لنتحاور لأجل اليمن
بقلم/ رانيا خالد شمسان
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر
الثلاثاء 25 سبتمبر-أيلول 2012 04:14 م

حقيقة أنا لا افهم بالسياسة مل ما أريد قوله انه مهما اختلفت أحزابنا وهما تناقضت رؤانا أو انتمائها سيضل حب الوطن هو نبراسنا، اليمن أغلى من دمائنا وأرقى من نزاعاتنا.

إن نجاح مؤتمر الحوار هو نجاح لكل اليمنيين دون استثناء هو مبدأ سيشهد لنا التاريخ به وسنغدو مثل يقتدي به بين الأمم.

من منا؟ لا يريد أن يعيش في وطن آمن مستقر وطن خالي من الفساد والإرهاب . من منا؟ لا يحلم بغد مشرق نوره ينعكس على جبين كل يمني.

هيا أيها اليمنيون ..يا رجال شهدت لهم الدنيا بالنضال والعزة ليكن هذا نضالنا ولنعمل معا على تحقيقه فنجاح مؤتمر الحوار سيقود البلد إلى بر الآمان وسيحدد معالم اليمن الجديد ..اليمن التي نتشرف كلنا بالانتماء إلى ترابه.

لننسى نزعات الماضي ولنمضي سويا يدا بيد لنبني وطننا .

نحن لا نريد أن نرفع معاول الهدم والانتقام والانتقاد.لقد آن الأوان لمعاول البناء أن ترفع بهامات الرجال وان تكرس جهودنا معا لأجل اليمن.

إن الحوار كلمه جميله رقيقه تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس، ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في قوله تعالى:"قال له صاحبه وهو يحاوره" (سورة الكهف 37)، ويوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها، قال سبحانه:"والله يسمع تحاوركما" (سورة المجادلة:1)، فسمع الله هذا الحوار وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه-ونص عليه في كتابه العزيز رفعة لشأن الحوار وإثباتا لأهميته.

وقد ميز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفة الكلام والحوار،وأثنى على ذلك في آيات كريمات.

ففي التحاور مع الأبناء:"يا بني" (سورة لقمان:13) كما قال لقمان عليه السلام لابنه، وفي التحاور مع أهل الكتاب "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله" (سورة آل عمران:64).

وفي التحاور مع المشركين:"وان احد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه" (سورة التوبة: 6).

وثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق، فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها، والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف، قال" لقد أرسلنا رسلنا بالبينات" (سورة الحديد:25) .

ومن بعض ادآب الحوار :

1-الإخلاص والتجرد

على المحاور أن يتجرد من التعصب،فلا يعقد التعصب لفرقته او مذهبه او فكرته ثم لا يقبل منك،ويريد أن تسلم وتقر له دون أن يناقشك .

2-إحضار الحجة

إن صاحب الحجة قوي، قال الشافعي:"من حفظ الحديث قويت حجته"، وإما أن يأتي إنسان بكلام فضفاض وعاطفي وإنشائي ويقول بأنه يحاور الناس ويجادلهم،فهذا ليس صحيحا. والحجة إما أن تكون عقلية قاطعة، او نقليه صحيحة.

3-السلامة من التناقض

إن من الواجب على المحاور آلا يناقض كلامه بعضه بعضا، لان بعض الناس -لقلة بصيرته- يأتي بكلام ليس مترابطا في موضوع واحد وإنما يتعارض مع بعضه.

4- الحجة لا تكون هي الدعوى

كأن يقول احدهم: ما دام إني قلت هذا القول، فقولي هذا حجة ودليل، ويزكي نفسه، وبعضهم يحسب قوته بطول عمره.

5-الاتفاق على المسلمات

فالأصول لا يناقش فيها ولا يحاور. ففي الملة ثوابت لا ينبغي أن نضيع أوقاتنا بالجلوس لمناقشة الأصول الثابتة، كإلوهية الباري سبحانه وتعالى، واستحقاقه للعبودية جل في علاه، وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله ،وان أركان الإسلام خمسة فهذه أمور مسلمات ومقررات مجمع عليها وفي مناقشتها تشويش على الناس وتضييع لوقتك وأوقات الآخرين.

ويجب الانتباه إلى أن هذه المسلمات قد تختلف باختلاف المحاور كأهل الكتاب او الكفار او المشركين.

6-أن يكون المحاور آهلا للحوار

فلا تأتي برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره لان أذاه أكثر من نفعه.

7-نسبة القرب والبعد من الحق

فالأمر نسبي إذ لا يشترط دائما أن يكون مائه بالمائة فان وافقتني في كل شيء فهو أخي أتولاه وان خالفني فهو عدوي أتبرأ منه، ورحم الله ابن قدامه إذ يقول في كتابه (المغني) :"وأهل العلم لا ينكرون على من خالفهم في مسائل الاختلاف"

8- التسليم بالنتائج

إن توصل المحاورون في حوارهم إلى أمور فعلى المغلوب أن يسلم للغالب وهذا من طلب الحق، يقول عبد الرحمن بن مهدي"ا ناهل الخير وأهل السنة يكتبون ما لهم وما عليهم"

9-المحاورة بالحسنى

يقول العلماء: إن تحاوره فر تتعرض لشخصه، ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه وإنما تحاوره على القضية.

10-الإنصاف في الوقت

إذا حاورت إنسانا فلا بد أن تتفق معه وتقول له تصبر لي وتسمع مني حتى انتهي واصبر واسمع منك حتى تنتهي لك خمس دقائق ولي خمس دقائق –مثلا-او لك نصف ساعة ولي نصف ساعة لا تقاطعني ولا أقاطعك.

11-حسن الإنصات

كما تطلب من محاورك أن يحسن الإنصات والاستماع إليك- وهو من الأدب- فعليك أن تستمع له إذا حاورك لان بعضهم ينقصه حسن الإنصات، وحسن الإنصات من حسن الخلق.وصدق الله العظيم إذ يقول:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين" (سورة النحل:125)

والله من وراء القصد