إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
تزايدت في السنوات الأخيرة عدد المواقع الالكترونية الاخبارية وبمسميات عدة، منها ما هو مرتبط بسياسة حزب معين أو منظمة معينة أو مؤسسة حكومية ومنها ما يتحدث بلغة الشارع والمواطن، فقد فرضت الصحافة الالكترونية واقعاً مهنياً جديدا ، حيث ان هذه الوسيلة تمتلك مجموعة من التي لا تمتلكها الصحافة الورقية وذلك بتوفير ارشيف الكتروني سهل الاسترجاع غزير المادة يسهل على زائر المواقع الاطلاع والقراءة .
ومن هذه المواقع الاخبارية التي انتشرت وحققت نجاحاً في فترة بسيطة موقع «مأرب برس» والذي بدأ انطلاقته من محافظة مأرب ثم برز وانتشر بفضل سياسة الدقة والمصداقية التي اتبعها الموقع مما حقق له نجاحاً متميزاً على الساحة اليمنية..
«26سبتمبر» التقت رئيس الموقع الأستاذ أحمد عايض وأجرت معه الحوار التالي:
حوار: ذكرى عبدالعزيز عوهج
* متى بدأ افتتاح الموقع وكم عدد زوار موقع مأرب برس؟
موقع مأرب برس يبلغ من العمر، حالياً أكثر من سبع سنوات فقد انطلق في بداية الأمر من محافظة مأرب واستمر فيها لمدة ثلاث سنوات، ثم قمنا بنقل المقر إلى العاصمة صنعاء, ويتراوح زوار الموقع في اليوم الواحد ما بين 70- 90 ألف زائر , ويتم فتح أكثر من مليون صفحة يومياً..
* حقق موقعكم على الانترنت انتشاراً واسعاً في ظل تزايد عدد المواقع الاخبارية الاخرى، يا ترى ما سبب هذا النجاح، وما هي الاستراتيجية المتبعة من هذا النجاح؟
الاستراتيجية التي اتبعناها في موقعنا من أول لحظة هي حرية التعبير والقبول بالرأي الآخر, فالناس ملوا المواقع والصحف ذات التوجه الواحد, ولديهم رغبة للاطلاع على كل شيء ومن الغبار في عصر الفضاء والتكنولوجيا أن نأتي نحن في وسائلنا الإعلامية لنحدد للناس ما الذي يقرأونه أو يطلعون عليه.. نحن عملنا أن نكون نافذة لكل الناس ليجدوا كل ما يريدوا متابعته..
لقد فتحنا صفحات الموقع من أول يوم لكل التيارات السياسية وبدأنا نناقش القضايا بصوت مرتفع بعيداً عن الرتابة والتقليد, وبدأنا نسمح للعديد من الكتاب التعبير عن آرائهم في وقت لم تكن تسمح فيه بعض الصحف والموقع بتبني كتاباتهم وآرائهم, ومن هنا بدأ الناس يتهامسون أن هناك موقعاً يتكلم بكل جرأة ضد النظام «السابق» اقصد هذا الكلام منذ عدة سنوات فقد كان صوتنا عالياً, إضافة إلى وجود فريق كبير من المحررين وجيش من المراسلين حالياً يزيد عن 35 مراسلاً في الميدان, نحن لا نعرف في موقع مأرب برس منذ انطلاقه الموقع حتى اللحظة أن توقف الموقع عن التحديث يوماً واحداً, وهذا أحد الأسرار الهامة في النجاح في تقديم الخدمة الاخباربة للمتصفح في كل لحظة وفي كل يوم سواء كان يوم عطلة أو عيد وطني أو مناسبة دينية دون توقف, نحن نخصص فريق لأيام العطل ليظل على تواصل مستمر مع زوار الموقع.
* برأيكم ما هو مستقبل الصحافة الورقية امام الصحافة الالكترونية؟
كل الدراسات التي أجرتها العديد من المنظمات الدولية المهتمة بواقع الصحافة الالكترونية تؤكد أن المستقبل هو للإعلام الالكتروني, ففي الغرب والولايات المتحدة الأمريكية نجد انها بدأت في إغلاق الصحف الورقية وتم التركيز على الصحف الالكترونية, وبدأ سوق جديد في هذا المجال, فهناك العديد من الصحف تعمل على تشفير غالبية موادها بهدف اشتراك المتصفحين بمبالغ مالية رمزية, وقد حقق هذا أرباحاً محترمة في دول الغرب.
فهناك دراسة غربية تتحدث أن عام 2018م سيكون عاماً فاصلاً على مستوى العالم في تفوق الإعلام الالكتروني على الصحافة الورقية.
* هل يمكن اعادة هذه التجربة في اليمن أو الدول العربية؟
حقيقة في الوقت الحالي مؤشرات إعادة هذه التجربة في اليمن أو الوطن العربي تصب نحو الفشل, والسبب ان القارئ العربي مازال مبتدئاً يبحث عن المعلومة المجانية, لا يكلف نفسه أي جهد في دفع أي مال للحصول على المعلومات, ثانياً: الوضع في اليمن لم يصل إلى أن المجتمع يتعامل بنظام الفيزا كارد او التحويل المالي عن طريق النت.
ثالثاً: الوضع المالي لليمني خصوصاً مازال متدنياً, وبالكاد يقوم بتسديد فواتير النت أو الهاتف, أذكر أنه نجحت تجربة موقع صحيفة «الايام» منذ عدة سنوات، حيث تم تشفير أهم الأخبار, لكن هذه التجربة نجحت مع المغتربين اليمنيين في الخارج وليس في الداخل.
* الاعلام الالكتروني.. يعاني من حرية مفرطة.. ترى هل هي حالة صحية.. أم أن المسألة تحتاج الى شيء من الضوابط؟
نعم.. نحن نعاني من ذلك كثيراً, وأحياناً يتم إنزال الخبر في الموقع بعد أن بذل الموقع جهوداً للحصول على المعلومة وبذل أموالا لذلك, ونجدها بعد دقائق في العديد من المواقع والتي يصل بها الابتذال أن لا تنسب المعلومة التي نعتبرها خاصة أو حصرية الى موقعنا، بل تقول «وقالت مصادر صحفية» ولسنا وحدنا من يقع في ذلك هناك العديد من المواقع وفي مقدمتها موقعكم.
هناك العديد من المواقع المجهولة المصدر ومن يقف ورائها أو من يقوم على تحريرها و أنا أرجع مسؤولية ذلك للنظام السابق الذي قام بإنشاء عشرات المواقع المجهولة بهدف تمرير سياساته وإشاعاته ضد خصومة.
* شبكة «مأرب برس».. هل هي مؤسسة تعبر عن قوة سياسية أو حزب سياسي؟
نحن نسعى منذ وقت مبكر إلى تعزيز مفهوم العمل المؤسسي داخل الشبكة, لأنه لا نجاح لأية مؤسسة سواءً كانت إعلامية أو غير إعلامية إلا بالعمل المؤسسي, وقد جربنا في بداية طريقنا أن العمل غير القائم على نظام أو عفوي تكون نتائجه فاشلة وضعيفة, أما القوة التي تتحدثين عنها فهي نتاج السنوات الماضية من العمل المتواصل والدؤوب, نحن نشعر أن الشبكة استطاعت أن توصل صوتها الإعلامي إلى كل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني, قوتنا ليست ناجمة عن أي دعم حزبي أو حكومي قوتنا ناتجة عن الحقيقة التي نحن نتبناها ونسعى ورائها.
المشكلة في اليمن ان كل المؤسسات الإعلامية التي تتبع أحزاب هي مؤسسات ضعيفة، لأنه في الأول والأخير هي مؤسسات موجهة من قبل قيادات تلك الأحزاب.
* هل قمتم بإعداد استبيان لقياس أثر الموقع وتأثيره على المشهد الإعلامي؟
نحن لمسنا أثرنا في الواقع في الكثير من القضايا التي نتبناها سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي, نحن إذا أردنا أن نوصل أصواتنا فنحن نوصلها، لأن الحقيقة دائماً لا تخذل من يناضل عنها.
أما في موضوع استبيانات فهناك العديد من الباحثين لنيل درجات الماجسيتر والدكتوراه وبحوث الطلاب الجامعيين أقاموا العديد من الاستطلاعات والاستبيانات وهناك العديد من الرسائل العلمية ناقشت أثر الموقع والحمدلله كانت كل تلك الدراسات والاستطلاعات نتائجها مشرفة ومحترمة.
* هل ترون المستقبل للصحافة الالكترونية في ظل مجتمع تتفشى فيه الأمية.. فمابالكم بالأمية الحاسوبية؟
نجاح الصحافة الإلكترونية في اليمن هو قرين نجاح مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الإتصالات, فتخفيض سعر النت وتسهيل الحصول على اجهزة الاب توب لطلاب المدارس وموظفي الدولة عامل مهم للنهوض بالوعي المجتمعي تجاه الصحافة الالكترونية, إضافة إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم في إدراج مادة الكمبيوتر إلى المواد الدراسية لطلاب المدارس عامل مهم أيضاً للتخلص من الأمية الالكترونية والحاسوبية الحاصلة في المجتمع اليمني.
*برأيكم.. لماذا الانتشار على فتح مواقع الاعلام الالكتروني؟ وكيف يمكن ضبط بعض المواقع التي تعتمد على ترويج اخبار كاذبة وعارية من الصحة؟
كما أسلفت سابقاً النظام السابق عزز ثقافة الإشاعة وترويج التضليل للنيل من خصومة يوم أن عجزعن المواجهه الشريفة مع خصومة وإنتقلت هذه الثقافة إلى رموز المجتمع من مشايخ ورجال أعمال وقيادات عسكرية لتقوم بذات المهمة والدور لكن لتصفية حساباتها الشخصية مع خصومهم حتى تحول الواقع الالكتروني إلى ساحة من الصراع الشخصي بين خصوم تقليديين وضحاياه الجيل الجديد من القادمين على هذا العالم الالكتروني, مشكلة هذا العبث يجب أن يتم الحد منها من قبل مؤسسات الدولة والشركات المستضيفة, وأن كان هذا الأمر في صعوبة, لأنه يمكن أن تطلق أي موقع من أي مكان في العالم، لكن توضع ضوابط عامة وفق الثوابت العامة للبلد وميثاق شرف وتلزم الأطراف العاملة في هذا المجال على احترام المهنة.
*كيف تقيمون أداء ودور الاعلام الالكتروني في اليمن وخاصة ونحن بلد منتشر فيه نسبة الامية الالكترونية وقلة من يتعاملون مع الحوسبة الالكترونية؟
هناك العديد من المواقع الإلكترونية في اليمن قطعت شوطاً طيباً, ونجحت في غرس رصيد محترم لدى روادها, وهناك مؤسسات ومواقع لها قفزات نجاح وكبوات فشل,لكن وعلى العموم أيةجهة لا تمتلك رؤية إعلامية مستقبلية لن تستطيع الاستمرار والتوقف وهو النتيجة الحتمية لكل المؤسسات أو الجهات التي تمول تلك المواقع, لكن بشكل عام المتصفح اليمني متصفح ذكي لديه المقدرة على التفريق بين الغث والسمين.
* يقولون انكم تميلون الى «الاسلمة السياسية».. ترى هل أثر ذلك على المهنية الإعلامية أم أن أثر الالتزام الحزبي يمثل قيداً على أدائكم؟
هناك فرق بين احترام ثوابت الدين والوطن والثورة, وبين الانفتاح العابث الذي يخدش الحياء ويخالف الفطرة ويتنافي مع قيم المجتمع اليمني, نحن لا نسعى إلى اسملة السياسة كما قلتي بقدر ما نسعى إلى غرس القيم النبيلة في نفوس الناس قادة وعامة، لأن القلم ورسالته أمانة ثقيلة في أعناق من ينظر إليها بمنظار عميق, وليس بمن يرى أن القلم يؤكل عيش عن طريق تقديس حزب أو عائلة أو شخص.
أما موضوع الألتزام الحزبي فهو خارج قاموسنا الإعلامي، لأنه لو كان لدينا أي إلتزام وإن كان متدنياً لم نصل على ما وصلنا إليه اليوم.
نحن مؤسسة إعلامية مستقلة لاتتبع أية جهة حكومية أو حزبية, لكن لدينا رؤيتنا المستقلة في التعامل مع الأحداث وهي المصداقية والمهنية.
*هل الموقع يشجع ما يسمى بصحافة المواطن؟
نعم ولدينا تجربة رائعة في الثورة الشبابية في اليمن, حيث نجح الموقع في تعزيز العلاقة بين المواطنين من رواد الموقع وبين الموقع حيث كانت تتدفق لنا المعلومات والصور ومقاطع الفيديو من عشرات المحبين للموقع, وتحول العديد من الشباب في الميدان إلى رجال صحافة, وتجربة موقع مأرب فيديو التابع للشبكة افضل مثال على نجاح تجربة المواطن الصحفي.
*كلمة أخيرة؟
أحيي كل الشرفاء من رواد القلم في هذا البلد واشد على أيديهم فنحن في أمس الحاجة اليوم إلى اقلام تضحي من أجل اليمن لا أقلام تقتات بدماء اليمنيين وتفرق وحدتهم وتألب بعضهم على بعض وتحياتي لك ولكل العاملين في موقع وزارة الدفاع.