آخر الاخبار

انقطاع مفاجئ للإنترنت بسوريا.. والحكومة تكشف الاسباب الريال الإيراني يهبط إلى مستوى غير مسبوق ويكسر حاجز المليون أمام الدولار تقرير مخيف من الأمم المتحدة يكشف عن نصف أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد فضيحة عسكرية جديدة عن تسريب خطط عملياتية أمريكية باليمن عبر تطبيق مراسلة علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان

تداعيات الفرز الطائفي والعنصري
بقلم/ زيد الشامي
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 3 أيام
الخميس 19 فبراير-شباط 2015 10:05 ص
عادت الدعوات الطائفية والعنصرية اليوم وبقوة، بعدأن كان قد خفت صوتها، وكادت أن تتوارى عندما حلّ بدلاً عنها التقارب والتعايش بين جميع اليمنيين، فسياسة القهر والإذلال وإلغاء الآخر تفاقم المشكلة وتوسّع الشُّـقة وتثير العداوات والبغضاء.
أصبح الشعب اليمني - المشهود له بالإيمان والفقه والحكمة - مقسماً إلى مسلمين وتكفيريين؛ فكل من خالف جماعة الحوثي حكمت عليه بأنه تكفيري وداعشي: قهره واجب، وتعذيبه قُربة، وقتله بطولة، وماله مباح، هذا ما تقوله وسائل إعلامهم، يدخل في ذلك المتهمون بتهريب المخدرات، وحتى حفظة القرآن المخالفين لهم هم أيضاً تكفيريون ودواعش وقاعدة، ولا مكان لهم في العيش على أرض اليمن، مع ان الأصل حسن الظن في المسلمين جميعاً وحسابهم على الله، وفي الحديث: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ".
هذا الفكر الإقصائي تعضّده الممارسة العملية حيثما يبسط الحوثيون نفوذهم، وهو ما جعل كثير ممن ناصرهم ينقلب عليهم، وصار التمسك بالأقاليم قضية مصيرية بالنسبة لهم ليتخلصوا من الهيمنة؛ ولم تعد قابلة للأخذ والعطاء كما كانت قبل هذا التّـغول الفجّ!!
من المؤسف اليوم أن الأصوات الوحدوية فقدت حجتها بسبب هذا الجموح في السيطرة وإلغاء الآخر والتهديد باستخدام القوة والسلاح لإخضاع المخالفين، كما أن الإجراءات التي تتجه نحو الإنفراد بالسلطة وفرض الإستبداد بالترهيب والترغيب، كل ذلك يرفع حظوظ دعوات العصبية المناطقية والطائفية؛ ويزيد الطين بلّة عدم وضع أي اعتبار للغضب والإمتعاض الذي يبديه إخوتنا في المحافظات الجنوبية والشرقية من الممارسات المتعالية والإقصائية.
جميع القوى السياسية الفاعلة تعارض إبتلاع الدولة وإسقاط مؤسساتها وإحلال المليشيات المسلحة في مكانها، والشراكة لا تعني قصرها على لون سياسي واحد، والإتفاقات لا معنى لها إذا لم تُنفَّذ، وها هي جهود المتحاورين تصل إلى طريق مسدود، لأن الجميع قدموا تنازلات كبيرة بمن فيهم المؤتمر الشعبي، ولم يُقابل ذلك إلا بالإصرار من جماعة الحوثي أن يسير الجميع خلفهم، غير عابئين بردود الفعل الرافضة لإنقلابهم: محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً، ولم يسمعوا حتى لنصائح المحبين لهم من أصحاب الرأي والتجربة، ولم يعد يعنيهم تصاعد احتجاج المعارضين لتوجهاتهم الإقصائية.
لا نرى في الأفق أملاً لسماع صوت العقل، ولا حرصاً على مصلحة الشعب، ولا اعتباراً من تجارب الماضي، ولا مراعاة لردود فعل الدول الأخرى، ولا اعتباراً للغضب والمظاهرات الشعبية ضدهم، ولا حتى خوفاً من الله الذي يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُـفْلِـته؛ ويبدو أن قدر اليمنيين أن يستمروا في هذه المعمعة من الصراع حتى يقتنع الجميع بالعدل والمساواة والعيش المشترك من دون استئثار ولا طغيان، وأن بلدهم يتسع لهم جميعاً.
وعلى الرغم من هذه القتامة يشعر المرء باطمئنان أن قوة الله غالبة، وأنه جلّ جلاله لن يخيب دعوات العجائز والأرامل والأيتام الذين باتوا يهيمون في العراء بعد أن فُجّـرت بيوتهم بحجة أنهم تكفيريون ودواعش، والعدالة الإلهية ستأخذ مجراها لإنصاف من نهبت أموالهم وصودرت ممتلكاتهم، وسينتقم الله للمساجد التي هدمت، ودور القرآن التي نُهبت أو دُمّـرت وشرد طلابها، فسنن الله ماضية على السابقين واللاحقين.
ومع الثقة بالله القوي القادر فإنه سبحانه طلب من أصحاب الحق أن يلجأوا إليه، ويعتمدوا عليه، ويستدركوا جوانب تقصيرهم، ويأخذوا بالأسباب، ويستفرغوا الجهد في مقاومة الظلم والعدوان، وحتى يكونوا أهلاً لنصر الله وتأييده فعليهم أن يوطّنوا أنفسهم على فصل جديد من النضال لاستعادة حقوقهم وممارسة حرياتهم، وليثقوا بأن الأرزاق والآجال بيد الله وحده.