توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن
تتميز محافظة الجوف والتي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 170كيلو متر إلى جانب خصوبة أرضها ووديانها الزراعية بتأريخها وحضارتها الضاربة بجذورها في أعماق التأريخ حيث أقام المعينيون مملكتهم في هذه المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد واتخذوا من مدينة معين حاضرة لهم ومن مدينة براقش العاصمة الدينية لهذه المملكة .
وكذلك أسسوا العديد من المدن والتي أقاموها على ربوات ترابية مازالت أثار خرائب هذه المدن موجودة حتى اليوم مثل السوداء والبيضاء وهرم وكمنهو وقرناو وغيرها أما مدينة براقش فهي المدينة التي عرفت في النقوش اليمنية القديمة المسندية باسم ((يثل)) وتعتبر مدينة براقش هي العاصمة الدينية لمملكة معين وتقع إلى الجنوب من مديرية الخلف وعلى بعد خمسة كيلو مترات تقريبا وقد بنيت هذه المدينة مثل باقي المدن القديمة على ربوات صناعية محاطة بأسوار عظيمة ومنيعة , عليها أبراج للحماية والمراقبة من كافة الاتجاهات , وقد ذكر استرابون اسم هذه المدينة من بين المدن ال
تي احتلها القائد ((أليس غاليوس )) احد قادة الإمبراطور الروماني ((أغسطس)) خلال حملته العسكرية على ارض اليمن السعيد بين العامين (25-24) قبل الميلاد خاصة أن مدينة براقش كانت تعيش في ذلك الزمن فترة انحطاط وضعف بعد أن أصبحت تحت سيطرة البدو الرحل.
أما فترة ازدهارها كما تذكر فترة التاريخ فتعود على الأرجح على الفترة الواقعة بين بداية القرن السابع ونهاية القرن السادس قبل الميلاد .
ومدينة براقش تعتبر أفضل حالاً من مدن وخرائب الجوف الأثرية الأخرى لأن بقاياها مازالت واضحة المعالم ولم تتعرض للنبش العشوائي والتخريب بشكل كبير مثل المدن القديمة الأخرى , لذلك مازال سور المدينة مع أبراجها البالغ عددها ستة وخمسون برجاً في حالة جيدة , وهي من المدن الهامة ، نظراً لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والطيب والتوابل ، والتي تحملها إلى مدينة الشام مروراً بهذه المدينة.
كما أن الإمام عبد الله ابن حمزة قد اتخذ من هذه المدينة الصغيرة التي لايتجاوز قطرها حوالي سبعمائة متر مركزاً له، وبني فيها مسجده المعروف بمسجد الإمام عبدا لله ابن حمزة والذي بناه في عام 48هـ .
كما أن الحالة الجيدة لسور المدينة وموقعها المنفرد في صحراء الجوف قد جعل من مدينة براقش جوهرة الآثار ليس في اليمن فحسب بل في كافة أرجاء الشرق الأدنى القديم , وكانت براقش إلى كونها العاصمة الدينية لمملكة معين , كانت عبارة عن محطة راحة للقوافل القادمة من الهند المحملة بالبخور والطيب حيث كانت تلك القوافل تنقل إلى سوريا ومصر العطور والطيب والتوابل .
وتعتبر مدينة براقش أو ((يثل)) أخر محطة في اليمن لهذه القوافل.
ولأهمية هذه المدينة قامت البعثة الإيطالية مابين العامين (1990- 1992م) بعمل بحفريات أثرية برئاسة البروفسور السا ندرو دي ميغريه للكشف عن المعبد الرئيسي لهذه المدينة المعروف بمعبد الإله نكرح حامي هذه المدينة ، كما قامت البعثة الإيطالية – أيضا – بترميم هذا المعبد الفريد خلال عامي (2003-2004م) .
ويعتبر معبد ((نكرح)) من المعابد ذات الطراز لمعماري المميز للمعابد المعينية, حيث تتضمن هياكله الجزء الأكبر منها على قاعدة كبيرة مغطى بسقف يستند على , وهذا النموذج من المعابد ظهر – أيضا – في حضرموت في مدينة ((ريبون ومكينون)) وفي أثيوبيا, وهو من المعابد الجميلة والمكتملة , والذي سيكون له دورا كبيراً في الترويج السياحي في هذه المحافظة الواعدة إذا ما استغل بشكل سليم .
ختاماً لابد من الاعتراف أن محافظة الجوف بشكل عام رغم تميزها من المحافظات اليمنية ، وأيضا عن مدن الجزيرة العربية بشكل عام إلا إنها لم تنل حضها من الاهتمام ، بدليل عدم إجراء أي تنقيبات أثرية بصورة علمية منظمة في مواقعها الأثرية المختلفة باستثناء العديد من الحفريات العشوائية الليلية من قبل لصوص الآثار وباستثناء حفرية علمية منظمة واحدة نفذتها البعثة الإيطالية كما أسلفنا في مدينة براقش للكشف عن معبدها الرئيسي نكرح .
وبحسب كلام الأثريين والمختصين بالشأن السياحي في بلادنا أن محافظة الجوف لو نالت نصياً من الاهتمام والتنقيبات الأثرية العلمية المنظمة من قبل البعثات المتخصصة في هذا المجال فإنها بالتأكيد ستكون العاصمة الأثرية لبلادنا ، وستضاهي أشهر المدن الأثرية في العالم ، وبالتأكيد ستكون محل جذب العديد من السياح العرب والأجانب وأيضا المؤرخين والدارسين لروعة ماتحتويه من كنوز تاريخية أثرية نادرة وتحف معمارية وجمالية في غاية الجمال والإبداع ، كما أنه سيكون لها دور كبير في رفد الاقتصاد الوطني ونمو الناتج المحلي ،ومن خلال تحسين البنية التحتية لهذه المحافظة ،وخلق فرص عمل كبيرة للشباب وبالتالي ستساهم بشكل مباشر في التخفيف من الفقر .
* شبكة ترويح