مستقبل تنظيم القاعدة بعد تولي الظواهري قيادته
بقلم/ موقع محيط
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
السبت 25 يونيو-حزيران 2011 05:35 م
 

مأرب برس - شيماء عبدالمنعم

"القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد وبعد استكمال التشاور تعلن تولي الشيخ الدكتور أبي محمد أيمن الظواهري وفقه الله مسؤولية إمرة الجماعة" بهذه الكلمات التي وردت في بيان حمل توقيع تنظيم قاعد الجهاد / القيادة العامة ونشره موقع " أنصار المجاهدين"، أعلن تنظيم القاعدة عن اختيار جراح العيون المصري، والرجل الثاني في التنظيم، الدكتور أيمن الظواهري زعيما له، خلفا لأسامة بن لادن الذي قتلته قوات أمريكية خاصة في باكستان أوائل الشهر الماضي .

الحصاد المر

يعتنق الظواهرى فكرًا متطرفًا، يعتقد بأن الحكام الحاكمين لبلاد المسلمين بغير ما أنزل الله وبالقوانين الوضعية هم كفار مرتدون يجب الخروج عليهم وجهادهم وخلعهم ونصب حاكم مسلم.

 كما يرى أن الديمقراطية التي اتخذتها الحكومات المختلفة منهجًا سياسيًا لها ديمقراطية كافرة، وبالتالي فإن موالاتهم وإتباع أهوائهم حرام.

ويعتقد الظواهري أن المقاومة المسلحة لهذه الحكومات هو جهاد في سبيل الله كما أورد في كتابه الحصاد المر.

وأكدت القيادة العامة للتنظيم في بيانها على أن القاعدة ستتابع "الدعوة إلى الدين الحقِّ، وتحريض أمتنا على الإعداد والقتال مع أدائنا العلمي للفريضة العينية في جهاد الغزاة الكفار المعتدين على ديار الإسلام".

 وقال البيان، إن على رأس هؤلاء "أمريكا الصليبية وربيبتها إسرائيل، ومن أعانهم من الحكام المبدلين لشريعة الإسلام".

ويبدو واضحاً أنه لن يكون هناك تغييرا في سياسة التنظيم ، فقد أشار البيان إلى دعمه لكل من يقاتل في عدد من الدول، مثل فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال والجزيرة العربية والمغرب (العربي) والشيشان.

العدو الأكبر

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن اختيار تنظيم القاعدة لأيمن الظواهري زعيما للتنظيم خلفا لأسامة بن لادن الذي قتل مؤخرا، هو استمرار لنهج التنظيم في اعتبار الولايات المتحدة هي العدو الأكبر والأول للتنظيم، ومؤشرا على بداية سلسلة هجمات إنتقامية ضد أمريكا تقض مضاجعها.

وجاء البيان بعد ترقب دام قرابة الشهر ونصف منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، في عملية إغتيال ناجحة نفذتها وحدة أمريكية خاصة في باكستان.

وخلال تلك الفترة أثيرت حالة من الجدل بشأن مستقبل التنظيم بعد رحيل بن لادن، تركزت بشكل عام حول الإجابة عن سؤال واحد ألا وهو من سيخلف بن لادن في زعامة القاعدة ؟.

ومما زاد الامر غموضا وإثارة الأنباء الواردة من داخل التنظيم عن وجود خلافات بين قادة التنظيم ذوى الاصول المصرية وقادة فرع شبه الجزيرة العربية على شخص الزعيم الجديد .

إلا انه وبعد حوالي أسبوعين من مقتل بن لادن نشرت قناة الجزيرة القطرية ما سبق ونشرته قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية عن تعيين القائد العسكري في التنظيم والمعروف باسم " سيف العدل المصري " قائماً بأعمال بن لادن ريثما يتم الاتفاق على خليفة جديد له.

مستقبل تنظيم القاعدة

جاء الإعلان عن تولي الظواهري مهمة قيادة التنظيم حاليا، في خطوة لم تخرج عن سياق التوقعات بتوليه هذا المنصب،إلا إنها أدت الى إثارة العديد من التساؤلات حول مستقبل التنظيم، واستراتيجيته المقبلة.

فالأوضاع الآن على الساحة العربية والشرق أوسطية تشهد تحولات كبيرة داخل الأنظمة بفعل الثورات الشعبية التي أطاحت بنظامي بن علي في تونس ومبارك في مصر.

ومازالت الثورات تشتعل في اليمن وليبيا وسوريا، مما دفع المحللين الى توقع افول نجم التنظيم بسبب " ربيع الثورات العربية "، والذي تزامن مع مقتل، اسامة بن لادن .

وعلى الرغم من تلك التوقعات إلا انه من المحتمل أيضا أن يتجه التنظيم الى استعادة هيبته العالمية مرة أخرى وإثبات حضوره عبر عمليات كبيرة، ستدفع الغرب والولايات المتحدة الى مواجهتها بشراسة .

 من ثم فقضية " إعادة هيبة التنظيم " قد تكون مطروحة أيضا على أجندة التنظيم خلال الفترة القادمة إلا أنها لن تكون القضية الوحيدة على أي حال .

 فملف "الثأر" لمقتل بن لادن، سيكون الأبرز في هذا الاتجاه لتحقيق أكثر من هدف، فبالانتقام لمقتل بن لادن لاسيما من خلال عملية كبيرة وعنيفة ستعيد الثقة داخل التنظيم نفسه في قدرته على القيام بضربات موجعة تعيد ميزان القوى مرة اخرى لصالح القاعدة، وتقلل من الثقة التي اكتسبها الغرب بعد نجاحه في التخلص من بن لادن.

خاصة وان الولايات المتحدة تحاول الآن محاصرة عناصر التنظيم في اليمن الدولة التي أصبحت تعاني من الفشل السياسي والفوضى الأمنية،للحيلولة دون وقوع البلاد التي تشهد احتجاجات شعبية ضد نظام الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح،كثمرة ناضجة في يد تنظيم القاعدة.

قاعدة أميركية سرية

ذكرت وكالة " اسوشييتد برس " أن وزارة الدفاع الأميركية، البنتاجون، تبني قاعدة سرية لـ " وكالة الاستخبارات المركزية، سي أي ايه " في منطقة الخليج لاستهداف إرهابيي تنظيم القاعدة في اليمن في حال انتصرت القوى المناوئة للولايات المتحدة في الصراع الدائر هناك.

ورأت الصحيفة أن بناء القاعدة مؤشر على أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، تخطط لتوسيع الحرب في اليمن ضد أتباع القاعدة الذين يحيكون مؤامرات ضد الولايات المتحدة .  

مما يعني أن فصولا محتملة على صعيد المواجهات والتحدي بين القاعدة والولايات المتحدة سوف تشهدها الفترة القادمة مع إصرار واشنطن على تعزيز خطواتها في مواجهة التنظيم في أفغانستان وباكستان واليمن بعدما نجحت في اغتيال بن لادن .

أما بالنسبة لمستقبل التنظيم في العالم العربي في ظل الثورات الشعبية السلمية،فيمكن القول بأن البديل الشعبي الثوري السلمي كان الأكثر تأثيرا و تغييرا ونفعا للشعوب العربية .

كما أن المناخ الديمقراطي المنفتح الذي ستتمخض عنه الثورات في الشرق الأوسط، سيكون مناخا غير ملائم الى حد كبير لنشر أفكار التنظيم الذي كان يتخذ من فساد الأنظمة العربية الحاكمة والحكام العرب كذريعة لوجوده ونشاطه.

مع الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من التيارات والجماعات كجماعة الجهاد في مصر على سبيل المثال والجماعة الإسلامية قد بدأوا في تأسيس أحزاب سياسية والدخول الى العملية السياسية من البوابة السلمية، وهو ما يؤشر أن القاعدة تفقد قاعدتها في المنطقة العربية بفعل الثورات العربية .