بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
يخطئ من يعتقد بأن الحوثية فرقة زيدية تأثرت فقط بخط الثورة الإيرانية في التغيير ولم تتأثر بالفكر الشيعي الإثناعشري الذي ينتهجه قادتها فالحوثيون باتوا لا يشكلون خطرا على الزيدية في اليمن فقط بل هم أشد خطرا حتى على السنة، إذ منهجهم يسير باتجاه إلغاء مذهب اسمه الزيدية ودعواهم التمسك بالزيدية ليس إلا مجرد تشدق وسياسة آنية تهدف إلى كسب تعاطف عموم الزيدية إلى صفوفهم وحتى يسهل لهم المرور بأفكارهم في أوساطها وهذا ما يحد ث بالفعل وقد نجحوا في ذلك لدرجة حتمت عليهم الانتقال إلى خطوة كسب المتصوفة في المناطق السنية المحسوبة مذهبيا على الشافعية وعلى وجه الخصوص منهم من يدعي انتسابا لآل البيت والذين لهم أتباع صوفية في أكثر من مكان .
ما يميز المذهب الزيدي حيويته وتفاعله وتجدده وذلك لأسباب أهمها أنه لم يقف الاجتهاد فيه عند حد وهذا بحد ذاته ما أكسبه التجدد والتنوع الحيوي فظهرت فيه مختلف الآراء حتى منها تلك التي لا تمت للمذهب الزيدي بصلة فقها وفكرا وممارسة فظهر منه عبرالمدى من يؤيد فكر السنة وهم دعاة الإصلاح والتجديد فيه كالإمام الشوكاني وابن الوزير والمقبلي وابن الأمير وغيرهم إلى اليوم ومنهم من أيد فكر التشيع ا لإثناعشري وأهم فرق هذا الفكرالمطرفية التي اندثرت على يد الإمام عبد الله بن حمزة ومن ثم جاءت وفرقة الباجورية كإمتداد لنفس الفكر الإثناعشري والتي مايزال لها وجود إلى اليوم وتتدثربالزيدية كغطاء ، ومن الزيدية من ذهب بأراء تجديدية فقهية مستقلة ومنها من بقى على نهج الزيدية الأم وهي االهادوية ذات أغلبية الأنصار .
إذا لم يكن التشيع الإثناعشري في اليمن والذي بدأ يخطو على أنقاض الزيدية منذ عام 1997م وليد اللحظة وإنما هو امتداد لأجيال بقت ومازالت تؤيده وتتخفى بالتقية كدثار لقلتهم وقلة مؤيديهم وقدكان إعلانه في التاريخ المذكور أيضا يعتمد على مقومات أهمها وجود قيادة تبنته والإستمرار في عقيدة التقية والسير تحت يافطة الزيدية هذا إلى جانب الدعم الرسمي المعنوي والمادي والدعم المادي المتحصل عبر قنوات خارجية .
واليوم ومع الاتساع الأفقي للفكرة خاصة في المناطق المحسوبة جغرافيا على الزيدية بدأ الفكر الإثناعشري يتسع مبكرا في المناطق المحسوبة على السنة وخاصة في أوساط المتصوفة ممن يدعون انتسابا لآل البيت ولكن تحت رداء التقية ، فإلى جانب دين التعصب للسلالة والعرق فقد اتفقت عقائد الشيعة القبورية مع العقائد الصوفية في طقوس عبادية كثيرة منها تمجيد الأولياء وزياراتهم المقدسة وإجراءات الدروشة إلى جوارهم والتمسح بهم واعتقاد نفعهم وضرهم وشفاعتهم وأشياء كثيرة غير ذلك ، قد ينكر البعض علي ما أقول إلا أن مايؤكد هذا القول تخريجات محمد عبدا لمعطي الجنيد في تعز فطلابه لا يترددون في شتم فضلاء الصحابة والشيخين وغيرهم بل ينفون صحة الصحيحين وغير ذلك وكذلك تحول قرية الدحثاث بالقرب من مدينة جبلة من التصوف إلى التشيع حيث انتقل فيها المداحون أومنشدوا المدائح الصوفية من الدروشة إلى دعاة تشيع الإثناعشري من الدرجة الأولى في قلب منطقة سنية بل وفي محيط مدينتين علميتين سنيتين هما جبلة وإب كما لا ننسى وجودهم في قبيطة تعز ولا يستبعد وجودهم في تريم حضرموت والحديدة أو غيرها .
لقد بدأ اتساع قاعدة التشيع الإثناعشري في اليمن بفضل عوامل كثيرة تمثلت في التقاربات الفكرية فيما بينه وبين عدد من الفئات الدينية فلم تكن فئة الزيدية بوابة التشيع الإثناعشري الوحيدة إذ أن الإثناعشرية مرت من خلال أكثر من بوابة على رغم الاختلاف ولوفي الظاهر فيما بينها وبين تلك الفئات من ذلك المتصوفة والإسماعيلية _ الباطنية – حيث كسبت تعاطف الفئة الأخيرة أيضا وتأييد الكثير منها وحاليا ثمة منعطف اجتماعي وسياسي خطير قد يدفع إلى مساندة التشيع ويتمثل بالحراك الجنوبي وهذا نستطيع قراءته من خلال دعوة على سالم البيض إيران لمساندة الجنوب ولا يستبعد فعلا أن تكون إيران قد دخلت في خط أحداث الحراك خاصة وأن إيران لا تترك فرصة دون أن تستثمرها بما يصب في صالحها وصالح أنصارها من الشيعة .
لكن وجه الغرابة قد يكمن في التعاطف الصوفي معهم رغم التباين المعلن في الانتماء ..لماذا ؟ !
إن قراءة تاريخية بسيطة لنشأة التصوف يستطيع أي منا أن يزيح عن نفسه كثيرا من الغبش فمن خلالها يمكن معرفة سر التقبل الصوفي السريع للفكر الإثناعشري خاصة إذا ماعرفنا بتقديس وافتتان الشيعة بعدد من فلاسفة التصوف كابن عربي والحلاج وغيرهم فالمصادر المتعددة تؤكد وحتى أمهات كتب الشيعة أن تأسيس التصوف جاء على يد الشيعة أنفسهم وأنهم اتخذوها يوما ما كغطاء للهروب من محيطهم الرافض لفكرهم الشاذ فأمنوا على عقائدهم وأنفسهم حين مارسوا طقوسهم من خلال الزوايا الصوفية التي تشترك معهم في العقائد القبورية أزمانا متعاقبة إلى اليوم وكمثال سئل في مصرأحدالشيعة مؤخرا أين كنتم فأجاب : في الزوايا الصوفية ، وذلك بعد أن سمحت مصر للشيعة بتكوين جمعية خاصة بهم فانظم لها في فترة قياسية حوالي مليون عضو فكان الحدث مثار للتساؤل والغرابة حيث لم يكن أحد يعرف أي تواجد بهذا الشكل للشيعة في مصر ، وهناك طرق صوفية كثيرة - محسوبة على السنة - التحقت فكريا بالتشيع في التاريخ القديم أو الحديث ، وأشهر تلك الطرق طريقة نعمة الله في إيران ومنها الطريقة العزمية المصرية التي أعلنت مساندتها التشيع في مواجهة السلفية الوهابية في تصريح لعصام محي الدين أحد ممثليها وللإشارة فإن السلطات المصرية سبق وكشفت عدد من التنظيمات السرية التي تعمل لحساب إيران الشيعية ويتزعمها عناصر صوفية - ومن هنا يمكن القول بأن التصوف غالبا ما يمهد الطريق للتشيع .
مما سبق نستطيع إيجاز القول بأن اليمن مقبل على هزات فكرية عقيدية يمكن الجزم بأن حاملوها قيادات شيعية صوفية مشتركة ، فالمتصوفة الميالون للتشيع في المناطق السنية مازالوا يعيشون مرحلة تربص لا أكثر فهم قد لا يتورعون عن دعم التشيع الحوثي لوجستيا وربما ماديا وعلى مايبدوا أنهم بانتظار لحظة انتصار الفكر الحوثي لإعلان الولاء المتحفز أو المطمور تحت كميات من الرماد والمشكلة أن هؤلاء ما زالوا يتلقون دعم الدولة ومساندتها فهي إلى ألآن لم تتعظ من دعمها للحوثية ولن تتعظ على مايبدو إلا بعد أن يقع الفاس في الراس ويحدق الخطر ويعم اليمن .