آخر الاخبار

المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية العيسي يرفض استقالة مدرب منتخب الشباب ويقر بعدم صرف مستحقاته ومكافأة التأهل

حتى لا ننسى .. ارحلوا عن مضاربنا
بقلم/ راجي عمار
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 7 أيام
الخميس 27 يوليو-تموز 2017 04:21 م
 

تعز أيقونة اليمن مدينة الوسط الجغرافي وشريان اليمن النابض بالحياة ، إنها المدينة التي نهلت من معارفها كل مدن اليمن شرقا وغربا شمالا وجنوبا .. مدينة العلم والثقافة والاقتصاد .. مدينة الحرية والمدنية .. تشرق شمسها يوميا على كل جنبات اليمن.

تعز النشيد الجمهوري الصداح بكل مدارس اليمن يتردد صداه كل صباح إلى أسماع كل الكائنات الحية والجامدة. لا تخلو قرية في اليمن من رائحة تعز العبقة بعطور الدنيا الفواحة بنكهة جعلت حياة اليمن ذات مذاق من نوع خاص. بالمقابل تكافئها اليوم أيادي الكهنوت الامامية بقصفها بأصناف الاسلحة والقذائف الصاروخية، وتغتال طفولتها وبراءتها ، وتحاصرها من كل مقومات الحياة.

وهذا البون الشاسع بين تعز وبينهم، وشتان بين من يحمل شعار الموت ومن يحمل بيارق الحياة. لن ننسى أطراف أطفالنا المبتورة من قذائفهم التي تمطر مدينتنا ليل نهار، لن ننسى قناصتهم تستهدف كل جسم متحرك أرسلته الأقدار ليمر أمام فوهتها كان طفلاً أو شيخاً أو امرأةً أو شاباً أو مجنونا يبحث عن ما تبقى في النفايات ليسد رمقه، أو حتى كيس بلاستيكي تلاعبت به الريح، وكأنك تشاهد أفلام سينماء التورمنيتور، وترى ذلك المخلوق الفضائي البشع المبرمج الكترونيا على قتل كل متحرك أمام عدسة عينيه يطلق نيرانه نحوه دون شعور، جرائم حرب تندى لها الجبين ، بالأمس هديل بترت قذيفة المليشيا يديها وهي تصرخ مخاطبةً خالها : " يا خال اين يداتي؟ كيف باكل؟ كيف بكتب؟ كيف بلعب؟ ليش كذا؟/ وتصرخ من الألم ." يا الله ما أصعبها من لحظات يتوقف الزمن من هولها .. طفلة الخمس سنوات تعيش بقية حياتها بدون أطراف، لن ننسى صورة الطبيب وهو حاملا يدك المبتورة يا بنيتي وهي مخضبة بنقش الحناء في فرحة العيد لطخوا فستانك الجديد بدمائك الزكية.

اغتالوا فرحة عيدك كما اغتالوا فرحة اليمن وعيدها. غدونا نستقي من بحار الأحزان شرباً غدواً وعشياً .. لن ننسى أنهاراً من الدموع والدماء التي تسيل كل يوم، ومن لم يمت بقذائفكم مات بأمراضكم التي خلفتموها وراءكم وآخرها الكوليرا التي كانت قد تخلصت منها اليمن من خمسون عاما مضت.

عامان وها هو العام الثالث في منتصفه ومدينتنا تحت نيران وحصار المليشيا، ألويةٌ عسكرية تصل إلى أربعة عشر لواءً بعتادها ومخازن ذخائرها تقصفها بشكل هستيري، لكنها شامخةً وتقاوم رغم الخذلان ، كيف لا، وهي المدينة التي لا تغيب عنها شمس الحرية .. أبطالها صائمون وفي حرارة ظهيرة شهر رمضان يحررون قصر جمهوريتنا وما حوله من مساحة جغرافية شاسعة رغم الألغام والقذائف، في صمود وبطولة أسطورية قلت مثيلاتها إلا في قصص الخيال . آلاف الشهداء والجرحى، ومثلهم مهجرون ونازحون من طغيان مليشيا الحوثي والمخلوع صالح وحقدهم على المدينة التي حطمت أحلامهم في إعادة الإمامة والكهنوت ..

التهمت صواريخهم وقذائفهم المدينة، فيما أفراد مليشياتهم يفرون كجرذان أمام أبطال تعز في معارك الوغى والمرابطين في الثغور، وحين يهزمون يصبون جام غضب قذائفهم على المدنيين من النساء والأطفال .

لن ننسى صرخة الطفل " فريد " لا تقبروناش وكل المآسي التي قضمت منا فلذات أكبادنا. ورهاننا أننا لن نستكين حتى نطهر المدينة من كامل رجسكم وستلفظكم أشجارنا وأحجارنا ونخلص تأريخنا من غباركم الذي لوث أجواء اليمن، وكتم أنفاسها، ولو خذلنا العالم وطال الزمن أو قصر ..

لن نستكين حتى ترحلوا عن مضارب مدينتنا ومضارب كل مدينة في اليمن، وسنكسب الرهان أيها التعساء . حتى لا ننسى يا تعز !!

 
مشاهدة المزيد