بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
وإنا أقراء في جانب الحوار أعجبتني قصة حوار أحببت أن انقلها إليكم كما هيا وقف دكتاتوراً يوماً على شرفة قصره، وأخذ ينظر إلى البلاد التي يحكمها، وفجأة سمع صوتاً غريباً من فوق رأسه، فأصابه الهلع، ولكن خوفه زال عندما رأى بأنه مجرد خفاش صغير يتدلى مقلوباً على رأسه في أعلى الشرفة، فقال له:
- الدكتاتور: لقد أفزعتني أيها المخلوق الصغير !!، (ثم سكت لبرهة وعاد ليقول) أنت صديقي أيها الخفاش، هل تعلم بأننا نشبه بعضنا البعض؟؟؟
- فتح الخفاش أعينه بذهول وقال للدكتاتور:
- الخفاش: لقد أفزعتني !! كيف أشبهك أنا ؟؟؟ ( فانتقل الفزع إلى الدكتاتور وقال له هل تتكلم أيضاً فأجاب الخفاش).
- الخفاش: نعم !!، لقد كسرت صمتي وجعلتني انطق ، ولكن لم تجبني كيف نشبه بعضنا البعض؟؟؟.
- الدكتاتور: حسناً مادمت قد سألتني فسأجيبك، سأسألك أيها الخفاش هل تستطيع أن تصيد ضحاياك في النهار ؟؟.
- الخفاش: طبعاً لا، لأن نور الشمس يؤذيني، و الحشرات سوف تراني في النهار وسأفشل في اصطيادها.
- الدكتاتور: وأنا أيضاً، لا أستطيع الصيد إلا عندما تنام الرعية وتغفل عن سؤالي، وهم الآن نائمون على كل حال، فليلهم عندي كنهارهم، وطالما لا تشرق شمس نور العلم في عقولهم فسأظل متحكماً في رقابهم من دون سؤال، وسأسألك أيضاً أيها الخفاش، كيف تصيد فرائسك؟؟.
- الخفاش: أنني أعمى كما تعلم، ولكنني أرسل إشاراتٍ صوتية مني وأنا طائر بين الأشجار وعندما تعود الإشارات إلى أحللها فأعلم ما هو أمامي، هل هو حشرة أم شجرة، وثم أحدد مكان ضحيتي بسرعة وأنقض عليها بلا رحمة ولا شفقة.
- الدكتاتور: وأنا أيضاً، أرسل للناس خطاباتي الثورية، وشعاراتي الرنانة و البراقة و الكاذبة، ورغم هذا، أجدهم يهتفون لي بالروح بالدم نفديك يا زعيم، فأعلم بأنهم أغبياء وبأن عقولهم ميتة، ولا يرون أبعد من أنوفهم، ولا يفكرون سوى في لحظتهم الراهنة، و أعلم أيضاً بأنهم خائفون مني لأنهم يصدقون كذبي ويتبعون أوامري، أعدهم بالرفاه وتجدهم جائعين، أعدهم بالأمن و العدل وتجدهم خائفين، إنني لا أتصور أن أخطب خطابي، ولا يصفقون ويهللون، أو أن يخرج منهم من يقول لي إنك كذاب أشر، عنها سأعلم بأنهم قد أصبحوا واعين، و أن الشمس قد أشرقت في عقولهم، و أنهم بدأو يعرفون حقوقهم على، عنها سأهرب بجلدي من البلاد قبل فوات المعاد، تماماً كما تعود أنت إلى كهفك عندما تبدأ الشمس بالشروق، وسأسألك أيضاً أيها الخفاش: من هم ألد أعدائك؟؟.
- الخفاش: إنها النسور !!، تجول في السماء وتراني ببصرها الحاد ولا أراها ، و الويل لي إن انقض على أحدهم ، فبلمح البصر سأجد نفسي طعاماً لصغاره، فهو ألد أعدائي ، ولا أعلم عدواً أخاف منه أكثر من النسور.
- الدكتاتور: وأنا أيضاً، أخوف ما أخاف على شعبي أولئك المفكرين الذين يحملون مصابيح العلم ويبددون العتمة التي أسعى جاهداً انشرها، وكلما رأيت أحدهم يحمل مصباحاً، أرسلت أعواني في حالك الظلام ليقتلوه بدون رحمة، وأعلن في اليوم التالي بأنه انتحر، إن هؤلاء مختلفين عن باقي شعبي، فلديهم بصيرة ويرون أبعد من ما يراه الآخرين تماماً كما يرى النسر ببصره الحاد، فمثلاً عندما أبني الجيوش و أجر الشعب إليها مرغماً، و أدعى أنها لحماية الأمة من الطامعين و أفرض الضرائب و أخذ الأموال بهذه الحجة، يقف أحد هؤلاء المفكرين و يقول بأنني أبنيها لحمايتي من غضب الناس وسخطهم المكبوت، و أن الأموال التي أخذها لا لأحميهم ولكن لأضعها في حساباتي المصرفية في الخارج حتى إذا ما انقلب الزمان علىّ وغدت البلاد خراباً هربت إلى حيث بنيت القصور، وعندما أسحر هؤلاء المغفلين بكلامي البراق، يقف أحد هؤلاء المفكرين فيلقي كلامه وكأنه عصا موسى فتلقف ما كنت أأفكه على الناس، فيغيب السحر عن أعينهم، وهذا ما لا أريده طبعاً، وسأسألك أيها الخفاش سؤالي الأخير: أين تعيش أيها الخفاش؟؟.
- الخفاش: أعيش في كهفٍ كبير مليء بالخفافيش مثلي، ولدينا في أرض الكهف بعض الحيوانات الصغيرة التي لا ترى مطلقاً، ولو خرجت من الكهف ورأت النور لماتت من فورها، وقد تكيفت على مر السنين مع وضعها، وهؤلاء يأكلون بعضهم بعضاً، ويتغذون أيضاً على ما نطرحه من فضلات عليهم.
- الدكتاتور: وأنا أيضاً أعيش في هذا القصر الكبير مع الكثير من المستبدين مثلي و الطامعين في الجلوس على عرشي، فأنا أخاف من الرعية ومن أعواني و إخواني و أهل بيتي أن ينقلبوا على، وأنا أمسك بزمام البلاد بهؤلاء الاعوان و الضواري، التي انطفئ عقلها، فلم تعد تسمع إلا صوتي، أمرهم بأن يجلدوا ويقتلوا فيطيعون وينفذون، ويفرحون بالفتافيت التي القيها إليهم من مائدتي العامرة، وهم دائماً يقتتلون فيما بينهم على هذه الفتافيت، و المناصب التافهة التي أمنحهم إياها، وهم عندي سواء من الجلاد إلى الوزير، كلهم يكره بعضه البعض، ويحسدون بعضهم البعض على مناصبهم التافهة، فهؤلاء يشبهون جماعتك التي تعيش معك في كهفك.
- هل رأيت الآن أيها الخفاش بأننا نشبه بعضنا البعض؟؟.
- الخفاش: حقاً إننا نشبه بعضنا البعض أيها الدكتاتور.