سكرتير الجناح العلماني في الإصلاح
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 10 أيام
الإثنين 14 مايو 2012 05:23 م

اعلم –منذ البداية-إنني سأتعرض لهجوم كاسح من جانب اعداء الحداثة والتجديد وممن أعماهم التعصب للشيخ (حُمادي) بسبب هذه المقالة التي اقدِّم فيها نفسي –متواضعاً- كـ سكرتير اول للجناح العلماني التحديثي في التجمع اليمني للإصلاح، حزبنا العظيم الذي يتسع لكل الآراء والاجتهادات، فهو تيارٌ متنوعٌ ويدعو الى التنوع ويشجع على التجديد والابتكار وهو حزبٌ ديناميكيٌّ بفكرٍ متحركٍ بالرغم انه احياناً –حسب آراء باحثين محايدين ومنصفين في الفكر الإسلامي- حزبٌ براجماتيٌّ نفعيٌّ يغلِّب المصلحة السياسية على المصلحة الشرعية المثالية التي دعا اليها القادة المؤسسون الاوائل للفكر الإخواني الجميل في مصر واليمن.

الأخ العزيز الذي توعدني بـ (السحل والخلس) على خلفية مناقشة بريئة للعلاقة بين (القيادة الملهمة دائماً وابداً) وبين (الأفراد المساكين) اقول له ان الحداثة والتحديث والعلمانية هي التي اعزت راية الإسلام في تركيا اليوم بقيادة رائد (العلمانية المتدينة) رجب طيب اردوجان وزملائه، قالوا للمجاهد العظيم الراحل (رضوان الله عليه) نجم الدين اربكان (ان التجديد سنة كونية فتنحَّ يا استاذنا ولانريد لكم الإحراج في الإنتخابات الداخلية لأن الناس مع التغيير) فأصرَّ -رحمه الله وهو قائدٌ عظيمٌ ومؤسسٌ جليلٌ - على الإنتخابات والتي كانت نتيجتها نعم للتحديث بثوب علماني ديموقراطي متديِّن يعز راية الإسلام فأصدر الراحل اربكان فتواه الشهيرة للناس ومفادها (من ينتخب حزب العدالة والتنمية فإنما يتبوأ مقعده من النار) ومع ذلك كان الراحل العظيم البروفيسور اربكان رجلاً ديموقراطياً وسلَّم بنتائج هزيمة (المحافظين) الثقيلة.

يؤكد باحثون محايدون ومراقبون منصفون ان ادبيات الزعيم المؤسس الشهيد حسن البنا ورائد الفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب لا تعمل كثيراً في الواقع السياسي للتجمع اليمني للإصلاح رائد البراجماتية السياسية بتوصيف الراحل المناضل عمر الجاوي، قال في حوار قديم له مع (جريدة المستقلة اللندنية) اوائل التسعينيات بما معناه (ان الإصلاح حزب علماني براجماتي وستثبت الأيام هذا الكلام)، ومن هذا المنطلق لماذا (يتعلمن ويتبرجت) الجناح السياسي للإصلاح اليوم تحت دعوى (فقه الواقع وفقه الضرورة) وينكر عليَّ ( هذا الجناح المتبرجت) ان أكون مجرد سكرتير صغير للتحديث العلماني المتديِّن كـ واحة صغيرة نتفيأ ظلالها هرباً من فتاوي -بعض وليس كل- (العمائم) التي تتهمني بـ (قلة الأدب) وبـ (التشهير) واثارة (البلبلة) في الصف وأنني (مافيش معي مهرة) وأنني قد غدوتُ (بوقاً للأعداء)، لماذا يستكثرون عليَّ واحة فكرية صغيرة أو (ديمة) صغيرة بجوار قصور مشيدة ومرصَّعة بالفتاوي وانا الفقير المسكين بلا مأوى ولاسكن وجهَّالي بالعراء، فقيرٌ انا الا من حبي العظيم للحرية الفكرية في إطار حركة الإخوان ورايتها العظيمة.

العلمانية المتدينة والتحديث والحداثة- تحت راية الإخوان- تيارٌ واقعيٌّ وموجودٌ وله انصارٌ كثرٌ وهو تيارٌ يعرف قدر نفسه، لايزايد ولايخادع نفسه ولايكذب عليها، وبالمناسبة يرفض التيار الحداثي (جناح الإصلاح الجديد) كل اشكال البراجماتية التي اذلت (اصلاحنا العظيم)، كيف رضي الإصلاح بمبادرة خليجية صفوية صهيونية ينظِّر لها سمسارٌ مشبوه ٌمن قبل دويلاتٍ معادية للإخوان المسلمين تكره حسن البنا وسيد قطب وتوالي شارون ونيتانياهو والعلوية الإيرانية؟! اليست هذه براجماتية علمانية تضيِّع حقوق الثورة ودماء الشهداء وتضيِّع مقاصد الدِّين والتديُّن والشرع العظيم ويأباها الشهيد المؤسس عبده محمد المخلافي؟

  ليس الجناح العلماني المتديَّن مفرطاً ولاشطَّاحاً ولا دجَّالاً يبغي الشهرة بوسيلة التشهير كما يردد اعداء التحديث بل تيارٌ واقعيٌّ وقريبٌ من روح الإخوان بثوبٍ قشيبٍ وأكثر قشابة، تيارٌ يستلهم كل اقانيم الجمال في ادبيات القادة المؤسسين وينهل من معين خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.

شاعر وناقد يمني

a.monim@gmail.com