سفارة واشنطن في اليمن تكشف الهدف الرئيسي للضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي
عاجل: تصريحات لترامب حول الهجوم على الحوثيين وفضيحة تطبيق سينغال
خسارة البحرين وقطر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026
بتمويل كويتي ...إفتتاح مركز تعليمي بمحافظة مأرب بتكلفة 700 ألف ريال سعودي
السبت أم الأحد؟ الفلكي اليمني أحمد الجوبي يحدد متى ينتهي شهر رمضان ومعهد أبحاث مصري يؤكد الموعد
بن دغر يشيد بجهود طارق صالح وبالجهود المبذولة في التنسيق بين القوى الوطنية لمجابهة التحديات
صدور توجيهات رئاسية خلال اجتماع عقد بقصر معاشيق بالعاصمة عدن
عيدروس الزبيدي يبلغ الإدارة الأميركية على ضرورة التنسيق بين الجهود المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة المشروع الإيراني في المنطقة
تعرف على قنبلة مهمتها مخابئ الحوثيين
معارك عنيفة وهروب جماعي لقوات الدعم السريع من العاصمة السودانية
لعل أفضل قرار اتخذه الرئيس صالح من تلقاء نفسه منذ بدء الثورة المناهضة لحكمه مطلع العام المنصرم، أمره الأسبوع الماضي بإنزال صوره من المؤسسات الحكومية و الشوارع. لا جدوى من التكهن في ما قصده الرئيس صالح من وراء هذا القرار. المهم هنا أن تترافق عملية إنزال هذه الصور مع التخلص من ظاهرة تعظيم الزعماء و تبجيلهم و جعلهم رموزا و إسباغ الصفات الوطنية الاستثنائية عليهم، و من ثقافة النفاق البغيضة الكامنة وراءها.
هذا يتطلب إعادة صياغة المفاهيم المصاحبة لمنصب الرئيس في وعينا الجمعي لتخرج منه مفاهيم الأبوة و الفخامة و الجلالة و التسلط المطلق و ولاية الأمر و النعمة مما كان تاريخيا يسبغ على الفراعنة و الملوك و الأمراء و لكنها في العقود الماضية استهوت الرؤساء أيضا.
عندما تزال كل هذا الشوائب، يصبح منصب الرئيس على حقيقته كأعلى وظيفة تنفيذية في الحكومة دون أن يحتاج شاغرها لمسميات باهته و غير ذات معنى من قبيل كونه رمزا أو قامة وطنية شامخة أو صاحب فخامة أو صاحب سمو أو ما سواها من ألقاب جرت عادة الرؤساء أن يطلقوها على أنفسهم أو يطلقها عليهم حملة المباخر من حولهم.
و بذهاب هذه الألقاب لا يبقى هناك داع لرفع صور الرئيس في كل مكان! إذ ما المعني المتوخى من ذلك؟
أهي موجودة لتوحي للناس أن انتبهوا فهذا أبوكم أو أخوكم الأكبر يراقبكم و يحصي أنفاسكم؟ أليس في هذا معرة لكل مواطن و خزي في وجه أي نظام يدعى الديمقراطية و يتباهى بالحرية؟
أم هي لتذكير الناس في الشوارع بمن يكون رئيسهم و ولي نعمتهم كيلا ينسوا اسمه؟
و ماذا لو نسوه و لم يعرف بعض اليمنيين أو حتى أغلبهم حين يسألون عن رئيسهم من هو؟ أفي ذلك شئ؟ أعتقد أن حدوث ذلك مؤشر جيد بأن الناس قد وجدوا فيما ينفعهم من أمور معيشتهم ما يشغلهم عن السياسة و أصحابها؛ و هذا -برأيي - شي جيد يستحق النظام و رئيسه حينها الشكر عليه.
لا بأس من أن تعلق صور الرئيس أثناء الانتخابات أو حيث يجتمع الوزراء و في مكاتبهم لأنهم ينفذون برنامجه الانتخابي و هو من اختارهم و المشرف عليهم. أما أن تمتلئ المكاتب الحكومية و غير الحكومية و المحاكم و البنوك و الشوارع و المقاهي و المدارس و الجامعات و ورق العملات بهذه الصور فلا معنى لذلك الا الدكتاتورية المقيتة و إرسال الرسالة السيئة للناس بأنه هو المعطي و هو المانع و هو الضار و هو النافع و هو ولي الأمر كله.
ولا عجب إذن بعد عقود من هذه الممارسات أن يوجد أناس لا يعرفون حق أنفسهم و يعتقدون أن الرئيس هو من علمهم و من وظفهم و من أنعم عليهم بالأمن و الاستقرار، و من ثم وجب عليهم شكره و الامتنان لمعروفه و الولاء له.
و بالعودة إلى مبتدأ هذه المقالة، فان إزالة صور الرئيس صالح من المكاتب الحكومية و الشوارع لا ينبغي أن تترافق مع إحلال صور الرئيس الجديد عبد ربه هادي منصور محلها ليس فقط من أن أجل الحفاظ على المال العام من التبذير، و أنما حتي لا تكون محصلة عملنا هذا استبدال صنم مكان صنم أخر.
ترى هل تعلمنا من أحداث العام المنصرم و تضحياته التي لا ننفك نتحدث عن وفائنا لها درسا بسيطا كهذا أم أن \"حليمة ما زالت على عادتها القديمة\"؟