الدينية.

و على الرغم من حداثة سياحة المغامرات في اليمن، إلا أن المؤشرات تؤكد بأن ثلثي زوار اليمن من السياح الأجانب هم من عشاق سياحة المغامرات، وحسب الإحصاءات فأن عدد زوار اليمن خلال العام الماضي 2007م بلغ 379 ألفا و390 سائحا من مختلف .

وكان الاهتمام بسياحة المغامرات في اليمن على المستوى الحكومي و الدولي قد برز على نحو ملحوظ عقب اختيار اليمن كأفضل وجهة سياحية للباحثين عن متعة المغامرة و للأسر ذات الدخل المتواضع خلال مشاركة بلادنا في معرض هونج كونج السياحي بجمهورية الصين الشعبية من قبل منظمي المعرض في الفترة من 14 - 17 يونيو 2007 م الماضي، ما جعل اليمن في مقدمة الدول المستهدفة من قبل السائح الغربي و ساهم في رفع معدل نسبة السياح المتوقع قدومهم خلال الأعوام القادمة.

وجاء اختيار اليمن أفضل وجهة سياحية لما يتمتع به منتجه السياحي من خصائص و مميزات تلبي مختلف الطلبات و ترضي مختلف الادواق .. فضلا عن التنوع الطبيعي و المناخي و التضاريسي المتعدد لليمن، و تضافره مع ثروة و رصيد حضاري و ثقافي و إنساني وتاريخي هائل، و أثره البالغ في خلق مزيجا متكاملا و متنوعا لواحد من أهم المنتجات السياحية الفريدة على مستوى منطقة الجزيرة العربية، و إبرز أنواع سياحية جديدة ومعاصرة بما فيها سياحة المغامرات، وفق أحدث تصنيف لأنواع المنتجات السياحية المتعارف عليها دوليا.

وحظي هذا الاختيار باهتمام الكثير من المهتمين و الخبراء و المنظمات الدولية المعنية بالسياحة والسفر، ووسائل الإعلام الغربية المهتمة وأبرزها صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة في العاصمة الأمريكية الاقتصادية (نيويورك) ، التي أشارت إلى أهمية موقع اليمن السياحي على الخارطة الدولية السياحية و ما يتمتع به من خصائص ومميزات سياحية فريدة على مستوى منطقة الجزيرة العربية، وأشادت فيه باختيار اليمن كأفضل وجهه للباحثين عن الإثارة والمغامرة.

وقالت الصحيفة :اليمن صار أكثر أماناً .. يتدفق الأوربيون لليمن بحثا عن المغامرة.. و خلافا لطبيعة شبة الجزيرة العربية الجافة والحارة بسبب الصحراء القاحلة، تعتبر اليمن -حسب الصحيفة- جنة خضراء هادئة، تميزها أشجار الاكاشا، و الهواء الجبلي الطلق، و الشعب المرجانية.

مشيرة إلى أن هذا الاختيار يواكب سلسلة من التغيرات الإيجابية التي طرأت في الآونة الأخيرة في اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس اليمن و اليمن كانت و ما تزال واجهة سياحية ذات طابع فريد، عشقها من زارها و يتعطش لرؤيتها من قرأ و اطلع عن تاريخها الحافل و حضاراتها الأصيلة و الفريدة و طبيعتها الخلابة.

وفي السنوات الأخيرة بدأت وزارة السياحة تنفيذ سلسلة من البرامج و الخطط الهادفة إلى ابراز مكونات سياحة المغامرات و تطوير مقوماتها و تنمية امكانياتها، كما بدأت الوكالات السياحية في اليمن الاستفادة من الطبيعة الفريدة لليمن، ومحاولة استغلال الإمكانيات الموجودة في جعل اليمن واجهة لسياحة المغامرات السياحية من خلال البرامج السياحية الشيقة التي تنفذها للمجاميع السياحية الوافدة و ما تحتويه من برامج للرحلات الجبلية الشاقة و رحلات السفاري بمركبات الدفع الرباعي والرحلات البحرية على متن القوارب الشراعية التقليدية.

** تجليات

ويتجلى مثل هدا النوع من السياحة في تنويعات سياحية مختلفة، لا تبدأ عند سياحة التسلق الشاقة على السلاسل والقمم الجبلية الشاهقة والمنتشرة في اليمن، تماما كما لا تنتهي عند سياحة الغوص في أعماق البحار حيث الشعاب المرجانية الأسرة، وسياحة الطيران الشراعي والمظلي، وركوب الأمواج والعيش في الهواء الطلق على طريقة سكان البادية التقليدية للإنسان البدائي، حيث يتدفق السياح الأوروبيون من عشاق المغامرات لليمن بحثا عن سياحة مليئة بالإسرار وحافلة بالذكريات التي لا تغادر الذاكرة.

** تحليق

و تكمن متعة سياحة المغامرات في اليمن من خلال أنواع سياحية متعددة في مقدمتها السياحة الجبلية ، و البرامج و الرحلات الجبلية التي يتم تنفيدها من قبل بعض وكالات السياحة والسفر اليمنية لعشاق تسلق السلاسل الجبلية الشاهقة، و من أهم الأماكن الجبلية و أكثرها متعة لممارسة هدا النوع السياحة بكل ما تحفل به من مخاطر و مغامرة ومشقة، التسلق في قمة جبل "النبي شعيب" غرب العاصمة صنعاء بارتفاعه البالغ 3600متر عن سطح البحر، و سلاسل جبال مدينة "المحويت" غرب اليمن المذهلة بمعانقتها للسحب والضباب وكسوتها بالمدرجات والمساحات الزراعية الأسرة لأشجار البن اليمني ذائع الصيت، بالإضافة إلى جبال "حراز" وغيرها من الجبال التي تتميز بالكهوف والمغارات والينابيع والشلالات والمعادن الكبريتية المختلفة.

و رغم حداثة مثل هدا النوع من السياحات، إلا أنها ما تزال تفتقر للعديد من المشاريع الانمائية، رغم أنها بدأت تجدب أعداد كبيرة من الأوروبيين من عشاق رياضة التسلق، وتؤسس على المدى المنظور لنوع فريد من انواع السياحات المعاصرة، بالنظر إلى الطبيعة التضاريسية الجبلية الفريدة لليمن، وعدد الأندية الأوروبية و الشركات الاستثمارية العربية والدولية التي تتسابق للحصول على فرص اقامة مشاريع استثمارية عملاقة، تستهدف إنعاش مثل هده الرياضة وتكثيف برامج مثل هده الرحلات الجبلية التي تحظى باهتمام وقبول واسع عالميا.

و على قمم هده الجبال الشاهقة لليمن، يبرز نوع أخر من أنواع متعة سياحة المغامرات ، يتمثل في رياضة القفز المظلي و الطيران الشراعي، التي برزت في السنوات العشر الأخيرة كنوع من أنواع السياحات الجديدة في اليمن، التي تجدب الآلاف سنويا من عشاق هده الرياضة في أوروبا و تبشر بتطور مثل هدا النوع من السياحة خلال السنوات القادمة خاصة مع تنفيذ عدد من الطيارين الشراعيين و المظليين الفرنسيين والالمان و اليمنيين لعدد من برامج الطيران و التحليق الجماعية في مناطق مختلفة من اليمن، و تتوقع مصادر أن تشهد السنوات القادمة انشاء نادي للطيران الشراعي هو الاول من نوعه على مستوى الجزيرة العربية، وفق إعلان رئيس وأعضاء فريق النادي الفرنسي للطيران الشراعي.

** مغامرة المشي

بالاضافة الي المرتفعات الجبلية المتعددة التي تمتاز بجمال الطبيعة الخلابة و مدرجاتها الخضراء الدائمة و خصوصاً في فصل الصيف من كل عام و قمم وسفوح ومغارات وكهوف، والتي يمكن استغلالها للمشاهدة و الاصطياد و رياضة التسلق و سياحة المشي، توجد في اليمن أكثر من(9) محميات طبيعية خلابة و ساحرة و من أشهر المناطق الجبلية والمحمية في اليمن:(عتمة ووصاب في ذمار)، جبل النبي شعيب و ريمة، مرتفعات اللواءالأخضر(اب) ، مرتفعات صبر(تعز)، مرتفعات مناخه (حراز)، جبال ردفان والضالع، وحوف.

و تمثل طرق التجارة اليمنية القديمة كطريق البخور واللبان المرتبطة بالحضارة اليمنية القديمة احد عوامل الجذب للسياحة الصحراويةمما يجعل المغامرة في هذه الطرق مشوقه وممتعه للغاية ومن أهم هذةالمناطق: (طرق بريه حالياً) مأرب- رملة السبعتين -شبوة القديمة. مأرب -شبوة القديمة- سيئون .

** سياحة بحرية

كما تظهر من أهم انماط سياحة المغامرات السياحية البحرية سياحة الشواطئ و الغوص كاحد عناصر الجذب السياحي ؛فااليمن يمتلك شريطا ساحليا يمتد لأكثر من2500 كيلومتر على البحرالأحمر و باب المندب وخليج عدن و البحر العربي، ما أوجد الكثير من السواحل و الشواطئ الرائعة ذات البريق الساحر والمناخ المتعدد.

و هناك عدد كبير من الجزر اليمنية ذات خصائص طبيعية جميلة و جذابة للسياحة البحرية و سياحة الغوص و الاستجمام، مثل جزيرة سقطرى وعبد الكوري و زقر، و كمران وغيرها من الجزر ذات الخصائص و المكونات البيئية و الطبيعية و الحيوانية و النباتية و الإحياء البحرية الفريدة والنادرة.

و في هذه السواحل تقام رحلات السفاري بمركبات الدفع الرباعي و الرحلات البحرية على متن القوارب الشراعية التقليدية، وتتضمن برامج ممتعة للسياح على سواحل وشواطئ اليمن الممتدة على البحر الأحمر وبحر العرب.

وتقدم رحالات سفاري ومدتها أسبوعين الكثير من المتعة والصفاء، وهي تنطلق من دبي مروراً بسلطنة عمان موازية للطرق التجارية التاريخية القديمة و الشهيرة للبخور و اللبان والمر في شرق اليمن.. بينما يتناوب الزوار المبيت في المخيمات والتجمعات البدوية وفي الفنادق الفاخرة مثل فندف قصر الحوطه في مدينة سيئون بالاضافة إلى الاستمتاع برؤية منهاتن الصحراء مدينة شبام التاريخية و مأثرها وهي مدينة مضيئة دات ابراج شاهقة من الطين في قلب الصحراء، خلافا عن الاستمتاع والاستجمام بمياه الشواطىء الدافئة وبرامج الرقص الفلكلوري المميزة بالازياء التقليدية زاهية الالوان.

كما يستمتع عشاق هذا النوع من السياحة بالتزلج على الامواج، والغوص في اعماق البحار و خاصة في جزيرة كمران و جزيرة سقطرى، حيث يتحدث الكثيرون عن غرق مجموعة كبيرة من السفن في القرن السادس الميلادي ما ادى إلى جعل هذه الاماكن من افضل بيئات الغوص في العالم لما تتمتع و تزخر به من شعاب مرجانية نادرة وفرت جميعها بيئة خصبة لممارسة مثل هدا النوع من السياحة الممتعة.

وتمثل جزيرة سقطرى اخر مستودعات الطبيعة البكر، أفضل واجهة سياحية في اليمن و تبعد 210 ميل عن شواطئ المحيط الهندي. و تعيد سقطرى زوارها إلى عصور تاريخية سحيقة، وهي منطقة غامضة و فريدة تكثر فيها الاعاجيب والاسرار التي لا تصدق حتى بالنسبة لأغلب اليمنيين. سكانها يتحدثون لغة خاصة تكاد تكون غير مفهومة للأغلبية، ونمت فيها الحيوانات والنباتات النادرة تماما كما نمت فيها الحياة بشكل مستقل عن بقية الجزيرة العربية.

** رحلات استثنائية

تستمر رحلات المغامرات الاستثنائية في اليمن ابتداء بصحراء الربع الخالي الأسطورية مروراً بالوديان الخصبة و الخضراء في أوديه سهام و رماع و زبيد والتي تحتضن أكبر الحواضر والشواهد الإسلامية في المنطقة وتعرف(بالمدينة البيضاء) نظراً للبيوت الطينية المطلية بمادة الجص والقضاض وتنتهي الرحلة في مدينة مأرب الغنية بالمواقع الأثرية القريبة للعاصمة صنعاء وحاضرة مملكة سبأ ومعين وبراقش وغيرها من الحواضر التاريخية الشهيرة التي ورد دكرها في الكتب السماوية وما تزال الكثير من اسرارها طي الكتمان تحت الرمال.

و لمن يريد متعة المغامرة والاستكشاف مترجلا فعلية زيارة مدينة صنعاء التاريخية و هي تمثل بواجهاتها متحف انساني مفتوح، وكدا جبال "حراز" الغريبة وهي بالفعل جنة لهواه التسلق بسبب القمم الخضراء و الطرق الملتوية و القرى التاريخية المتناثرة في قمم الجبال.

** البدايات الاولى

توفر السياحة الصحراوية في اليمن الكثير من المتعة و حياة المغامرة ،سواء في برامجها الحافلة بالجديد و الإثارة و الإدهاش، أو فيما تفرضه طبيعتها و ما تحتمه على عشاق مثل هدا النوع من السياحة، وهي تعيدهم إلى حياة الانسان البدائي الاول وتحتم عليهم العيش على طريقة سكان البادية الرحل، والتعرف على خصائصها وعاداتها ومميزاتها وأنماط حياتها البدائية، بعيدا عن صخب وضجيج وزحمة المدن وأدخنتها المحملة بخطر التلوث.

ومن صحراء حضرموت إلى المهرة شرقا، ومن صحراء مأرب إلى صحراء الجوف على الربع الخالي شمالا، يجد الزائر نفسه وسط بيئة صحراوية لها خصائصها وطابعها الاستثنائي فيغمره احساس مختلف.

ويتضح ذلك بصورة أكثر، عندما يجد الزائر نفسه وسط هذه البيئة القبلية محاط بهالات الترحيب و الاحتفاء و كرم الضيافة العربية الاصيلة أحد أهم سمات ابناء العشائر، قبل أن تعود به حياة سكانها إلى عهود سحيقة وبائدة.

ويلاحظ من خلالها الفروق الكبيرة التي تميز سكان الحضر والبادية.. بداية من التخييم في قلب الصحراء، والاستمتاع ببرامج الترحال وامتطاء ظهور الجمال و الخيول العربية الاصيلة في اعماق الصحراء متعددة الدهبية الدافئة، وطرق ووسائل الطهي والعيش التقليدية البدائية التي تتوقف بدرجة رئيسية على الحطب والنار والماء، والاستمتاع بالشواء وشرب القهوة العربية الاصيلة وجلسات السمر ومساجلات الشعر وحفلات الدان، مرورا بالوقوف وجها لوجه في مناجاة ومراقبة الطبيعة، والتأمل في الذات، ومراجعة النفس، و الاستمتاع بالهدوء والصمت والهواء النقي.

كما تمثل المدن اليمنية بفنها المعماري المتميز و بأسواقها التقليدية المتعددة و المتميزة و الصناعات التقليدية هي أيضاً تشكل رافداً ثقافياً للمنتج السياحي اليمني هذا بالإضافة إلى العادات والتقاليد و الموروثات الثقافية والفنون الشعبية المختلفة والذي ساعد التنوع الجغرافي والبيئيفي إثرائها وتنوعها وجذب الاهتمام لها.

إلى جانب ذلك، فأن البناء المعماري يبرز في وجود مجموعة من المدارس العلمية والمساجد ودور العبادة القديمة، وفي مجموعة كبيرة من القصور والقلاع ذات التقنيات والتحصينات الحربية المدهلة، والموجودة في مناطق مختلفة من اليمن والتي دفعت عن اليمن الكثير من الحملات والغزوات في فترات تاريخية متعاقبة، ومنها قلعة القاهرة في تعز واعجوبة الدنيا الثامنة كما يحلو تسميتها متمثلة في قصر "دار الحجر" بمحافظة صنعاء الدي يسيطر على بناءه الهاجس الامني.

ويبقى في حرص الزائر على الاندماج الكامل في التفاصيل الدقيقة لبرنامج حياتهم اليومي الدي يكاد يكون مختلفا عن سائر بلدان العالم، ويبدو معه و كأن عجلة الزمن لم تتوقف عند تلك الحصون والمأثر والمدن التاريخية، بل في أنماط حياة السكان وعاداتهم حيث يقضي معهم السائح برنامجا فريدا ووقتا ممتعا في يوم مفتوح، لا يبدأ بتناول الاكلات الشعبية المختلفة، ومنها "السلته" وبنت الصحن عندما تتوسط الشمس قلب السماء ، بل يزداد متعة بمغامرة الانضمام إلى جلسة من جلسات السمر و" ألإنس" الصنعانية في قمة أحد أبراجها التاريخية المصنوعة من مادة "الياجور" (الطوب المتفحم)، وتعاطي نبات القات المنبهه المنتشرة بكثرة في اليمن، والتي يتم تعاطيها على نطاق واسع من قبل اليمنيين والكثير من الزوار، ويستمر البرنامج حتى الساعة السليمانية وحفلات الرقص الصنعانية، و احتساء الشاي في قهوة شعبية متوارية على الاضواء الخافتة لمدينة صنعاء وواجهاتها المعمارية في منقطة السائلة.

هذه هي قصة المغامرة في اليمن المرشحة للازدهار مستقبلا.

* سبأ