العجي العواضي: على الشباب أن يعيدوا الاعتبار لثورتهم من خلال التصعيد
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
الجمعة 20 مايو 2011 07:31 م
 
 

جند نفسه من اجل الوطن والدفاع عن قضاياه لا يتوانى في قول الحقيقة ولا يساوم عليها، عرف عنه مواقفه الصريحة ورفضه لكل الإغراءات رغم حالته بين أقرانه من المعارضين وعرف عنه مناصرته لقضايا الجنوب ، يرسم صورة مشرقة عن نموذج القبيلة اليمنية بحلتها الفكرية والثقافية والسياسية الحديثة، يصفه الكثير بقراءة العمق السياسي واستشراف أبعاده المختلفة، يجذبك بأطراف الحديث وهو يتحدث إليك بلغة بعيدة عن التكلف راسما الابتسامة بالغد المشرق الذي يحلم من خلاله أن يكون اليمن سعيدا، يتميز بعلاقاته الواسعة بين أبناء اليمن على امتداد مساحته وعرف عنه وقوفه إلى جانب الطلاب في كافة القضايا، من الذين وقفوا إلى جانب الثورة السلمية منذ بزوغ فجرها وأعلن تأييده المطلق لها، إنه السياسي اليمني المعارض الشيخ حسين العجي العواضي - أحد أهم قادة المعارضة اليمنية، في الخارج واحد ابرز مؤسسي تحالف قبائل مأرب والجوف والمقيم حالياً في دمشق.

التقاه في العاصمة السورية دمشق: عبد الملك الحجري

- كيف كان حال اليمن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عندما غادرتموها الى الخارج ؟ 

في البداية نبارك لشعبنا اليمني العظيم ثورته الشبابية ونترحم على الشهداء والجرحى، وقد أجريت عدد من اللقاءات مع وسائل الإعلام الخارجية إلا أن هذا أول لقاء مع وسائل إعلام يمنية من بعد انطلاقة الثورة المباركة مع إنني أبديت رائيي في عدد من الكتابات والتصريحات ويشرفني ان يكون اول لقاء مع موقع من مواقع الشباب (السفير برس) أما فيما يتعلق بسؤالكم فانتم تعرفون أننا خرجنا على اثر حرب صيف 94م الظالمة التي شنها النظام ضد أبناء الجنوب خاصة وبالتأكيد كانت البلد بعد حرب مدمرة تمر بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة، إلا أن النظام أوصلها اليوم إلى ما هو أسوء من ذلك وكل يوم يمر وهذا الرجل في سدة الحكم فاليمن تخسر أكثر فأكثر .

-على أي أساس تقيمون معارضتكم في الخارج ؟

ليس هناك أي اطر سياسية معارضة فهناك تيارات معارضة وأساس عملها هو التفاعل والتواصل مع الداخل ونقل معاناة وأهات وأمال وطموحات الشعب اليمني إلى حيث نستطيع في الخارج .

-صدرت قرارات عفو عام عدة فما هي العوائق التي حالت دون عودتكم للمعارضة في الداخل ؟

من يعفو عن من ؟ الا ترى ان من كان يصدر قرارات الإدانة والعفو هو من يبحث بكل السبل عن الضمانات الإقليمية والدولية لحمايته من محاكم الشعب على ما قد اقترف من جرائم بحق أبناء اليمن إلا أننا على ثقة بان المجرم سينال جزائه وانه لن يفلت من عدالة الشعب مهما كانت الضمانات .

-أنت من أبناء مأرب وقبيلة أبناء أل عواض قبيلة عصية، باعتقادي انك كنت قادر على المعارضة في الداخل والاحتماء بقبائل المحافظة ؟ لماذا لم تفعل ؟

مع اعتزازنا بقبائلنا وقومنا إلا أننا لا نحب منطق أن يحتمي الإنسان بعصبيته نحن ننشد دولة نظام وقانون التي تحمي وتحاسب كل فرد من أفراد الشعب بعيدا عن أي محسوبية او عصبية . أنا وقفت وقاتلت في 94م إلى جانب الإخوة الجنوبيين وخرجت معهم وفي القاهرة وبعد الخروج أثناء حديث ساخن مع بعض الإخوان الجنوبيين وفي مقدمتهم سالم صالح قلت أني لن أعود تحت عباءات هذا النظام حتى يعود أخر قيادي جنوبي وهذا ما أكدته مؤخرا مع الرئيس علي ناصر محمد، مع العلم أنها قدمت لي عروضا كثيرة ومغرية من قبل السلطة كان أخرها سفيرا بدمشق .

-من المعلوم ان القبيلة مؤسسة اجتماعية فلماذا تقحمونها بادوار سياسية قد لا تكون مؤهله لها من النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية ؟

 القبيلة جزء من نسيج الشعب وتختلف سوية أفرادها الفكرية والسياسية وهم منخرطين مثلهم مثل بقية أفراد الشعب في كل المجالات بما في ذلك انخراطهم في ساحات الثورة وبصدور عارية، أما أننا أقحمناها أن تلعب ادوار سياسية فلسنا مع ذلك ، هي لحالها التي أوصلها النظام ورئيسه المخلوع في البلد في ظل غياب دولة النظام والقانون أما ما قمنا به نحن فهو تنظيم وتوظيف دور القبيلة بشكل ايجابي لا يجاد نوع من التوازنات التي تخدم المجتمع وفي اعتقادي أنها قامت بهذا الدور ومن ثم فان انخراط أبنائنا في الساحات أزالت هواجس من كانوا يتخوفون من هذه الكيانات التي انشئتها الظروف و سوف تزول بزوال هذه الظروف .

-كيف ترى دور القبيلة بعد رحيل صالح ونظامه ؟

سوف ينخرط أبناء الشعب بما فيهم القبائل في أطار المنظومة السياسية الوطنية تحت مظلة العدل والقانون أملين أن تحظى المناطق ذات الطابع القبلي باهتمام اكبر لأنها عانت في عهد هذا النظام أكثر من غيرها من المناطق الأخرى من الحرمان من وسائل التنمية البشرية بمافي ذلك التعليم كركيزة أساسية .

-ما هي قدرة المعارضة في الخارج على ممارسة الضغوط والتأثير على الأوضاع في الداخل ؟

قامت وتقوم بواجبها من التأثير والتواصل مع الجهات والمنظمات بما يخدم القضية اليمنية مع ان الهامش ضيق أمام المقيمين في الوطن العربي .

- ما طبيعة العلاقة بين المعارضة في الداخل والخارج ؟

هي طبيعة تكاملية .

-ما هي حقيقة موقفكم من ثورة التغيير ؟

 التأييد الكامل منذ أول يوم وقد عبرنا عن ذلك بدفع أبنائنا وإخواننا وأنصارنا إلى الساحات وكذلك من خلال كلماتنا وكتاباتنا التي وجهناها إلى الشباب في الساحات .

- ما هي رؤيتكم للخروج من الأزمة التي أدخلت الثورة فيها المبادرات الخليجية ؟ وما هو المطلوب من الخليج والمشترك ؟

طلبت من الخليج ومن على منبر احد الفضائيات قبل أن يعلنوا مبادراتهم في صيغتها الأولى أن خير خدمة يقدموها لليمن أن يأخذوا صالح إليهم لأنهم هم أتوا به إلى الحكم وساندوه طوال الفترة الماضية وسوف نسامحهم عن ما تسببوه لنا من أذى من خلال هذا الحاكم وان يثقوا ان الشعب اليمني قادر على إدارة شؤونه وتحديد خيارته .

 أما المشترك فإننا نقدر دورهم وهواجسهم ولهم أجرهم في ما ارتكبوا من خطا او صواب الا أننا منذ اليوم الأول نصحناهم بعدم فتح أي حوار مع هذا الرئيس إلا بإعلان رحيله وان يتركوا للشباب إدارة ثورتهم بأنفسهم لان هناك لحظات في تاريخ الأمم تحتاج إلى الفعل الثوري الجريء أكثر من الحنكة السياسية والخبرة في إدارة الأزمات .

- ثلاثية النظام والمشترك والمبادرة وبعد فشل الزياني في مهمته هل من كلمة تريد ان توجهها لشباب الثورة؟

على الشباب ان يعيدوا الاعتبار لثورتهم من خلال التصعيد بدء بإسقاط المحافظات لان قضية المراوحة وتكرار جمعة الحسم التي لم تحسم افقدت الثورة زخمها وهزت مصداقيتها، النظام لاينوي الرحيل بسلام فقط يسعى لكسب الوقت ويراهن على خلخلة الاستقرار الوطني، فاذا كان امضى اكثر من شهر وهو يحاور حول آلية التوقيع فكم سيستهلك من الوقت لتنفيذ كل بند من بنود المبادرة .

- ما هي رؤيتكم وما هي البدائل التي ترونها كحلول للمشاكل والأزمات التي تعاني منها اليمن خصوصا التي نشأت بعد الوحدة ؟

أنا على ثقة أنكم انتم الشباب الذين قمتم بهذا الانجاز العظيم قادرين على اقتراح الحلول لكل القضايا والتي أهمها بناء دولة النظام والقانون ودولة العدل والمواطنة المتساوية .

- ما هو رائيكم للرؤية التي خرج بها اجتماع القاهرة للقيادات الجنوبية ؟

من حق الإخوة الجنوبيين أن يجددوا ويختاروا خيارات المستقبل التي تناسبهم كطرف شريك في الوحدة وان يطرحوا رؤية الفدرالية في إطار دولة الوحدة بعد ممارسات النظام الشنيعة في حق الوحدة والإخوة الجنوبيين بالذات، فذاك موقف يسجل لهم والصيغة الفدرالية في رائيي هي أفضل صيغة لإدارة شئون اليمن، ولا بد أن تسود الفيدرالية وذلك في أطار كل إقليم من الإقليمين والفيدرالية ليست طرحا جديد بل كانت مطروحة في وثيقة العهد والاتفاق التي اجمع عليها كل اليمنيين كما أننا لو رجعنا لتاريخ اليمن فان أكثر الدول تماسكا واتساعا وطول عمر هي التي كانت فيدرالية كالدولة الحميرية والسبئية والرسولية .

- كيف يجب أن تكون العلاقة بين اليمن ودول الخليج ؟

على أساس الإخوة والشراكة وتبادل المصالح وعدم التداخل في الشؤون الداخلية والإقلاع عن النظرة الدونية لدى بعض الإخوة في الخليج لليمن وإقلاع بعض اليمنيين عن ذهنية التبعية للغير .

- البعض يقول أن من انضموا إلى الثورة من السياسيين والعسكريين من نظام صالح طفوا على المشهد ؟

لقد رحبت الثورة بمواقفهم وقدرت لهم ذلك وبالمقابل عليهم أن يحترموا مواقف وتضحيات ومكانة من قضوا أعمارهم في مقارعة السلطة حتى أتى فيض الثورة الشبابية وعليهم أن يحدوا من تطلعاتهم الشخصية بما في ذلك بعض القيادات المعارضة التي كانت شريكة في السلطة وان يتذكروا أنهم كانوا جزء من المرحلة الماضية وكانوا دوما بجوار مبيض السلطة .

- كيف ترون صيغة دوركم السياسي المعارض بعد رحيل صالح ؟

يرد ضاحكا ....وكأنك تفترض باني أظل معارض، وأنا أقول لك إذا ذهبت الأمور نحو تحقيق الغايات النبيلة التي تنشدها الثورة والثوار فاطمح أن اقضي بقية عمري بين أهلي وأحبتي في هدوء تام وأما اذا تعرضت الثورة لأي عثرات او منعطفات او محاولة التفاف فسوف أظل أصدع بصوتي وابذل جهدي مع كل القوى الخيرة لتصحيح المسارات الخاطئة .

- كيف ترى الخارطة السياسية بعد سقوط النظام ؟

نحن بحاجة إلى الاصطفاف الوطني الشامل حتى إسقاط النظام وبناء أسس الدولة اليمنية الفيدرالية الحديثة اما فيما بعد ذلك فلاشك ان الخارطة سوف تتبدل وتتغير التحالفات والاصطفاف وارى انه من مصلحة اليمن ان توجد قوى وتحالفات متعددة ذات طابع وطني مدني تمتد على كل أرجاء اليمن لان التعددية فيها إثراء للحياة السياسية .. اليمن عانى كثيرا من التفرد لفرد او حزب او جهة وربما كان ذلك علة العلل وأي تضرر في المستقبل سوف يشكل عبئا ثقيلا على مشروع اليمن الحضاري .

- ماذا أنجزت الثورة الشبابية حتى اللحظة ؟

بالتأكيد ان اول المنجزات المطلوبة هو إسقاط النظام الذي يمثل حالة انسداد لفتح أفاق المستقبل أما أهم منجزاته انها ردمت الكثير من التشققات التي أحدثها هذا النظام في جسم الوطن وأعادت ترميم القيم التي عمل النظام على هدمها بشكل أو بأخر وأثبتت ان الشعب اليمني يملك من المخزون الحضاري أشياء كثيرة وصححت الصورة المشوهة عن اليمن واليمنيين في الإقليم والعالم.

- كلمة أخيرة للشباب ....

شكرا لكم لقد رفعتوا رؤوسنا واعدتم البسمة إلى وجوهنا والأمل إلى قلوبنا واليمن أمانه بين أيديكم فلا تركنوا إلى غيركم انتم من فجرالثورة ودفع الإثمان وانتم الأحق والأقدر على قيادة وبناء اليمن القوي المزدهر.

نقلا عن السفير برس