السويد تعلن وقف مساعداتها التنموية لليمن وما الهدف من ذلك؟ تحسن في قيمة العملة اليمنية مقارنة بالأيام الماضية ''أسعار الصرف الآن'' كيف وصل ''مرتزقة'' من اليمن إلى روسيا؟ ومن هو الحوثي الجابري المتورط في خداعهم وتجنيدهم؟ انقطاع مفاجئ لخدمة الإنترنت في صنعاء مصرع قيادي حوثي بارز في محافظة الجوف ومصادر تكشف التفاصيل آبل تصدر تحديثًا لإصلاح طال انتظارة في ثغرات أمنية خطيرة في أجهزة تفاصيل لقاء رئيس مجلس القيادة بالمبعوث الأمريكي لليمن المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح
Moafa12@hotmail.com
مأرب برس – خاص
رغم ما أنفقته وتنفقه الدولة من الأموال الباهضة لتحسين شوارع العاصمة صنعاء، غير أن الكارثة تشتد يوما عن يوم، وبات غاية ما يحلم به كل مواطن يمني أن يقود سيارته في شارع واسع وعريض خال من الحفريات والمطبّات، عبّر عن هذا الحلم فخامة الأخ الرئيس في زيارته للبنان الشقيق19/12/2002، حيث قال فخامته لوسائل الإعلام: "أن أكثر ما أعجب به في لبنان سعة الشوارع والممرات.." فلم ينظر فخامة الأخ الرئيس إلى لبنان الحضارة والجمال والصناعة والتعليم..، بل اكتفى بإعجابه البالغ فيما يبدوا بسعة الشوارع!!، ولعلّه لم يتخيل أنّ في العالم من حولنا شوارع واسعة وكبيرة، وأنّ أهلها لا يعانون من أي اختناقات مرورية، كما هو الشأن في العاصمة صنعاء .
إنها بحق اختناقات فكرية تعانيها العقلية الحاكمة التي تدير أمانة العاصمة والبلد كله، ولعلّ من الطرائف التي تثير الشفقة أنّ أغلب شوارع العاصمة لا تزال وكأنها في القرن الثامن أو التاسع عشر الميلادي أو ما قبله، حيث تجد بدلا من الإشارات المرورية رجال المرور الذين يعملون طوال اليوم في تنظيم السير، ويتحملون المعاناة والمشقة البالغة في تنظيم سير آلاف السيارات، التي تضيق بها شوارع العاصمة وربما انتظر أحدهم لساعات طويلة حتى يصل إلى وسط العاصمة لقضاء بعض حاجياته وضروراته .
كما أن من الطرائف أيضا أن تعيّن الدولة بعض رجال المرور أمام أسواق القات لمنع السيارات من الوقوف في وسط الشارع العام، لغرض شراء مادة القات، حيث تجد أنّ رجل المرور يكاد يقتصر دوره في هذه الأماكن على إلقاء السلام والتحية على كبار رجالات الدولة من ضباط الأمن والجيش ووجاهات المجتمع الذين يرتادون في العادة أسواق القات ظهيرة كل يوم، وأنىّ لهذا الجندي أن يأمر أو أن يعطي قسيمة مخالفة مرورية لمثل هؤلاء الأشاوس، بل الحكمة تقتضي ألا يزيد على بشاشة الوجه والسلام و التحية وعبارات المديح والثناء والإطراء، لا أكثر .
إنّها بحق أزمة حقيقية تعبّر عن اختناق الفكر والضمير الذي يدير البلد، وليست مجرد اختناقات مرورية.
إن العناية بالشارع والطريق ومظهرهما عناية بالحضارة والتقدم والحياة والإنسان، وتُقرأ حضارة الأمم وثقافتها من العنوان وهو شوارعها، فمتى تعبّر شوارعنا عن هذه الحقيقة؟، ومتى تكون شوارعنا عبارة عن بساتين وحدائق، تسر النناظرين، ومتى تخلو مدننا من القمامات والمناظر البائسة وجيوش الشحاذة والمتسولين والباعة المتجولين، كبلاد الدنيا .
لعلّ أيضاً مما يثير الغثيان والألم الشديد لدى كل مواطن يمني أنْ يعلم أنّ هنا أو هناك يحفر أو سوف يحفر في المستقبل نفق أو جسر، لأن معناه معاناة لا تنتهي حيث تمر السنون تلو السنون والعمل جار على قدم وساق لبناء هذا الجسر أو النفق الذي لا يتجاوز في أحسن الأحوال مئات الأمتار، فيظل الزحام وتظل المعاناة سنة بعد سنة وعاماً بعد عام وحمران العيون الأشاوس في هذه المهمة الصعبة والتاريخية، التي لا يعلم نهايتها إلا الله، فيما بعض البلدان المجاورة التي أيضا لا تزال تغط في التخلف لكنها رغم ما فيها، إلا أنها أحسن حالا من هذا البلد البائس، ففي أي بلد مجاور ربما بني جسر طوله 5كم أو 10كم أو أكثر في بضعة أشهر .
إن السكوت عن هذه المعاناة والحالة هذه نذير كارثة لا يعلم نتائجها إلا الله، ولمعرفة مدى هذه الكارثة لنتخيل الوضع في العاصمة بعد عشر سنوات أو عشرين سنة!!! .
ثمة وسائل أطرحها لتخفيف حالات الزحام والاختناقات في شوارع العاصمة من أهمها:
1) صناعة الوعي لدى أفراد الشعب، إنّ هذا من الأهمية بمكان، حيث تعمل الأمم الحيّة قبل إصدار أي قانون أو قرار أن تمهّد له إعلامياً، وتزرع القناعة به في كل أوساط الشعب وتياراته، ثم بعد ذلك يصدر القانون أو القرار، بخلاف الوضع في العالم العربي عموماً واليمن خصوصاً حيث تُسقط الأنظمة الحاكمة هيبة السلطة والقانون والدولة والنظام، بإصدار القوانين دونما توعية بها، بل غالباً ما تكون القوانين ليست محل رضى أو قبول السواد الأعظم من الناس، ورغم ذلك لا تبالي هذه السلطات في إصدار كل يوم قانونا أو قرارا، ولا يعنيها بحال رأي الجماهير أو رضاها أو عدم رضاها، وإنّ ما نراه من استهتار بالقوانين والأنظمة هو بسبب غياب التوعية، فوسائل إعلامنا في واد وقضايا الأمة ومشكلاتها وقوانينها ونظمها في واد آخر .
إن قناعة الأمة بهذه القوانين والقرارات يسهّل وييسر كثيراً تنفيذها، ويجعل الأمة تساهم بكل طاقتها للعمل بهذه القوانين، ومثال هذا على سبيل المثال التوعية بضرورة التحصين من الأمراض الوبائية، أو التوعية بضرورة المشاركة الشعبية في دعم فلسطين وغير ذلك، من الحملات الإعلامية التي أدت نجاحا كبيرا، بسبب أنها وافقت الإرادة الشعبية، وأنها حظيت بالتغطية الإعلامية اللازمة وساندت هذه الحملات شتى وسائل الإعلام والتوجيه المتنوعة .
إنني أعتقد أن جحر الزاوية في أزمتنا هذه هو غياب التوعية الأمر الذي نجم عنه كل ما نراه من استهتار بالأنظمة واللوائح المرورية .
2) لا بد من معالجات عاجلة وسريعة أرى من أهمها:
- نقل الأسواق من وسط المدينة إلى أماكن مناسبة، غير مزدحمة، فلا يخفى ما تشكله أسواق القات وقطع غيار السيارات وورش الميكانيكا.. وغيرها من أزمة كبيرة وخانقة، ، والواجب أن نتجه نحو بناء المدن فمدينة للصناعة، وأخرى للخضار والفواكه، وثالثة للطب، ورابعة للجامعات، وهكذا.. مما درجت عليه أنظمة العالم اليوم، وألا تحشر كل الخدمات في مكان واحد وفي معمعان الازدحام السكاني .
- بناء الجسور والأنفاق، لا سيما في أماكن الإشارات المرورية، الأمر الذي سوف يسهم كثيراً في الحد من الخناق والاختناق المروري .
- تخصيص طرق للمشاة والدراجات النارية، منفصلة أو بعيدة عن خط السير العام .
- العمل على تحسين الطرق وتجميلها وتوسيعها، وإزالة الحفريات والمطبات وغيرها من عوائق السير .
- نقل المؤسسات الكبرى والوزارات والدوائر الحكومية من وسط العاصمة إلى الأماكن غير المزدحمة سكانياً، للتخفيف من الاختناق المروري .
- يبقى القول أن شيئاً لا يمكن أن يقع مالم تتوفر الإرادة السياسية الكافية، لتحسين وتطوير البلد، وهو فيما يبدوا إلى الآن لا يزال صعباً وغير ممكن، ولعل الرواية الشعبية القائلة بأن هذا التدهور الاقتصادي والمالي في البنى التحية للبلد مقصود من هوامير الفساد لأجل مزيد من جمع الهبات والتبرعات والقروض الدولية، يبدوا أنها رواية صحيحة.
والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،