بعد أن استقر الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد.. في العاصمة السورية – دمشق – قام بتأسيس: (المركز العربي للدراسات الاستراتيجية).. ثم. قام بفتح فروع له ببعض المدن العربية.. ومنها.. العاصمة (المحتلة) حاليا صنعاء!.. ومع الوقت تعرفتُ على مقر فرع - صنعاء – وعلى مديرها.. الذي زُرتُه.. غير مره.. وظل في كل زيارة له يتفضل بإهدائي بعض إصدارات المركز.. ونسختين من كل إصدار، إحداهما للدائرة السياسية والإعلامية – بمكتب رئاسة الوزراء والتي كنتُ أديرها.. والأُخرى لي شخصيا.. وهي إصدارات تتناول مُجمل القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ولبعض الكتاب والأكاديميين – الجديرين – بجانب إصدارات قام المركز بترجمتها.. خاصة عن: (اليمن والجزيرة) تاريخية وسياسية وغيرهما..
حيث حصلتُ على أكثر من - خمس عشرة – نُسخة من الإصدارات المتنوعة.. والتي لا زلتُ احتفظ بنسخي الشخصية بمكتبتي الخاصة – التي استطعت بفضل الله نقلها من صنعاء إلى تعز بعد أن باتت (صنعاء) العزيزة والتي قضيتُ بها أكثر من ثلاثين عاماً شبه محرمة على أمثالي بفضل – أنصار أنفسهم! (مؤقتاً) أما نُسخ الدائرة السياسية والإعلامية بمكتب رئاسة الوزراء.. فإنني أشك ببقائها بعد أن أستولى "الحوثيون" على معظم كتب "التنوير" وحرقها.. سواء برئاسة الوزراء أو بغيرها.. خاصة تلك التي لها علاقة بتاريخ الأئمة.. وما في حكمهم!.. - وظل المركز يصدر العديد من الإصدارات المتنوعة لفترة كبيرة.. حتى جاء إغلاقه فيما بعد.. - فلكم أُعجبتُ بل وأكبرت، سياسي ورئيس أسبق.. يهتم بمثل هذه الجوانب "التنويرية" خاصة عند المقارنة بأمثاله يمنياً.. وعربياً! - في عام 1996م كنا.. الطيب الذكر/ حيد أبو بكر العطاس وأنا في أحد منتزهات "القاهرة" حينما جاء إليه الرئيس الأسبق علي ناصر محمد.. لأتعرف عليه شخصياً ولأول مرة حينها.. والتقيتُ به مرة ثانية وثالثة خلال عامي 2021-2022م أثناء عزاء بمقر السفارة اليمنية – بالقاهرة – وكل تلك اللقاءات كانت – عابرة – مع أنني ظللتُ ولا زلتُ أتابع بعض مقالاته ومنشوراته عن مختلف القضايا اليمنية والعربية والدولية ببعض الصحف والمواقع الإخبارية وبغيرهما!!.
- يوم الخامس من يوليو من العام المنصرم كنا – لطفي فؤاد نعمان وأنا بإحدى "كافيات" التحرير وسط القاهرة.. نتناقش عن بعض الإصدارات الجديدة- خاصة، اليمنية! وفجأة سألنا عن مذكرات الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد، هل هي معي وهل قرأتُها؟! فأجبته بالنفي.. وإن كنتُ قد سمعتُ بها ولم اقرأ عنها.. حينها قادنا إلى مكتبة (تنمية) وقام بكل إصرار بشراء المذكرات وبأجزائها الثلاثة ومن جيبه الخاص. - بعد العودة إلى الوطن، وتحديدا إلى تعز – بدأت أتصفح تلك المذكرات.. فبدأت بالمهم فالأهم.. - أعني: (القطار.. رحلة إلى الغرب).. ثم: (ذاكرة وطن.. عدن والعَالَم).. وصولاً إلى كتاب: (ذاكرة وطن.. عدن والوحدة اليمنية) - وظللتُ أضع بعض الاستفهامات والإشارات أثناء القراءة أو بالأحرى.. أثناء التصفح!. - في السابع من يناير الماضي.. قرأتُ ببعض المواقع والمجموعات عبر: (الواتساب) خبراً عن وفاة الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد.. وكعادتي في التريث.. تواصلتُ مع العزيز لطفي نعمان استفسر منه عن صحة ذلك الخبر.. فأستغرب كونه كان قبل قليل على تواصل معه حسب قوله.. ثم أكد لي النفي.. وهو ما أكده، أعني (النفي) علي ناصر محمد نفسه من خلال رسالة صوتية لبعض محبيه.. والتي وصلتنا وسمعتها فيما بعد!. - خبر "الوفاة" كان دافعاً قوياً لي في العودة إلى قراءة المذكرات بكل تمعن..
- وبدأت بقراءة كتاب: (القطار.. رحلة إلى الغرب).. فتذكرت وأنا اقرأ قراءتي لبعض كتب الرحلات والتي منها: (حول العالم في مائتين يوم) لأنيس منصور، وبعض كتب الأديب الساخر محمود السعدني.. رحمهما الله.. وغيرهما مع الفارق.. فلقد وجدت الكتاب.. شيقاً ومثيراً ومملوءا عِبراً وحكم وهفوات وقفشات ونثرات.. وهو يسرد رحلاته إلى (أوروبا) مستخدما القطار في رحلاته لبعض تلك الدول.. ويذكر بعض القصص والأحداث التي واجهتهم هو ورفاقه بتلك الرحلة.. وبصورة مدهشة حِسا ومعنى.. بجانب سرده لِخُلاصة تجربته في رحلته أو رحلاته تلك.. بهذا الكتاب الشيق الذي لا أخالُ قارئا جيداً سَيَملُّ من القراءة وهو يظل يتعايش ويتفاعل مع الكاتب بمجمل ما وصف وواجه من أحداث خاصة وعامة أثناء الرحلة.. - ثم.. عُدتُ إلى قراءة كتابه: (عدن والعالم) مسجلاً إعجابي في اعترافه بمقدمة الكتاب عن التوجه بعد الاستقلال نحو "اليسار".. وبأن كثيرين من قيادات (اليمن الجنوبي) كانوا ضحية "التنظير والفهم" الذي قام على "الشرعية الثورية" بدلا من "شرعية الدولة" حسب تعبيره! كما تحدث عن "السياسة الخارجية" بين ثورية القرار و"ديبلوماسية الدولة" ص 13-21.
في الفصل الثاني من الكتاب تحدث.. عن علاقة (اليمن الجنوبي) مع بعض الدول العربية والخليجية.. مركزاً على الدور الكويتي، الذي وصفه بـ: "حمامة السلام". - ثم.. وهو الأهم هنا.. جاء في الكتاب وبنفس الفصل عن العلاقة بين: (اليمن الديمقراطية وإيران) حيث خطى المؤلف بعيداً عن بداية تلك العلاقة.. حينما شرح موقف إيران أثناء زيارته لها بشهر سبتمبر عام 2011م – ص259 ومن ذلك، رفض إيران للمبادرة الخليجية التي وصفتها بـ: (الترقيعية) وبأن نظام علي عبدالله صالح هو الذي أفاد منها!! ص161 - وقفة.. مع أن الحوثيين لم يوقعوا على "المبادرة الخليجية" ليس لعدم توافقهم معها.. وإنما لكونهم لم يكونوا طرفاً رسمياً بها! وهو ما قد يتساءل البعض عن الدافع أو الدوافع التي دفعت بإيران حينها بوصفها بتلك الصفة!؟. ولكن رغم عدم توقيع (الحوثيين) عليها.. إلا أنهم استفادوا منها في تمثيلهم بمؤتمر الحوار الوطني، وبحصة أكبر بكثير من حصص بعض أهم الأحزاب السياسية الفاعلة والتي وقعت على المبادرة.. كالحزب الاشتراكي اليمني، وحزب التنظيم الوحدوي (الناصري)..
حسبي علمي وربما جاء ذلك اتقاءً لشرهم والذي كانت قد بدأت ملامحه تظهر! ومن ذلك استمرارهم بالبقاء بـ: ساحة التغيير – إلى بعد خروج غيرهم.. إظهاراً باستمرارهم: (للثورية)! كما فضلوا عدم الدخول بحكومة: (باسندوة) بصورة مباشرة!! وإن شاركوا في حكومة (خالد بحاح) وذلك وغيره من المظاهر.. كانت فقط مجرد إلهاء وتخديراً لأتباعهم خاصة من بعض العامة من قبائل (طوق صنعاء) بالذات! بينما هي مجرد تنفيذ فعلي للتعليمات الإيرانية لهم.. والتي كانت تقتضي منهم أيضاً.. استخدام "التقية" في مجمل توجهاتهم العامة وتوافقاتهم شبه المُعلنة! مع استمرارهم حسب التعليمات نفسها، بالاستعدادات كما وكيفا ربما بالتشاور المسبق مع الرئيس الراحل – رحمه الله – لقادم الأيام، وهو ما حدث فيما بعد يوم انقلاب 21 سبتمبر 2014م المشؤوم!!.
- في الصفحتين 568 و 569 يسرد الرئيس الأسبق/ الحديث الذي دار بينه وبين الديبلوماسي السعودي – عبدالرحمن الطعيمي – الذي التقاه يوم 14 أكتوبر عام 1990م في العاصمة الأثيوبية – أديس أبابا – أثناء الأزمة الخليجية الثانية.. وهو الحديث الخاص بالرئيس الأسبق علي عبدالله صالح – رحمه الله – وما ذكره على لسان - الطعيمي – من كلام ووصف غير مستساغ وتعبيرات لاذعة وغير مقبولة لعاقل ضد الرئيس الراحل وعنه بسبب وقوفه مع الشهيد الراحل/ صدام حسين – رحمه الله – في احتلال الكويت!! بما في ذلك ذكره لعرض الرئيس الراحل صالح للرئيس الراحل محمد حسني مبارك - رحمهم الله – وهو العرض المقدم بمليارات الدولارات من نفط الكويت سنويا مقابل وقوفه مع صدام حسين وتوجهاته بمؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عُقد بالقاهرة آنذاك إلى غير ذلك مما جاء في كتاب: (عدن والعَالم) وبنفس الصفحتين المذكورتين آنفا!.
- وقفة.. ما يخص موقف الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مع الشهيد/ صدام حسين في احتلاله للكويت عام 1990م.. ومع أنه قد أفضى بما قدم.. إلا أن موقفه ذاك.. سيظل بين راضٍ وساخط وبين ناكر ومصدق.. مع أن كل الشواهد المُعلنة والمؤكدة حينها.. تؤكد دون أدنى شك بخطئه الكبير في ذلك الموقف، والذي أياً كانت دوافعه.. فقد كان من أهم الذرائع في دفع اليمن عامة.. والمغتربين منهم خاصة.. ثمناً باهضاً بسبب ذلك الموقف غير الحصيف.. ليستمر دفع الثمن مروراً بحرب عام 1994م وما بعدها حتى اليوم! بل وقد يظل اليمن يدفع الثمن وإن بجوانب شبه مختلفة، حتى يرث الله اليمن وجيرانها.. بما ومن عليهم وهو خير الوارثين؟!!.. - ولا يخلو كتاب: (ذاكرة وطن.. عدن والعَالَم)!!
- من سرد بعض المواقف الظريفة والمُلفِتَة والمُضحكة أيضاً! والتي منها على سبيل المثال وليس الحصر.. موقف الراحل "علي عنتر" رحمه الله من "السوفييت" حينما كانوا بزيارة رسمية "للاتحاد السوفييتي" سابقاً! وهم بدار الضيافة في "تلال لينين" بموسكو ص465 – 466 ومن أراد الهروب مؤقتاً من الوضع القائم اليوم! ويرغب بالترويح على نفسه ببعض الضحك ولو مع ذاته.. فليعُد إلى قراءة تلك الصفحتين!!. في كتابه الأهم ولو عندي فقط ! أو بالأحرى.. في مذكراته والخاصة بـ: (ذاكرة وَطن.. عدن والوحدة اليمنية)!! - ففي مقدمة الكتاب.. ص11.. سرد الرئيس الأسبق.. بعضاً من متاعبه ومصاعبه الشخصية.. والتي منها.. وربما أهمها.. إخراجه (الإجباري) من اليمن عام 1990م قبيل قيام الوحدة.. وكيف أنه تقبل ذلك، رغم حزازة في النفس (لأن ولاؤُه للوحدة والوطن، طغى عن أي شيء ثانوي آخر) – حسب تعبيره – الخ..
- في الفصل الأول من الكتاب تحدث عن: (الوحدة. عبر التاريخ.. وحدة الإنسان والأرض والحضارة!).. - وفي الفصل الثاني.. تحدث عن: (الوحدة اليمنية، في عهد الخلافة الإسلامية، والدول اليمنية المُستقلة).. بينما في الفصل الثالث.. كان عن: (محاولات النظام الإمامي لتوحيد المناطق التي انسحب منها الأتراك)! لافتاً بهذا الفصل عن دور (عدن) مع "الأحرار" وعن: (واحدية الثورتين 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م).. - في الفصل الرابع كان الحديث عن: (معركة الوديعة.. وضياع كوريا موريا) مركزاً على ملحمة: (حصار السبعين يوما لصنعاء) معتبراً الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب بأنه كان من أبرز أبطال فك الحصار الملكي عن صنعاء.. منتقدا بشده.. موقف نظام الشمال من استقلال الجنوب، وأنه في الوقت الذي كانوا يظنون في الجنوب.. ان فرحة الشمال باستقلال الجنوب لا تقل عن فرحة صانعيه ومناضليه.. الخ..
- في الفصل الخامس يتحدث عن: (حروب الوحدة بين نظامي صنعاءَ وعَدن، ودور القوى التقليدية في تأجيج الصراعات) ص 147-323 ذاكراً حِوَارات واتفاقات الوحدة التي تمت بين الشطرين! إضافة إلى ذكره لاستشهاد الشهيد/ إبراهيم بن محمد الحمدي – رحمه الله – وذكر الأحداث التي تلت مقتله.. منتقدا بشده.. الشهيد/ عبدالعزيز عبدالغني – رحمه الله، والذي كان بمنزل "القاتل" للحمدي يعني - الغشمي – أثناء قتل الشهيد الحمدي.. لكنه يقصد عبدالعزيز عبدالغني، التزم الصمت وكأنه لم يكن يعرف شيئاً عن الحمدي.. مع أن الحمدي هو الذي أختاره لرئاسة الوزراء بشهر يناير 1975م – حسب تعبيره؟!! ص224 -
- وقفه.. لم أتوقع اتهام علي ناصر محمد للشهيد عبدالعزيز عبدالغني بالمشاركة بقتل الشهيد إبراهيم الحمدي وذلك هو ما يفهم كل قارئ لكلامه.. ودون ذكر بعض أهم الأدلة الموثقة والمُعتبرة!! باستثناء ذكره لمقابلة مع حسين أحمد حسين الغشمي بصحيفة "اليقين" والتي جاء ذكرها بنفس الكتاب ص141، حينما اعتبر الغشمي – الابن – عبدالعزيز عبدالغني.. مشاركاً مع والده بقتل الشهيد الحمدي.. وليس فقط شاهداً كما يظن البعض، حسب تعبيره.. فهل يعقل هذا؟!!.. - ولعل الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد استقى معلوماته مما قاله حسين أحمد حسين الغشمي فقط! وهو مالم أكن أتمناه له! أو ما قد يعني أن اتهامه للشهيد عبدالعزيز عبدالغني غير سليم "النية" مع أنه ذكر بكتابه شهادات البعض أيضا عن جريمة الشهيد "الحمدي" والتي قد اطلعتُ عليها كما اطلع عليها غيري غير مرة.. والخالية تماما مما جاء ذكره بمقابلة الغشمي "الابن" التي ربما أستند عليها – كما يوحي ذلك فحوى حديثه!!.. وفي نفس الوقت.. فإن معرفتي الشخصية والقريبة لعدة سنوات للشهيد/ عبدالعزيز عبدالغني – رحمه الله – تؤكد لي ولكل من عرفه أو عمل معه عن قرب.. استبعاده عن أي دور مباشر أو غير مباشر في مقتل الشهيد الحمدي.. رحمهما الله .. والتزامه الصمت.. فيما بعد.. لا يعني التواطؤ ولا التوافق وبالطبع ولا الرضى.. بقدر ما يعني الخوف من مصير الحمدي نفسه! كأقل احتمال! وهو ما حدث لغير واحد من بعض أهم القيادات العسكرية والأمنية والمدنية حينها.. وكانت الظروف التي مر الشطر الشمالي (سابقاً) آنذاك.. تجعل الحليم حيراناً!!..
- ولا أخال الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد يجهل ذلك كله.. فما الذي دفعه ليقول على الشهيد عبدالعزيز عبدالغني ما قال؟!!. - في الفصل السابع – (لم يأت ذكر الفصل السادس في الكتاب) !! تحدث عن: (الاجتياح الإسرائيلي للبنان، والدور اليمني غير المسبوق!) ص337 الخ. بجانب سرد ملحق توثيقي لكل القيادات التي تولت قيادتي اليمن بشطريه، منذ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وحتى 31 ديسمبر 2019م (ربما إلى عند إصدار الكتاب!).. - بنفس الفصل السابع ص359-360 يسرد الخلافات التي ظهرت بعد انتقاله: (وزمرته) إلى صنعاء بعد أحداث الثالث عشر من يناير 1986م، وذكره لمدى القلق والتوتر والإحباطات التي عايشوها.. بسبب ذهاب وقتهم من يوم نزوحهم إلى صنعاء دون أن يفعلوا شيئاً.. بسبب نظام صنعاء الذي كان لا يثبت على حال! حسب تعبيره.
- وأنه بعد المكاشفة، عُقد أكثر من لقاء.. واتفقوا على تشكيل عدد من اللجان السياسية والعسكرية والأمنية والتي خرجت بوثيقة وخطة سياسية وعسكرية وأمنية.. تم طبعها من نسختين، لكل طرف نسخة! ثم يؤكد أن تلك الخطة هي نفسها التي نُفذت وطبقت حرفياً في حرب 1994م، والتي شنها صالح لعدة أهداف..!! كما قال.. الخ.. مؤكداً ص399 أن علي عبدالله صالح – رحمه الله – هو الذي بدأ بحرب 1994م وأنه خطط لها منذ ديسمبر 1993م!.. معتبراً علي سالم البيض بإعلانه الانفصال، بأنه هزم حزبه وهزم نفسه بنفسه بعد أن تخلى عن سلاح الوحدة، مقابل ملياري دولار صرفها له حكام الخليج؟!!.
- وقفة.. إذا كان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح – خطط للحرب منذ ديسمبر 1993م كما يقول - علي ناصر محمد – أي قبل الوصول إلى صيغة: (وثيقة العهد والاتفاق) وقبل التوقيع عليها.. والتي تعهد – رحمه الله – عند توقيعه عليها بعمان – بتنفيذها والعمل بما جاء بها.. الخ.. فإن هذا يحتاج إلى تفسير وتوضيح أو تفنيد من أقرب من كانوا مع علي صالح ممن لا يزالون على قيد الحياة.. وممن لا يزال بعضهم يُسبح بعد الله بحمده حتى اليوم!! - ولم ينسى في ص380-387 ذكر قيامه بخطة أجهضت زيارة وزير الخارجية السعودي الراحل – الأمير/ سعود الفيصل – رحمه الله – إلى عدن، لهدف وقف أي نشاط وحدوي، وتقديم مساعدات ضخمة للنظام بعدن، مقابل تراجعه عن الوحدة.. وأن اقتراحه للدكتور الإرياني – رحمه الله – والذي تم العمل به من قبل الرئيس صالح، كان دافعا لإخفاق زيارة الوفد السعودي، ودافعا للعد التنازلي للتشطير – حسب ما جاء بتلك الصفحات من كتابه!!.
- وقفة.. كيف يمكن لأمثالي أن يفهم ممن ظل يسرد تاريخ الوحدة اليمنية عبر التاريخ وبأن ولاؤه للوحدة وللوطن اليمني طغى عن أي شيء آخر.. وصولاً إلى قيامه بخطة كانت هي الدافع للعد التنازلي للتشطير وغير ذلك مما جاء في الكتاب عن حبه للوحدة اليمنية وتعلقه بها.. ثم في السنوات الأخيرة ظل ولا يزال ينادي عبر مقالاته ومنشوراته وتوجهاته العامة بوحدة من إقليمين – لفترة – يعقبها استفتاء؟!! الخ.. شخصيا.. غير قادر افهم أو استوعب أهم أسباب ودافع الموقفين ومن ذات الشخص نفسه! مع تقديري الشخصي له؟!!. - في ص394 تحدث عن دور علي عبدالله صالح في تأسيس (حزب الإصلاح) بالتنسيق مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمهما الله – لماذا؟! لهدف عرقلة الاتفاقات المُوقعة بين شريكي الوحدة؟!! (لا تعليق؟!). - مكررا حديثه بمرارة عن اتفاق صالح والبيض على إخراجه من اليمن! متهما صالح بعدم الوفاء – ص397. - ثم تنبأ بأن شهر العسل بين العليين لن يطول! لمعرفته بمزاجية "البيض" وحماقته السياسية – حسب تعبيره – ص403 - إلى غير ذلك، مما جاء في كتاب: (ذاكرة وطن.. عدن والوحدة اليمنية) مكتفياً هنا بذكر جزء يسير مما جاء فيه مع أن كل ما جاء بالكتاب مهم وجدير بالقراءة في كل الأحوال!..
- وقفة أخيرة.. لقدر قرأتُ كتب الرئيس الأسبق علي ناصر محمد – الثلاثة بكل شغف.. وإن كان في الكتابين: (عدن والعالم) و (عدن.. والوحدة اليمنية) ظل يسترسل دون الالتزام بالأقدمية بما يخص وقع الأحداث.. مما أفقده التسلسل – إن صح التعبير – وهو عكس مذكرات القاضي/ عبدالرحمن الإرياني – رحمه الله – على سبيل المثال! وذلك ما قد يوحي لأمثالي.. أن الذاكرة عند علي ناصر محمد كانت هي الحاضرة عند الكتابة ببعض إن لم يكن بمعظم ما كتب! أعني عدم تسجيله المُسبق ولو لبعض أهم وقائع الأحداث وتسلسلها أولاً بأول.. ثم الاحتفاظ بها حتى يحين وقت نشرها..! إضافة إلى اعتماده بمعظم ما قام بنشره، على ما قد تم نشره للعامة!!.. كما أن بعض ما قاله عن علي عبدالله صالح مما قمتُ بذكره وهو القليل.. إضافة إلى ما قاله عن الشهيد/ عبدالعزيز عبدالغني بوجه خاص.. وما قاله عن غيرهما وعن مجمل ما قام بطرحه بوجه عام.. يقتضي الرد عليه، تصحيحاً أو تقويماً أو توافقاً أو تفنيداً.. خاصة من المعنيين بالشهيدين علي عبدالله صالح وعبدالعزيز عبدالغني خاصة وعن غيرهما عامة.
- لابد من الرد أيا كان.. فطالما ولا يزال الرئيس الأسبق علي ناصر محمد – حياً – مد الله بعمره، فإن الرد عليه من قبل المعنيين أو من بعضهم – إن أفاقوا من غفلتهم.. يجب أن يظهر عاجلاً وليس آجلاً! إذ يصعب إن لم يستحيل قبول أي رد أياً كان بعد وفاة الكاتب! وبعد عمر مديد بعون الله.. ورغم أن المذكرات والسير الذاتية (السياسية) قد تكون شبه مكروهة في العالم العربي بوجه عام.. ربما لعدم التمتع بالصراحة اللازمة عند الكتابة.. ولا بالشجاعة الكافية لتقبلها إلا في النادر.. إلا أنها مع ذلك.. قد تكون ولو بمثابة شر لابد منها.. ولذا.. فإنه يمكن القول.. أن الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد يكفيه أنه امتلك الشجاعة وقام بطرح ما رآه أيا كان! - وفي نفس الوقت.. لابد من الإشادة بالمذكرات كونها هي الثانية بعد مذكرات القاضي/ عبدالرحمن الإرياني – التي قد ظهر منها ثلاثة أجزاء ولازال أمثالي يتطلع إلى الجزء الرابع رغم الفارق الكبير بينهما!
- كما لازلت أتطلع إلى مذكرات أول رئيس للجمهورية أعني المشير/ عبدالله بن يحيى السلال، وغيرهما من رؤساء ورؤساء وزراء وقادة شطريّ الوطن سابقا وكل من عمل من خلال موقع قيادي.. أكان ذلك مدنياً أو عسكرياً أو امنياً خاصة من بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. فأمثال حيدر أبو بكر العطاس.. الذي أحسب أنه يعد كتابه ذلك – حسب علمي – والدكتور عبدالكريم الإرياني والشهيد عبدالعزيز عبدالغني وأمثالهما.. لابد من ظهور مذكراتهم!!.. مع انني تفاجأت بمن أخبرنا من أقرباء الراحلين عبدالعزيز عبدالغني وعبدالكريم الإرياني بعدم وجود مذكرات أو وجود وثائق وما شابهها توحي بذلك؟! رغم شكوكي. إنه لا بد من إخراج مذكرات أولئك الذين تحملوا المسؤولية أكان قبل أو بعد وفاتهم عبر أقربائهم ومحبيهم الكُثر! فمذكرات هؤلاء يجب أن تظهر للشعب..
- وكأقل تقدير يُقدم لشعبهم الذي تحمل محنهم ومصائبهم ومصاعبهم وحسناتهم وسيئاتهم.. لكي يعرف ولو بعض الحقائق أو يعرف بعض ما فيها من وقائع مثيرة ومريرة وصالحة وطالحة.. - أما التحفظ.. تحت حجج واهية، خاصة ممن لا يزالون أحياء.. إنما ذلك.. بقدر ما يعني عدم ثقة بالذات بقدر ما يعني أيضاً عدم ثقة بالشعب الذي حكمه بالرضى نادراً وبالقوة أو عدم المعرفة غالباً! - فتحية وتقدير للرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد.. الذي قال كلمته.. أيا كانت.. ومشى!!..