العلمانيون ومسلسل الحقد الأسود
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 16 يوماً
الإثنين 16 سبتمبر-أيلول 2013 04:09 م
 

هناك حقيقة لابد من تعريف الناس بها, والتي طالما حاول الكثير تبيينها للناس لكنهم لم يجدوا الفرصة السانحة لذلك, والتي لم تنكشف على حقيقتها إلا في هذا الأيام حين ظهر العلمانيون والليبراليون وحلفاؤهم العسكر وكشَّروا عن أنيابهم الخبيثة والحاقدة, والتي لا نظير لها في التاريخ المعاصر, وقد كانوا يتخفون تحت عباءة الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والرأي والرأي الآخر, والتي ذُبِحَت كل هذه المعاني على أيديهم ذبحاً علنياً!!!

 فأظهروا للناس حقيقتهم المغطاة والمغلفة.

وبالمقابل فقد كانوا وما يزالوا وسيظلوا يتهمون الإسلاميين أنهم إرهابيون ومتطرفون وإقصائيون وووووو إلخ

وقد رأى العالم خلال حكم مرسي عاماً كاملاً لم يحبس أحداً ولم يقتل أحداً ولم يمنع أحداً من المظاهرات, وكان يمد يده لكل التيارات العلمانية والليبرالية علناً وكنا نسمع ونشاهد ذلك, وكان يفتح صدره للجميع ويمد يده في كل وقت وحين, وكانوا يرفضون كل ذلك, ومع ذلك فقد كانوا يتهمونه بأنه أقصاهم وأخون الدولة زوراً وبهتاناً, ولكننا اكتشفنا بعد الانقلاب الأسود أنه لم يكن معه أحد!! فأين من أخونهم في الدولة؟ ولماذا لم نجدهم يقفون بجانبه بعد الانقلاب الأسود؟ فانكشف الكذب والزيف والتضليل.

فقد صَدَّع العلمانيون في مصر رؤوسنا بالادعاءات الكاذبة عن الحرية والديموقراطية والرأي والرأي الآخر, فأعطاهم مرسي كل ما يريدون من حرية وديموقراطية وكانوا يتطاولون عليه ليلاً ونهاراً, وكان الناس يظنون أنهم حين يمسكوا بالسلطة فسيطبقون ما يريدون من حرية وديموقراطية وعدم إقصاء, ولكن من أول لحظة صعدوا فيها ومجرد أن قرئ الانقلاب الدموي على الناس إذا بالعملية الممنهجة تتم على أكمل وجه,,, فأغلقوا كل القنوات المعارضة لهم!!! واعتقلوا الاعلاميين العاملين فيها, ثم نتفاجأ بخطف رئيسهم المنتخب, وإلى الآن لا يعرف مصيره أحد, ثم يبدأ مسلسل الاعتقالات التعسفية الممنهجة ولم تكن بطريقة طيبة بل كانت تتم بطريقة همجية فحين يقتحمون بيتاً لاعتقال شخص لا يطرقون الباب بل يكسرون الباب مباشرة لإرعاب الناس والأطفال والنساء!!! فواعجباً أهذه الحرية التي ينشدونها!!, أهكذا عاملهم مرسي في عهده!!!.

ثم يستمر المسلسل والذي لم ينته بعد, فيعتقلون كبار السن والشيوخ المرضى بدون أدنى إنسانية وبصورة تظهر الحقد الأسود داخل قلوبهم.

ويستمر المسلسل في كل لحظة حتى وقعت مجزرتي رابعة والنهضة بصورة لم يشهد لها التاريخ المعاصر, ولم نكن نتوقع ممن كانوا يتشدقون بالحرية والديموقراطية وحرية التعبير أن يتجرؤوا على فعل ذلك, وقد رأينا انتفاضة العالم في مجزرة السلاح الكيماوي في سوريا كيف انتفض العالم لألف وأربع مائة شهيد, أما رابعة والنهضة قد وصل العدد إلى أكثر من ثلاثة آلاف فلا يهم لأنهم من الاسلاميين.

لا ضير فنحن في عالم الظلم والطغيان أمم متحدة ومجتمعة بوضوح ليس لحب المسلمين ولكن لمناهضة الاسلاميين حتى المعتدلين منهم.

ثم يستمر المسلسل فلم يكتف دعاة العلمانية والليبرالية في مصر بالقتل الوحشي! بل تعدى الأمر إلى إحراق الجثث وجرفها بالجرافات في صورة بشعة وغير متوقعة, ثم نتفاجأ بجريمة أخرى أنهم أجهزوا حتى على الجرحى والمصابين!! ثم يكملون مسلسل رابعة باقتحام المسجد وإحراقه بطريقة لم نرَ مثلها إلا حين اقتحم الصهاينة المسجد الأقصى وأحرقوه.

فواعجباً أين يحدث هذا؟! وممن يحدث؟! وكيف يحدث ذلك؟! وفي أي بلد؟!.

ثم الطامة الكبرى يصدر دعاة الحرية العجيبة (جبهة الإنقاذ) بياناً علنياً واضحاً لا لبس فيه ولا مغالطات يشيدون بهذه المجازر ويعتبرونها انتصاراً ليس على الصهاينة بل على الإسلاميين المصريين في رابعة والنهضة.

ويستمر المسلسل الأسود فيلاحق الناس إلى كل مكان, ويعتقلون ويعذبون ويضطهدون ليس لشيء إلا أنهم معارضون للانقلاب الأسود ثم يشمتون بهم في إعلامهم الغني عن التعريف.

ثم يستمر المسلسل فتحاصر المساجد وتقتحم ويطلق عليها بالرصاص الحي, ثم يصدر القرار بإغلاق المساجد فتغلق المئات منها ويمنع الخطباء المعارضون من الخطابة, ويسمح فقط للمفتين المؤيدين للانقلاب بالظهور والإفتاء. عجباً!!.

ثم تستمر المهزلة فيتصدر القضاء الشاااامخ المشهد تأييداً للانقلاب العسكري ويحاكم الشرفاء المعارضون للانقلاب بتهم باطلة.

ونسيَ الانقلابيون أنهم يشهدون لمن يحاكمونهم بأنهم أطهار ونزهاء, فلا يحاكمونهم بتهمة سرقة المال العام, ولا بتهمة استغلال النفوذ, ولا الكسب غير المشروع, مع أن بعضهم قد تولى مناصب, فلعلمهم أنهم نزهاء عن المال العام, لم يتجرؤوا على اتهامهم بهذه التهم, وإنما التهمة السائدة (التحريض على العنف والقتل).

ثم نرى مشهد آخر أن هؤلاء الانقلابيون دعاة الحرية حوَّلوا العداء من اسرائيل إلى غزة فتحولت الموجة من مواجهة المحتل إلى مواجهة الأخ والقريب المسكين الضعيف فيتم تضييق الخناق والحصار عليه وهدم البيوت وهذه المواقف غنية عن التعريف.

ويستمر المسلسل ويأتي وضع الدستور,,,, فمن لفظهم الشعب المصري خمس مرات يتم تعيينهم لوضع الدستور ويرأسهم عمرو موسى والذي لم يقبله الشعب في الانتخابات الرئاسية.

وكنا صراحة نستغرب لماذا يصاب العلمانيون بالرعب والخوف حين يقال لهم انتخابات أو استفتاء فهم يعرفون أن الشعب المصري يكرههم ولا يحبهم, فقد رسخ في نفوسهم قناعة أنه لا يمكن أن يصلوا إلى السلطة إلا عبر الانقلاب, فبعد خسارة خمس استحقاقات انتخابية اقتنعوا قولاً واحداً, أنهم لن يصلوا السلطة إلا بانقلاب عسكري أسود.

إذا فمسلسل الحقد الأسود ظهر للناس عيانا بياناً ولم يعد يخفى على أحد, وبالمقابل رأى الناس سماحة الاسلاميين في الحكم, وكيف أنهم فتحوا الحريات وضربوا أروع الأمثلة في الديموقراطية الحقيقية وليست الوهمية.

بل وضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات مع أنهم أهل حق فلم ينجروا إلى العنف ولا إلى القوة حفاظاً على المصلحة العليا لبلدهم, فلماذا يتم التغاضي عن هذه المنقبة العظيمة والنادرة؟!

 فلو تراجعنا قليلاً إلى الوراء وفتشنا عن العلمانيين وحلفائهم في عهد مرسي ما كانت تخرج مسيرة أو فعالية إلا ويتم فيها من الإرهاب والعنف ما يشاهده العالم في كل مكان فيحرقون المقرات ويقتلون الأبرياء ويرهبون السكان ويمارسون الإرهاب علنا في قنواتهم الفضائية.

فهل يكفي العلمانيون والليبراليون هذا الحقد الأسود الذي يمارسونه؟!! وهل شفوا غليلهم في الاسلاميين؟ وهل شبعوا؟ أم إن المسلسل لا زال مستمراً؟!!!