آل حمدان .. ومواقف المملكة
بقلم/ سيد علي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 29 يوماً
الجمعة 16 سبتمبر-أيلول 2011 07:25 م

ظلت العلاقة التي تربط اليمن بالمملكة العربية السعودية تحمل طابع ذو خصوصية غير معهودة في زمن تلاشت فيه العلاقات الثنائية والأخوية المبنية علي الاحترام المتبادل بين الكثير من الدول خاصة العربية منها.

وظلت المملكة طوال عصور مضت تكن تقديرا خاصا للشعب اليمني دون التفاته إلي شخص الحاكم من منطلق أن الحاكم متغير والشعب هو الباقي .

وشهدت العلاقات بين البلدين تجاذبات عده ...طوال الثلاثة عقود الماضية وقفت حيالها المملكة العربية السعودية بكثير من الحكمة كعادتها في مواقفها مع الخلافات العربية العربية .

وبرغم أن الكل يعرف جيدا مكانه المملكة العربية السعودية السياسية والدينية التي جعلتها تتسامح كثيرا مع حماقات بعض الحكام والأشخاص الذين حاولوا أن ينالوا من المملكة وحكامها ومكانتها بسوء مقصود وغير مقصود طوال فترات مضت وأقصد هنا حماقات الرئيس صالح الذي حاول كثيرا التطاول علي هامة المملكة ، مما جعل التليفزيون اليمني يتوقف في اغلب الأحيان عن بث كلمات الرئيس علي الهواء مباشرة وظهر هذا جاليا في الفترة ما بين عام 90 حتي 1996 .

وبرغم يقيننا أن المملكة تنظر بعين الأب المتعاطف تجاه هفوات وشطحات البعض وبرغم يقيننا بقوه ما تمتلكه المملكة من أدوات ردع أخلاقيه لمن يتطاول عليها إلا إنها تتسامح من منطلق حق الأخوة .

وبرغم أن الكثيرين الآن وخاصة المتابعين للشأن اليمني يعتقدوا خطأ أن المملكة تغرد خارج السرب حيال ما يدار من التفاف علي ثورة اليمن من قبل الكثيرين أشخاصا ودول .

ولم يشفع للمملكة مبادرتها الخليجية التي حاول النظام الحالي أن يلتف عليها ويضع نفسه والمملكة في شبه عدم الاكتراث بثورة حقيقية نبعت من ضمير الشعب واستمرت بقوتها طوال ما يقارب من 270 يوما ، ازدات فيها الأعداد وطفا خلالها من توهموا أن الثورة سوف تسقط بعد أيام ، وأيضا تلاشى من تصور أن الثورة سوف تنجح بعد أيام ، وبقى الآن في ساحات اليمن المختلفة وفي طول البلاد وعرضها الثوار الحقيقيون الذين يعرفون قيمة الوطن وعظمة الثورة ، وحاول البعض من بقايا النظام جرهم إلي عداء المملكة العربية السعودية ..حتى يشيعوا بقصد أن الثورة جاءت لتكون خطرا علي المملكة والعكس صحيح ، واذكر أن أول من حذر من ذلك الكاتب الكبير الأستاذ نصر طه مصطفي في حديث له مع صحيفة الناس .

وهنا ظهر جليا الدور الحقيقي لسفير المملكة العربية السعودية علي بن محمد الحمدان الذي استطاع و بحكمة معهودة في شخصه التغلب علي الكثير من المشاكل التي كان بإمكان أصغرها أن يعكر صفو الود بين البلدين الشقيقين ، وحاول جاهدا أن يكون حمامه سلام في الوقت الذي دق فيه الآخرون من باقيا النظام طبول الحرب في لحظات عده ، جعلت المملكة تتسامح معهم في لحظة كان ينظر إليها بالريبة طوال ثلاثة وثلاثون عاما .

واستطاع بن حمدان التغلب علي تلك المشاكل من منطلق حبه لشعب اليمن ، وقبل في أن يتعامل مع النظام كرها طوال الفترات من أجل مصلحة الشعب اليمني .

 

وحقيقة ليس لنا أن ننكرها ففي عهد هذا الرجل زادت المنح العلاجية والدراسية وكذلك تأشيرات الحج والعمرة .. فضلا عن التنامي الغير مشهود في التبادل التجاري وتحويل العملات ، وحاول الحمدان جاهدا أن يحسن النص القبيح القادم من نظام صنعاء كما قال الدكتور الشميري عندما سائلوه عن دور السفير الحقيقي في اي بلد يمثله او يكون ضيفا عليه .

وبرغم يقيننا الكامل بالأفعال النبيلة والكريمة التي يقوم بها السفير بن حمدان تجاه إخوانه اليمنيين إلا انه عليه الكثير من نواحي العتاب التي أتمني أن يأخذها بروحه الطيبة كعادته دائما .

أولها تعلم جيدا معالي السفير بأن الرئيس صالح تتطاول كثيرا علي المملكة في كثير من حواراته المتلفزه وكلماته في المحافل المختلفة فكيف تاؤه المملكة الآن وتتسامح مع حماقته طوال ست سنوات حاول خلالها صالح جاهدا أن يبتز المملكة بصراعات وهميه فكيف تقبل به اليوم علي أرضيها ضيفا عزيزا .

ونحن نعرف أن المملكة دائما ما تتسامح مع هفوات البعض الي حين ... ولكن هفوات الرئيس صالح أصبحت في كل حين فلماذا تحاول المملكة دعمه على خلاف رؤيتها الحقيقية في موقفها الداعمة للثورة ... مما جعل الناس تتوجس من مواقف المملكة برغم ثقتنا في أن المملكة تقف مع تطلعات الشعب اليمني في بناء دولة عصرية حديثة لا مكان فيها لصالح ولا لابناءه .

وهل للسعودية مصلحة جوهرية يمكن أن تحقق من خلال علي صالح الذي يكن العداء للمملكة طوال فترة حكمة وهو الذي كان يحرض دوما ضد السعودية .

وهل المصلحة الإستراتجية للمملكة تجعلها تتمسك برئيس فقد السيطرة على أغلب محافظات اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي لا يسيطر فيها الا علي ثلاثة كيلومتر مربع في الوقت الذي فشل فيه في حماية نفسه من جزء من نفسه داخل قصره .

وهل المملكة يمكن لها أن تستفيد من شخص مزاجي يتقلب بين ليلة وضحها ولحظة ونجواها.

وهل المملكة يمكن لها أن تغامر برصيدها من الحب الذي يكنه الشعب اليمني بكامله لها بما يمتلكه من حس ديني واخوي من أجل شخص الرئيس صالح .

وهل السعودية سوف تكون ودوده مع الرئيس أكثر ما تكون ودوده مع الشعب اليمني الذي هو أولى بالمودة لأنه الأبقى .

وهل ممكن للمملكة أن تسود علاقتها بالشعب اليمني والعربي من محيطه إلي خليجه من أجل رئيس متقلب المزاج والرأي والضمير وأشياء أخرى يعلمها الجميع.

ولكل هذا نتساءل لماذا تقف المملكة صامته تجاه ما يحاك ضدها من أكاذيب غرضها تضليل الرأي العام في اليمن خصوصا الثوار الذين أبهروا الدنيا بثورتهم السلمية .

لماذا تقف المملكة مكتوفة الأيدي تجاه من يروج عداءها للثورة في اليمن ، لماذا تأسرون الصمت علي أنفسكم والتي تحمل للشعب اليمني الحب والاحترام والتقدير وأنت شخصيا معالي السفير تتفاخر دائما بأن اليمن هي أصل العرب وأن أصولك تمتد إليها .

معالي السفير أنا أعرف جيدا أنك تتحمل النقد بصدر رحب ، فأتمني أن تتحمل قسوة كلماتي فعندما تريد أن تشفي جرحا لابد من استخدام النار أحيانا لتطهير الجرح .

معالي السفير كنت أود أن أكون ودودا في كلماتي ولكن نحن في لحظة لا يمكنها أن تقبل بمعسول الكلام.

ولذلك نستغرب بعض الأصوات التي مازالت تطالب في المملكة ببقاء صالح في الحكم فعلي اى شي تكتسب مرجعيتها في تلك المطالب الغير مشروعه في لحظات الثورة التي تعيشها اليمن .

وهل تعتقد المملكة أن ثورة اليمن يمكن أن تكون ضدها، هذا لا يمكن أن يحدث تجاه أهل اليمن الذين يكنون الكثير من الحب لإخوانهم في المملكة .

مع عدم نكران أن المملكة من حقها أن تنظر بعين وعقل إلي أمنها القومي والاستراتيجي في طرحها للكثير من القضايا ، خاصة وأن اليمن تربطها بالمملكة علاقات تجارية واقتصادية وقبل ذلك وتلك علاقات أخوية ضاربه في أعماق تاريخ الدولتين .