بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
الفراعنه هو أسم يطلقه المؤرخون على قدماء المصريين نسبة الى ملوكهم ، الذين كان يسمى الواحد منهم بالفرعون ، وما نعرفه عن الفرعون هو أنه جعل نفسه رباً يُعبد ، والقرأن قد ذم فرعون ذماً شديداً ، لجبروته وتسلطه على شعب مصر حيث جعلهم لهُ عبيد ، و ذلك قد حدث قبل أكثر من أربعة الاف عام .
نعم أنهُ حدث قبل أكثر من أربعه الف عام ، ولكن يظهر أن التاريخ أبى الا أن يٌعيد نفسه ، فها نحن نسمع هذه الأيام مصطلح الفراعنه يعاود الظهور من جديد ، ليس المصطلح لوحده بل الى جانبه التمجيد والتعظيم لغير ما أمر الله بهِ ، ففرعون المعظم هذه المره ليس بشراً ، وليس ملكاً لهٌ خدم وحشم ، وإنما هو كرة قدم لا تسمن ولا تغني من جوع ، أو ترفع من شأن الحقير ، أو تنقص من قدر العزيز .
أنا لا أقول زوراً ، ولا أتهم يهتاناً معاذ الله أن أكون من الجاهلين ، وإنما أنقل ما جرى ويجري هذه الأيام على الساحه المصريه ، فوسائل الإعلام المصريه الرسمية منها والخاصه ما انفكت تٌسمي عناصر فريق مصر الكروي بالفراعنه ، ذلك من ناحية الأسم الذي عاود الظهور من جديد {رغم أن أولئك الفراعنه يختلفون أختلافاً كبيرا مع شعب مصر الحالي في أمور أهمها العقيده } .
أما ما يخص التقديس للكره فدلائل ذلك كثيره ومتنوعه منها على سبيل المثال لا الحصر الهجمه الشرسه التي يتعرض لها شعب الجزائر من قنوات الإعلام الرسميه والخاصه في مصر ، حيث صورت تلك الوسائل شعب الجزائر على أنه متوحش وليس حضاري ، وأبعد من ذلك فقد نفت عنه العروبه ، زد على ذلك تصريحات مسؤولي الحكومه المصريه ومنهم على وجه الخصوص نجلي الرئيس محمد حنسي مبارك علاء وجمال اللذان ظهرا في هذا الموسم ظهوراً غير مسبوق ، وتلفظا بالفاظ تزيد من حدة تشنج الجماهير المصريه ، وكذا إضمار الحقد والكراهيه لشعب الجزائر .
أضف الى ذلك ان الصحافه المصريه أو بالاحرى الصحافه الفرعونيه قد أدعت بهتاناً وأتهمت زوراً أن هناك من مشجعي المنتخب المصري الفرعوني من قد تعرض للضرب والطعن بالسكاكين على أيدي خريجي السجون الجزائريه { كما يسمونهم }، مع العلم أن مسؤولي الأمن السوداني قد نفوا جملة وتفصيلا زور وبهتان الصحافه المصريه حتى أن الخارجيه السودانيه قد أستدعت سفير مصر لديها للأحتجاج على زيف وبهتان صحافة مصر التي قللت من شأن الأمن السوداني .
كل ذلك إن دل على شي فأنهٌ دال على أن شعب مصر مُستغل من قِبل حكامه أشد إستغلال ، ففرعون قبل أربعه الف عام قد جعلهم يعبدونه ويمجدونه ويقدسونه ، رغم أنه بشراً مثلهم يأكل مما ياكلون ويشرب مما يشربون ، واليوم فأن حَاكمهم يستغل لعبة الكره الغير مهمه والتي لا تكسب الشعوب من ورائها ما يجعلها تعيش في النعيم ، عندما جعل من المناوشات البسيطه بين مشجعي الفريقين وهي عادة ما تحصل بين أغلب الفرق وهي أمور لا تساوي وزن الحبه ليصيرها قبه بأستدعائه لسفيره في القاهره وتهديده ووعيده للشعب الجزائر، ليُظهر نفسه أمام شعب مصر على أنه يحبهم حباً جما ، وأنه سيفعل المستحيل من أجل كرامتهم قائلاً ان كرامة المصريين من كرامة مصر ، وهو لن يسمح أن تُمس كرامة مصر ، مع العلم ان معدل البطاله في مصر الأكثر ارتفاعاً على مستوى دول العالم الثالث ، ناهيك عن وجود مدن بحالها تعاني الفقر والجوع والمرض ، فضلاًً عن وجود الآف المهاجرين المصريين الذين يهاجرون هرباً من البطاله والفقرهجرةً غير رسميه عبر البحر الى دول أوروبا ، وكثير منهم يموت غرقاً ، ومنهم من يقبع في سجون الدول المُهاجر اليها إذا حالفهُ الحظ ووصل الى مبتغاه .
مقارنه بين قدماء الفراعنه ومعاصريهم
*أوجه الشبه :-
1-تمجيد وتبجيل ما لا يستحق .
2-اتحادهم في العقليه التي جعلتهم قديماً وحديثاً يجانبون الصواب ، ويكونوا مُستغلين من قِبل حكامهم .
3الفقر والجوع وعدم الشعور بالحريه مما جعلهم يفقدون شخصياتهم الذاتيه ، وكيانهم المستقل كأفراد ، حيث نراهم ينساقون لما يريده حُكامهم .
4يتولى أمور شأنهم من لا يخاف الله ولا يرحمهم .
*أوجه الأختلاف :-
1-قدماء الفراعنه لم يكونوا يعرفون الله تعالى حتى مجدوا غيره ، أما معاصري الفراعنه فهم يعرفون الله تعالى حق معرفته ، فأغلبهم مسلمون ، ومنهم كبار علماء الشريعه في القران والحديث والفقه .
2-قدماء الفراعنه عظموا فرعون وهو بشراً مثلهم ، ولكن نظراً لجهلهم بالله تعالى وإنبهارهم بقصور فرعون وكُثر خدمه وحشمه قد أيقنوا أنهُ الرب ، أما معاصري الفراعنه قد مجدوا وعظموا جماداً لا يسمع أو يبصر أو ينطق ، رغم أن الجهل لا وجود لهُ بينهم حيث منهم رواد العلوم المختلفه .
3-قدماء الفراعنه مجدوا ملوكهم ولكنهم لم يجرحوا مشاعر شعب أخر أو ينقصوا من قيمته ، أما معاصريهم فقد مجدوا كرة القدم وهي ليست مُلكاً خاصاً بهم بل هي ملك كافة الشعوب وكل الشعوب تدخل مباريات وتربح وتخسر دون أن تخاصم أو تعادي ، وأيضا جرحوا مشاعر شعب عربي مسلم ، وأنقصوا من قيمته ، وقللوا من قدره .
4-قدماء الفراعنه كانوا يظلون عشرات السنين يبنون أهرامات لموتى ملوكهم ، وكان يموت منهم عشرات الالاف أثناء بناء أهرام واحد ، ولكنهم وللحقيقه قد شيدوا ما لم تستطع تشييده كافة شعوب الأرض ، وها هي الأهرامات لا زالت شامخه يفتخر بها كل مصري وعربي .
أما معاصري الفراعنه فلا أظنهم سيبنون أهراماً لكرة القدم ، ولكنهُ على ما يبدو سيُهلك منهم عشرات الالاف في حرب ضاريه مع الجزائر ، في حالة إذا ما إستمرت قيادة مصر في غيها وتكبرها وتعجرفها ، وطبعاً هم بذلك لن يتركوا ما تفتخر بهِ أجيال مصر اللاحقه ، بل سيتركوا وصمة عار ليس في جبين تاريخ مصر فحسب ، بل في جبين تاريخ مصر والعروبه والأسلام والبشريه .