فرائد الوجدان والنهى إلى السيدة فايز المنتهى
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و يومين
الجمعة 25 يوليو-تموز 2008 10:31 ص

منن الله وإنعامه على عباده لا تحصى ، فله الحمد سبحانه واهب النعم ومانح المواهب،له الحمد في الأولى والآخرة،وليس كاتب هذه السطور خطيبا بليغا ولا متكلما فصيحا، غير أن الشكر لله واجب وآكد في كل الأحوال، نسأله سبحانه بلاغة في اللسان وبيانا في القول { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} سورة طـه،صدق الله العظيم.

يقولون إن عبد الحميد كشك رحمه الله ورضي عنه طاهش الخطباء، وأن مصر لم ولن تلد – ولا بلاد العرب – طاهشا خطيبا مثله إلا أن يشاء الله. وبالرغم من ذلك فإن يمن الإيمان والحكمة عرين لكل طاهش في الخطابة أو فارس في الشعر، والشعر كما يقولون أرقى صور البيان، ومن هؤلاء الفرسان خطيب وشاعر وأديب وثائر وعاشق للجمال جمال الروح وجمال العاطفة جمال سام محلق يعلو ثم يعلو إلى سدرة المنتهى إن شاء الله إلى أعلى مقام وأرفع مكانة وهذا هو ما يسمى بمصطلح اليوم (( الأدب الإسلامي)) ومن شروطه السمو الملائكي الطاهر والوصول بالعاطفة إلى أعلى منتهى وكيف تكون عاطفة بغير امرأة ؟<<مالكم كيف تحكمون>> ومعنى الطهارة الملائكية في شعر توهيب عبد الرحمن الدبعي حب امرأة من بني الإنسان ولها أشواق الإنسان (( وكيف تجري بدون قلب دماء)).

أليس خطيبنا المسقع بشرا من بني الإنسان وليس الملائكة ؟ فلو كان ملكا فما جدوى أن نصف أشعاره بالملائكية أو أن ننعت قصائده بالوجدان السامي المترفع عن جغرافية الجسد وحتى هذا الجسد أن وصفناه حسيا لا يسقطنا ذلك إلى مهاوي الردى (والعياذ بالله) فنحن لسنا ملائكة لكن شاعرنا السامي في شعره واقعي في وصفه كونه بشرا ، وملائكي في قصده كونه يتطلع إلى أشواق الروح وآفاق تصون جسد المرأة الجميل بمقاصد الطهر الشاعري الأجمل..أم تودون من الشاعر – أي شاعر – أن يتغزل بالحجر والصخر؟؟ أين الشاعرية يا أهل الشعر؟.

طاهشنا الخطيب توهيب يا أخت منتهى بل شاعرنا الأديب يا سيدة فايز ما أجمله ، هو مجمع الفرائد ومنتهى القصائد وهو رائد البلاغة شعرا ودعوة وخطابة ، وأنا لا أتغزل به فهو شاعر الغزل وكيف يلتقي شاعرات بسيفيهما؟... ماذا تريد السيدة الفاضلة منتهى من شاعر الغزل توهيب؟ ولماذا تحمل السيدة حملا شديدا على أشعار الخطيب الداعية توهيب الدبعي؟ وما هي الخروق بلغة الانتخابات (التي لا سمح الله) أحدثها شعر هذا الوسيم الجميل الأنيق أناقة الروح والجوهر وهو جميل كله وبديع كله، وكله جمال وكل شعره حسن ... فأين القبيح سيدتي؟

ليس توهيب الدبعي عمر بن ربيعة ولا جميل بثينة ولا قيس بن الرقيات،وهو في الوقت ذاته كل هؤلاء وجميع هؤلاء وعلى طريقتهم في الغزل الجميل الذي يقرأ حتى يومنا هذا وعصرنا هذا مع فارق بين عصر توهيب وعصر أولئك ومع اختلاف في تعابير اللغة وتقاسيم البحر...وهل ينقص – يا سيدة عزازي – من قدر خطيبنا المجتهد وداعيتنا الذي يجوب البلدان ، قصيدة شعر سامية أهداها إلى أم البراء؟ ولنفرض جدلا سيدة عزازي أنه أهدى قصيدة ما لامرأة غير أم البراء ،أحبها الشاعر بلغة بعيدة عن ((جغرافية الجسد)) (( وجهة نظري ومسئول عما أقول )) ، ألا تعدون هذا سيدة عزازي من قبيل الوجدان المحترم؟..شاعر يعبر بلغة الحب السامي ثم يقال له [(( جرحتم كبرياء المنبر يا خطباء "افتح يا سمسم"...،أين الإصلاح يحكم سوقه؟"]

سيدتي الفاضلة العزازية" منتهى": ليس توهيب ملكا لكن شعره يسمو إلى سدرة المنتهى إن شاء الله وهو الخطيب الوقور والداعية الغيور والإصلاحي المنهجي الحركي الجسور وهو أرق من قطر الندى وألين.............ثم إن خطيبنا الإصلاحي المسقع بشر وليس ملك وهو بالرغم من ذلك ملك من بني البشر في سموه ووجدانه وعاطفته شعرا وخطبة ودعوة...،ويقولون : (( خطباء افتح يا سمسم تجاوزوا الحدود ، ومنهم من زاد بالقول "ويعملون على تمييع الشباب وإفساد المرأة".....)) سبحان الله ، وكأن الذي يعمل على تمييع الشباب وإفساد المرأة ليس برامج الإعلام والثقافة في حكومات "جمهوريات الموز" المستوردة لكل فاسد والمحاربة لكل طاهر وداعية وعابد.... أكل هذا سيدة منتهى أن شيخنا الملائكي توهيب أهدى أم البراء أشعارا في سمو الغرام وطهر المرام...؟ قلنا يا سيدة عزازي أهداها أم البراء ولم يهد أشعاره " نانسي عجرم" ولا "نيكول بردويل".......

وكانوا يقولون أن شباب الإصلاح أولوا قلوب قاسية تجاه المرأة ، فما الذي تغير يا أخت عزازي؟ وكانوا يقولون أنهم – أي رموز الإصلاح ودعاته وشبابه وخطبائه – متجهمون عابسون بوجه المرأة ومعقدون منها وأن الناس لا تدري أي قلوب حجرية يحمل هؤلاء،،،كانوا يقولون....وجاء توهيب شاعرا جميلا يكتب للمرأة شعرا فانقلب ظهر المجن و أصبح خطباء الإصلاح مراهقين .."فأين الإصلاح يحكم سوقه؟" وسبحان مغير الأحوال "وحيرتنا يا أقرع من فين نمشط لك".

سيدتي الفاضلة العزازي يعز علينا أن البعض من بني الإنسان صار كما يبدو من غير وجدان ولا شعر ولا نثر ولا روح ولا قلب ولا عاطفة ، فإن يكن خطباء الإصلاح وحدهم من أرباب الروح والقلب والعاطفة فماذا تسمين غيرهم؟؟ لقد جاءكم داعية مستنير غير متشدد ولا متجهم ولا متزمت ولا عابس ينظم في المرأة شعرا بل دررا ينثره عليها شعرا يهذب الروح ويسمو بالوجدان ويترفع عن جغرافية الأبدان....، وأما أن تزعم السيدة منتهى أنها "سلفية" فهذا له حكم آخر وباب آخر وفصل آخر وكلام آخر....، ولا أظن أن أحدا من خلق الله الأسوياء أو من أولي القلوب الخالية من أدران الغل والحسد ( ولو باسم التدين أو التسلف أو الغيرة على الدين والمحارم) لا أظن أحدا من هؤلاء الأنقياء الأتقياء سوف يزايد أو يزيد على أهل منهج وعلم وتربية قضى معظم قادته ومؤسسيه بالشهادة وقدموا أرواحهم شهداء – لا مزايدين – والحليم تكفيه إشارة، شهداء دعوتنا المباركة من لدن حسن البنا وسيد قطب ومن قبلهما وبعدهما ولا نمن على الله ونستغفره من كل زلة ولكننا نأبى أن يزايد أحد علينا باسم ديننا دين الجمال والحق.

سيدتي منتهى فايز العزازي : لماذا تحملين على شاعرنا الوسيم ولم تحملي على من سرق دائرته الانتخابية ؟ دعينا من الانتخابات والسياسة ولنضرب عن هذا صفحا ...السؤال سيدتي لماذا أنت في عداء مع شعر الغرام العاطفي ينشده (ابن قيم) هذا العصر توهيب الدبعي ؟ أليس الحب سيدتي (فطرة الله التي فطر الناس عليها)؟...ولماذا السيدة "منتهى" جندت منتهى هجومها للنيل من شاعرنا الداعية (ابن قيم هذا العصر) وكيف تصفينه بالمراهق؟

هل أن منتقدي الشاعر الخطيب ليس لهم في العاطفة باع؟ أم أنهم لا يحبون ولا يحبهم أحد؟ حذار أن تقول السيدة منتهى أن هذا رأي سلفي سينتقد أهل التفريط من خطباء ودعاة الإصلاح "المراهقين"؟...فقد أجبنا عن ذلك بالقول أننا أهل منهج وتربية وسبق في التضحية والبذل من اجل هذا الدين ولا نمن على الله ولا نزكي أنفسنا بل نرد بلطف ولين على من يزايد أو يزيد بالقول بدافع من خلاف ذاتي مغلف بغلاف الغيرة على محارم المسلمين التي تفسدها قصائد الإصلاحيين المراهقين .....ألهذه الدرجة ستنكر منتهى فايز أن ابن القيم كان شاعرا وأن له قصيدة مطولة في وصف الحور العين وصفا دقيقا يصل إلى وصف السرة ومجمع الأحشاء..؟ وكانوا يقولون ليس للإصلاحيين قلوب تتسع لكلام الوجدان وأحاديث النسوان تعالي يا منتهى نعيش لحظات شاعرية مع ابن القيم الجوزية في نونيته الشهيرة في وصف الحور العين:

حور حسان قد كملن خلائقا ومحاسنا من أجمل النسوان

حتى يحار الطرف في الحسن الذي قد ألبست فالطرف كالحيران

والطرف يشري من كؤوس جمالها فتراه مثل الشارب النشوان

كملت خلائقها وأكمل حسنها كالبدر ليل الست بعد ثمان

والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان

حمر الخدود ثغورهن لآلئ سود العيون فواتر الأجفان

والبرق يبدو حين يبسم ثغرها فيضيء سقف القفصر بالجدران

لله لاثم ذلك الثغر الذي في لثمه إدراك كل أمان

ريانة الأعطاف من ماء الشباب فغصنها بالماء ذو جريان

والقد منها كالقضيب اللدن في حسن القوام كأوسط القضبان

في مغرس كالعاج تحسب أنه عالي النقا أو واحد الكثبان

لا الظهر يلحقها وليس ثديها بلواحق للبطن أو بدوان

لكنهن كواعب ونواهد فثديهن كألطف الرمان

والجيد ذو طول وحسن في بياض واعتدال ليس ذا نكران

والمعصمان فان تشأ شبههما بسبيكتين عليهما كفان

كالزبد لينا في نعومة ملمس أصداف در دورت بوزان

والصدر متسع على بطن لها حفت به خصران ذا أثمان

وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ ـخصرين قد غارت من الأعكان

حق من العاج استدار وحوله حبات مسك جل ذو الاتقان

وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا ما للصفات عليه من سلطان

لا الحيض يغشاه ولا بول ولا شيء من الآفات في النسوان

فخذان قد جفا به حرسا له فجنابه في عزة وصيان

قاما بخدمته هو السلطان بيـ ـنهما وحق طاعة السلطان

وهو المطاع أميره لا ينثني عنه ولا هو عنده بجبان

وجماعها فهو الشفا لصبها فالصبّ منه ليس بالضجران

وإذا يجامعها تعود كما أتت بكرا بغير دم ولا نقصان

فهو الشهي وعضوه لا ينثني جاء الحديث بذا بلا نكران

ولقد رأينا أن شغلهم الذي قد جاء في يس دون بيان

شغل العروس بعرسه من بعدما عبثت به الأشواق طول زمان

بالله لا تسأله عن أشغاله تلك اليالي شأنه ذو شان

أتلومه ان صار ذا شغل به لا والذي أعطى بلا حسبان

يا رب غفرا قد طغت أقلامنا يا رب معذرة من الطغيان

وهي العروب بشكلها وبدرها وتحبب للزوج كل أوان

وهي التي عند الجماع تزيد في حركاتها للعين والأذنان

لطفا وحسن تبعل وتغنج وتحبب تفسير ذي العرفان

تلك الحلاوة والملاحة أوجبا اطلاق هذا اللفظ وضع لسان

فملاحة التصوير قبل غناجها هي أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لصب وامق بلغت به اللذات كل مكان

وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان

تهتز كالغصن الرطيب وحمله ورد وتفاح على رمان

فسل المتيم هل يحل الصبر عن ضم وتقبيل وعن فلتان

وسل المتيم كيف عيشته إذا وهما على فرشيهما خلوان

يتنازعان الكأس هذا مرة والخود أخرى ثم يتكئان

فيضمها وتضمه أرأيت معـ ـشوقين بعد البعد يلتقيان

من من هؤلاء يستطيع إن يزايد على ابن القيم رحمه الله وأين هؤلاء من مقامه رضي الله عنه؟ هل من مزايد يغلف ( خلافا شخصيا) يلبسه ثوب الغيرة على أخلاق نساء المسلمين من سهام أشعار الإصلاحيين المراهقين..؟

سيدة منتهى لا ينتهي حديثنا معك بيوم أو شهر أو مقالة أو مائة وألف مقالة واعلمي سيدتي الفاضلة منتهى أن مشروع دعوة الإصلاح "ليس إقامة دولة الإسلام وإعادة أمجاد الخلافة فحسب (طموح وأمنية كل مسلم) بل أيضا مشروع قصيدة حب ونبضة وجدان وخلجة قلب واهتزازة وتر ولغة مودة وعشق .....

لقد شب – يا منتهى – إصلاحنا على الطوق واليوم يفتح نوافذ الحب وأبوابه عشقا وغراما وشعرا وأشجانا على خطى ابن القيم واحمد تقي الدين بن تيمية وسيد قطب الجميل الشهيد ومحمد إقبال فيلسوف الجمال في الإسلام في شبه القارة الهندية وغيرهم كثيرون يا منتهى ولا حد لمنتهى مشروع الإصلاح منهجا وتربية ودعوة وفوق ذلك ومعه عشقا هائما يلملم عناصر الجمال الكوني يصهرها في بوتقة الوجدان الجميل المتناغم ، والمرأة أجمل عناصر الكون فليسمو هذا الإصلاح وجدانا وغراما صيفه نضال وطهره زلال وعشقه حلال وسموه ملائكي مع اعتراف ببشرية الإنسان وهذا هو واقع ديننا ولب فكرتنا من غير مزايدة أو مكايدة ......مشروع الإصلاح اليوم أجمل منه بالأمس مشروع باتجاه الحب والغرام والعشق والهيام الابتسامة والقصيدة العاشقة والقلب الشاعري لأن ديننا ليس فقط دين الحق والخير بل دين الجمال أيضا يا منتهى...منهجنا دعوة وتربية ،جماعة وحركة،ودعوتنا هذا الفضاء الممتد من شرق القصيدة إلى غربها ومن مبدأ الجمال إلى منتهاه ومنهجنا تزكية وتصفية وهو أيضا تهذيب للعاطفة لا نكرانها وأداء واجب تجاه سنن الحب والجمال ولهذا سمعنا من توهيب شعرا في المرأة وقصيدة في الجمال السامي مع الأخذ بواقعية الاشتهاء الآدمي وأشواق الجسد غير أنه اشتهاء مهذب وأشواق محترمة لا يمكن أن تهتك أستار ربات الخدور ما دام مشروع الإصلاح يمخر عباب البحر في اتجاه ساحل الأمان وميناء الطهر....،ألم يزرك الحب يوما سيدتي الفاضلة؟ وأي أنثى لم يزرها الحب؟ لقد زار من قبل خديجة فبعثت بأشواقه على جناح الحمام الزاجل ليعلم محمد الرسول به لا مانع من الحب إذا حمل فوق بساط التعفف والأمور بمقاصدها دعي توهيب يرسل إليك وإلى كل فتاة تنشد الوفاء في دروب المحبة إهداء محترما في فلسفة الحب داعيا أهله إلى الإخلاص والوفاء والصدق بعيدا عن اللعب بالقلوب الضعيفة ذوات الشعور الفاحمة والأجفان الفاترة انه يدعو الناس ألا يعبثوا بالجمال بل ليصان في بيوت الطهر بالوفاء وإليك:

كم رمى القلبَ سهاما كم رمى؟

كم من الغيد الغواني دون ذنب حطما

كم من الأحلام كانت جنة وعليها دمدما

ثم أضحت عدما

كل من يسلك دربه أو يحم حول الحمى

كلهم في الحزن يقضي عمره

موثق يسبح في بحر العمى

ويل أنثى شربت من بحره

ويل نشوان غوى في لحنه

ويل معشوق له ما عظما

ألف ويل من غفا في وصله

ويل عينيه ونعمى خده

هل ستروي ساعة الوصل صحارى جدبه؟

ومتى كانت دموع الوجد والأشواق ترياق الظما

قد بدأناه غراما

وطرقنا بابه السحري عزفا وفتحناه هياما

هكذا يروي لنا التاريخ ما كان لزاما

من وعود وعهود أكدوها بمواثيق السما

ثم بعد العروة الوثقى نوافي المأتما

بوفاء كم تلونا عهدنا

أننا تفدي دمانا بعضنا

وكلانا سوف يحمي دربنا

ثم نمضي في دياجير المآسي وحدنا؟

هكذا نمضي ولا يدري كلانا سرنا

ليتنا لم نسلك الدرب حبيبي ليتنا

وحبيبي ليته ما كان يوما

لا و لا كنت..أنا

أيها الحب حنانيك بنا

لست في كل لغات الأرض تعني المأتما

ليس في أصلك للحزن انتما

أنت أطهر أنت أعلى من تعالى وسما

أنت نور الدرب عند الغسق الداجي وحصن للحمى

أنت فيض النعمة الكبرى ووجدان السما

أنت نبض القلب للكون ولست العدما

ثم اعلمي سيدتي الفاضلة منتهى فايز العزازي أن إصلاحنا اليوم أجمل مما عليه بالأمس وتكفيه دروس الماضي دفع ثمنها أجمل الوجوه فضل علي الحلالي (أجمل وجه عرفته اليمن) ولن ينجر الإصلاح بعد اليوم لغير خطاب الحب والتسوية والمودة يعض على جراحه حزنا نبيلا وصبرا جميلا وخطابا جديدا باتجاه الحب فلا تجعلينا أيتها السيدة الفاضلة نخسر وجها بلوريا آخر(فؤاد دحابة) وهو الآخر شاعر بديع تذكرنا إشراقة وجهه الجميل بالشهيد فضل الحلالي فلن يستدرج الإصلاح بعد اليوم لغير خطاب الحب وعقد الصلح بين الجسد التوأم – الرجل والمرأة – تحت مظلة العفاف ليسكن الكون وتهدأ عاصفة المعركة التي يلوح الإصلاح ورجالاته على روابيها براية الحب البيضاء والذي اتهم رجال الدعوة بعدائه وأنهم ضد فطرة الله التي فطر الناس عليها ... كلا لن نستدرج ومن هنا سنبدأ جولتنا الجديدة وستستجيب لنا الفطرة الإنسانية إلا من شذ عنها وكما عرفنا الناس بظلمات المستبدين سنعلمهم اليوم أنوار المحبين....ثم نهديك في الأخير مقطعا شعريا آخر لشاعرنا الوسيم مهندس مشروع "الإصلاح" نحو الحب..،توهيب الدبعي..، نجعله في هذا الحوار الحي الغرامي الشاعري مسك الختام ونقطة المنتهي يا سيدة "منتهى"

 

شكوت لرب الهوى منتهى

ودبجت ردي عتابا لها

وقد وصفت طهر قلبي العفيف

يصيد النساء وفيها لها

أساءت بي الظن عيرتني

فقلت عفا الله سامحتها

فيا عاذلي في الهوى إنني

على شرعة الحق لا غيرها

وإني وإن أجلب الجاهلون

فقيه فهاك اسمعي منتهى

إذا كان ذكر النهود ابتذال

لما وصف الذكر أترابها

ألم يذكر الله حور العيون

وفصل في الذكر أوصافها

لقد وصف الله جنس النساء

كواعب أتراب في حسنها

وخير نساء الرجال العروب

ليأسر قلب الفتى لفظها

وأما نعومة جسم الفتاة

كمكنون بيض رمت قشرها

و(في شغل)..(هم وأزواجهم)

أرائك فرش لأبكارها

أتى ذكرها في الكتاب العزيز

ليشتاق للخلد عشاقها

ويطرب سمع الفتى للجمال

ويرغب في جنة عرضها

فأين النهود بشعري أتى

وذكر العيون وأشراكها

ولو قرأت كل أنثى الكتاب

لما عذلت في الهوى بعلها

ولو عرف الحب من لامنا

لقدم لي عذره ولها

فهل كان ذنبي سوى أنني

رميت بسهم الهوى قبلها

ولولا اقتدائي بذكر حكيم

لما كنت في الأمر نازعتها

ألم يستمع طه (بانت سعاد)

وقد صحح القوم إسنادها

هيفا إذا أقبلت خيزران

وعجزاء في حال إدبارها

وطرف كحول وخد أسيل

وريق كما الراح من ثغرها

فهل أنكر الغزل المصطفى

وكيف أجاز على نظمها

وكعب تلاها على مهله

وفي مسجد الله قد قالها

فكيف يكون حراما على

صحيفة إيلاف إعلانها

فهل علمت منتهى بالكتاب

وسنة طه وأنى لها

احكم من طالعوا نقدها

ولي قد رجوت الهدى ولها

شاعر يمني وباحث في الأدب الإنجليزي الرواية

Abdulmonim2004@yahoo.com