لماذا سقطت مأرب في إعلام الحوثي والحراك
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 5 سنوات و 11 شهراً و 19 يوماً
الجمعة 28 ديسمبر-كانون الأول 2018 07:16 م

بين عشية وضحاها وعلى مواقع التواصل ومنصات شيعة الشوارع ومن لف لفهم من خصوم الشرعية أسقط الحوثيون محافظة مأرب في غمضة عين , وتغنت المسيرة بالنصر وهللت مواقعهم باجتياح صرواح , وزاد صخب الزوامل , واشتدت وتيرة طوفان الاشاعات عبر الوتس آب تحديدا وبقية أدوات التواصل الاجتماعي .

ثمة حاجة ملحة في أوليات الحوثيين للبحث عن نصر معنوي مهما كان زائفا أو باهتا لانعاش الهزيمة النفسية لمليشياتهم, عقب تلقيهم الهزائم المتتالية في جبهات صعدة ونهم وتعز , ناهيك عن الفزع الحوثي من تداعيات المشهد السياسي والعسكري في محافظة الحديدة عقب مباحثات السويد.

خاصة بعد ارتفاع الأصوات الدولية المحذرة والمنذرة للمليشيات بضرورة تسليم محافظة الحديدة بموانئها للأمم والمتحدة واتاحة إدارتها لفريق مستقل من العاملين في الوحدات الأمنية ما قبل عام النكبة 2014م .

لم يجد الحوثيون طريقة لاستعادة الروح المعنوية المنهارة في صفوف مقاتليهم ومناصريهم إلا تصدير الانتصارات وصناعة الوهم, فكانت مأرب هي ذلك الهدف.

المشهد كان هجوم خاطف على صرواح أشرف عليه كبار قادة المليشيات الحوثية ورغم كل الاعدادات والاستعدادات الكبيرة والعالية إلا ان النتيجة كانت سقوط 3 مواقع عسكرية في صرواح , نجح الجيش الوطني في استعادتها والسيطرة على مناطق أكثر تقدما من سابقتها خلال 48 ساعة , وتحولت مأرب ووديانها إلى طرق لا تقود المليشيات فيها إلا لجنهم.

الضخ الإعلامي كان كبيرا وساعد فيه بعض الساقطين في الشمال والجنوب , ليتغنى الحاقدون بعدها بنجاح الحوثيين في السيطرة على 90% من مساحة مأرب بيد الحوثيين .

لعب إعلام الحراكيش في الجنوب وفي مقدمتهم صحيفة الأيام وعدن الغد , دورا أكثر خسة من إعلام الحوثيين أنفسهم, لكن يبدو ثمة طرف أخر ممول كان يرغب في تلك الحملة الإعلامية ضد مأرب . 

لم يدرك الحمقى والمغفلون ومن لف لفهم من طابور الحقد على محافظة مأرب , أن موطن ملوك سبأ كان عصيا على المليشيات الحوثية وهم في أوج قوتهم وقوة انتفاشتهم وغرورهم, وكان الرئيس السابق في صفهم وكل قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تحت قياداتهم, وكل مكونات الدولة تحت سيطرتهم من قوات جوية وبرية وبحرية .

مأرب كانت عصية على السقوط او الانحناء وقادة المليشيات ولصوص المسيرة يتبخترون بمواكبهم ما بين صنعاء وعدن وابين وشبوة وصعدة .

 يومها استعصت مارب على كل ذلك الطابور المريض وظلت شامخة ,لم يستطيعوا النيل منها الا الهزيمة النكراء, والتنكيل بمقدراتهم وقدراتهم العسكرية , وتحولت صرواح تحديدا يومها إلى محرقة سوداء للحوثيين , التهمت كما مخيفا من الاليات العسكرية الانقلابية.

 اليوم يأتي الحوثيون وهم في أضعف حالتهم السياسية والعسكرية فيتغنى "المنهزمون بالنصر في وقت لم تعد جبهات الحرب في كل عموم الجمهورية تعرف لهم نصرا ولا تقدما إلا الهزيمة والتراجع للخلف .

مأرب طلقت الهزيمة وودعت من قاموسها الانكسار في ظل قيادتها السياسة والعسكرية, مأرب اليوم أضحت عاصمة الجيش الوطني , وعاصمة النصر وعاصمة المقاومة الشعبية , فيها أستوطن غالية أحرار اليمن , وفيها تعقد أهم لقاءات المؤسسة العسكرية , واليها يتدفق كبار سفراء العالم, وتحولت إلى مقصد لكبرى وسائل الاعلام الدولية .

مأرب أصبحت هي النقطة المضية في اليمن ,وهي البقعة التي تنمو مساحاتها الأربع اقتصاديا وتتسع تنمويا وتتألق حياتيا , مأرب اليوم محروسة برجال جيشها الوطني , ورجالها الميامين , ومن كذب جرب , ولا نامت أعين الجبناء .