بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
كم كان مزعجاً التصريح الأولي المنسوب إلى مصدر يمني بصحيفة «واشنطن بوست» في أعقاب إحباط محاولة تفجير الطائرة الأميركية «دلتا» من قبل النيجيري عمر عبد المطلب، حيث قال المسؤول للصحيفة إنه «عندما يتم إثبات صلة ذلك الانتحاري باليمن، أو إذا ما تم إثباتها، سوف تتخذ السلطات إجراءات فورية»، مضيفاً أن الأميركيين لم يقدموا أي معلومات إلى الآن لبلاده.
مصدر الإزعاج انه ما زال بيننا، في العالم العربي، من يقول أعطونا الدليل، وكأنه لا يكفي هذا الكم من الإجرام الإرهابي الذي يرتكب باسم الدين، في بلداننا، وغيرها، حيث نتحدث عن الدليل، وكأننا نتحدث عن سرقة متجر، أو جريمة قتل عادية.
ويكفي تأمل رد الفعل الأولي النيجيري، مقابل رد الفعل اليمني؛ فالمسؤولون النيجيريون كانوا أول من بادر بتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات حول هوية الإرهابي، بل إن والده كان أول من تحرك منبهاً السفارة الأميركية حول نوايا ابنه، وقبل الحادث. وكذلك تحرك رجال الدين في نيجيريا لإدانة العمل الإرهابي والتحذير من خطورته، بينما كان البعض في اليمن يتحدث عن الدليل، وهاهي صنعاء تقر بأن الشاب النيجيري كان قد زارها، وأقام فيها بحجة دراسة اللغة العربية!
الإشكالية هنا أن حجم «القاعدة» في اليمن وانتشارها لم يعد سراً، ورأينا مؤخراً بعض قياديي التنظيم وهم يخرجون علناً أمام كاميرات التلفزة، بل إن الحكومة اليمنية نفسها قد انتفضت ضد «القاعدة» في بحر الأسبوع الماضي، وقامت بعمليات ضخمة، فلماذا إذن التردد، والحساسية المفرطة؟
الأمر المريح هو ما صدر عن مسؤول أمني يمني يوم أول من أمس حين قال رداً على بيان تنظيم «القاعدة» الذي تبنى محاولة تفجير الطائرة الأميركية الفاشلة، حيث أكد المصدر أن بلاده «لن تكون أبداً ملجأ آمناً لهؤلاء الإرهابيين القتلة تجار المخدرات، كما لن تكون جبالها تورا بورا لهم». ولا يساورني شك في أن اليمن يريد محاربة «القاعدة»، لكن ذلك لا يتم بالتردد، والحساسية المفرطة، خصوصاً أن بعض مناطق اليمن باتت خطراً يفوق خطر تورا بورا. «القاعدة» آفة لا يجب التحسس من إعلان الحرب عليها، وأولى خطوات تلك الحرب هي المعلومة، وسرعة تبادلها، وأبسط مثال هنا هو حادثة الطائرة الأميركية «دلتا»، فهي دليل على خطأ وإهمال أمني شنيع. فوالد الشاب النيجيري قام بنفسه بالإبلاغ عن ابنه، كما أن البريطانيين رفضوا منحه تأشيرة دخول لبلادهم، إلا أن الأجهزة الأمنية الأميركية فشلت في استخدام المعلومة، وشاءت عناية الله أن حالت دون وقوع الكارثة.
اليوم وبعد كل ما رأيناه من أعمال إرهابية لم يعد مقبولا التبرير، أو الحساسية الزائدة من محاربة الإرهاب لأننا جميعاً بتنا ضحاياه. صحيح أن اليمن يحتاج إلى وقفة الدول الصديقة معه ضد الإرهاب، لكن على اليمن أن يقف مع نفسه أولا من خلال تزويد أصدقائه بالمعلومات. والمعلومة ليست أمنية وحسب، بل إعلامية من أجل حشد الرأي العام ضد الإرهاب والإرهابيين.
*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية