بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
تجرع العرب ويلات الحروب وغزوهم في عقر دارهم عبر الحملة الاستعمارية الغربية التي عصفت بمنطقتنا ، منذ غزوة نابليون لمصر في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر وكذلك غزو واستعمار بلدان المغرب العربي من قبل فرنسا بعد ذلك ، وصولا الى بدايات القرن العشرين واندفاعة الاستعمار الانجليزي نحو مصر في وقت مبكر ، ثم استعمار المشرق العربي وتمزيق الهلال الخصيب،،
وذروة المأساة كانت زراعة الكيان العنصري في قلب الوطن العربي ، والتي تمثلت أبرز ركائزها بالاضافة الى الدعم الغربي المطلق في تكريس الانقسام والتمزق ومحاربة أي شكل من اشكال الوحدة العربية ، وأخيراً محاربة أي شكل من أشكال التضامن العربي او الموقف العربي الموحد خاصة بعد انهيار النظام العربي على خلفية حرب الخليج الثانية،، والاسوأ أن كل اشكال استهداف الغرب لبلدان المنطقة كانت بحسابات صهيونية،،
سقنا هذه المقدمة للاشارة الى خطورة ما يجري في اليمن وما يحيط به ، خاصة بعد تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما التي اتهم فيها بشكل صريح تنظيم القاعدة في اليمن بأنه وراء محاربة تفجير الطائرة المتجهة من امستردام الى ديترويت ، كذلك فان دعوة رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون الى عقد مؤتمر دولي في لندن بشأن اليمن يدل على مدى الاهتمام والتركيز على اليمن،،
وعندما يقول جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن القومي الامريكي ما نصه "أن اليمن صار واحداً من مسارح الارهاب وان الوقت قد حان لتدخل الولايات المتحدة" حيث كان تصريح ليبرمان هذا قبل حادث الطائرة وهو ما يشير الى ان هنالك تعبئة للرأي العام الامريكي والعالمي وهو ما سوغ للرئيس الامريكي الادلاء بتصريحه الشهير بالتحفز لرد ما،،
ولعل التركيز في الخطاب الاعلامي والسياسي الامريكي على حادث الطائرة يذكر بافتعال هذا الحادث او تضخيمه في حالة صحته بالرغم من ان الكثير من المعطيات تشير الى ان الحادثة ملفقة بشكل ساذج ، وان كان بعض المحللين لا يستبعدون ان يتحمس فرد او مجموعة متطرفة للقيام بهكذا عمل ، ولا يستبعدون ان يكون المنفذ متأثراً بالاجواء المميتة التي عاش بها فترات قصيرة فهذا الشاب النيجيري هو من ام يمنية ووالده هو من ابرز أثرياء نيجيريا ورئيس مجلس إدارة اكبر بنك في نيجيريا ، والطريف ان والده أبلغ السفارة الامريكية بأن ابنه ينوي القيام بعمل عنيف وذلك قبل سفره على رحلة الطيران التي تم القبض عليه فيها من قبل ركاب عاديين ، وانفجرت القنبلة الحرارية في ثيابه وتسببت له ببعض الحروق المتوسطة وحروق اخرى بسيطة لبعض الركاب وهي لذلك متفجرة لن تنسف طائرة.. الخ.
ما يهمنا هو ان الحادث قد اتخذ كذريعة للتغطية على زيادة تورط امريكا في المستنقع الافغاني وارسالها لقوات اضافية لافغانستان وهي تصلح كمبرر للتركيز على اليمن وفق الذريعة التي ترددها "البنتاغون" بأن اليمن وحتى لو ساعدته دول الجوار غير قادر على السيطرة على العنف المستعر هناك والقابل للتوسع والانتشار.
وليس سراً ان الحوثيين وهم القوة التي تشكل القطب الثاني في مواجهة القطب الاول وهو الجيش اليمني ، لكن امريكا غير معنية أبداً بهذا التنظيم وقوته العسكرية بل ان وثائق تشير الى ان امريكا وقفت معهم وشجعتهم في مراحل سابقة وما هو ثابت فان امريكا في محادثات مع السعوديين قبل سنوات ، ومع بداية ظهور المشكلة الحوثية أكدت انها غير معنية بالامر وان على النظام اليمني ان يقلع شوكه بيده.. الخ.
الموكد ان التركيز الاميركي بشكل مباشر او غير مباشر على اليمن لا يعني ان امريكا قلبها على اليمن او انها تريد مصلحته او وقف العنف فيه ، وحتى محاربة الارهاب هناك لأن ذلك هو شعار بلا مضمون ومما جرى في افغانستان والعراق هنالك اجماع علي ان التدخل الامريكي زاد من الارهاب ووسع رقعته ولعل المساهمة الايجابية لو صدقت النوايا كانت بتقديم المساعدة لليمن والتخفيف من المعاناة العشبية الشعبية التي كانت وراء التوتر والعنف فيه وان يترك لشعبه معالجة احواله بمد يد العون له وليس ممارسة الضغوط عليه ، ففي بلد واسع وفيها مناطق جبلية ومغارات واسعة وسواحل طولها 2500كم بالاضافة الى ان اليمن هو موقع استراتيجي هام ، لا يمكن لأي قوة خارجية ان تؤدي دورا ايجابيا فيه في ظل التناقضات والاوضاع الخاصة ، وفي النهاية لا نملك الا ان نقول حمى الله اليمن من داخله ومن خارجه.
*نقلا عن"الدستور" الاردنية