صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
. اضاع الحوثيون على أنفسهم فرصة ذهبية بعد مقتل الرئيس صالح في ان يكونوا ليس قوة عسكرية وحسب بل وشعبية أيضا. أجاب رحيل صالح المفاجئ على تساؤلات كثيرة أهمها إنه لم يكن بالقوة المفترضة المتخيلة في أذهان الداخل والخارج بحسب معطيات الأداء القتالي الضعيف في مواجهة خصومه في 2 ديسمبر 2017 م .
وصعد الحوثيون كجماعة عسكرية متفردة نسبيا في السيطرة على النفوذ وامتلاك القوة في مناطق الشمال واستولوا حتى على خزائن وأموال صالح السرية .. وكان لهم أمام تشتت وتبعثر القوى والمليشيات السياسية والحزبية والطائفية المحلية الأخرى التي أنتجتها وابتلعتها سنوات الحرب الأخيرة في مناطق البلاد الأخرى أن يقدموا أنفسهم ليس كبديل وحامل سياسي حزبي بل وشعبي أيضا لملىء الفراغ الذي كشفه رحيل الصالح .. ولكن خانتهم حسابات الآيديولوجيا السلالية(العنصرية) التي باعدت بينهم وبين غالبية مكونات المجتمع اليمني وفي مقدمتهم تيارات وجماعات نفوذ وقوى زيدية ومتشيعة عانت منهم اكثر من غيرها بما فيهم أولئك الذين شايعوهم في حروب صعدة الستة ..
ووصلت قطيعتهم معهم حد إصدار حكم الإعدام بحق العلامة يحي حسين الديلمي الذي غيبته زنازين نظام صالح بسببهم لسنوات , واوقفوا آلاف من خطباء وأئمة ومرشدي المساجد الزيدية ومنعهم من الخطابة وتحفيظ القرآن الكريم , ولاحقوهم بالمدرعات والاطقم كما حصل لعلماء (آل علي) في صعدة الذين رفضوا الاستجابة لفتنة( التحشيد للجبهات) وغيرها من الكبائر مثل أحكام الإعدام الجماعية المبكرة بحق الاسماعيليين ..
وبدا بعض السلفيين( التقويين) مما يسمى أهل السنة والجماعة( محمد الإمام , محمد طاهر انعم , والصوملي , البرعي) أقرب في طاعتهم لبيت بدر الدين من رموز الزيدية الاستقلالية المتمردة. صحيح أن الحوثيين ظهروا كقوة عسكرية عصية على الأرض لكن ذلك ما زاد نفور غالبية اليمنيين منهم بتأثير نزعة فكر الحكم السلالي الحامل لمشروعهم , فلا يلتف الناس حول من يجمع في قبضته بين قوة البطش وسلطان العبودية الفكرية للعرش .. اضاعوا رغم تخبط القوى الأخرى وتوهانها فرصة أن يكونوا البديل الوطني(الجامع) ..
وفاق ميزان وجودهم وحضورهم العسكري المسلح الأرضية الشعبية الهشة المتناسبة عكسيا مع تأثيرهم إلا من الخائفين او المتسلقين والمضطرين لمسايرة المرحلة.
. * بين إيران والسعودية *
علاقة الحوثيين بإيران لا تهم اليمنيين كثيرا او تسحب من رصيدهم أكثر مما فعلته همجية تأطير الناس وحشرهم في قبو وبئر حاكمية الحق الإلهي ..
ليست شعارات وتأثيرات وقتية بل مسلكية (طائفية) مدروسة ومكثفة تدار عمليا بالممارسة ومفروضة في حاضنات ومناهج وكتب وملازم التعليم والشعائر والعبادات وكرنفالات استحضار الحق التأريخي لولاية الأسرة والنسب( الصافي) لقولبة وتأطير الوجدان الجمعي اليمني القادم بسياج (حاكمية عائلة السيد المقدسة) .. وجعلوا ذلك أيقونة تخترق حواجز الوعي والذهن في مقرارات التعليم والطابور الصباحي للتلاميذ وتحشيد أوعية التعبئة وفرض ثقافية(عبودية) تصادر أدنى كرامة لحق الإنسان في التفكر ونعمة الاختيار الرباني .
. فرعنة جديدة تكتسب ولاء وطاعة الناس بالاستخفاف ( استخف قومه فأطاعوه). صحيح أن الحوثيين في الظاهر مستقلين سياسيا عن إيران لكنهم تحولوا الى أداة عسكرية طائعة(جارحة للاشقاء) بوعي وبدونه في تنفيذ ما يعتقدونه أما رد جميل او لاعتبار ان شخصية الحركة الحوثية لم تتجاوز قياداتها الصبيانية مرحلة المحاكاة والتقليد الأعمى والتشبه بغيرها مثل حزب الله اللبناني انموذجها الأعلى .
. ما يفقد قياداتها النضوج والرشد والتميز والاستقلالية الحقة. ولعل المخاوف التي تحرك دوافع رفض الشعب اليمني للحوثيين ليست نفسها التي لدى السعوديين , فاليمني لا يرفض إيران كداعم او ممول للحركة وتقويتها ككيان مرشح لحكم البلاد كما هو حال السعوديين , بل يرفض التعايش مع ضحالة استبداد المرجعية السلالية العنصرية للحكم , وهي نقطة التقاطع (الالتقاء) الوحيدة مع السعوديين , وبدون ذلك كان بإمكان معظم اليمنيين قبول الحوثيين نسبيا ولو كقوة مؤقتة لسد الفراغ الأمني وحالة الفوضى والتمزق في جزء من البلد .. لكن اليمني يقدم كرامته كأولوية عندما يقارن بين العيش والتعايش مع الفوضى والتفكك وحتى المجاعة أو خيار الإذعان لحاكمية الكهانة المستبدة التي لن يطيقها بل وسيقاوم سطوتها وطغيانها باظفاره واسنانه أيضا.
* المصالحة المراوغة*
أعلن الحوثيون مؤخرا عن ما أسموه تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية , أبرز مهامها : النظر في طبيعة نظام الحكم وشكل الدولة) .. وهذه وحدها تكفي لنسف كل مخرجات الحوار الوطني التي وقعوا عليها مع القوى السياسية والمكونات الاخرى .
ويظهر الطابع الكيدي وراء أهداف كهذه حتى مع تبرير إن بعض تلك المخرجات قابلة لإعادة النظر , لكن الحوثيين يسوقون لأنفسهم هنا كزعامة سياسية تقود ادارة الاستحقاقات القادمة للمرحلة وتحدد بقيود مسبقة على الآخرين السقف المستحيل لتقارب مكونات المجتمع اليمني مع مصالحة غير صالحة للتصالح !!. نظام الحكم الذي يريدونه يعني إعادة صياغة ما كان وما سيكون بما فيها تقديم صيغة نظام حكم سلالي او (ملالي) ولو ببرنيطة جمهورية مستعارة ..
مع تعددية حزبية( شكلية) وقيود على تداول السلطة(سلميا) وهذا يغري ويجتذب بعض أشقاء الجوار .. وكأن تجربة الحكم في اليمن ابتدأت الآن وافتقدت الى تراكم خبرات أكثر من نصف قرن .. شاءوا لنا أن نبتدىء من حيث يريدون لا من حيث انتهت إليه تجارب القوى اليمنية وخبراتها المتراكمة. شكل الدولة هو أيضا له مدلولاته , يريد الحوثيون إدخال تعديلات على خارطة الحدود الجغرافية السياسية المقترحة أما بعد الحرب والتسوية في اليمن , وهذا ربما يوافق توجهات المكونات الأخرى الرافضة لعبث تقسيم خارطة تقاسم مطامع بعض أشقاء ( التحالف) .. فحين تنسلخ مناطق الموانئ في المخا وباب المندب وتعزل عن جغرافيتها التقليدية وتضم الى غيرها مثل لحج وعدن يضعف جزء كبير من نطاق وموارد بل واستقلال تعز والحديدة واليمن كلها .. لأن دلالة ذلك على انتهاك السيادة الوطنية أكثر دون غيرها
.. والمهرة وحضرموت وشبوة ليست بمعزل عن خارطة تقاسم المطامع الإقليمية بذريعة عزل مناطق المصالح الحيوية في الموانئ والمطارات والثروات عن بؤر القلاقل والنزاعات والصراعات الاجتماعية البينية الداخلية المرشحة للاستمرار بعد التسوية!. لكن شكل الدولة الذي يريده الحوثيون إما النمط المركزي ( تحكم المركز بالاطراف) ورفضهم لدولة الأقاليم الاتحادية التي كانت ضمن أسباب انقلابهم مع الصالح على الرئيس هادي , أو نظام أقاليم يأخذ بالاعتبار إعادة خارطة تقسيم رؤية 2014 م وفق معطيات سيطرتهم الجغرافيا الراهنة وضمان مقومات اقتصادية وموارد ومجال حيوي لكيان قادم خاص بهم ولهم يجعل منهم دولة داخل الدولة أو ينفردون بحكمه مؤقتا دون غيرهم على طريق سيناريو ابتلاع ما تبقى لاحقا.