خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس - القاهرة: - روضة فؤاد
«الاقصر بلدنا بلد سياح فيها الاجانب تتفسح، وكل عام وقت المرواح بتبقى مش عاوزة تروح وتسيب بلدنا» هكذا غنى الفنان محمد العزبي اغنيته الشهيرة مع فرقة رضا منذ ستينات القرن الماضي والتي ما زالت تتردد حتى يومنا هذا مع استمرار توافد السياح على تلك المدينة العريقة التي يصفها الاثريون بأنها أكبر متحف مفتوح في العالم، حيث تضم ثلث الاثار الموجودة في ارجاء المعمورة. وعلى الرغم من أهميتها الا أن الاثار ليست الشيء الوحيد المميز للاقصر التي تشعرك عند السير بها بالرهبة والاجلال لمن عاش بها من الفراعنة لما تركوه من آثار ما زالت تميز المدينة التي كان يطلق عليها في الماضي اسم «واست» وكانت عاصمة لمصر في ذلك الوقت ثم تحول الاسم فيما بعد الى «طيبة» التي وصفها هوميروس شاعر الاغريق عند زيارته لها باسم «مدينة المائة بوابة» ل
تعدد ابوابها في تلك الفترة وعندما تم الفتح العربي لمصر كان العربهم من أطلقوا عليها اسم الاقصر أي مدينة القصور وذلك بعدما بهروا بقصورها وتأثروا بفخامة مبانيها. اذا بدأنا بآثار الضفة الشرقية في الاقصر فسنجد انها تضم العديد من المعابد ويأتي على رأسها «معبد الاقصر» الذي شيد لعبادة الاله «امون رع» وكان يحتفل بعيد زفافه الى زوجته مرة كل عام بين أركانه فينتقل موكب الاله من معبد الكرنك بطريق النيل الى معبد الاقصر. وقد تم بناء المعبد في عهد الفرعونين امنحتب الثالث ورمسيس الثاني والذي شيد صرحا في مدخل المعبد ويضم تمثالين ضخمين يمثلانه جالسا. وقد أقام رمسيس مسلتين لتزينا مدخل المعبد ما زالت احداهما قائمة حتى الان، أما الاخرى فتزين ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس. ويلي هذا الصرح فناء رمسيس الثاني المحاط من ثلاثة جوانب بصفين من الاعمدة على هيئة حزمة البردي المدعم. أما باقي أجزاء المعبد فقد شيدها الفرعون امنحتب الثاني والذي قام بتشييد قاعة الاعمدة الضخمة ذات 14 عمودا والمقسمة الى صفين يليها الفناء الكبير المفتوح الذي يحيط به من 3 جوانب صفان من الاعمدة في نهايتهما بهو الاعمدة ويضم 32 عمودا، أما في داخل المعبد فتقع غرفة القارب المقدس. أما البحيرة المقدسة فتقع خارج القاعة الرئيسية من معبد الاقصر حيث يوجد هناك تمثال كبير للجعران وكان هذا التمثال هدية الى الملك امنحتب.
معبد الاقصر ليس المعبد الوحيد في تلك المدينة الرائعة، فهناك في الضفة الشرقية أيضا يوجد معبد الكرنك وهو مجمع رائع من المعابد الجميلة التي لا نظير لها حيث يضم الكرنك معبد الاله امون، وزوجته الالهة موت وابنها الاله خنسو. وقد بدأ انشاء المعبد أيام الدولة الوسطى وفي عهد الدولة الحديثة أقيم على انقاض هذا المعبد معبد فخم يليق بعظمة الامبراطورية المصرية العظمى وقتها، وكان كل ملك من ملوك الفراعنة يسعى الى إضافة جزء جديد الى المعبد تقربا الى الالهة ورغبة في الخلود. أول معابد الكرنك هو معبد الاله «امون رع» الذي يتألف من محراب يقع في أقصى الناحية الشرقية أعد لحفظ تماثيل الاله «امون وعائلته». ويعرف هذا المكان بقدس الاقداس. وامام المعبد توجد ساحة عظيمة توجد بها منصة مرتفعة في الوسط وهي التي كانت مرسى للسفن الخاصة بالمعبد في يوم من الايام وقد أقام الملك «سيتي الاول» مسلتين كانتا تزينان هذا المرسى لا تزال احداهما مراوحة مكانها ويمتد منها الى واجهة الصرح صفان من التماثيل التي أقامها رمسيس الثاني على هيئة «ابو الهول» لكل منه رأس كبش وجسم انسان وهذا الطريق هو الذي يسمونه طريق الكباش، كما يضم معبد الكرنك أيضا معبد «رمسيس الثالث» الذي أقامه الملك رمسيس الثالث لايواء السفن المقدسة، ويعتبر هذا المعبد نموذجا للمعبد المصري المتكامل فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذي تحده البوائك شرقا وغربا. ويبدو الملك على الاعمدة في هيئة أوزوريس. أما آخر معبد في مجمع معابد الكرنك فهو معبد الاله خنسو الذي بناه الملك رمسيس الثالث ويتكون من صرح قام بنقشه الكاهن «بي نجم» ويليه فناء ذو اعمدة على شكل البردي يقود الى دهليز به 12 عمودا يؤدي الى بهو الاعمدة الذي تظهر على جدرانه نقوش من عهد رمسيس الحادي عشر. لبرنامج الصوت والضوء في معبد الكرنك دور بارز في تجسيد الاثار وهو عبارة عن عرض باهر يبدأ في المساء ليروي قصة بناء هذا الاثر الرائع بالكلمة والضوء واللحن الموسيقى ويتم العرض مرتين يوميا، ويقدم برنامج العرض باللغات الانجليزية، الفرنسية، العربية والالمانية.
نذهب الى مكان اخر رائع في الضفة الشرقية وهو متحف الاقصر والذي يقع بين معبدي الاقصر والكرنك ويضم المجموعات الاثرية الفرعونية التي عثر عليها في مدينة الاقصر والمناطق المجاورة.
أما الضفة الغربية من الاقصر فتضم هي الاخرى مجموعة من الاثار العظيمة منها مقابر وادي الملوك والملكات وهي المقابر التي أمر ملوك وملكات الدولة الحديثة بنحتها في باطن الصخر في هذا الوادي لتكون بمأمن من عبث اللصوص، وتتكون من عدة غرف وسراديب توصل الى حجرة الدفن، ومن أهم هذه المقابر مقبرة الفرعون الشاب «توت عنخ امون» والتي تعد أشهر واغنى مقبرة في العالم، وما بها من كنوز خير شاهد على ذلك، فعند مدخل الباب الثاني للمقبرة توجد حجرة متسعة تكدس فيها الاثاث فوق بعضه البعض وقد طلي أكثره بالذهب البراق ومن بينه صناديق جميلة مطعمة بالعاج والابنوس واخرى عليها منظر للصيد والحرب وبعض الكراسي والاسرة وعربات ملكية وتماثيل من مختلف الاشكال والالوان. وعند نهاية تلك الحجرة تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية وهي حجرة الدفن والتي وجد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب وكانت تحيط بالتابوت الحجري الذي ما زال في مكانه للآن، وقد وجد هذا التابوت وبداخله ثلاثة توابيت أخرى على هيئة ادمية للفرعون الشاب اصغرها من الذهب الخالص يزن حوالي 115 كيلوجرام، ويوجد حاليا بالمتحف المصري ولا تزال مومياء الملك محفوظة في مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب. ما يميز مقبرة الفرعون توت عنخ آمون ليس ما بها من آثار فقط، ولكن أيضا ما يوجد على جدرانها من رسوم جميلة منها رسم لتوت عنخ امون ويظهر خلفه على العرش «اى» الذي حكم مصر بعد توت عنخ امون وهو يرتدي ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح الفم لمومياء الملك، وهناك صورة لتوت عنخ امون وهو يقف في وسط الجدار بين يدي «نوت» الهة السماء التي تصنع الصحة والحياة. وتوجد غرفة جانبية صغيرة تتصل بغرفة الدفن وحجرة مماثلة تتصل بالبهو الخارجي وكان بهما بعض الاثاث الجنائزي. هناك أيضا مقبرة الفرعون سيتي الاول وهي محفورة في الصخر ويبلغ عمقها حوالي 30 مترا ونقوشها على جانب كبير من الجمال وتخلل هذه النقوش في بعض اجزائها رسوم بارزة كبيرة تمثل الفرعون وهو يتعبد امام الالهة التي تستقبله وترحب به. وتعد هذه المقبرة المنحوتة في صخر وادي الملوك من اهم المقابر لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف، وبعد بضعة امتار هناك قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية. وقد اعد في وسط هذه القاعة مكان منخفض لوضع تابوت الفرعون المصنوع من المرمر، وتغطي هذا الجزء من القاعة قبة عليها ابراج الشمس المعروفة بشكل الحيوانات التي ترمز الى تلك الابراج. وهناك قاعة ملحقة لتخزين الاثاث وجدرانها مغطاة بنقوش جميلة. أما مقبرة الملك «امنحتب الثاني» سابع ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهي تتألف من ممر شديد الانحدار ينتهي ببئر كاذبة لتضليل اللصوص ولحماية المقبرة من الامطار الغزيرة، وبعد هذه البئر توجد على اليمين غرفة جانبية كما توجد قاعة اخرى خالية من النقوش في مواجهة المدخل، ويقع في الناحية اليسرى منها ممر يؤدي الى قاعة الدفن التي تحوي التابوت، وقد رفع سقفها على ستة أعمدة فزينت جوانبها بصورة الملك بين يدي الهة الموتى، ومقبرة الملكة نفرتيتي زوجة رمسيس الثاني وهي من أروع المقابر الملكية.
من بين الاثار الرائعة والتي يجب ان تزورها في الاقصر معابد تخليد الذكرى ومن أهمها معبد الدير البحري وشيدته الملكة «حتشبسوت» لتؤدي فيه الطقوس التي تفيدها في العالم الاخر، اما اسم الدير البحري فهو اسم عربي حديث أطلق على هذه المنطقة في القرن السابع الميلادي بعد ان استخدم الاقباط هذا المعبد ديرا لهم. ويتكون المعبد من ثلاثة مدرجات يقسمها طريق صاعد. هناك أيضا معبد «الرمسيوم» الذي أنشئ لتخليد ذكرى رمسيس الثاني ومسجل على جدرانه معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين. ومعبد «دندرة» ويقع على بعد 60 كيلو من شمال الاقصر ويحتوي على لوحة شهيرة للملكة كليوباترا وقيصر ابنها من الملك يوليوس قيصر. وهناك أيضا معبد «اسنا» ويقع جنوب الاقصر ويحتوي على قاعة مليئة بالصور والمنشورات التي تتبع اباطرة الرومان الذين اتوا الى مصر وضحوا من اجل الالهة. ومعبد مدينة هابو الذي أنشئ لتخليد ذكرى الملك رمسيس الثالث وبه مناظر دينية وحربية ولازالت الوانه زاهية.
لا تستطيع عند زيارتك الى الاقصر تجاهل الرحلات النيلية التي تمتاز بها تلك المدينة فالنيل فيها له شكل اخر لا يتوافر في اي مدينة اخرى من المدن المصرية التي يمر عليها فهناك المياه شفافة وتحيط به الجبال من كل مكان الى جانب الاثار بالطبع. الاقامة في الاقصر لا تمثل أي مشكلة لمن يريد زيارتها في هذا الوقت من العام على أن يتم الحجز بها مبكرا وقبل وقت كاف من الرحلة، حيث تزدحم فنادق المدينة في فصل الشتاء حين تقبع الاقصر في أحضان الشمس. وتتنوع مستويات الفنادق الموجودة في الاقصر ما بين الفنادق ذات النجمات الخمس والتي تتدرج حتى تصل الى فنادق ذات ثلاث نجوم. ومن بين الفنادق الخمس نجوم فندق ميريديان الاقصر ويقع في مدينة الكنوز القديمة والتراث الثقافي. هناك أيضا فندق «موفينبيك الاقصر» ويقع على جزيرة التمساح. وفندق «شيراتون الاقصر» والذي يمثل قاعدة مثالية يمكن منها استكشاف مدينة الاقصر. وغيرها من الفنادق التي تتنوع في ما تقدمه من خدمات ولكنها تتفق في شيء واحد الا وهو منحك إقامة هادئة بين النيل والاثار تجعل من رحلتك ذكرى لا تنسى.
عن الشرق ألأوسط