آخر الاخبار

الرئيس أردوغان: سنتحد أتراكاً وأكراداً وعرباً لهدم جدار الإرهاب كريستيانو رونالدو يشعل قلوب متابعيه في السعودية بصورة مع الأمير محمد بن سلمان.. تحذيرات دولية من إزدهار القرصنة في البحر الأحمر بسبب سياسات الحوثيين في أول إجتماع بعد عودته من أبوظبي.. عيدروس الزبيدي : المجلس الانتقالي بات رقمًا صعبًا على الساحة وعليكم التمسك بقضية الجنوب ولا تتراجعوا ولا تتطرفوا الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟

الزرقة .. عملاق الصحافة
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2023 06:59 م
 

لا يمر سبتمبر الحدث الابرز في تاريخ اليمنيين الا وتستعيد الذاكرة شريطا طويلا من الذكريات الاجمل والابهى في حياتنا المهنية.. ذكريات الثورة "الصحيفة"، وزملاء الحرف والقلم ..

في التحرير، والطباعة، والتصوير، والادارة، والمزرعة، والبوفية.. هناك من شارع القيادة (المقر الاول) الى المؤسسة (حي الجراف) حيث الزملاء هم البيت والاهل، والصحيفة هي المتنفس وسرد الاحلام والامنيات..

كوكبة من الرواد اضاءوا طريق المهنة ، محمد الزرقه ، احمد دهمش وحسن اللوزي ، محمود الحاج ابراهيم المقحفي ، محمد الزبيدي ، محمد الشيخ، يحيى الشوكاني، مطهر حسان ، محمد المساح، ياسين المسعودي ، عبد الله الشرفي وحسين جباره واحمد الاكوع. اسماء كبيرة وكثيرة (لا يحضرني بعضها الان) صنعت تجربة رائدة وملتزمة في العمل الاعلامي اليمني .. لا يمكن الا ان نتذكرهم في سبتمبر..

لانهم كانوا يشاركون الموظف البسيط همومه .. ظروف معيشته.. افراحه واتراحه، وكانون يعالجونها حقا..

شغف ومتابعة: الاستاذ محمد الزرقة(رحمه الله) كان بالنسبة لي ولغيري من الزملاء في الثورة "الصحيفة" هو الاقرب والاكثر تحسسا لمعاناة العامل والموظف ..

وكان به شغف لمتابعة نتاجات الزملاء كل في مجاله .. قوي الملاحظة شديد التأثير .. يتابع الكبيرة والصغيرة ويجمع بين المرونة والحزم، فكان مدرسة في تعليم المهنة، وابا في مودته واخا في ادارته وتعامله.

. * يا عبد المغني اسأل عبد الوهاب ليش بيتأخر عن دوامه.. وقل له انا بانتظاره في المقيل(!!) ..

وعبدالمغني هو زميل المدرسة ورفيق الصبا والعمل والصحيفة.. صاحبي وصديقي الودود (ابن العم صالح الاشول رحمه الله) كان المسئول الاداري لفترة الظهيرة في الصحيفة.. ذهبت للاستاذ وهو في مقيله المعتاد يقلب في الصحف والمجلات العربية ، والتقارير الاخبارية ، التي كانت تجلبها اشرطة التيكرز ..

كان مغرما بتتبع الاصدارات المصرية (روز اليوسف ، صباح الخير ، اخر ساعة ، الاهرام ، الجمهورية) وأيضا الصباح التونسية ، والعربي الكويتية وصحف لبنانية وعربية اخرى ..

سلمت عليه فرد التحية وابتسم وسلمني بعض ما بين يديه من مجلات عربية وقال:

* "دور عتلقى فيهن مواضيع تعجبك" ويشير الى بعضها ثم يضيف .. "ولا تكن تتاخر على دوامك يا عبدالوهاب" ..!!

- لكن يا استاذ، يقولون ان دوام الصحفي ليست له بداية كما ليست نهاية .. قهقه وقال:

* لا تستعجل احنا في صحيفة رسمية مش في صحف الاثارة والخبطات الكبيرة .. لا تنسى هناك ايضا اعمال تحريرية ..

وانا اعرف انك احيانا تساعد أحمد الاكوع في مراجعة بعض الاخبار والتقارير .. لكن اصدارنا يومي ويتطلب حضورا ومتابعة ..

اعتذرت للاستاذ، وقلت له: - المشكلة انني ارتبطت مؤخرا ببرنامج تعليم اللغة الانجليزية في "يالي" ..

وكان حينها معهدا معروفا في صنعاء لتعليم الانجليزية. في الاسبوع التالي طلبني الا ستاذ وقال " خلاص..

قد رتبنا لتدريس اللغة الانجليزية في المؤسسة، فترتب نفسك لمتابعة برنامجك هنا".. وهكذا، ولان الزرقة كان يتحسس ظروف كل من يعمل في "الثورة" المؤسسة والصحيفة .. عيشهم ، سكنهم ، مستوى دخلهم ، ملبسهم ، صحتهم ، تعليمهم ، طموحاتهم، تعاقد مع مدرسين واطباء ومستشفيات لعلاجهم وعلاج كل الموظفيين والصحفيين.

شخصيا تعلمت كثيرا من الاستاذ الزرقه (رحمه الله)، كان عملاق الصحافة اليمنية بدون منازع، اطلق عليه بعض منافسيه اللؤماء "فأر صحافة" وكان ذلك تعبيرا عن حقد على قلمه وحدسه، الذي كان ينبض بروح الوطن وعشق المهنة..