القربى ... وحكيم " اللي بيغني "
بقلم/ سيد علي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 8 أيام
الثلاثاء 06 سبتمبر-أيلول 2011 09:36 م

عرف اليمن طوال عصور مضت الكثير من وزراء الخارجية ، كان القليل منهم من وضع بصمة واضحة فى عمله أوفي المهام التي كلف بها بما تعود بالنفع على أنباء هذا الوطن .

وبرغم أن العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية يتطلب الكثير من الجهد والعناء الحثيثن لوزير الخارجية ولطاقم المساعدين له بالكامل .. لما لهذا المنصب من مكانه وقدر كبيرين .

واذا كان منصب وزير الخارجية في أي من دول العالم المتقدم او المتأخر له مكانه وقدر يحتذي ويتبع .. فان في اليمن الامر مختلف .. فالعمل فيها كما قال الصحفي الراحل أحمد بها الدين " سداح مداح " .

فعمل وزير الخارجية لدولة يترأسها علي عبد الله صالح يعد جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون ... لان وزير الخارجية الذي قبل عن محط ارادته العمل مع الرئيس صالح الطالح يعد مرتكبا اثما في حقه وحق المجتمع ، مثل الذي يريد أن ينتحر فيطلق النار في جسده في مكان مزدحم بعموم الناس.

فالرئيس صالح كل العالم وكل أبناء شعبه يدركون جيدا بأن له شطحات تضر بالمنطقة بالكمها وليس بأبناء وطنه فقط ... والكل يعلم بأنه متذبب المواقف .. سرعان ما يتخذ قرار .. وسرعان ما يتخذ في نفس الوقت نقيضه .... هذا بخلاف السقطات التي يقع فيها الرئيس في أغلب خطابته المتعدده مما جعل التليفزيون اليمني يتغاضي عن البث المباشر الى كلماته التي تحتاج الي عناء كثيف في عمليه المنتجه خلال العامين الماضيين... مما جعل المواد المحذوفه في خطبه أضعاف أضعاف المنشوره ... والغريب في الامر أن الرئيس يتوهم بأنه حكيم العرب ... برغم قناعتي الشخصية بأنه حكيم ولكن "اللي بيغني" وكليهما يجد من "يرقصله" .

وبرغم علمي من طوال تسع سنوات قضيتها مراسلا لوكاله سبأ وصحيفه الجهمورية فأني أؤكد ولامانه يحسابنا علينا الله أن الدكتور القربي من القلائل الذين صنعوا لانفسهم مجدا يذكره التاريخ بأحرف من نور وهو من القلائل أيضا الذين خافوا على هذا الوطن وراعو مصلحه مواطنيه في خارج الوطن وهو من القلائل الذي حموا اليمن من التجاوزات الخارجية لبعض الاصدقاء والاعداء .

وكلمه حق لا يمنعها من قولها خلافي الاخير معه ، فهو بحق من أنبل الناس وأكثرهم خلقا وأحتراما للاخريين ، ولذلك خرس احترام الجميع اليه في الخليج ومصر والمجتمع العربي لمواقفه النبيله التي تعبر عن حقيقة شخصة .

واذا كان الوزير قبل بهذا المنصب طمعا في رسم صورة أفضل لليمن في الخارج وأملا في أن يصلح ما أفسده صالح طوال 33 عاما حكم خلالها اليمن بالعنجهيه المفقوده وبالرجوله المنقوصه وباليد المشلوله وبالنذاله المعهوده ... الا انه أن الاوان له في أن يتعجل الرحيل ... وينضم الي باقي الشرفاء في ساحات التغيير في مدن اليمن المختلفه لانه مكانه الطبيعي ، فلا يعقل أن تترك معالي الوزير رفاق الدرب وتجلس بجوار الشامي والجندي والصوفي واليماني والبركاني وباقي الذين يجيدون الرقص علي أنغام حكيم "اللي بيغني " ، فانت مكانتك وهامتك أكبر من هؤلاء جميعا وعلمك وثقافتك لا ينكرهما الا كل جاحد ... ومكانتك أصبحت أكبر من المنصب الذي تعتليه الآن والذي زدته تشرفا طوال سنوات مضت .

فانت استطعت بما تمتلك من حنكه سياسية تجاوز هفوات الرئيس ومجموعة كبيرة من بقايا النظام خصوصا فيما يتعلق بالشأن الدولي والاقليمي ، والكل يعلم علم اليقين أن لولا وجود الدكتور القربي علي رأس وزارة الخارجية لتكالبت الكلاب الضاله علي اليمن من كل صوب ولولاه لخسر الرئيس الاصدقاء وأصبح مطمعا للاعداء ، ولولا الدكتور القربي واحترام العالم لما وجد الرئيس صالح من يؤيده أو يقف معه بما فيهم اولاده الذي تجرؤا علي هرم ورمز من رموز اليمن والعالم العربي كالدكتور القربي الذي لم يعجبه الطريقة التي تعامل بها الامن القومي مع السفير الفرنسي والتي لا تعبر عن أخلاق الشعب اليمني المعروف بأنه كريم ومضياف .

واعتقد أن هذه ليست المرة الاولى التي يتدخل فيها الامن القومي في فرض هيمنته على وزارة الخارجية .. معتقدا أن ذلك يمكن أن يقابل بترحيب مثلما باقي الوزارة التي تعتبر علي عبد الله صالح هو الله وجهاز الامن القومي هو كاتب الوحي .. متناسين بأن ما يمتلكه القربي من مكانه علميه تجعله يأبي قبول تلك المهانه في حقه وحق وزارته التي يمثلها ويكفر بسلطه المجتمع البوليسي.

والذى لولاه مابقى على عبدالله صالح فى الحكم .. فحماقات الرئيس الكثيره وتهوره فى أتخاذ القرارات الخاطئه جعل الدكتور القربى فى مهمة صعبة ، ضف على ذلك تتدخل الامن القومى فى 90% من قرارات الوزير فى الفترة الاخيرة مما جعل مهمتة شبه مستحيلة ، فترقيع النظام وشغل مهام الوزراه التي يشغلها قله همها الرئيسي راتبهم الشهرى وبدلات السفر أكثر مما يهيمهم تحسين صورة الوطن فى الخارج ، وكان تحسين وضعهم المادى هو الاهم ، وبرغم تلك الصعوبات التى اكتنفت عمل الوزير ، والتي حاول كثيراً التغلب عليها عن طريق زياده الوعى والتأهيل لاختبار الدبلوماسين من ناحيه ،وربط لجام الرئيس من ناحيه أخري .

وحاول الوزير الدخول فى معارك من أجل عدم سيطرة نفوذ الامن القومى على البعثات الدبلوماسية التي أصبح حالها كحال اليمن" سداح مداح ".

وأخيرا عندما تضيق الدنيا ويعتلي الامور صغار العقول ...يصبح درب من دروب الجنون الجلوس ولو لحظات في مكان ضاق بكثرة المصالح الشخصية حتى لو كانت علي حساب الوطن ... فالاعتكاف هو الحل الصامت للعارفين حيال ما يحاك ضدهم من أفعال صبيانيه .