ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب ضبط مصنع ضخم لمخدر "الكبتاغون" بريف دمشق في أحد قصور الاسد الحسيني يتنبأ بسقوط وشيك لجماعة الحوثي
حادثة مطار عدن يوم أمس الأربعاء 30 ديسمبر 2020، جريمة بشعة بكل ما تعنيه الكلمة، وعمل إرهابي جبان، فالهدف مدني والضحايا مدنيين، وهي استهداف للمواطن قبل أن تكون استهداف للحكومة، والمتضرر الأول المواطن اليمني في الجنوب والشمال على حد سواء لكونها استهدفت خطوات ايجابية تمضي في الاتجاه الصحيح وتخلق بيئة خصبة للأمن والاستقرار والبناء والتنمية.
جاء نجاح تشكيل الحكومة في الوقت الذي يعيش فيه المواطن اليمني أسوأ مرحلة في أزمته الانسانية التي هي الأسوأ في العالم، وما إن تم الاعلان رسمياً عن تشكيل الحكومة حتى بدأت العملة بالتعافي بشكل كبير، وهو ما عاد بفائدة كبيرة على كافة المواطنين في محافظات اليمن حيث تراجعت أسعار السلع وانخفضت فوارق الصرف وعمولة الحوالات.
ونظراً لذلك التحسن الكبير في سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية لمجرد نجاح تشكيل الحكومة وأداء اليمين الدستورية وعودتها إلى عدن، أصبح المواطن اليمني في الشمال والجنوب يرى أن أي استهداف لها أو عرقلة لجهودها هو استهداف لشخصه وحياته وأمنه واستقراره ومستقبله ومستقبل وطنه، وأصبح يعول عليها أكثر من أي وقت مضى بغض النظر عن شكلها أو انتماءات أعضائها.
وجاء الاستهداف الغاشم ظهر أمس لصالة مطار عدن لحظة وصول الحكومة، بمثابة استهداف مباشر للمواطن اليمني في الجنوب والشمال، وهو ما يدركه الكثير، ففي الوقت الذي يستبشر فيه أبناء اليمن بوصول حكومتهم إلى بلادهم ويتفاءلون باستقرار الاوضاع وتحسن المعيشة، جاءت الضربة لتقصف أحلامهم وتقول لهم أن الحرب هي ضد حلمكم بحياة كريمة وآمنة.
الجميع يدرك بأن المتضرر الأول مما حدث هو المواطن اليمني في الجنوب والشمال، ولا جهة مستفيدة من ذلك العمل الارهابي سوى مليشيا الحوثي الارهابية ومن على شاكلتها من أعداء اليمن، والحرب باتت واضحة بأنها ضد مشروع الدولة وأمن واستقرار اليمن ومعيشة ابنائه.
وبما أن الحرب باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى، فالالتفاف حول الحكومة ودعم مساندة مشروع الدولة، وتوحيد الصفوف ولملمتها في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية هو الطريق الأمثل لتحقيق البناء والاستقرار والعدل والبناء والتنمية.
والخطوة التالية بعد ذلك العمل الارهابي الجبان، هي استمرار الحكومة في عدن وإثبات وجود الدولة وفرض سلطتها وسيادتها على كافة المحافظات المحررة، وتقوية الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية، فكل ذلك يحول دون تكرار ما حدث في مطار عدن، ويعود بفائدة كبيرة على المواطن اليمني من خلال خلق بيئة آمنة ومستقرة وتوفير فرص للعمل والحياة وتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ليست المشكلة في عدم معرفة من استهدف مطار عدن، بقدر ما هي في عدم إثبات وجود الدولة واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حدث.. فمعرفة العدو دون امتلاك القدرة على مواجهته لا جدوى منها، بينما اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة كل التحديات وامتلاك القدرة على مواجهة كل الأعداء ومجابهة أي مخاطر محتملة، هو الأجدى والسبيل الأمثل والأنجح في إحباط وإفشال كل المؤامرات دون الحاجة إلى المعرفة المسبقة لماهية الأعداء وصفاتهم.
الهروب إلى كيل التهم إلى الآخرين، حتى وإن كان العدو الحقيقي، والاكتفاء بذلك دون اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حدث وإفشال أي عمل إرهابي من أي جهة كانت، هو الفشل بعينه وذاته.
نأمل أن تثبت الحكومة وجودها وأن تحقق نجاح كبير على مختلف الأصعدة، فنجاحها هو انتصار للجنوب والشمال، ومشروع حياة وإنقاذ للمواطن اليمني جنوباً وشمالاً، ونجاح للدولة اليمنية الاتحادية، وهزيمة ساحقة لمليشيا الحوثي الارهابية الايرانية ومشاريع الموت والدمار والويل التي جلبتها لليمن وللمواطن اليمني في كل المحافظات.