بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
حين كان الظلام يبسط شراعة على الكون ليكسوه بحلة سوداء مخيفة لا يرى فيها أي اثر للنور أو بارقة ً للأمل, وحين كان سكان ذالك الكون يتخبطون خبط عشواء, كلً لا يرى إلا نفسه, ولا يحس إلا بوجود ذاته في ذالك الظلام الدامس, أذن الله للفجر الساطع أن ينشر خيوطه الذهبية على جبال الجهل, ومستعمرات الجاهلية, ليبشر بقدوم فجر جديد تدب فيه الحياة, وتتلألأ فيه مصابيح المحبة التي افتقدها الكون منذ زمن بعيد, ومع انقشاع بقايا الجهل كانت بشرى النبوة بمولد قائد ذلك الفجر تجوب الدنيا مشرقاً ومغرباً, كان أول بشائر ذلك النور هو رجوع من تبقى من جيش أبرهة يجر ذيول الهزيمة مغادراً مكة باتجاه اليمن, وكان النور يسطع فوق سماء الشام , وشرفات قصر كسرى تتساقط واحدة بعد الأخرى, ونار المجوس تخمد بعد اضطرام دام سنين طويلة , وكنائس النصارى تتهاوى واحدة تلو الأخرى بجوار بحيرة ساوه, وكأنها مقدمات لسقوط تلك الإمبراطوريات الكبرى, التي تقود محور الشر أئنذاك, أدرك الجميع الهزة التي سرت في العالم بأكمله, دون أن يعرف أحداً السبب من وراء ذلك ، يوم الثاني عشر من ربيع الأول كان موعد ذلك الانقلاب الكوني الهائل, بمجيء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , وفي فترة وجيزة اختزلت فيها أحداث جسام, وبلمسة سحرية تجاوزت أربعين عاماً على مولده , وفي يوم من أروع أيام البشرية سعادةً وسرورًا, كان جبل الصفاء يتزين للقيا ذالك النور الذي سيحدد البوصلة الجديدة للعالم الجديد, والوجهة التي على الجميع أن يولي وجهه شطرها, ويحدد معالم الطريق الذي سيسلكه مع أتباعه الجدد, ويرسم مجتمع الفضيلة الذي لا يصدق به احد ولا يتخيل حتى وجوده, وحين كان الصمت مخيماً على مكة والناس في غطيطهم لا يعرفون ما يخبئه لهم القدر, كانت خطوات ذلك النور تخط أثارها الذهبية على الأرض, باتجاه ذلك الجبل الصغير بجوار بيت الله الحرام , لتتشرف الحصباء بوطء أقدام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فوقها, كانت صرخة الثورة الجديدة على الظلم والجهل تجوب أرجاء مكة , وتخترق جدار الصمت الذي كان سائداً فيها, في مشهد لم يرى له التاريخ مثيل .
كان النداء للقرابة والعشيرة والقبيلة بناءً على توجيه إلهي مسبق لشخص ذلك النور, (( وانذر عشيرتك الأقربين )) تسارع الجميع إلى ذلك المكان, لنداء فتى في الأربعينات من عمره, كان صدق ذلك الفتى وأمانته وانتمائه الأسرى, عوامل جعلت الجميع يستجيب للنداء حالاً, الأعناق مشرئبة والجمع غفير والإرباك يبدو ظاهرا على الجميع , يدركون أن شيئا عظيما ينتظرهم لكن لا يعرفون ما هو.
دعونا الآن ننصت مع أبو طالب , وعتبة بن ربيعة , وأبا جهل, وأبا سفيان, والوليد بن المغيرة , لما سيقوله ذلك الفتى الذي عرفته مكة يتيماً معوزاً يعيش في كنف عمه أبو طالب, إذاً هاهو محمد يستعد لإلقاء كلمته التي جمع الناس من اجلها, الكلمة التي سيزعزع بها الأرض من تحت أقدام سادة قريش, ويفجر بركان ثائر ستكون له تبعاته الجسام فيما بعد, براعته في الخطاب جعلت الجميع يزداد لهفة لمعرفة ما سيقوله (( يا قوم كلمة تدين لكم بها العرب, وتدفع لكم بها الجزية العجم )) بتلك المقدمة الرائعة استهل ذلك الفتى القرشي خطابه الذي سيأسر به القلوب فأما منا بعد ذلك وإما فداء, كان أرباب المال, وأمراء الحرب, وعشاق الرئاسة, وطلاب الزعامة, مشتاقون لسماع تلك الكلمة, التي كان لها اكبر الأثر في تفكيرهم اللحظي, يتقدمهم أبا لهب وهو يقول: قل نسمع, أو قل وأبيك عشراً, لا يهمنا أن نقول كلمة واحدة مادام أن تاج الزعامة سيضع فوق رؤوسنا, وأموال العجم ستدخل إلى خزائننا, بل سنقول عشرا, هنا قال لهم خير البشر وسيد الرسل ( قولوا لا إلـه إلا الله تفلحوا ) .
كانت هذه هي الراية الجديدة التي سيحملها هو وأتباعه من بعدة لترفرف فوق سماء الدنيا, وتجوب أرجاء المعمورة, وان كان سيتعبهم حملها وان كانت أيديهم ستقطع بعد ذلك كما حدث لجعفر في مؤتة, وبنقلة سريعة نتخطى اثار المعارك الدامية التي دارت رحاها بين قوى الكهنوت وأنصار المصطفى, وما تلى ذلك من انتصارات للنور الجديد ننتقل إلى حجة الوداع لنرى مائة ألف مسلم على جبل عرفات يحملون تلك الراية العظيمة, ليصبحوا قادة للأمم بعد أن كانوا رعاة للغنم, وسادة العالم بعد أن كانوا عبيداً مستضعفون لقوى الشر وإمبراطوريات التسلط في ذلك الوقت فارس والروم.