الثامن من ديسمبر عيداً وطنياً في سوريا تعليق أردوغان على قرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنياهو القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية للدور النهائي من تصفيات كأس آسيا 2027 من هو محمد البشير رئيس الحكومة الجديد في سوريا؟ عاجل | بيان لحركة حماس تعلن فيه موقفها من إسقاط نظام بشار الأسد هنأ السوريين بسقوط الأسد.. تكتل الأحزاب في اليمن يحث العليمي ومجلس الرئاسة على الوحدة لإسقاط الانقلاب الحوثي حربيةالحميري.. مهندسة يمنية بارزة ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا مجلس الشورى اليمني: سقوط نظام الأسد ضربة قاصمة للمشروع الإيراني مدفعية القوات الحكومية تخمد نيران الحوثيين وتكسر هجومًا جنوب اليمن إيران والحوثيين ومصير ''محور المقاومة''.. وكالة فارس تكشف خيارات طهران بعد سقوط بشار الأسد
لا ينكر أحد أن شرارات الثورة التي أحرقت الحكم العائلي في اليمن قد انطلقت من ساحات الحرية والتغيير في جميع محافظات اليمن، ومنها بدأت واشتعلت وانتشرت نار الحرية والكرامة لتسقط صنم الاستبداد وكيان الديكتاتورية ليهوي معها الحكم العائلي الفاسد.
صنع الثوار الأبطال ساحات الحرية والتغيير، لتكون عرينًا للأسود التي كانت تنطلق هادرة مزمجرة لتُسمع الطاغية قرارهم الأخير والنهائي بإسقاط شرعيته وانتهاء سلطته كحاكم لليمن. وارتبطت الساحات باسم الثورة ولاصقته كثيرا، لأنها كانت تمثل دورًا محوريًا ومهمًا في التعبئة والاستراحة والتخطيط ، ولكن لم تكن هي من صنعت الثوار، وإنما الثوار هم من أوجدوها وصنعوها، وهنا ستصبح المعادلة المنطقية أن من أوجد الآخر يستطيع أن يستغني عنه، وبهذا لم تكن الساحات سوى تكتيك زمني مؤقت فرضه الواقع حينها ورفعه الواقع اليوم.
ليس كل من دخل الساحة أو خرج منها ثائرًا، بل هناك الكثير من أعدائها عاشوا تحت ظلال خيامها، وتنفسوا عبق حريتها، وهم كانوا يخططون لإزالتها، ويفتعلون المشاكل وينشرون الاختلافات بين مكوناتها، ويبثون روح الكراهية والتفرقة بين ثوارها..
الثورة ليست خيمة وساحة، الثورة تيار يجرف الفساد، ويخالف العادات السيئة، ويحارب الأعمال السلبية في كل مجالات الحياة، الثورة شعور بالوطن داخل جوف كل حر أبي، وإحساس بالمسؤولية داخل قلب كل موظف، صغيرًا أكان أم كبيرًا، وأمانة بين جنبات كل مواطن يحرس البلد بكل إخلاص وتضحية.
ليس ثائرًا من يخرج من الساحة ليتعامل بالرشوة والمحسوبية في أقرب مرفق حكومي ثم يعود فرحًا فخورًا بانقضاء حاجته وتلبية طلبه، هذا عدو الثورة وإن كان يعيش في ساحاتها كل يوم. ليس ثائرًا من يرى قاطع طريق ولا ينصحه، ويرى سارقًا ولا يزجره، ويرى مجرمًا ولا يمنعه..
ليس ثائرًا من يتعامل بالعنف، ويجعله وسيلته في أخذ حقوق الناس وظلمهم وابتزازهم لنيل أهدافه ومآربه.. وليس ثائرًا من يرى غير الحوار طريقًا لحل مشكلاته مع إخوانه وزملائه.
الخيمة والساحة لا تمنح شهادة، ولا تصنع ثائرا لمن عاش فيها دون أن يدرك قيم الثورة ومبادئها.
الثورة اليوم لا تعني الاحتباس داخل أروقة الخيام بعد أن تحققت الأهداف الكبرى للثورة، بل يجب الانتشار داخل المجتمع لإصلاحه وتوجيهه نحو أهداف الثورة، والثورة ضد كل مخلفات النظام السابق ومحاربتها، وتعريف الناس بأهداف الثورة التي يجب تحقيقها ونشر روح التفاؤل والبشرى بالعهد الجديد، وتهيئتهم لذلك، وتحذيرهم من الثورة المضادة وكشفها وتبيينها لهم.