المواجهة المؤجلة !!
بقلم/ طالب ناجي القردعي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الخميس 13 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:18 م

الوضع الدقيق الذي يمر بهِ الوطن في هذه المرحلة والمماحكات السياسية بين قيادات العمل السياسي على امتداد الساحة السياسية اليمنية ينبئ بما بعده من تداعيات .

يعلم الجميع أنهُ بموجب المبادرة الخليجية منح المخلوع صالح الحصانة لما اقترفت يداه بحق الوطن طوال سنين حكمه كما نعلم جميعاً حقد هذا الشخص وجل من حوله على ثورة الشعب وكل من ساندها .

وبما أن سنين حكمه أثبتت حقده على هذا الوطن أرضاً وإنساناً وعمله جاهداً على تدمير كل مقدراته بالسلب والنهب وتوزيع ذالك على مؤيديه ، كما عمل بكل إمكاناته الشيطانية لتدمير نسيجه الاجتماعي الذي لم يتخلل على مر آلاف السنين ولم تحصل على مر تاريخ الوطن أي فتن تتصل بالدين والمناطق .

ولكنه عمل على إذكاء روح المناطقية والعرقية والمذهبية وزاد من وتيرة ذالك مع انطلاق الثورة وفي تصريحاته كثير من الدلالة على ما ذكرت ولم يترك باب من أبواب الفتنه إلا وطرقه ولازال يعمل جاهداً في هذا الإطار يساعده على ذالك وجود قيادات ضعيفة غير قادرة على سحب البساط من تحت قدميه وفوق ذالك عدم امتلاك تلك القيادات لقراراتها وارتماء جلها في أحضان العمالة واستمدادها لشرعية وجودها لجهات خارج الوطن أهداف تلك الجهات الممولة والداعمة تتقاطع وتختلف في كثيراً من الأحيان مع أهداف الثوار والشعب ومصلحة الوطن ومع ذالك تستمر تلك القيادات في السير مغمضة العينيين بنفس هذا الاتجاه حتى ولو أداء ذالك إلى خسرانها من رصيدها النضالي والشعبي.

وعلى كل ذالك نجد أننا على أعتاب مرحله من الصدام بين تلك الأحزاب والفئات المتصارعة على فتات ما تبقى من هذا الوطن يدفع في هذا الاتجاه المخلوع صالح لما في ذالك من مصلحه لهُ ولأتباعه في إظهار هذه المرحلة والحكومة بالفشل ليسهل لهُ الانقضاض لاحقاً . يأتي ذالك بعد أن كسب كثيراً من المترددين في دعم التغيير والمشككين في نيات قيادات سياسيه دفعت بها الثورة إلى الواجهة.

الخلاف الذي لاح في الأفق بين المخلوع والرئيس هادي يمهد لا محاله لانقسام من تبقى من قيادات المؤتمر بين مؤيد لشرعيه الرئيس هادي ومتمسك بعطاء المخلوع.

ينتج عن ذالك مرحلة استقطاب بين الفريقين سوف تصل تجاذبات ذالك إلى جميع القوى السياسية على الساحة الوطنية يلعب المال السياسي لعبته في تغلب احد الفريقين خصوصا ونحن نراء قيادات تتبع مصلحتها الآنية في اغلب الأوقات على مصلحة الوطن.

وفي ختام كل هذا سيجد فريق من الفرق طريقه لافتعال الأزمة وإدخالها إلى مرحلة الصراع المؤجل بين النخب السياسية، يمهد ذالك لتدخل دولي وفرض عقوبات شديدة على بعض القيادات يزيد الوضع تعقيداً وتدخل للقوى الاقليميه وخلط أوراق الصراع الخفي على لعبة النفوذ في الوطن.

صحيح أن هناك مجتمع دولي يدعم الشرعية المتمثلة في شخص الرئيس هادي بعد انتخابات نتيجة لتوقيع اتفاق الرياض تتويجا للمبادرة الخليجية الذي عززت بقرارات مجلس الأمن .ومع كل ذالك ليس بإمكان أي مراقب أن يتوقع استمرارها في ظل الاستقطاب الإقليمي وتصارع تلك القوى على النفوذ في هذه المنطقة خصوصاً بعد الخشية الإيرانية من فقدان احد معاقلها في الشرق الأوسط ( سوريا) وهي بذالك تسابق الزمن في توسيع نفوذها في اليمن يساعدها على ذالك وجود كثيراً من أيادي العمالة والإرتزاق أضف إلى ذالك شعور كثير من الثوار والشعب بعدم تحقيق أهداف ثورتهم وسلقها وسرقتها من القيادات السياسية القديمة الجديدة وعليه يسهل تجنيد هؤلاء الأشخاص وتأطيرهم في مخططات قد تكون لها تأثيرات سلبيه لأمن ووحدة الوطن واستقراره.