لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
جهاز الاستخبارات بالساحل الغربي يلقي القبض على خلية حوثية كانت تخطط لتنفيذ مخطط إرهابي .. عاجل
الجيش الوطني يلحق بالمليشيات الحوثية بمحافظة تعز هزيمة مباغته ويرغمها على الفرار ويفشل تحركها
دليل جديد على علاقة الحوثيين بتنظيم القاعدة
تدهور مستمر في قيمة العملة وارتفاع سعر الذهب.. تعرف على أسعار الصرف والذهب اليوم في عدن وصنعاء
تعز: تظاهرة للمعلمين بالتزامن مع إعلان عدد من المدارس استئناف الدراسة ومسئول يكشف عن اتفاق كَسَر الإضراب
الوجود الحوثي على الضفَّة الغربية للبحر الأحمر.. الأبعاد والأدوار
النشرة الجوية: أمطار رعدية على هذه المناطق في اليمن
حصيلة كارثية لضحايا الألغام الحوثية في اليمن
أكتشف 5 أشياء قد تزيد من خطر الإجهاض لدى النساء
مأرب برس - خاص
جاءني أحد حملة الشهادات العليا ممن أعرف، يشكو ضيق حاله وقله حيلته وبدا منهارا بائسا، فسألته هل علمت بقصة الأرملة أم أحمد والأم لعدة أيتام التي تحولت - خلال فترة وجيزة - من معدمة تستجدي الإعانات من الناس إلى متبرعة؟
أم أحمد هي امرأة توفي عنها زوجها قبل أعوام قليلة بعد صراع مع المرض تاركا وراءه أبناءً لا عائل لهم، وزوجة بلا سند بل زوجة أمية لا تحسن القراءة والكتابة أو أي من أعمال الدنيا سوى أن تكون ربة بيت لا أكثر ولا أقل.
ولم تكد تمضي بضعة شهور بعد وفاة الزوج حتى نفذت مدخرات الأسرة فاستبد الفقر بأبنائها في ظل ضيق الحال وانعدام الفرص أمامها وأصبحت مهددة بالطرد من مسكنها المؤجر، ولم تجد ممثلة إحدى الجمعيات العاملة في إطار محاربة الفقر عند زيارة هذه الأسرة - بعد أن شاع صيت فقرها- سوى الوقوف حائرة حقاً أما معضلة بدت لها صعبة الحل جداً.. أرملة أمية لا مهنة لها تجيدها وأيتام كٌثر وفقر ضارب الأطناب.
وفجأةً أومض النقاش الطويل بين الأرملة وضيفتها الزائرة من ظلمة اليأس شمعة أضاءت حياة الأسرة بل ضوء عظيم غيّر مجرى حياتها إلى الأفضل، فكانت "البهارات" التي تجيد الأرملة تنقيتها بشكل لافت هي طوق النجاة، فتنقية " البهارات" بمهارة هي ميزة لا تتوفر عادة لدى كثيرات، وهكذا كان أن نسقت الجمعية للأرملة مع تجار البهارات في منطقتها الذين وجدوا في هذا التعاون مع الأرملة مصلحة أكيدة مشتركة تجر النفع على الجميع، وتحققت مقولة " علمني كيف اصطاد خير من أن تعطيني سمكة كل يوم".
والسؤال هنا : لماذا يقنع بعض المتعلمين لدينا من الدنيا بالإياب؟ ولماذا يصابون بالإحباط عند أول أو آخر محاولة فاشلة للبحث عن فرصة عمل؟ لكل إنسان منا لاشك في نفسه نقطة ضعف، لكن دون شك أيضاً لديه مواطن قوة كثيرة وميزات عديدة قد لا تتوفر في أقرانه، والمشكلة أن بعض الشباب خاصة حملة الشهادات يجهلون أو يتجاهلون كيف يفعّلون المهارات الكامنة في أنفسهم بكيفية تنتشلهم من واقع مزعج إلى آفاق النجاح ودائرة تأكيد الذات، إن المطلوب فعلا هو تنقية " المهارات" من شوائبها كما تنقى البهارات وسنصل حتما بإذن الله .
ليس شرطاً أن يعمل الخريج الجامعي في مجال تخصصه إن كان يملك مهارات عمل أخرى قد تكون بعيدة عن مجال معارفه، لأن التعلم عملية مستمرة والحياة أفضل جامعة في هذا الخصوص فنسمع مثلا عن خريج جامعة عريقة في مجال هندسة الحاسوب وجد فرصة عمل ناجحة في مجال التسويق وآخر من خريجي كلية التجارة أيقن أن فرصة نجاحه في العمل تكون في مهن حديثة وواعدة مثل التصميم والفني وأعمال الدعاية والإعلان وشراء المساحات الإعلانية، بل إن آخرين عادوا إلى استثمار خيرات الأرض وثرواتها بعد رحلة تعلم جامعي طويلة فزرعوا البطاطا والخضروات ليجنوا من ورائها آلاف الريالات.
ولا يفشي كاتب هذا المقال سرا أنه غير مرتبط بوظيفة مع الدولة لكنه في المقابل مرتبط بأبناء يجب توفير حقوق بنوتهم فهل نخذلهم في غياب درجة وظيفية؟ لذا يصيبني العجب وتأخذني الدهشة عندما أرى أمامي جامعيا بل حاملاً لشهادات عليا يشكو الفاقة والفقر مستسلما لواقع ارتضاه بنفسه وركن إلى يأسه فكان المسمار القاتل الذي دقه أخونا في نعش مستقبله.
وبالأمس فقط زارني شاب يافع تخرج بعد من الثانوية العامة وعرض بكل حماس مصنفاً جمع مادته في شهور عديدة ولمست فيه ابتكارا في الفكرة وإبداعا في التصور سيفيد قارئه بعد نشره بالقدر الذي سيعود على جامعه بالفائدة ماديا ومعنويا.
وقد قالوا قديما "أشعل شمعة خيرا من أن تلعن الظلام"، فالبحث عن مورد رزق ولقمة العيش يستدعي أولا وأخيراً أن نعرف مواطن القوة فينا جيداً ثم نسعى جاهدين بعدها في طلب الرزق عملاً بأمر الله تعالى وتماشيا مع سنة الحياة، فالسماء لا ولن تمطر ذهبا أو فضة، وأحلام اليقظة لن توفر لك رغيفا ساخناً يملأ معدتك الخاوية.
* خبير إعلامي ومدرب