مؤتمر الاستثمار... توقيت خاطئ !!
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الخميس 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 01:21 م

ضجة إعلامية وتصريحات رنانة سبقت افتتاح مؤتمر الإستثمار "عدن.. بوابة اليمن للعالم" في وقت أعتقد وغيري الكثيرين أنه ليس بالوقت المأمول منه إقبال رؤوس الأموال سواء اليمنية او الخارجية للاستثمار في عدن أو اليمن في ظل الأزمات التي يمر فيها اليمن شعبا وحكومة.

كثير من التساؤلات التي تطرح نفسها ولا نجد لها إجابة تتمثل في ما الذي سيعرضه القائمون على مؤتمر الاستثمار في عدن لما من شأنه استقطاب المستثمرين وجعلهم يحرصون على أن تكون اليمن محطة لاستثماراتهم خاصة وأن أي مستثمر يفضل أن يستثمر أمواله في بيئة هادئة تخلو من الأزمات سواء السياسية أو الحربية أو الاجتماعية.

هل ياترى سيعرض القائمون على مؤتمر الاستثمار ما تعانيه اليمن من أزمة لإنقطاع الكهرباء بشكل متواصل وعرقلة المحطة الغازية من قبل متنفذين بسبب الفساد المعشش في القطاعات الحكومية في اليمن و التي كان من المأمول أن تبدأ العمل خلال الفترة الماضية؟!

هل سيعرض القائمون على مؤتمر الإستثمار ما تعانيه اليمن من نقص للمياه في جميع محافظات الجمهورية دون استثناء ؟!

هل سيتم عرض ما تعانيه اليمن من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وحروب ما زالت حتى الآن تؤتي أكلها ويتجرع الشعب اليمني نتائجها الكارثية ؟!

هل .. وهل .. وهل.. أسئلة كثيرة لا تحتاج من القائمين على مؤتمر الاستثمار في عدن عرضها لان الإعلام قبل هذا قد قام بالواجب واعلم العالم أجمع ما تعانيه اليمن من حروب وأزمات متوالية وما يهدده من أخطار القاعدة والحوثيين في صعدة شمال اليمن والخارجين عن القانون في بعض المناطق الجنوبية.

فعلى أي أساس تم إقرار إقامة مؤتمر الاستثمار في هذا الوقت بالذات.. هل هناك اعتبارات سياسية أم أنها مسألة صرفيات وهبات والحسابة بتحسب ويفشل المؤتمر بسبب الأخطار المذكورة مسبقا .

فالكل يعلم بالأول والأخير أن أي مستثمر ولو كان جاهلاً يجب أن يحصل على ضمانات لنجاح مشروعاته التي سينشئها في اليمن، وأيضا يدرس البيئة المحيطة بالمنطقة التي سينشأ فيها المشروع إن كانت تتوافق مع أهدافه المرجوة أم أنها لا تلبي طموحاته.

كان لا بد من الحكومة أن تعمل قبل أي شي على اجتثاث الفساد ووضع الحلول النهائية للمشاكل التي يعاني منها اليمن سواء جراء فتنة الحوثي ورفعهم السلاح ضد الدولة أو الإرهاب الذي يؤرق كل شعوب العالم أو مثيري الفتنة والقلق من الخارجين عن القانون في بعض المحافظات الجنوبية.

كان لا بد أن يذهب ما صُرف على الإعداد والتحضير لمؤتمر الاستثمار من أموال طائلة   ـ على الأقل ـ للنازحين من حرب الفتنة في صعدة أو لإنهاء الأزمات التي يمر بها اليمن حالياً.

كان لا بد للحكومة أن تفكر بشكل صحيح وفي كل الاتجاهات قبل اتخاذ قرار إقامة هذا المؤتمر في الوقت الراهن والذي يراهن الكثيرون على فشله بسبب ما تمر به اليمن حالياً من أزمات وأخطار مختلفة.

لست محللاً سياسياً ولا اجتماعياً ولا ثقافياً ولا اقتصادياً ولكن الواقع هو من يحكي لنا ما تمر به اليمن من أزمات يجب علينا جميعا كشعب وسلطة وحكومة وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني الوقوف يداً واحدة للخروج باليمن إلى بر الأمان ودحر الفئات الضالة ممن تريد أن تعيد عجلة التاريخ للوراء.

أخيراً

مؤتمر الاستثمار افتتح أعماله رئيس الوزراء ووقع الفأس في الرأس ولا يمكننا أن نرجع تلك الأموال التي صرفت وإنما نأمل أن يخرج ولو بأقل القليل من النتائج المرجوة منه والمدرجة في برنامجه المعد مسبقا.

وما نتمناه من الحكومة في مرات قادمة أن تختار الوقت والمكان المناسبين لإقامة مثل هذه المؤتمرات لما تشكله من أهمية تتمثل في الاستقطاب سواء في مجال الاستثمار أو السياحة أو مجالات أخرى تعود على اليمن بالنفع والنتائج الإيجابية التي تخدم المصلحة الوطنية ومصالح الشعب.

gammalko@hotmail.com