خارطة الطريق اليمنية .. الحل قبل اللحظة الأخيرة!!
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الخميس 17 ديسمبر-كانون الأول 2009 03:12 م

قد يكون التغيير مكلفا ومكلفا جد لكن كلفة عدم التغيير أكبر.. التغيير يجب أن ينبع من الشخص ويقتنع به ويسعى له ويجب أن يحمل في طياته نتائج أفضل مما هو قائم وإلا لن يكون هذا تغيير حقيقي .. كلمات منتقاة ومختصرة من إحدى حلقات برنامج قناة الرسالة علمتني الحياة للشيخ الدكتور طارق سويدان ..

بدون مقدمات واستجابة لدعوة الحوار من مجلس الدفاع الوطني ولجنة الحوار الوطني والواجب الديني أتقدم بهذه الأفكار وأقدمها دعوة للجميع للمشاركة الفاعلة في الحوار معارضين ومسؤولين ومواطنين ومقترحاتي هي:

1- توجه الرئيس للقاء المعارضة وخصوصا المعارضة الجنوبية بصفته رئيس الجمهورية والمسؤول عن البحث عن الحل مهما كان مؤلما وقبوله بكل ما يمكن قبوله من مقترحات ومطالب عادلة تسهم في فتح الطريق نحو إعادة الحياة السياسية والاجتماعية إلى وضعها الصحيح حتى لو قدم وعودا وضمانات حقيقة حول قبوله بمبدأ عدم التجديد لنفسه وتغيير شكل الدولة وهذا المؤمل منه.. وقبل موعد الحوار الوطني ويتم كذلك الإفراج عن جميع المعتقلين من الحراك كبادرة حسن نية نحو المواطنين والمعارضة..

2- إذا لم يتم البند واحد فعلى معارضة الجنوب في الخارج وهم هنا علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر العطاس وغيرهم الإستفادة من تحديد مجلس الدفاع الوطني 26 ديسمبر موعدا للحوار الوطني الشامل والإسراع بأخذ روح المبادرة وركوب أول طائرة متوجهة إلى عدن والبدء في النضال وسط إخوانهم والقبول والرد حتى الوصول إلى نتيجة تقبلها كل الأطراف مهما كانت غير ملبية لجميع المطالب المعلنة.. وصدقوني وسط استقبال الجماهير ورغبة السلطة في عدم جعلهم أبطالا سيتم وصولهم بمنتهى البساطة وبدون مشاكل وهم سيثبتون أنهم ما قاموا بما يقومون به إلا لأنهم فعلا يريدون الخير لوطنهم حتى ولو اختلفوا مع غيرهم في الوسائل.. ويجب أن ينزلوا منزلهم الذي يليق بهم لأن الحوار يبدأ عندما يحترم الآخر وينزل منزله الصحيح..

3- إذا لم يتم (1) أو (2) فهذا يعني أن الوضع شديد الاحتقان وهنا تصبح ورقة الحوار الوطني المقدمة من لجنة الحوار هي الفرصة الحقيقية للحوار من جميع الأطراف وعلى قيادات الحوار والمشترك في الداخل جمع الأطراف الرئيسية لمائدة الحوار بعيدا عن التنظير وفق برنامج عمل حقيقي تدعمه دول الخليج وخصوصا السعودية وعمان وقطر والإمارات ودول عربية مثل مصر وسورية والأردن وتضمنه وترعاه بحضور الجامعة العربية والأمم المتحدة لأن القادم كما يبدو خطير جدا إذا لم يتم تداركه الآن..

4- إذا لم يتم (1) أو (2) أو (3) فأنا أدعو الشباب المثقف والواعي في كل القطاعات الاجتماعية وفي كل المجالات لتأسيس الحركة الوطنية من أجل العدالة والتنمية تعمل على جمع الكوادر المعطلة في كل الأطراف لعمل اتفاق وطني تضمنه الجماهير الوطنية وتقبل بالنتائج المترتبة على الخروج عن هذا الإتفاق مهما كانت قاسية مع تحميل المسؤول عنها كافة المسؤولية عن ضياع كل شيء ليتحمل مسؤولياته أمام الله ثم التاريخ..

5- أدعوا الكل إلى التجاوب وكل ينفذ البند الذي هو أقل مسؤولياته تجاه الوطن ولكن إذا لم يتم التجاوب جماعيا أو منفردا فنحن أمام طريق جديد أترك لك عزيزي القارئ تحديده وفهمه والتحذير منه بمنتهى الصدق والأمانة فلم يعد هناك أي مجال للمحاباة والتنظير الفارغ..

طبعا سيظهر هنا من سيقول هذه دعاوى العنصرية ودعوها فإنها منتنة وغيرها من الأقوال الشريفة التي كالعادة تُستخدم بغير محلها الصحيح .. وهذا ما تم نعتي بها في معرض التعليق على مقالات سابقة كنت أشير فيها إلى أمور سلبية في مجتمعنا وأنا أدعو لمواجهتها بصدق وبأمانة وليس للتفكه أو التندر أو إثارة النعرات.. وقد نعتني البعض بنعوت كثيرة لا يهمني الرد عليها لكن ما يهمني الرد عليه استخدام اللفظ النبوي ( دعوها فإنها منتنة ) في غير محله وكثيرا جدا.. حيث أن لنا في رسول الله أسوة حسنة في التعامل مع المشكلات والأزمات وفهمها الفهم السليم وتكييف الأوضاع لحلها..

دعوها فإنها منتنة قالها الرسول الكريم عندما كاد المهاجرون والأنصار أن يقتتلوا بعد خلاف بين غلام لعمر بن الخطاب اختلف مع حليف للخزرج فنادى هذا الخزرج ونادى هذا المهاجرين وكادوا أن يقتتلوا لولا تدخل رسول الله تعالى وقال : ( مابال دعوى الجاهلية – يقصد دعوى الاستنجاد يا فلان ويا قوم بدلا من يا الله – دعوها فإنها منتنة ) .. ثم طيب خاطر المضروب وهو الخزرجي فقال عبدالله بن أبي زعيم المنافقين ما رأيت كاليوم مذلة والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فنزل قول الله تعالى ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُ منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) ولمزيد من التفاصيل على القارئ الكريم العودة إلى تفسير سورة المنافقين وقراءة كتب السيرة حول غزوة بني المصطلق ..

لكن ما رأيكم في موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تغير حدث في نفوس الأنصار بعد غزوة حنين وتوزيع الغنائم وإحساس الأنصار أنها لم توزع عليهم كما ينبغي .. تعالوا نحضر هذه الخطبة العظيمة من رسول الله الذي يتمسح الكثيرون بقوله الكريم دون فهم أو دراسة بوعي لأفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم .. قال رسول الله : ( يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم ؟ ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله ؟ و أعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ قالوا: بلى قال رسول الله : ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيب ؟ المن لله ورسوله.. قال : والله لو شئتم فقلتم فصدقتم وصُدقتم : جئتنا طريدا فآويناك وعائلا فآسيناك وخائفا فأمناك و مخذلا فنصرناك.. فقالوا: المن لله ولرسوله .. فقال : أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما اسلموا وتركتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير وتذهبوا أنتم برسول الله إلى رحالكم؟

فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار .. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ..

فبكى الناس حتى أخضلت لحاهم و قالوا: رضينا بالله ربا ورسوله قسما .. ثم انصرف صلى الله عليه وسلم وتفرقوا.. رواه أحمد وابن إسحاق وابن كثير والبخاري مختصرا وهو في معظم كتب السير.

لم يقل صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة ولم يقلل من شأنهم وأنهم هربوا إليه من معاركهم الطاحنة وأنهم فليقبلوا أو ليشربوا من البحر بل ذكر فضلهم ومكانتهم وزاد منها ثم برر لهم لما لم يحصلوا على ما حصل عليه غيرهم ..

وضعهم عند مقدارهم وأنزلهم منزلهم الذي يليق بهم ثم ارتقى بإحساسهم ثم أعطاهم المكافأة ولم يستكثر عليهم أن يقولوا ( آآآه) عندما ظنوا فقط أنهم سيتأخرون في الترتيب .. فما ظنكم بمن تأخر في الترتيب فعلا وبفعل فاعل .. لو أدركنا فقه سيرة النبي العظيم وحاولنا علماء وطلاب علم ومثقفون ومهتمون وحتى سياسيين أن نستلهم العبر والعظات من حياته الكريمة وعلمه وفقهه وأدبه وإنزال الناس منازلهم وحسن تدبيره لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ..

لكن الوقت مازال ممكنا لو صلحت النوايا في الحديث عن الحوار والتغيير وفهم من يدعو لذلك فهما سليما وصحيحا وأسأل الله العفو والعافية لي ولجميع المسلمين.. والخير لوطننا الحبيب..

hmadkhalifa00@gmail.com

asseraat.maktoobblog.com