قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
أثناء لقاءه في القاهرة بوفد من البرلمانيين والسياسيين اليمنيين المؤيدين للثورة اليمنية ، امتدح الكاتب المصري المعروف / محمد حسنين هيكل الثورة اليمنية بقوله للوفد اليمني الذي التقاه "بأنه متيم باليمن وعاشق له ، وأنه مع الثورة قلباً وقالباً ، وأن تصريحاته بشأنها على قناة الجزيرة قد فُهمت بشكل خاطئ من قبل الكثيرين في اليمن ، كما قال : "بأنه يتابع ثورة الشباب السلمية بإعجاب وانبهار شديد ، على اعتبار أنها الثورة الحقيقية التي تنبأ لها بالنصر القريب على حد قوله" ، وقد جاء هذا المديح بعد أيام قلائل فقط من تصريحاته السابقة على قناة الجزيرة ، التي كان قد اعتبر فيها أن ما يحدث في اليمن ليس ثورة ، وإنما محاولة لإيجاد دولة .
كما أضاف هيكل في ذات اللقاء بأن " أكثر ما يقلقه في اليمن هي تلك "الأصوات النشاز" – على حد تعبيره - التي تنادي بالانفصال والعودة إلى التشطير" ، وتحت هذا الخبر مباشرة - والذي تم نشره على موقع المصدر أونلاين قبل حوالي أسبوع تقريباً - كنتُ قد قرأت تعليقاً – مستفزاً - لأحد القراء رداً على هيكل كان فحواه " ... يعني - قصدك - أنّ أبناء الجنوب .. أصوات نشاز " ؟! وبالمناسبة هذا التعليق تم حذفه من قبل إدارة الموقع بعد أن كان قد نُشر .
إن ما استفزني حقيقة في هذا التعليق هو أنه لم يُقوَّل هيكل مالم يقله فحسب ، وإنما لأنه اعتبر كل أبناء الجنوب "انفصاليين" ، وهذا اتهام خطير، لا يمكن أن يصدر إلاً من قبل ذلك الطابور الخامس في جهاز "الاستخبارات " لبقايا نظام صالح الآيل للسقوط ، وليس من مواطن يُفترض أن يكون حريصاً على وحدة بلاده ، مع أنه يغلب على ظني أن كاتب التعليق ذاك قد يكون جزءاً من ذلك الطابور الخامس لبقايا النظام ، كما أنه قد أثار عندي تساؤلات كثيرة حول تلك الأصوات "النشاز" بحسب تعبير هيكل - والذي أوافقه الرأي تماماً في توصيفه ذاك – تلك الأصوات التي كانت قد خفتت مع بداية الثورة قبل أقل من عام ، لكنها ما لبثت أن ظهرت مرة أخرى متسللة مع الأحداث الساخنة ، في محاولة "مقيتة" منها لتعكير صفو الأجواء الثورية ، التي وحدت اليمنيين على اختلاف مشاربهم في كل أرجاء الوطن الواحد ، دون مسميات "عفنة" تحاول جاهدة تقزيم الوطن الكبير، المتسع للجميع ، واختزاله في "كونتينات" ضيقة لا تشبع سوى نهم تلك الرغبات المريضة لأصحابها على حساب الوطن .
لقد تابعت - على سبيل المثال - خلال الأشهر الماضية سلسلة اتصالات عبر قناة الجزيرة مباشر، أستطيع وصفها بـ "المنتظمة" والتي بدت لي وكأنه قد تم التخطيط لها سلفاً ، وهي ترد من أناس يُعَرِّفون أنفسهم للقناة بأنهم من أبناء الجنوب ، وجُلهم يعلنون تعاطفهم الشديد مع إخوانهم في "الجمهورية العربية اليمنية" ضد نظام الرئيس صالح ، كما لفت انتباهي أيضاً بأن معظم تلك المكالمات ترد من السعودية ، وهي كانت ولا تزال تزداد ضراوة كلما كان هناك حدثاً ساخناً داخل الساحة اليمنية ، كجمعة الكرامة ومحرقة ساحة الحرية بتعز .. وغيرها من الأحداث الساخنة . وأتساءل هنا .. من هو المستفيد ياتُرى من ارتفاع صخب مثل تلك الأصوات التي تحاول تقسيم الوطن الواحد ؟!
شخصياُ .. لا أجد متهماً في إدارة هذه اللعبة ، وتلك الفبركات "المنظمة" سوى جهاز استخبارات عائلة صالح ، كواحدة من أوراقه الكثيرة التي حاول – عبثاً - اللعب بها ، مثل ورقة الإرهاب وتنظيم القاعدة ، وميليشيات الإخوان المسلمين ، وغيرها من الأوراق التي أراد أن يظهر للعالم من خلالها أن اليمن بدونه ستصبح وكراً وموطناً للإرهاب وللمتشددين الإسلاميين ، ونسي أن هذه الأسطوانة – أعني أسطوانة البُعبع الإسلامي- صارت "دقة قديمة" ومفضوحة ، وكان يتوجب عليه أن يستخدم أساليب أكثر حداثة ومواكبة للعصر حتى يصدقه العالم .
بكل الأحوال لا أحد يستطيع – على الإطلاق - المزايدة بوحدوية أبناء الجنوب ، أو التشكيك بوطنيتهم وولائهم لليمن الواحد والكبير ، المتسع لجميع أبناءه ، كما لا يستطيع أحد كذلك التشكيك بعدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم ، وكذا كافة حقوقهم التي تعرضت للنهب والمصادرة بعد حرب صيف 94م ، لكن على الجميع أن يفهم - وبمقدمتهم إخواننا في الجنوب - أن نظام صالح وعائلته وبلاطجة نظامه هم من قاموا بنهب وسرقة تلك الممتلكات ، وليس إخوانهم اليمنيين في الشمال الذين تضرروا بنفس القدر هم أيضاً بشكل أو بآخر من تلك العصابة التي كانت تتحكم برقاب اليمنيين ، بل وحتى مصطلح "الدحابشة" الذي ظل رائجاً طوال السنوات الماضية ، نحن نبرئ إخواننا في الجنوب منه تماماً ، ونعتبره ماركة حصرية من إنتاج نظام العائلة بغرض زرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد .
بالمحصلة .. نحن على ثقة كبيرة بأنه وبمجرد زوال نظام "البلطجة" ستزول كل مظاهر الخلافات بين اليمنيين – أو على الأقل هذا ما نؤمله - وسيكون على الحكومة القادمة المنبثقة عن ثورة الشباب وضع " القضية الجنوبية" في أولى أولوياتها ، يليها في الأهمية ملف صعدة ، والشباب في كل الساحات يعلنون ذلك بشكل دائم ومستمر ، وإلى أن يتحقق ذلك بشكل عملي على أرض الواقع .. سيصبح كل صوت ينادي بتشطير الوطن وتمزيقه هو فعلاً "صوت نشاز" يجب أن يقلق كل اليمنيين قاطبة ، قبل أن يقلق هيكل .
* كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية
الصادرة عن الاتحاد النسائي العربي واتحاد نساء اليمن