مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
يعلم الجميع في داخل اليمن و خارجه ان اكثر اعمال حرب إسقاط الانقلاب قد أنجزت و لم يبق الا القطاف، و ان حدة الاشتبكات قد انخفضت بشكل ملحوظ في جبهات الحوثي التي اشعلها في تعز و البيضاء، و حتى في مارب و الجوف و صنعاء في الجبهات التي اشعلتها المقاومة، و هذا الانخفاظ ليس مؤشرا الى جنوح الى السلم لدى الانقلابيين او المقاومة بل مؤشرا على ضعف امكانيات الطرفين العسكرية، فالانقلابيين تم استنزافهم بشريا و ماديا بشكل كبير، فالقتلى في كل بيت و قرية من مناطقهم و الجرحى باعداد مؤهلة و السلاح الثقيل في اغلبه المطلقة اما مدمر او معطل و يحتاج الى صيانة غير متوفرة ناهيك عن خزانة الدولة التي اصبحت فارغة، و الاهم من ذلك كله هو الانهيار المعنوي المتزايد في صفوف و قواعد الانقلابيين ، في المقابل المقاومة تعاني تقتيرا في الدعم و منا و أذىً و امعانا في الاذلال من طرف التحالف، و ليس لدى المقاومة من سلاح الا سلاح الايمان بعدالة القضية و الاندفاع الكبير للتضحية و هو الامر الذي يستغله التحالف و اطراف في الشرعية لنصب محرقة كبيرة لشباب المقاومة، و سيلاحظ المتابعون ان ٩٠٪ من شهداء المقاومة قتلوا اما بالغام او قنص و هي اخر ما تبقى لدى الحوثة فلم تعد لديهم القدرة على الاقتحامات و لا التمدد الا فيما ندر بل ان المبادرة في مجملها في كل الجبهات بيد المقاومة الممنوعة من الانجاز بسبب الدعم.
عندما تحركت الجبهات في نهم بعد رفض الانقلابيون التوقيع على مشروع الامم المتحدة الاخير دب الحماس في كثيريين و خصوصا بعد تغريدة اليدومي التي اثارة عاصفتين : حماسا لدى اعضاء الاصلاح و انصاره و رعب و خوف لدى اعداء الاصلاح في الداخل و الخارج، و لو استشارني احد بنشرها بعد اطلاعي على الظروف الموضوعية ليلتها لرفضت رفضا قاطعا، تحمست لها و اعتقدت ان مفاوضات الغرف المغلقة التي كانت تصريحات ال مرعي و غيره تعكس ما يجري فيها قد انتهت الى التوافق و ضرورة الحسم، و لكن ترقيد الجبهة و عودة تصريحات ال مرعي باقوى مما كانت عليه جعلني اقتنع برأي صديقي الذكي محمد المحيمييد الذي علق على ما يجري بتغريدة مقتضبة في صبيحة يوم تحريك جبهة نهم "سوف اصدق بان الحسم قادم اذا تحركت مدرعات و دبابات التحالف النائمة في معسكرات مارب" !
نعم للحسم مؤشرات الجدية و المتمثلة فيما يلي:
١- زحفا كبيرا للعربات و الدباب كالذي رايناه في عدن في اواخر رمضان الماضي و كالذي رأيناه في المكلا قبل اشهر و الذي حسم امر عدن و المكلا في بضعة ايام و لو حصل ذلك في مارب فلن تصمد عقبة بن غيلان و لا اسوار صنعاء اكثر من بضعة ايام
٢- جبهة صعدة و هي جبهة سهلة و في متناول مدفعية و صواريخ و اباتشي السعوديين من داخل اراضيهم الى مران و مطرة و النقعة و ضحيان و دماج و كتاف و حتى مدينة صعدة ذاتها و بعد قصف الحوثيين لايام سوف ياتوا مستسلمين و لا حاجة للاقتحام.
٣. جبهة الحديدة و ستكون تماما كالمكلا لو ارادوا.
لن اتكلم عن جبهات صرواح و البيضاء و تعز فهذه ستظل مفتوحة و بدون دعم حقيقي حتى يهرب منها الانقلابيون.
سيقول احدهم اذا كان الامر هكذا فلماذا عدم الحسم؟ و هل هي الضغوط الامريكية؟
جوابي ان الظروف الدولية بما فيها مواقف امريكا و روسيا و بريطانيا و فرنسا و الصين اصبحت محسومة للسعوديين بدليل صفقات التسلح التي دفعت اثمانا السعودية مبالغ فيها للروس قبل ايام و قبلها الامريكان و الانجليز و الفرنسيين و الصينين و كلٍ بحسب حجمه و تأثيره الدولي...
سيرد ذلك المتشائل اذا كان الامر كما تقول فلماذا عدم الحسم ؟
اقول ان الحسم و رؤوس الانقلابيين و على رأسهم المخلوع و الحوثي لن تقدم مجانا لليمنين فلقد حان وقت قطاف التضحية السعودية و الخليجية، و هناك اوراق يجب على القوى الوطنية المتوقع نجاحها في اي استحقاق انتخابي قادم و هي (الاصلاح و المؤتمر جناح هادي و الاشتراكي و الرشاد و الناصري) التوقيع على اوراق مهمة قبل اسقاط الانقلاب و منها حسب تقديري و توقعي:
١- ورقة اتفاقية الحدود و ضرورة اعطاء ضمانات على احترامها و عدم المساس بها.
٢- ورقة ميناء عدن و تسليم اموره للامارات.
٣- اتفاقية منفذ بحري مع سكة حديد و طريق سريع قد يتطور الى ممر مائي للسعودية على سواحل حضرموت.
٤-جزيرة سقطرى و ترتيباتها.
٥- مضيق باب المندب و جسر و مدينة النور.
٦- تغيير المناهج و التعليم.
٧- تعديلات دستورية لم يفسح عنها للان.
٨- التمديد لهادي فترتين من بعد الفترة الانتقالية.
و هناك امور و اوراق لا اعلمها و ربما منها ما يمس الحياة السياسية و الاحزاب و اليات الانتخابات.
و طبعا لا احد من القوى الوطنية ستغامر بالتوقيع على شيء من ذلك و لكن بالامكان ايجاد حوارات و تفاهمات شفهية و ان حصل هناك اصرار من جانب التحالف على دفع الثمن مسبقا فعلى الاحزاب اعلان ذلك للشعب اليمني و ترك الامر له فانهم ضعفاء جدا بدون شعبهم اقويا جدا به.
هناك حقيقة مادية بسيطة دايما ننساها و ترجمها المثل البيضاني القائل:
" ما بلاش الا العمى و الطراش" ...