آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

أمر واحد مؤكد: لا أحد يريد رئيساً عسكرياً بعد الآن
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يومين
الثلاثاء 29 مارس - آذار 2011 11:57 م

*المهمة التي جاء لأجلها الرئيس\"صالح\" إلى سدة الحكم عام 1978 كانت بالأساس مهمة وضيعة: الانتقام لمقتل سلفه \"أحمد الغشمي\".

لم يكن الأمر مجرد دعابة سياسية، بل عزيمة لرجل كان يفتقر إلى الحد الأدنى من مهارات بناء بلد، شأنه بذلك شأن أي عسكري لا يجيد غير استخدام البندقية.

وأما المهمة الوضيعة الأخرى التي جعلت حتى أقرب مقربي \"صالح\" يتخلون عنه، كما لو أنه مرض خبيث ومعد كانت بالطبع مهمة توريث السلطة.

*ليس هناك ما هو إهانة للشعوب أكثر من أن يفكر حاكم ما بأن يورث أُمة لفرد أو لعائلة، كما ولم يتعرض حاكم عربي للإهانة من شعبه تماماً كما تعرض أولئك الذين حاولوا بطريقة أو بأخرى أن يجعلوا من التوريث نهاية مشرفة لسنوات حكمهم، بينهم الرئيس صالح طبعاً.

عملياً كان \"أحمد علي عبدالله صالح\" يمارس - منذ فترة لا بأس بها - مهام نصف رئيس على ما يبدو، وفي حين يتقاسم النصف الآخر من مهام إدارة البلد طابور من الورثة والمقربين - غالبيتهم عسكريون – لم يكن الوزراء وقيادات الدولة أكثر من كونهم مجرد \"شُقاة\" يرتدون ملابس أنيقة وينفذون سياسات العائلة. وحتى \"عبدربه\" الذي يفترض به أن يكون الرجل الثاني في البلد هو الآخر لايزال حتى اللحظة يمارس وظيفته دون قرار جمهوري، ويبدو كما لو أنه يعمل نائباً للرئيس بالأجر اليومي فقط.

* وعلى خلاف الانقلابات العسكرية التي شهدتها اليمن من قبل، وحضرت فيها الدبابات إلى شوارع المدن، قال عدد كبير من رجالات الجيش البالي إنهم سيقومون بمهمتهم التاريخية :الحفاظ على سلمية الاحتجاجات دعماً لثورة الشباب. وفي المقابل أيضاً لاتزال غالبية ألوية الجيش الحديث في الحرس الجمهوري تقوم بمهمة لا علاقة لها بالجمهورية إطلاقاً كما لو أنه جيش تشكل – فقط - لحماية الرئيس.

***

*لا يبدو الجنرال علي محسن رجلاً ثورياً ابدا، فهو بتاريخه وببدلته الكاكية وشاربه الثخين يجسد النموذج العسكري ذاته الذي يمثله \"صالح\" غير أن سلسلة من الإجراءات الجيدة التي قام بها مؤخرًا ومن قبل جعلت الجنرال المورط بحروب صعدة ونهب الأراضي طبقا لما يتردد، جعلت منه الآن نجماً ثورياً، هلل له ناس كُثر.

بالتأكيد، المقارنة الآن بين نموذجين من العسكر؛ أحدهما يمثل الرئيس صالح ونجله أحمد وأبناء أشقائه: يحيى، طارق،عمار - رفقة عدد من الألوية العسكرية التابعة للحرس الجمهوري، والثاني يمثل الجنرال علي محسن الأحمر - رفقة عدد من الألوية التابعة للفرقة الأولى مدرع - ترجح كفة علي محسن لأسباب لا تتعلق بنزاهة الأخير إطلاقاً، بل لإشراكه جميع القوى التي عملت مكنسة الرئاسة اللئيمة على وضعهم في سلة الأشياء التي لا يتناسب وجودها مع مزهرية التوريث التي كان \"صالح\" يعتني بها طيلة الأعوام الستة الأخيرة.

*النزاع الآن في الأساس هو حول من سيدير اليمن؟

يأمل المتفائلون، عموما، أن تكون نتيجة هذه المعركة نظاماً سياسياً مدنياً وأكثر ديمقراطية، لكن المؤكد جيداً هو ألاّ أحد سيقبل برئيس عسكري يحكم البلد بعد الآن.

***

* وبالرغم مما حققته ثورة الشباب من انتصار أنيق إلا أن هناك أمراً محزناً للغاية بات يتكرر في الساحات.التخوين الجماعي الذي مارسه نظام \"صالح\" ضد كل من خالفوه الرأي أصبحت قوى التغيير المنشود تمارسه الآن - وبقوة - ضد كل من يخالفهم الرأي، حتى وإن كان مرابطاً في نفس الخندق الذي هرولوا،مؤخرًا، للاستحواذ عليه هاتفين باسم الثورة. كما وأصبح انتقاد الجنرال أو الشيخ من قبيل الأشياء غير البريئة، و توصف على أنها انتقادات ممولة من الأمن القومي مباشرة!

هناك ريبة لئيمة ضربت – بوعي ومن دون وعي- شيئاً من بهاء الساحات المطالبة برحيل نظام \"صالح\" الأسري. شخصياً لا أتخوف أبداً من أن تعطل تلك الريبة المخيفة مسار ثورة الشباب؛ لأنها أصلاً ثورة صادقة خُطط لها في الشارع، الأمر الذي جعل رتلاً من الحزبيين الذين ألفوا العمل والتخطيط - أصلاً - في الغرف المغلقة، يصفون أي شاب متحمس وغير مؤدلج بأنه بلطجي أو..ابن شارع!

بل إنني أتخوف – فقط - من أن تعطل تلك الريبة الغبية كثيراً من حماس وقدرات الشباب المتواجدين في الساحات أو الذين يريدون الانضمام إليها، وهذه في رأيي واحدة من أكبر الخدمات التي يمكن للحزبيين أن يقدمونها لنظام يحاول التمسك بأية قشة لتفادي سقوطه الُمريع.

fekry19@hotmail.com